منطقية الأديان...2

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

الحوار المتمدن-العدد: 8227 - 2025 / 1 / 19 - 18:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هي اللامنطقية بعينها ولحمها وشحمها…...في القرآن اخذت قصة الخلق منحى آخر واتجاه آخر جديد على الساحة ،لم يتطرق عليه التوراة ،واخذت القصة تتشعب وتتفرع ولكنها قطعاً زادت من الطين بلة ..هناك جدال ونقاش غريب وعجيب حدث بين الله من جهة وبين الملائكة والشيطان من جهة أخرى..الله هنا قرر أن يشارك قراره مع الملائكة بخلق الإنسان في الأرض ليكون له خليفة أو بالأحرى خليقة،لا أعرف لماذا الله خالق الكون ،يريد أن يستشير أو على الأقل يعلم الملائكة بقراره هذا وهو الذي خلقهم للعبادة وللسمع والطاعة فقط ،ولكن الغريب فعلاً ،هو رد فعل الملائكة إذا قالوا له "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ"...واضح أن هناك عدم رضى وعتب واضح من الملائكة ،ولكن الأهم معرفة الملائكة علم الغيب أيضا ،إذ كيف عرفوا بأن الإنسان وقبل الخلق سيفسد وسيسفك الدماء على الأرض ؟؟؟؟ ولماذا الله اصر على خلق أدم رغم توجسات الملائكة التي كانت صحيحة ؟؟؟
لابد أن أذكر هنا .أن المفسرين احتاروا بربهم في تفسير هذه الآيات وأخذوا يشرقون ويغربون في تفسيرها….. أما الله فكان جوابه ،كما كان اخي يقول لنا" إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ".
،فلا تراجع في قراره ، فقام وخلق ادم وكما في الحضارات السابقة ،الطين كان حاضرا ومادة أساسية في عملية الخلق ،استعمل الله الابراهيمي نفس المادة ،وهنا تبدأ القصة تصبح أكثر غرابة …إذ يأمر الله الملائكة بالسجود للمخلوق الجديد ادم،إلا إبليس إذ يقولون إنه أبى واستكبر وكان من الكافرين..
لا زلت ابحث عن كيفية وصول إبليس إلى مركز دفاعات الله ،لم أجد لها أي حل أو تفسير إلا الذي سأكتبه في اخر المقالة،وإبليس هذا كان حاضرا مع الملائكة يوم سجدوا وكأنه له سلطة لم يستطع حتى الله منعه أن يكون حاضرا بينهم.والقران يؤكد أنه كان يدعى ابليس قبل السجود وليس بعده،
ونلاحظ بوضوح في القصة القرآنية ،أن إبليس لم يسجد ليس لأنه أبى واستكبر كما يدعون بل لأن الأمر لم يكن يعنيه أصلا ،اذ ان الله خاطب الملائكة فقط" وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم "....فلماذا يسجد من لا يعنيه الأمر ؟؟؟ثم وهو مادام حاضرا بين الملائكة فلابد أن يكون له حضوة خاصة عند الله ،فكيف ولماذا يسجد لمخلوق آخر غير الله ؟
ومن جهة اخرى، الجنة التي يتحدث عنها القرآن هي جنة أرضية ،اذ أن عملية الخلق كانت في الأرض..
تستمر القصة الغريبة بجدال بين الله وإبليس هذه المرة ،وها هو الله الان يقرر أن يطرد ابليس ،ليس لانه شرير أو وسواس،خبيث أو غاوي، محتال أو عاصي،حاسد أو متكبر ،بل لانه فقط لم يسجد لادم ،فلو كان سجد لادم فهل الله سيبقيه في حضيرته وبين الملائكة ولن يطرده ؟؟؟ونرى أيضاً أن عملية الطرد ،لم تحدث إلا بمساومة ،اذ أن الله وافق أن يكون الشيطان أو ابليس هذا من المنظرين كما طلب، أي إلى يوم البعث ،وهي صفة اخصها الله له فقط،اذ لم يحظى بها أحد من بعده من جميع البشر والأنبياء ولا حتى خليل الله ،وكليم الله وابن الله وحبيب الله.…
ثم يستمر الجدال ،ولاحظوا قوة رد ابليس وهو لازال في حضرة الله "قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين".. أي أن إبليس يلوم الله على أنه هو الذي اغواه أولا ،
وان لديه القوة والقدرة أن يغوي الناس أجمعين ..ونرى بوضوح ان الله يعترف ويقر صراحة بذلك إذ يرجع ويقول له" إن عبادي ليس لك عليهم سلطان, إلا من اتبعك من الغاوين "..لاحظوا، إلا من اتبعك من الغاوين ،يعني الله لا يستطيع فعل شئ ،وكأن ذلك فوق إرادته..
فما سر قوة إبليس هذا ؟ من يكون وكيف يتجرأ أن يتحدث مع الله الخالق هكذا وبدون تجرد ؟؟؟؟ لماذا الله يسمح لإبليس أن يكون من المنظرين وأن يغوي من يشاء من عباده الصالحين ؟ ما سر قوة ابليس وهو القادر على أن يلقي بكلمات على لسان (نبي الله),رغم أن تلك الكلمات كانت في اللوح المحفوظ كما يزعمون ؟ كيف استطاع إبليس أن يلقي بكلمات على ( نبي الله)
وهم يزعمون أن الوحي شق صدر الرسول وأخرج من قلبه حظ الشيطان؟؟؟؟ ما سر سلطان ابليس ،وهل إبليس له أيضا قوة الله ؟؟؟؟؟ أم هذا كله ثرثرة فارغة وكلام فشوشي,وتصفيط كلام،وادعاءات وهلوسات في زمن ساحق لم يشهدها أحد ؟؟؟؟؟؟فعلاً الإيمان والعقل لا يمكن أن يلتقيا ….
يقولون: إذا قلت الحقيقة، فلن تحتاج إلى أن تتذكر أي شيء,أما لتبرير كذبة واحدة فتحتاج إلى تتذكر الكثير الكثير…

تحياتي..
الأديان بشرية الصنع والاستيراد والتصدير…

#فارس_الكيخوه (هاشتاغ)       Fares_Al_Kehwa#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات