أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - يتباهون بالأمام علي ولا يقتدون بأخلاقه!














المزيد.....


يتباهون بالأمام علي ولا يقتدون بأخلاقه!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8227 - 2025 / 1 / 19 - 11:15
المحور: المجتمع المدني
    


يتباهون بالأمام علي ولا يقتدون باخلاقه!
أ.د. قاسم حسين صالح
يعد الأمام علي.. الأنموذج الذي جسّد جوهر الأسلام في صفات الحاكم وفي علاقة الحاكم بالمحكوم في نص وثيقة عهد علي للاشتر النخعي حين ولاّه على مصر. ولكي يكون التحليل علميا لهذه الوثيقة ، فأن طريقة (تحليل المحتوى) تعد احدى الطرق العلمية المعتمدة لتحليل (المضمون) ..فاستعنت بمن كان طالبي الراحل الدكتورشوقي يوسف بهنام(الذي كانت رسالته للماجستيرعن تحليل المحتوى)،وحددنا اهداف تحليل نص (وثيقة العهد) بثلاثة:
• معرفة القيم السيكولوجية الخاصة بشخصية الحاكم،
• الكشف عن القيم الخاصة بعلاقة (سلوك) الحاكم بالرعية،
• ومقارنة القيم في عهد الأمام علي وما عليها في عهد حكّام أحزاب الآسلام السياسي في العراق.

لماذا القيم؟
كان اختيارنا (للقيم Values ) مقصودا،لدورها الرئيس في صناعة الانسان وتحديد سلوكه وتوجيهه،ولأنها نظام متكامل من الاحكام والقواعد الاخلاقية والمعايير يخلقه النظام السياسي والمجتمع في نسق مميز ويعمل على اعطائه اساسا عقليا يستقر في اذهان افراده،ويزودهم بمعنى الحياة والهدف الذي يجمعهم من أجل البقاء.
دلالات العهد

يتضمن عهد الإمام (ع) لمالك الأشتر النخعي حين ولاّه مصر مجموعة قيم هدف منها تحقيق ما توصل اليه علماء النفس المعاصرون في ثلاث قضايا اساسية،

الأولى:ان يتمثل الحاكم القيم الايجابية في شخصيته بوصفه القدوة التي تتماهى به الرعية وتقلده،
والثانية:ان القيم هي التي تحدد سلوك الحاكم مع الرعية،وهي التي تحدد موقف الرعية منه،
والثالثة:ان القيم هي الرابط الذي يوحّد افراد المجتمع،وبدونها يتهرأ النسيج الاجتماعي وتشيع الكراهية والعنف والعدوان.

فضلا عن ان الأمام اراد لهذا العهد ان يكون وثيقة تستقى منها المباديء التي ينبغي على الحكّام ان يهتدوا بها في كل زمان ومكان.

تحليل النتائج

اجرينا تحليلا احصائيا (للعهد) بجدولين تضمن الأول القيم الخاصة بشخصية الحاكم وكانت (16) قيمة،بينها(تقوى الله واتباع ما أمر به،اختيار أفضل الرعية للحكم،الأستعانة بأهل الخبرة في طلب المشورة،اكرام العلماء ومجالستهم..وانتهاءا بسعة الصدر وعدم التسرع في اتخاذ القرارات).

وتضمن الثاني القيم الخاصة بسلوك الحاكم مع الرعية وكانت (15) قيمة،بينها:(العدل والانصاف في التعامل،عمارة الأرض،اعتماد مبدأ التدرج الوظيفي،عدم اشعار الرعية بالمنّية،مراقبة دور الحاشية والمتملقين والمنافقين،الأصغاء للعامة من الناس،وانتهاءا بالأبتعاد عن الغضب المؤذي والقسوة).

ولدى المقارنة بين مواصفات الحاكم وسلوكه مع الرعية في عهد الامام علي وبين عهد حكّام احزاب الأسلام السياسي،تبين ان واقع الحال هو بالضد من تلك القيم،وسنكتفي بواحدة تخص الضمير تحديدا،بوصفه الرقيب على افعال الانسان،أو القاضي الذي يحكم بالعدل،أو صوت الله في الانسان..وفص العقيق في الخاتم الذي اذا نزعته منه صار لا يساوي شيئا.

أقبح الضمائر

مع بشاعة الضمائر الميتة،فأن أقبحها هو خيانة الأمانة التي تخص الناس حين تكون بذمّة حاكم مسؤول عن الرعية،وأوحشها حين يكون هذا الحاكم قياديا في حزب اسلامي،وافجعها حين يعلن هذا الحزب انه يقتدي بالأمام علي.

وللتاريخ فان السيد نوري المالكي يعدّ هو المسؤول الأول عن خيانة الذمة بشهادته الصريحة عبر الفضائيات:(لديّ ملفات للفساد لو كشفتها لانقلب عاليها سافلها) لأنه كان على يقين بأنه ان كشف الفاسدين من الخصوم فأنهم سيفضحون حيتان فساد من حزبه.
ولم يصغي هو ومن بعده للرعية كما أمر الأمام،ولم يستجيبوا لمطالب المتظاهرين بالأصلاح التي استمرت تظاهراتهم من شباط 2011 الى انتفاضة تشرين/اكتوبر 2019،ولم يكترثوا بما نشرته الصحف من كاريكاتورات ساخرة بمرارة عن وزير هرب بأموال الناس المساكين بما يعادل ميزانية موريتانيا،وموظف كبير يستحرم أخذ الرشوة في الدائرة لأنه صائم،ويطلب من الراشي ان يأتيه بالدبس الى بيته بعد الافطار!

الحاكم..سيكولوجيا:

يقدّم العهد مآثر في فلسفة الحكم وسيكولوجية الحاكم.ففي قوله (لا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم اكلهم..)،فانه يطرح مقياسا كاملا للعدالة فيه بعد سيكولوجي هو ان يضع الحاكم نفسه موضع المحكوم،فيكره له ما يكرهه لنفسه. والتقط حقيقة سيكولوجية بثلاث مفردات في قوله (اجتنب ماتنكر أمثاله)..اي عدم فعل ما لا تحب ان يفعله الآخرون بك. ويذكّر الذين جاءوا الى السلطة من داخل الشعب انهم كانوا قبل ذلك يثيرون النقد ضد سيئات الحاكم السابق،فيدعوهم الى ان لا ينسوا مواقعهم النقدية السابقة فيصغوا الى النقد الآتي من القاعدة الشعبية..وتلك اثمن نصيحة لم يأخذ بها من جاء بهم الشعب الى السلطة بعد التغيير،مع اننا كنّا اطلقناها في (2004 ) وموثقة في كتابنا (الشخصية العراقية بين المظهر والجوهر)لأنهم كانوا لا يستعينون بأهل الخبرة في طلب المشورة ولا يجالسون العلماء،بل انهم احاطوا انفسهم بالذين يقولون لهم ما يحبون ان يسمعوه..ولهذا كانوا هم الأفشل والأفسد في تاريخ العراق الذي اعتبروه غنيمة لهم فتقاسموه.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل ..مع الدين؟ ضد الدين؟. اريك فروم
- مسلسل ..مع الدين؟ ضد الدين؟ يونغ ..مع الدين (2)
- مسلسل..مع الدين؟ ضد الدين؟. الدين بمنظور فرويد (1)
- اشكاليات المثقف بعد التغيير
- نهاية العراق..هل هي مؤجلة؟
- وداعا 2024 اهلا 2025
- ابو محمد الجولاني..من خلعه جلباب داعش الى المدني أحمد الشرع! ...
- حماية الأطفال والمراهقين من اخطار الأنترنت ومنصات التواصل- م ...
- أبو محمد الجولاني..شخصية جدلية
- طغيان الحاكم..تحليل سيكولوجي
- جاسم المطير..عقل عراقي استثنائي افتقدناه في الغربة
- المفهوم الحديث للتعداد السكاني في العراق..هل يقترب منه العرا ...
- مؤتمر دبي نحو تنظير جديد للأبداع في العالم العربي
- ترامب..تحليل سيكولوجي لشخصية رئيس الدولة الأقوى في العالم
- انتفاضة تشرين ..في ذاكرة التاريخ (الحلقة الغاشرة والأخيرة)
- انتفاضة تشرين..في ذاكرة التاريخ (الحلقة الثامنة)
- انتفاضة تشرين ..في ذاكرة التاريخ (الحلقة السادسة)
- متلازمة الأذن الموسيقية..اغرب اضطراب نفسي
- فضل الأكتئاب على الفنون والآداب !
- انتفاضة تشرين ..في ذاكرة التاريخ (الحلقة الخامسة)


المزيد.....




- بريطانيا تغيّر قواعد التأشيرات للاجئين الأوكرانيين
- محللون: الأونروا تواجه تحديات وستعمل بكامل طاقتها بمجرد فتح ...
- رغم محاولة طمس الحقائق... محققو الأمم المتحدة يؤكدون وجود -أ ...
- قلق أممي من تدهور الوضع الإنساني في جنين نتيجة العدوان الإسر ...
- مكتب إعلام الأسرى: الاحتلال يفرج غدا في إطار الدفعة الرابعة ...
- الأمن السوري: اعتقال رئيس فرع الأمن السياسي السابق في درعا ع ...
- نائب أوكراني سابق يتهم جهاز الأمن الأوكراني بإنشاء معسكر اعت ...
- -بينهم محكومون بالمؤبد-..مكتب إعلام الأسرى يكشف أسماء الفلسط ...
- بولندا.. اعتقال مواطنين أوكرانيين لمحاولتهما السطو على مكتب ...
- قلق أممي من تدهور الوضع الإنساني في جنين نتيجة العدوان الإسر ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - يتباهون بالأمام علي ولا يقتدون بأخلاقه!