مصطفى العبد الله الكفري
استاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاقتصاد - جامعة دمشق
الحوار المتمدن-العدد: 8225 - 2025 / 1 / 17 - 16:24
المحور:
الادارة و الاقتصاد
التنمية الإنسانية حالة من التفاعل الجدلي والمستمر بين الإنسان والمجتمع، وبين الإنسان والطبيعة. فهي تسعى إلى تطوير الإنسان جسماً وعقلاً وقدرةً على المشاركة وتطوير هذه القدرة والارتقاء بها. (لذلك تكون التنمية الإنسانية ما وصلت إليه حالة التنمية في تطوير قدرة الإنسان، وبالتالي حالة وقدرة المجتمع بصفتها الجدلية، وبوجود قدر من التماسك بين طرفي هذا التفاعل. وعليه، فان هذه القدرات وتلك الحالات التي يمكن تحديدها وفق أولويات معينة، تتطلب توفير معايير قياسها).
للتنمية الإنسانية جوانب اقتصادية واجتماعية وسياسية. فهي تشمل التعليم والمعرفة، والحياة الطويلة الصحية، والسكن المقبول، وهذا يعني مستوى معيشة لائق. إلى جانب ذلك هناك قضايا هامة جداً مرتبطة بالتنمية الإنسانية كالحرية والديمقراطية، وأمن الإنسان وتطوير المجتمع المدني وغير ذلك.
التنمية الإنسانية هي الغاية والنمو الاقتصادي هو الوسيلة لتحقيقها. فالهدف هو إثراء حياة الناس. ويلاحظ أحياناً انعدام الصلة التلقائية والمباشرة بين النمو الاقتصادي والتنمية الإنسانية. وحتى عندما توجد صلات بينهما فإنها قد تتآكل تدريجياً ما لم تعززها إدارة ذكية وماهرة، لذلك يجب حماية هذه الصلات خوفاً من أن تدمرها تحولات مفاجئة في السلطة السياسية أو في قوى السوق.
يستكشف تقرير التنمية الإنسانية لعام 1996 طبيعة وقوة الصلات بين النمو الاقتصادي والتنمية الإنسانية. وقد أكتشف أمرين مقلقين: [1]
الأول – أن النمو لم يتحقق خلال معظم السنوات الخمس عشرة الماضية في حوالي 100 بلد، تضم ما يقرب من ثلث سكان العالم.
الثاني – أن الصلات بين النمو الاقتصادي والتنمية الإنسانية قاصرة بالنسبة لأهالي البلدان الكثيرة ذات التنمية غير المتوازنة، وهي الدول التي يتحقق فيها نمو اقتصادي جيد مع قدر ضئيل من التنمية الإنسانية، أو التي تتحقق فيها تنمية بشرية جيدة ولكن مع قليل من النمو الاقتصادي أو بلا نمو على الإطلاق.
كلية الاقتصاد – جامعة دمشق
[1] – أنظر، تقرير التنمية الإنسانية لعام 1996، منشورات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، نيويورك 1996، ص1.
#مصطفى_العبد_الله_الكفري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟