حرائق الغابات في لوس أنجلوس: عاش رجال الإطفاء لحظات حرجة بسبب رياح الأربعاء الخطيرة

أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)

الحوار المتمدن-العدد: 8224 - 2025 / 1 / 16 - 03:29
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

كانت الساعات القليلة السابقة من يوم الأربعاء حاسمة لرجال الإطفاء الذين يكافحون حرائق الغابات في لوس أنجلوس. فقد استمرت الرياح الخطيرة التي أججت الحرائق تهب إلى ما بعد الظهيرة تقريبًا في أجزاء من مقاطعتي فينتورا ولوس أنجلوس. ولم تهدأ الرياح إلل بحلول الساعة 6 مساءً بتوقيت المحيط الهادئ - وتلك فترة راحة لأولئك الذين يجدون في الصفوف الأمامية المعركة ضد الحرائق التي أودت بحياة 25 شخصا على الأقل.
وقالت رئيسة قسم الإطفاء في لوس أنجلوس اليوم إن إدارة الإطفاء نشرت مسبقا الموارد اللازمة واتبعت البروتوكول. تأتي إجابتها بعد يوم من قول صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) إن الإدارة فشلت في وضع 1100 رجل إطفاء في المكان المناسب مع اشتداد الرياح في حريق باليساديس. ومن جهتها، قالت عمدة المدينة كارين باس إنها تقف إلى جانب الإدارة، مضيفة أن المسؤولية "تقع دائما على عاتقها".
أظهر تحليل أجرته شبكة CNN لأحدث البيانات أن عدد العاملين في إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس أقل من أي مدينة رئيسية أخرى تقريبا. وقال الخبراء إنه لم يكن بوسع أي إدارة إطفاء أن تتعامل مع مجموعة العوامل التي أدت إلى الحرائق.
أصبحت حرائق إيتون وباليساديس الآن الأكثر تدميراً وثاني أكثر حرائق الغابات تدميراً على التوالي في تاريخ جنوب كاليفورنيا. وتشير تحليلات جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس إلى أن الحرائق التي اندلعت خلال الأسبوع الماضي كانت أكبر وأكثر سخونة مما كانت لتكون عليه في عالم خالٍ من تلوث الوقود الأحفوري الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
- وزارة العدل الأمريكية: سلطات إنفاذ القانون الفيدرالية والمحلية تشكل فرقة عمل لمكافحة الجرائم المتعلقة بحرائق الغابات
أنشأ قادة وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية والمحلية فرقة عمل مشتركة للتحقيق في الجرائم المتعلقة بحرائق الغابات المميتة في مقاطعة لوس أنجلوس وملاحقة مرتكبيها، وفقا لوزارة العدل.
وقالت نفس الوزارة في بيان صحفي صدر يوم الأربعاء إن فرقة العمل المشتركة الإقليمية لجرائم الحرائق ستركز على "التحقيق وملاحقة المجرمين الذين يسعون إلى استغلال أزمة حرائق الغابات".
سوف يضم الفريق ممثلين عن مكتب التحقيقات الفيدرالي، ومكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات، ومكتب المدعي العام في لوس أنجلوس، وشرطة المدينة، من بين وكالات أخرى، حسب البيان.
وقالت الوكالة إن فريق العمل سيركز على جرائم النهب والسطو وانتحال الشخصية والحرق العمد ونشاط الطائرات بدون طيار غير القانوني والاحتيال المالي الذي يستهدف "ضحايا الكوارث وأولئك الذين يرغبون في تقديم تبرعات خيرية".
وقال المدعي العام الأمريكي مارتن استرادا في بيان: "لن نسمح بوقوع مصائب للضحايا مرة أخرى. ومع بدء عملية إعادة البناء ووصول التبرعات وأموال الإغاثة، يتعين علينا أن نضمن محاسبة أولئك الذين يسعون إلى الاستفادة من خلال الأنشطة الإجرامية بشكل كامل"
- من المتوقع عودة رياح سانتا آنا الأسبوع المقبل
ستهدأ أخيرا رياح سانتا آنا القوية في أواخر يوم الأربعاء في معظم مناطق جنوب كاليفورنيا، لكن الراحة لن تدوم طويلا، حيث سيتغير اتجاه الرياح أخيرا يوم الجمعة، مما يؤدي إلى دخول المزيد من الهواء الرطب الذي سيرفع مستوى الرطوبة النسبية في المنطقة، ومع الرياح الأضعف، سيعمل على تقليل خطر الحرائق خلال عطلة نهاية الأسبوع.
لكن هذا النمط لن يدوم إلى الأبد. فقد حذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في لوس أنجلوس يوم الأربعاء من أن دفعة أخرى من رياح سانتا آنا قد تتطور في وقت ما من الثلاثاء أو الأربعاء من الأسبوع المقبل. وهناك احتمال بنسبة 40% لظهور هذه الرياح المثيرة للقلق مرة أخرى، لكن يبقى التوقيت الدقيق أو شدتها غير واضحين، وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية.
كما حذر مركز التنبؤ بالمناخ من أن "انتشار الظروف الجوية الحرجة للحرائق، وسقوط الأشجار وخطوط الكهرباء، واستمرار الدخان وسوء نوعية الهواء، وانقطاع التيار الكهربائي أمر ممكن إذا تحققت الظروف الجافة والعاصفة".
سيظل خطر الحرائق مرتفعا في المستقبل المنظور مع كل دفعة جديدة من رياح سانتا آنا، التي تعد شائعة جدًا في فصل الشتاء في جنوب كاليفورنيا، حتى تحصل المنطقة على أمطار غزيرة. يعد شهر يناير ثاني أكثر الشهور رطوبة في جنوب كاليفورنيا، لكن لوس أنجلوس وبعض المدن المحيطة بها كانت جافة تمامًا منذ بداية العام.
في مقطع فيديو من كاميرا أمنية يظهر رجال الإطفاء وهم يحاولون إنقاذ منزل
اعتقدت عائلة من كاليفورنيا أنها فقدت منزلها في حريق باليساديس بعد أن التقطت كاميرات المراقبة الخاصة بها النيران وهي تندلع في الفناء الخلفي لمنزلها في 7 يناير.
بعد مرور أسبوع، تمكنوا من تجميع المزيد من اللقطات لرؤية رجال الإطفاء وهم يكافحون لإنقاذ ممتلكاتهم.
شاهدت زيبي أوينز، التي كانت في نيويورك عندما اندلعت حرائق الغابات، من خلال كاميرا مراقبة منزلها، النيران وهي تتصاعد بالقرب من حمام السباحة في الفناء الخلفي لمنزلها في باسيفيك باليساديس.بعد رؤية تلك اللقطات، تأكدت أوينز من اختفاء منزلها.
وكتبت أوينز على إنستغرام الأسبوع الماضي: "ربما اختفى منزلنا، وكان آخر ما سمعناه إنذار بالرش وتحذير من الحرارة عند بابنا الأمامي وهذا كل شيء. لا أستطيع أن أتخيل أن كل شيء على ما يرام".
كانت الكاميرات معطلة منذ انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة، ولم تتمكن الأسرة من التحقق من حالة منزلها. وفي يوم الثلاثاء، قام أفراد عائلة أوينز بمراجعة اللقطات لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم العثور على المزيد من اللحظات من الحريق. هكذا شاهدوا ثلاثة رجال إطفاء أبطال قفزوا بسرعة إلى العمل للقيام بكل ما في وسعهم لإنقاذ ممتلكاتهم. في البداية، تم التقاط الرياح القوية والدخان والنيران بواسطة كاميرات متعددة.
وبعد ذلك، تصل شاحنة الإطفاء ويقترب رجال الإطفاء من المنزل، ويدخلون من الفناء الجانبي.
يمسك أحدهم خرطوما ويبدأ بسرعة في رش أجزاء من المنزل والفناء الخلفي. ويواصلون بذل قصارى جهدهم لإطفاء حريق في مخزن على جانب المنزل.
إثر ذلك، كتبت أوينز في منشور على إنستغرام تقول: "أنتم كلكم أنقذتم منزلنا. بذلك، أنقذتم منازل جيراننا أيضا، التي ظلت جميعها سليمة". وأضافت: "منزلنا بقي لأنكم حميتمونه، بفضل شجاعتكم وسرعة تفكيركم".
وناجت أوينز رجال الإطفاء بصيغة المخاطب المفرد: "لا أعرف أين أنت اليوم أو كيف هي حياتك منذ يوم الثلاثاء. هل نمت؟ هل أنت بخير؟ هل تستطيع التنفس؟ لا بد أن أسرتك قلقة عليك".
وفي ما يشبه تأنيب الضمير، قالت أوينز إنها وعائلتها يشعرون بالذنب لأن منزلهم لا يزال قائما وسط الدمار الذي أحاط بالمنطقة. وأردفت: "نجا منزلنا بأعجوبة. لكن روحي تشعر بالحزن". ولهذا بقيت مصممة على العثور على رجال الإطفاء الذين أنقذوا منزلها وتشاركهم تقديرها لجهودهم البطولية. لهذا ختمت رسالتها متوددة: "إذا رأيت هذا من قبل، وكنت أنت المعني بالأمر، من فضلك أخبرنا حتى نتمكن من شكرك بشكل صحيح. أو على الأقل حاول ذلك".
- عمدة لوس أنجلوس: "المسؤولية تقع دائما على عاتقي"
تحدثت يوم الثلاثاء عمدة لوس أنجلوس كارين باس في مؤتمر صحفي تناول الحرائق المستمرة والتهديدات الخطيرة الجديدة للرياح خلال الأيام القليلة المقبلة، وأيدت قرارات إدارة الإطفاء في المدينة في ما يتعلق بتخزين الموارد قبل الحرائق المميتة التي دمرت آلاف البنيات عبر عدة هكتارات من المدينة.
وعندما سألها الصحفيون عن تقرير جريدة (لوس أنجلوس تايمز) الذي ورد فيه أن قادة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس رفضوا تخصيص 1000 من رجال الإطفاء المتاحين والموارد الأخرى للانتشار في حالات الطوارئ مع تزايد تحذيرات الحرائق في منطقة باسيفيك باليساديس، قالت باس "المسؤولية تقع دائما على عاتقي".
- رئيسة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس والاستجابة للحرائق: "كثفنا من جهودنا حيثما أمكننا التدخل"
قالت كريستين كرولي، رئيسة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، إن إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس نشرت مسبقا الموارد اللازمة، واتبعت البروتوكول، ونشرت أعدادًا متزايدة من الموظفين حيثما أمكن للاستجابة لحرائق الغابات.
يحيل ردها ضمنا على التقرير سالف الذكر والذي استشهد بمقابلات مع مسؤولين حاليين وسابقين في إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس وسجلات داخلية، حيث أكدوا أن إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس وظفت خمسة فقط من أكثر من 40 محركا لنقل المياه كانت متاحة ولم تأمر رجال الإطفاء بالبقاء في الخدمة لنوبة ثانية، مما كان سيضاعف عدد الموظفين المتاحين، قبل أن يخرج الحريق عن السيطرة.
وقالت كرولي يوم الأربعاء إن الوزارة "نشرت مسبقًا الموارد بالإضافة إلى ما كنا نفعله عادة. لقد ذهبوا إلى العمل. ثم استخدمنا على الفور جميع الأشخاص المتاحين في الخدمة، والأشخاص الذين يقومون بمهام خاصة والذين لا يتواجدون عادة في الميدان. لقد زادوا من أعدادهم".
وأضافت "بنينا النظام. اتبعنا النظام. اندفعنا إلى حيثما أمكننا التدخل". وعندما سُئلت عما إذا كان من الممكن بذل المزيد من الجهود لإنقاذ الأحياء والأرواح، قالت إن رجال الإطفاء، "فعلوا كل ما في وسعهم".
واعتبرت المتحدثة أن السكان الذين أخلوا منازلهم في منطقة مقاطعة لوس أنجلوس بسبب حرائق الغابات حريصون على العودة إلى منازلهم، لكن ما تزال هناك حواجز أمان كبيرة، معلنة أنها تتفهم رغبتهم في العودة إلى مجتمعهم، ومع ذلك، ما تزال هناك مشكلات كبيرة تتعلق بالسلامة والبنية التحتية، بما في ذلك خطوط الكهرباء المتساقطة، وخطوط الغاز المكسورة، والمواد الخطرة والمياه غير الآمنة. وأشارت إلى أن المسؤولين يعملون بجد لمعالجة تحديات السلامة، لكن خطر الحرائق لا يزال قائما.
وأضافت كرولي محذرة: "مزيج الرطوبة المنخفضة والرياح القوية أدى إلى جفاف الشجيرات بشكل أكبر، مما زاد من خطر اندلاع الحرائق. لكن الخطر لم ينته بعد، لذا يرجى إعطاء الأولوية لسلامتكم".
عن CNN بتصرف

#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات