محمد رسن
الحوار المتمدن-العدد: 8225 - 2025 / 1 / 17 - 03:48
المحور:
قضايا ثقافية
اثبتت الحياة أن النتاج الإبداعي الأكثر خلودا في ذاكرة البشرية، هو الذي يعرف كيف يستوعب الاخر المختلف، والآخر المعارض، وان حياتنا العامة لايستقيم عود سلمها المجتمعي إلا بإستقامة عود سلمية الثقافة وأهلها، على طريق الحوار التفاعلي لا الإنفعالي، مع اعتماد التكافل الجمالي حياة وثقافة، واعتناق السلوك الخلاق على كافة الاصعدة، مانراه اليوم من حروب ثقافية شديدة الضراوة لاطائل منها ولاحدود، لا لشيء سوى الاختلاف في الأفكار وطرائق التفكير، أمر يدعوا للأسى، فبدلاً من ان تحل الثقافة ببعدها الإنساني المنفتح على الآخر، كونها إبداعا لايعرف الحدود والاخاديد القومية والعرقية وتتجه نحو الإنسان بذاته، هذا المفهوم العميق المغزى، مازال بعيدا عن البعض، حيث أمسينا نتحدث عن العنف الفكروي واستعماله أقسى معداته وألاعيبه، أكثر من حديثنا عن ظاهرة العنف العمومي السائد في بنية حياتنا الثقافية، حيث وصل الأمر إلى الشروع في تأسيس مصطلحات عنفية "نقدياً"، حتى غدا الاختلاف مع الاخر، يعني الركون إلى التهجم اللفظي والتأويل المزاجي المبيت، وشحذ المخيلة في تلفيق قصص، وكيل اتهامات عجائبية، واستثمار كل الوسائل بغية التسقيط والتشهير الشنيع، كل ذلك بأدوات ثقافية! ، بدلا من العمل بروح الفريق الواحد، لتفعيل الحياة الثقافية وتنمية الإبداع العراقي، من أجل تصحيح ماأنحرف في مسار الثقافة، وترميم ماثلمته الحروب في مشهدنا الثقافي الزاهر، ولكي لانرهن حاضرنا ومستقبلنا لماض عانينا جميعا منه، لغاية ان أصبح الوطن العراقي عنوان الحروب والكوارث والتخلف على كافة الاصعدة والمستويات، لنؤمن بفضيلة الاختلاف والتنوع، لأنهما الاثراء والإغناء الحقيقيين، لثقافة عراقية صاعدة من الركام والأنقاض، نحو صروح ناطحة للسحاب، وقادرة على الامتزاج بالثقافات العالمية، ثقافة عراقية الملامح والجذور، نطلق في رحابها عصافير البوح، وحمائم الألفة، ولم الشمل. وكلي ثقة بأن الثقافة العراقية جميلة بالموزائيك اللوني المتنوع، وبالأصوات المتألقة التي تأتي من عدة روافد، ليتشكل نهرا واحدا يفيض بالجمال والحب، فالثقافة العراقية أكبر وأبعد من العنوانات المجحفة الضيقة، وأنها خارج أسوار تصفية الحسابات الجانبية.
#محمد_رسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟