|
حرائق لوس أنغلاس تؤدّى إلى دمار كبير – هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي يضع العالم على نار ... وحدها الثورة تمنحنا فرصة إنقاذ الكوكب
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 8225 - 2025 / 1 / 17 - 00:32
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
مجموعة كتابة عن البيئة من الشيوعيّن الثوريّين / 11 جانفي – جريدة " الثورة " عدد 888 ، 13 جانفي 2025 www.revcom.us
حرائق شديدة غير مسيطر عليها إنتشرت عبر منطقة لوس أنجلاس الكبرى ، مجبرة 180 ألف شخص على إخلاء منازلهم ، و حارقة 12 ألف هيكل ، و ممزّقة حياة عديد الناس . إنّها الأكبر في تاريخ لوس أنجلاس ، و ضمن الحرائق المدنيّة الأوسع نطاقا في تاريخ الولايات المتّحدة . و قد تسبّبت بعدُ في قتل 11 شخصا . و نحن نخطّ هذا المقال ، لم تقع بعدُ السيطرة على الحرائق ، و رياح سنتا آنا القويّة تواصل تغذية الحرائق و نشرها ما جعلها تقفز من منزل إلى آخر و تقفز فوق الطُرُق السريعة ، و تجلب الجحيم إلى الناس و البيئة جنوب كاليفرنيا . و دخان كثيف و سام يحوم فوق أقسام كبرى من المدينة . التغيّر المناخي الذى تسبّبت فيه الرأسماليّة يحدّد إطار الحرائق الكارثيّة : الحرائق و الدمار الذى تتسبّب فيه ناجمة عن عوامل ثلاثة متداخلة : - أوّلا ، جنوب كاليفرنيا كان بقبضة فترة منتهى الجفاف ، و يشير العلماء إلى أنّ ذلك مرتبط بتغيّر المناخ، و قد ترك ذلك المنطقة جافة و قابلة جدّا للإشتعال . - ثانيا ، رياح شديدة ، بقوّة إعصاريّة جعلت من غير الممكن إيقاف الحرائق من قبل أقسام الحرائق القائمة حاليّا . لقد حملت الرياح الجمر الملتهب لأميال لتندلع حرائق جديدة . - ثالثا ، التطوّر الرأسمالي ذو الرؤية القصيرة المدى ، و غير المخطّط له و غير المعقول بيئيّا أدّى إلى مزيد و مزيد بناء منازل في المناطق الغابيّة و شبه الغابيّة . و هذا ما جعل الناس أكثر عرضة للخطر و الحرائق قابلة أكثر للإندلاع من شرارات ناتجة عن النشاطات الإنسانيّة . و فوق بناء المنازل حيث لا يتعيّن أن تُبنى ، أخفق النظام في تطوير قدرة التصدّى للحرائق يمكن أن تتعاطى مع ضخامة ظروف الأعاصير الناريّة التي أوجدها النظام نفسه . مع تطوّره الإستغلالي و المعتمد على الربح و الفوضويّ - قد حرق و يواصل النظام الرأسمالي – الإمبريالي حرق النفط و الغاز الطبعي . و هذا الربح كمحرّك المرتهن بالوقود الأحفوري يفرز إطلاقا كبيرا لغازات الكربون و الميثان اللذين يحبسان الحرارة في الجوّ ما يؤدّى إلى ارتفاع في الحرارة و تغيّر بيئيّ يشمل الكوكب ... وهو الآن يهدّد الأنظمة البيئيّة و الحياة نفسها . ( أنظروا صفحة مصادر : Capitalism-Imperialism Is Destroying the Planet… Only Revolution Gives Humanity a Real Chance to Save It. ) التغيّر المناخي و الرأسماليّة قد أوجدا برميل متفجّرات جنوب كاليفرنيا ، و قد إنفجر إلى نيران . الأكاذيب الفاشيّة في خدمة " إستخراج البترول ، إستخرجوه " : لقد إستغلّ ترامب الفاشي الماغا [ MAGA = جعل أمريكا عظيمة من جديد ] و الناكر لأزمة البيئة و الناكر للعلم الأزمة ليهاجم المدافعين عن البيئة و حاكم كاليفرنيا ، غافين نيوسم . و كذب ترامب قائلا بأنّ رجال المطافى كان الماء ينقصهم للتصدّى للنيران في بعض المناطق بسبب إجراءات إستخدام المياه لإنقاذ السمك المهدّد بالإنقراض شمال كاليفرنيا . لا صلة للمياه المستخدمة لإنقاذ السمك بالمياه المستخدمة للتصدّى للنيران . نظام حنفيّات الحرائق في لوس أنجلاس تمّ التخطيط له للتصدّى لحرائق منزل أو منزلين – و ليس مئات المنازل . لهذا إنهار عند بلوغه حدوده . مشكلة نظام ، نحتاج بصفة ملحّة إلى نظام مغاير راديكاليّا و أفضل بكثير : الواقع هو أنّ كلاّ من الديمقراطيّين و الجمهوريّين أخفقا تماما في القيام باللازم للردّ على التغيّر المناخي . إنّه النظام الذى يتراّسونه و يحمونه هو الذى دفعنا إلى هذه الهاوية ! لعقود ، علماء المناخ قد حذّروا من مخاطر حرق الوقود الأحفوري . و لعقود قد نادوا بالتخلّى التدريجي السريع عن الوقود الأحفوري و إعادة الهيكلة الراديكاليّة للإقتصاديّأت و المجتمعات . و مع ذلك نجد نفسنا أمام هذا الواقع ... - لا وجود لتقليص كبير في إنبعاث الكربون ... و 2024 كانت أحرّ سنة مسجّلة في تاريخ الإنسانيّة . - و الولايات المتّحدة في ظلّ بايدن / هاريس كانت تنتج أكثر نفطا و غازا طبيعيّا من أيّ بلد آخر . - ترامب يعد حتّى بالمزيد من الهجمات المدمّرة على البيئة . حرائق لوس أنجلاس – و التغيّر المناخي نفسه المرعب أكثر حتّى – في الجوهر مشكل نظام . و الحلّ هو ثورة و إنشاء نظام جديد تماما و أفضل بكثير . و هذه الثورة ممكنة . وهي السبيل الوحيد لخروج الإنسانيّة من هذا الجنون .و ينبغي العمل من أجلها بصفة إستعجاليّة الآن ، و ترامب الفاشيّ يصعد إلى الحكم . لا يخدعنّكم الكذب العميق بأنّه " لا وجود لبديل " . لقد صاغ بوب أفاكيان خطّة متطوّرة و ذات رؤية ثاقبة و قابلة للتحقيق ( أنظروا الملحق ) لمجتمع تحريري جديد تماما في " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " التي بوسعها عمليّا أن تواجه و تعمل على الأزمة البيئيّة على النطاق و بالصفة الملحّة و بأفق يطال الكوكب اللازمين . و يتضمّن هذا و يتجاوز البيئة – مقدّما رؤية شاملة و أساس صلب و خطّة ملموسة للتغيير في كافة المجالات ، و بدرجة من الحرّية الإيجابيّة للعمل معا على تغيير العالم و حرّية – و دعم – المعارضة و التفكير النقديّ و النقاشات على نطاق لم يشهده أيّ مكان أبدا . و يتناول بيان " نحتاج و نطالب ب : نمط حياة جديد تماما ، و نظام مغاير جوهريّا " مسألة البيئة على النحو التالي : " القضاء على الأسلحة النوويّة و في نهاية المطاف القضاء على الحرب و المعالجة المنهجيّة لأزمة البيئة لن تطوّر الحكومة الإشتراكيّة الجديدة و لن تستخدم الأسلحة النوويّة و ستتّخذ خطوات ملموسة و تخوض نضالا محدّدا للقضاء على الأسلحة النوويّة في كلّ مكان ، بهدف في نهاية المطاف الإلغاء النهائيّ للحروب بين البشر ، مع القضاء على النظام الرأسمالي – الإمبريالي و كافة أنظمة و علاقات الإستغلال و الإضطهاد بما هي أساس الحروب . و هذه الحكومة الإشتراكيّة الجديدة ستتحرّك بسرعة و منهجيّة و فعالّة لمعالجة الأزمة البيئيّة الحادة بعدُ و السريعة التطوّر ، بهدف إنشاء عالم حيث يمكن للإنسانيّة أن تكون حقّا راعية لكوكب الأرض . و كلّ هذا ليس مجرّد حلم أو أمنية – إنّه الممكن و الضروري خدمة لمصلحة الجماهير الشعبيّة في هذه البلاد و الغالبيّة العظمى من الإنسانيّة و مستقبل الإنسانيّة ككلّ . لكلّ هذا هناك حاجة إستعجاليّة ، و نحن نتجرّأ بجسارة على المطالبة ب – و ندعو كافة الذين يكرهون الظلم و يتطلّعون إلى مجتمع و عالم حيث يمكن للناس أن يزدهروا تماما و يقدّموا أتمّ تعبير عن إنسانيّتهم ، لأن يلتحقوا بجعل هذا مطلبا للملايين و عشرات الملايين – مطلبا يمكن في نهاية المطاف أن يتحوّل إلى واقع بفضل النضال بجرأة و تصميم لهذه الملايين و عشرات الملايين : النظام الرأسمالي – الإمبريالي القائم و مؤسّسات الحكم في هذه البلاد يجب أن يُقضى عليها و أن تُفكّك – و تُعوّض بنظام جديد ، إشتراكي يستند إلى " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " . "
و ما تشدّد عليه الحرائق في لوس أنجلاس الآن أنّه ليس هناك وقت نضيّعه . " لم يعد بوسعنا السماح لهؤلاء الإمبرياليّين بأن يواصلوا الهيمنة على العالم و التحكّم في مصير الإنسانيّة . هناك حاجة إلى الإطاحة بهم في أقرب وقت ممكن . و إنّه لواقع علمي أنّ الإنسانيّة ليست مضطرّة للعيش على هذا النحو . " ( بوب أفاكيان ) و من أجل كيفيّة إنجاز هذه الثورة ، أنظروا رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الاجتماعي ، الثورة أعداد 1-11 @BobAvakianOfficial ، و من أجل كيف يرتبط هذا بالوضع الراهن لنظام فاشيّ يصعد إلى السلطة ، أنظروا رسائل بوب أفاكيان ، الثورة 102-111 . مقتطف من " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " [ متوفّر بالعربيّة بمكتبة الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي ] : " يمثّل تركيز الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا ، من خلال هزم الدولة الإمبريالية الأمريكية ، بينما لم يكن ليحدث دون إطلاق العنان لمزيد من العنف و أعمال تدميرية من قبل تلك الدولة الإمبريالية التى مضى عهدها ، مع ذلك حقّا خطوة جبّارة فى إتجاه تحرير الإنسانية و فى علاقة بالقدرة على مزيد المواجهة المباشرة و الشاملة و معالجة الوضع الملحّ الحرج للبيئة الذى يهدّد الإنسانية و الأنواع الأخرى و النظام الكوني ( الشبكات المعقّدة من التأثير و التأثّر و الترابط الحيوي ) على كوكب الأرض . و معترفة تماما بهذا ، ستكرّس الجمهورية الإشتراكية الجديدة ذاتها لتطوير الإقتصاد الإشتراكي فى كافة ميادين الحكم و النشاط الإجتماعي ، و فى علاقاتها العالمية ، ستكرّس ذاتها - و مبادرة الشعب و معرفته و طاقاته و إبداعه حجر زاوية فى هذه الجمهورية - لمعالجة هذه الحالة الإستعجالية البيئية بمختلف أبعادها ، و ستبحث عن وسائل القيام بذلك من خلال تعاون متصاعد و جهد مشترك مع العلماء و الناس من كافة مجالات الحياة ، فى كلّ جزء و ركن من العالم ، مناضلين و متجمّعين فى النضال من أجل تجاوز الحواجز أمام هكذا جهود بفعل النظام الرأسمالي- الإمبريالي و عمل الدول الإمبريالية و الرجعية الأخرى ."
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سنة من الجرائم التاريخيّة ضد الإنسانيّة في غزّة إقترفتها إسر
...
-
نداء من هيئات الشيوعيّين الثوريّين من أجل تحرير الإنسانيّة :
...
-
ترامب الشقيّ يهدّد بناما و جرينلند و غزّة و المكسيك و كندا :
...
-
لنناضل الآن لدعم و نشر و الصراع حول النداء المدوّي الصادر عن
...
-
طالبوا بوضع نهاية للإعدامات في إيران ، - كونوا حلقة في سلسلة
...
-
غادروا موقع المتفرّجين : هناك معركة يجب خوضها : يجب وقف قمع
...
-
إسرائيل و الولايات المتّحدة تصعّدان الهجمات على اليمن – جبهة
...
-
عصابات كبرى و عصابات صغرى و عصابات شوارع تتخاصم من أجل السلط
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 111 : نحن ، الشيوعيّون الثوريّون ،
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 109 : نحتاج إلى التعاطى الجدّي مع و
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 110 : ترامب و نتنياهو – رجلان مجنون
...
-
مع سقوط الأسد بسوريا ، إسرائيل تنقضّ عليها ... بالقنابل و ال
...
-
لنعارض - قانون العفّة و الحجاب - الجديد بإيران : إعلان حرب ش
...
-
مع سقوط الأسد بسوريا ، إسرائيل تنقضّ عليها ... بالقنابل و ال
...
-
- حرب التعويض - الإسرائيليّة – هجوم إرهابي - يغيّر وجه الشرق
...
-
نوبة القتل الإسرائيلي في لبنان تستمرّ في ظلّ ما يسمّى - إيقا
...
-
إدانة واسعة ل- قانون العفّة و الحجاب - الإيراني بينما تخرج ن
...
-
الولايات المتّحدة : وليدة إبادة جماعيّة ، و داعمة لإبادة جما
...
-
خلفيّة أساسيّة ، نقاط توجّه : تمّت الإطاحة النظام الرجعيّ لس
...
-
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني - الماوي ) : ند
...
المزيد.....
-
لا لإرهاب الدولة: العدالة لأبناء مطروح
-
فنلندا.. فوز الحزب الاشتراكي المعارض يبعثر أوراق الحكومة
-
مبادرات نوعية في قطر لحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ
-
وقفات احتجاجية للمحامين غدًا.. احتجاجًا على زيادة رسوم التقا
...
-
ذكرى تحرير السوفييت لفيننا من النازيين
-
كلمة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد ال
...
-
الأسبوع في صور: جنون البورصات العالمية، مظاهرات اليمين المتط
...
-
هل ينتحر حزب الشعب الجمهوري بدعم إمام أوغلو؟
-
-واشنطن بوست-: إيران دربت مسلحي البوليساريو
-
تونس.. ذكرى نزع السوفييت ألغام الاستعمار
المزيد.....
-
الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة:
...
/ رزكار عقراوي
-
متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024
/ شادي الشماوي
-
الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار
/ حسين علوان حسين
-
ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية
/ سيلفيا فيديريتشي
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
/ حازم كويي
-
لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات)
/ مارسيل ليبمان
-
قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024
/ شادي الشماوي
-
نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم
...
/ بندر نوري
-
الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية
/ رزكار عقراوي
المزيد.....
|