أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رائد عبيس - صدام كم مرة قتلت شعبك ؟















المزيد.....


صدام كم مرة قتلت شعبك ؟


رائد عبيس

الحوار المتمدن-العدد: 8227 - 2025 / 1 / 19 - 11:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بدأ الصعود السلطوي لهذه الشخصية بإرادة الاستعداد للقتل, تحت عنوان النضال الحزبي , والفكر القومي , والوحدة العروبية , وفكرة المؤامرة ضد المحيط الحزبي والمحيط الشخصي, ووصل بهذه الاستعداد الى الاستعداد المفرط, والشعور المصاحب للنشوة, ضد من يعدهم اعداء له , سواء اعداء وهميين بالشك, والظنة, أو أعداء حقيقيين, وتوسعت دائرة الظنون مع اتساع السلطة, والامساك بها بقبضة من حديد.
كان لهذه الشخصية قرينتان متلازمتان, وهما السلطة والقتل , لا سلطة عنده من دون قتل , ولا قتل من دون سلطة . هذه المعادلة الصدامية التي كونها لنفسه وأخاف بها المقربين منه , حتى عرف عنه ذلك, وبات القريب والبعيد يشعر بأن الاقتراب من صدام شخصا ً ومحاورته ولقاءه ؛ وكأنه يقترب من ملك الموت . بلغ ذلك الأثر النفسي من هذه الشخصية المحاطة بهالة القتل الى رؤساء وشخصيات لها شأنها الدولي , مثل السفراء والمبعوثين وغيرهم. الرهبة الملازمة لشخصيته في نفوس الآخرين نابعة من غضبة القتل المفاجئ ,لا يعلمون متى يغضب ليحموا أنفسهم منه ,ولا يرضى ليطمئنوا بالسلامة .
فتحليل هذه الشخصية سايكولوجيا , يعتمد على تحليل شخصية من حوله, ومن فرض نفسه عليهم كقائد حزب , وقيادة عسكرية, وقيادة مجلس قيادة الثورة, ورئيس دولة.
أختار صدام لنفسه من يشببه بالإرادة القاتلة, ونمى في نفوس حرسه ومقربيه هذه الصفة, بل ودربهم حتى صاروا يمثلونه اينما وجدوا , وهم يعملون ويفكرون ويخططون تحت قاعدة (هكذا يريد الرئيس) حتى أن منهم من أخذ يحمل هذه القاعدة المبالغة المفرطة, فأضروا بالنهاية بما يُريد فعلاً. وضيعوا جزء من إرادته , وبددوا جزء من قواه, ومثلوه بأسواء مما يريد !! فمرة يقابل كل هذا الأفعال المطابقة لما يُريد بقولته الشهيرة (عفية), ومرة يقابلها بالغضب والعقوبة والتذمر والانزعاج أو تصحيح الخطاً, وهذا كله بسبب الرغبة الصدامية المفرطة التي صارت في نفوس أشباهه.
نواسخه الصدامية في الحكم, والإدارة, والتمثيل , والقيادة , والحرب, والسلم, قد تفاقمت الى ترسيخ قاعدة (اذا قال صدام قال العراق) . فهذه المبدأ أصبح بمثابة ترسيخ عملي لمبدأ الشمولية لموضوعي الذي بات قاعدة عمل يومي عند حاشيته.
تحولت الصدامية كمبدأ سايكولوجي عند كثير من العراقيين, المصابين بأمراض النقص, والتي تشابهت ظروف نشأت صدام مع ظروف نشأتهم, ونوازعهم السلطوية مع نوازعه. وإرادتهم بالقوة مع إرادته. طفحت هذه الأمراض عند تملك السلطة عنده بقوة, وعندما منحت هذه السلطة للمتحزبين المتعطشين لشهوة السلطة وممارسة الحقد , ولذة العنف, واشباع رغبة الانتقام ,لدوافع متعددة منها الاجتماعي, ومنها السلطوي المحض, أو المناطقي, أو القومي, أو السياسي, أو الطائفي , أو الشخصي. وهذا ما تبين بشكل واضح في اختيارهم لأشخاص في إدارة السجون, والمخافر, وغرف التحقيق, ولجان الإعدامات, والمحاكم البعثية, وجهاز المخابرات, والاستخبارات, والجيش الشعبي, والشرطة, وغيرهم من الاجهزة الأمنية والعسكرية التي تفاقمت لديها النزعة الصدامية , حتى وصل الغرور الى عده (القائد الضرورة).
بعد تعقد الأحداث الشخصية لصدام , وتعقد الظروف الموضوعية المحيطة به , منذ بداية تمسكه بالسلطة وحتى انتزاعها منه بالقوة, يمكن أن نسجل لهذه الشخصية, أرشيف متكامل من القتل وفنونه. بحيث يستدعينا للسؤال عن عدد المرات التي قتل بها شعبه!
ونسأله ؛ صدام كم مرة قتلت شعبك ؟
المكابرة المتغطرسة التي عرف بها صدام قد لا تسمح له بالإجابة, بالايجاب .بل قد تدفع به للإنكار والتمويه والكذب.
ولكن لو فتشنا نحن عن هذه الإجابات وبموضوعية, سوف نجد إجابات كثيرة, ومتنوعة, ومختلفة , وقد لا يمكن إحصائها مع احصاءات اعداد القتلى التقريبية التي خلفتها سياسته.
فسوف نقف , على جريمة قاعدة الخلد, وجريمة النفي القسري لزملاء السلطة, وجريمة القتل بالتصفية والاغتيالات لعناصر حزبه والمطلوب للحزب.
وسوف نقف كذلك, على جريمة التهجير القسري , بحق التبعية الإيرانية, ومن لهم صلة دم وعمل معهم.
وسوف نقف ايضاً على جريمة الحرب والاقتتال مع الأكراد , وتدمير القرى , والتهجير الداخلي والخارجي, وما رافق ذلك من ضياع الأسر والعوائل, وتشتت أبناءها, وموت أحلامهم, وقتل آمالهم, وضياع أموالهم, ودفن أحيائهم.
فضلاً عن الحرب مع الجارة أيران وما نتج عنها من تدمير كامل للحرث والنسل . وغزو الكويت , وتبعاتها الكارثية مالياً ومعنوياً الى يومنا هذا , وما نتج عن هذه الحرب مع القوى الدولية, وضرب العراق وتدميره, وتهجير أهله داخلياً وخارجياً وتعطيل حياة العراقيين بسبب ذلك.
والحصار الاقتصادي الذي تسبب به , وقتل بسببه مئات الالاف من العراقيين من الجوع, وانعدام الدواء, والفقر, والفاقة, والتعطيل الذي شل حياة العراقيين, بسبب عوامله النفسية, والمادية والاجتماعية.
وما تسببت به الظروف المتقدمة من تزايد عمليات الاعتقال والحبس والمداهمة والملاحقات والعسكرة والإعدامات وتوسيع السجون , والتعذيب الذي كان يمارس بها , والموت بسبب التعذيب, وتعطيل حياة من كانوا ضحية سجونه , والعنوسة ,والترمل ,والحرمان ,واليتم , والهجرة الى الخارج, والتغرب , والتفكك الأسري, وتعطيل الحياة العملية لملايين العراقيين, وتعطيل فرص الدراسة, والموت النفسي, والأمراض النفسية, وتعكير المزاج العام بسبب الحقد الذي يحمله الشعب على النظام البعثي الصدامي, وانهيار العلاقة بين السلطة والشعب ,وانعزال السلطة البعثية عن المجتمع, بسبب تعسفها, وقتلها للعلماء, ورجال الدين, ومحاربة العقيدة الدينية لا سيما مع الشيعة, واستهتار رفاقه وعناصره الأمنية بكرامة الشعب العراقي الى حد العمل بمبدأ (أن كنت بعثياً فأنت عراقياً), والتشكيك بوطنية كل عراقي لا يوالي السلطة, ولا يؤمن بالبعث, ولا يجاري سياستها !
حتى وصل الحال الى حرب الغزو الأمريكي للعراق الذي أسقط به نظامه, وقتل بسبب تعنته السلطوي نصف مليون أنسان عراقي نتيجة عمليات ازاحة نظام صدام عن الحكم, وما تبعها من عمليات إرهابية بإذن من حزبه وتنفيذه ومشاركته.
وكان موقف الشعب مع حزبه, وسلطته, وبشخصه " الضرورة" ! , بالتفرج عليه, وعدم نصرته, والوقوف معه, والدفاع عنه, فسقط مهاناً ذيلاً شفيت به صدور الأمهات الثكلى, والمكلومين , والمجروحين, والخائفين.
ولكن سقوطه كشف الغطاء عن جرائم لم يكن الشعب العراقي على اطلاع تام بها , فهي جزء من أسرار قوة النظام ! وهي حقيقة مؤكدة عن إجرامه بحق شعبه.
هذه الحقيقة , هي حقيقة ( المقابر الجماعية) معها يتعدد سؤالنا عن أفعال صدام القاتلة, ونقول له : صدام كم مرة قتلت شعبك ؟ يكون جوابنا على وفق الحقائق المعلنة من مسرح الجريمة, من ميادين الإعدام الجماعي , والدفن الجماعي التي خلفها لتجيب عن هذه الأسئلة التي تخرج مع آهات الآباء على أبنائهم.
فالتهجير ,والخطف , والتغييب , والإبعاد , والخديعة , والتمويه , وتهديم البيوت ,ومصادرة الأموال , ونهب الممتلكات, وتجريف الأراضي , وتجفيف الأهوار , والأبعاد الإجتماعي , والتغيير الديمغرافي , واللغة , والعادات , والقومية, والانتماء السياسي, ومصادرة الحق في السلام , ولم الشمل , وحماية النسل, والتنقل , وبعد كل ذلك يسلب من العراقيين حق الحياة , بالموتة التي يختروها لهم بالقتل, أو بالغاز, أو بالكيمياوي, أو بالإعدام, أو بالإبادة , أو بالدفن الحي. هذا اذا كان الحال في العراق, أما اذا كان خارج العراق فيكون بالملاحقات الأمنية, والاغتيالات, وغيرها. كل ما ذكرنا يمثل (قتلة) بل قتلات في وجدان المواطن العراق وروحه وحبه لوطنه , وهذه المرات التي نسأل عنها فسوف نجدها بعدد سكان العراق ممن عاصروه ,وممن بقي يعاني من تبعات قتلاته المتكررة.
فصدام مازال يقتل بنا ؟



#رائد_عبيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ما بعد المئوية
- داعش من الدولة إلى الجيوب
- التطرف الإجرامي البعثي في تنظيم التطهير العرقي وترحيل التبعي ...
- الفلسفة المؤسسية في البلدان العربية من فرضية الجدوى إلى واقع ...
- جرائم حزب البعث في قرارات مصادرة ثروات التبعية
- الأخلاق الصارمة والإنتاج العقلي لأحكامها
- الفلسفة والذكاء الاصطناعي من وجهة نظر هوبرت دريفوس
- جريمة ترحيل التبعية الإيرانية في القرارات البعثية
- المنهج النقدي عند حسام محيي الدين الآلوسي
- حماسة الله في معارك الديانات التوحيدية الثلاث لبيتر سلوترداي ...
- العقد الأول لجريمة مجزرة سبايكر وتقييمها القانوني
- الديمومة الزمنية عند هنري برجسون
- ما مسارات التطبيع بعد طوفان الأقصى ؟
- النوع الإجتماعي وجرائم التطرف
- السُّخْريَة الوظيفية على التكنولوجيا عند بيتر سلوتردايك
- مقدمة كتاب
- الهوية الملوثة - مقالات في الأنثروبولوجيا النقدية
- فلسفة الفيزياء -نظرية الخيط -
- فلسفة الفيزياء و نظرية الأوتار الفائقة
- فلسفة الفيزياء من الميتافيزيقية إلى الأمبريقية بنية الكون


المزيد.....




- خوفا من -انتقام- ترامب.. بايدن يصدر أوامر عفو بحق ميلي وفاوت ...
- شاهد.. المليارديران إيلون ماسك وجيف بيزوس يتبادلان أطراف الح ...
- -بفضل جهوده-.. تيك توك تشيد بترامب بعد عودة المنصة لمستخدميه ...
- أولا بأول.. مراسم تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة ...
- المغرب يرفع ميزانية الدفاع إلى 13 مليار يورو بما يعادل 10 با ...
- ما تداعيات موافقة مجلس النواب المصري على مراقبة الاتصالات؟
- ليلة دون قصف ولاخوف.. الفلسطينيون يتنفسون الصعداء مع بدء سير ...
- الرفيق رشيد حموني يطالب بالتحقق من معطيات تتعلق بتدبير شراكة ...
- جنود الحظ العاثر
- ما أهم ما يميز تنصيب دونالد ترامب؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رائد عبيس - صدام كم مرة قتلت شعبك ؟