رائد عبيس
الحوار المتمدن-العدد: 8226 - 2025 / 1 / 18 - 10:11
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لفهم التجارب التاريخية التي مرت على العراق أبان تأسيس دولته الحديثة في عام 1921 وحتى نهاية مئويته الأولى 2021 , يجب عليها أن نقوم بدراسة معمقة, لكل الظروف الاستثنائية التي تكونت ونتجت بفعل عوامل داخلية وخارجية , أضرت بعمليته السياسية منذ أول تجربة في عهد الملكية, وعهد الجمهورية العسكرية في عهد عبد الكريم قاسم, وعهد الديكتاتورية الحزبية في حكم البعث الى عهد الديكتاتورية الصدامية, وعقودها السوداء التي مرت على العراق.
كل ذلك شكل المخيال السياسي العراقي , وتمحور على هذه التجارب الثلاث, ولم يزل تحت تأثير الوصايا التاريخية التي فرضتها تلك المراحل ! ولم يزل تحت جلباب الملك وقاسم وصدام, فهم غادرونا بحكمهم الواقعي, ولم يغادرونا بحكمهم الاعتباري, فما زالت تجاربهم تتحكم بقناعاتنا وبآرائنا وبنقاشاتنا وبطموحاتنا بالخلاص.
وما زال البطل المتخيل يحكم فينا بتلك السادية التي نتمناها لأنفسنا ! وما زالت التجارب تمر بنا من دون عبرة وفكرة ورأي وعضة ! وما زلنا نطلق على هذا التاريخ المزيف باطناً بالزمن الجميل! ولم نعي حقيقته بعد ؛ لأن قاتلنا من هؤلاء الأبطال التاريخيون المنتخبون عند كثير منا صفوة التاريخ المعاصر وقادته ! ومازال التاريخ الذي ينبغي أن نأخذ منه الحقيقة والعبرة لم يكتب بعد ! لهذا سوف تبقى دروسنا غير متكملة, وقراءتنا لمستقبلنا غير صحيحة , وهذا ما يفسر أخفاق قرن من الزمن في بناء العراق واستقراراه.
فالعراق بدأ مئويته الأولى بالاحتلال البريطاني, وأنهاها بثورة شعبية كبيرة (ثورة تشرين) للمطالبة بإنقاذ العراق, واستعادته تحت شعار (نريد وطن), وللمطالبة بأبسط الخدمات التي بقيت مستعصية طيلة 100 عام من دولة تعد مدنية ! هذا فضلاً عن وجود الاحتلال الأمريكي منذ2003.
انتهت 100 عام , وبدأت مئوية جديدة (العراق ما بعد المئوية) , هل ممكن تدارك أخطاء الماضي؟ هل العراقيون قادرون على صياغة مستقبل جديد ؟ هل تمكنت الطبقة السياسية الممسكة بالسلطة من عقد حوارات ومؤتمرات تشخص أخطاء الماضي وتعتبر منه لتصحيح المسار بهذه المناسبة ؟
فنحن بأمس الحاجة إلى أعادة الثقة بالمواطنة الصالحة , وتعزيز الانتماء لهذا الوطن علينا من رفع صوت المطالبة بوضع حد لكل ما هدد العراق ومستقبلة طيلة 100 عام منصرمة, وحمايته من الإنهيار في ظل التحديات الداخلية والخارجية , وثرثرة الاعلام المعادي بمستقبل مظلم للعراق يتوقعونه أو يريدونه له مع تنامي الخطاب الطائفي, والمتطرف, والتحشيد المتصاعد للفتن الداخلية فيه, لذلك نجدد الدعوة الى حوار (العراق ما بعد المئوية ) لرسم مستقبل يليق بأبناءه واستثمار خيراته, حمايته من الضياع.
#رائد_عبيس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟