وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من
(Waleed)
الحوار المتمدن-العدد: 8227 - 2025 / 1 / 19 - 11:17
المحور:
المجتمع المدني
إن كان عدم نشر الحياة الخاصة في وسائل الاعلام رجعية فأنا على رأس الرجعيين من المؤمنين بها ، وان كان ذلك تخلف فيطيب لي ان اكون متخلفا عتيقا فيها ، نعم لا بأس بنشر بعض لقاءات الاصدقاء وحواراتهم وبعض التغني بالطفولة والأبوة والامومة ولكن ان تصبح حياتك فيلما سينمائيا يشاهده القاصي والداني فهذا قمة في التخلف والرجعية!
لا يخلو بيت من مشاكل تفرضها وقائع الحياة اليومية ، ولا تخلو علاقة زوجية او اخوية من مشاكل وخلافات وفراق وعودة وخراب وصلاح، لا يخلو شخص نفسه ان يكون مختلف الاحوال في الايام ، فلماذا يطّلع الناس على هذه الخصوصيات وهي شخصية بحتة لا تغني ولا تسمن من جوع الناس .
ليقرأ لك الناس فكرك وعلمك وتجاربك وارائك ، ليسمع منك شيئا مفيدا ومنتجا في مجتمعك وبلدك ، لن تكبر في اعينهم ان شاهدوا صورتك تحتضن زوجتك وبعد ايام تشكو الزمان وغدر النساء!
وتكوني سخرية الجلسات حينما تنشري ذلك عن زوجك ايها المرأة الفاتنة بلا هذا وذاك !
اعلنوا عن عموميات افراحكم لتشاركوا فيها المحبين ولكن لا تغالوا في نشر ما فيها وتعمموا الخاص وتكونوا اهزوجة الناس عندما لا تجري سفنكم بما تشتهي رياحكم .
يؤلمني ان اقرأ واسمع مثل هكذا احداث يوميا في ظل شيوع الفيس بوك والتيك توك والواتساب واليوتيوب، لنعمل على احترام الخصوصيات وان غزتنا السوشيل ميديا في عقر دارنا لا سيما واننا نملك ارادة الحيلولة دون ذلك ، وابسط علاج لهذه السفاسف التي يدمن البعض نشرها هو ملأ فراغ عقولنا بالثقافة والعلم والمعرفة واقتحام عالم الكتب والتزود بالمعلومات ، فلفراغ عقولنا علاقة عكسية مع تفاهة ما ننشر ونتسطح .
املئوا عقولكم تمتلئ صوركم العاكسة رصانة وعقلنة وسمو ، افرغوها من مضمونها المراد لها ستضمحل عطاءاتكم وتكونوا مقلدين لباعة اجسادهم وقيمهم وشخصياتهم وكيانهم بدراهم معدودات !
كانت الكتب قديما على نشرها رقيب مهما قيل في سوء رقابته وتحزبه وانحيازه الا انه مفرزة قوية تحول بين عبور كل من هب ودب وبين النشر ، وليت شعري ماذا لو تفضل الاخ مارك ومن معه من ملاك برامج التواصل الاعلامي وجعلوا منشورات السخافة والتفاهة والخصوصيات ممنوعات تعّرض ناشرها لحظر صفحته وتعطيلها كما يفعلون ذلك مع من وضعهم العالم الغربي على لائحة الارهاب وهل الارهاب والتفاهة والفساد الاخلاقي الا بنات اب واحد وام واحدة هما الجهل وعدم القراءة والوعي، لذلك وحرصا على مجتمعاتنا واهلنا واحبتنا اعود واكرر حياتنا الخاصة لا تصلح للنشر رجاءً ايها الاحبة.
#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)
Waleed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟