ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي
(Dhiaa Al Mayah)
الحوار المتمدن-العدد: 8223 - 2025 / 1 / 15 - 22:21
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
حدث في أحدى جامعات العاصمة الحكومية؛ أن أمرا جامعيا بتوقيع رئيسها قد صدر لنقل الدكتور التدريسي فلان الفلاني من التدريس الأكاديمي النظري إلى التدريس العملي في المختبرات في أحد الأقسام العلمية. والجميع يعلم أن التدريس في المختبرات يتطلب مدرسين بشهادات ماجستير أو خريجين أوائل من حملة البكالوريوس ولا يحتاج تدريسي يحمل شهادة الدكتوراة.
وعند السؤال عن السبب وراء أمر النقل الجامعي؛ تبين أن هذا المدرس الدكتور حقق نسبة نجاح متدنية بلغت 20%، إذ نجح أربعة طلاب من مجموع عشرين طالب. وتضمن هذا الأمر الجامعي؛ تحويل المواد الدراسية النظرية الذي يدرسها المدرس المنقول إلى المختبرات إلى مدرس دكتور اخر. وحينما علمَ الدكتور الجديد سبب نقل المدرس السابق، تعامل مع الموضوع بطريقة مختلفة وحقق نسب نجاح منطقية ومقبولة من قبل رئاسة الجامعة الحكومية دون النظر إلى مدى استحقاق الطلاب لدرجات النجاح التي حققوها.
أخبرني صديق لي يعمل في جامعة حكومية؛ أن نسب نجاح الطلاب في الجامعات الحكومية أمرا في غاية الأهمية يشبه إلى حد ما يحدث في الجامعات الأهلية باختلافات معينة. فالمطلوب من التدريسيين هو تحقيق نسبة نجاح معقولة. وهذا يعني بحسب ما قاله الصديق، أن الموضوع هو نسبة نجاح معينة أكثر مما هو استحقاق لإمكانيات الطالب العلمية. وهذا يعني أيضا، ان نسبة النجاح المعقولة هذه يجب أن يصل لها اي تدريسي ويعلو عنها أو أن لا ينزل عنها على أقل تقدير وان لم يستحق الطلاب نجاحهم.
والحقيقة أنه يفترض أن يُنظر إلى نسب النجاح كمؤشر لرصانة الجامعة الحكومية لا سيما إذا كان الكادر التدريسي أثبت قدرته العلمية وأستوفى شروط التدريس ولم يؤشر عليه أية مشكلة تتعلق بكفاءته العلمية أو علاقاته مع الطلاب. الجامعات بصورة عامة والحكومية منها على وجه الخصوص هي ليست مكانا مفتوحا ومتاحا لأي خريج ثانوية يضمن النجاح بمجرد دخوله اليها. هناك شروط ومستلزمات يجب توفرها وهناك معايير يجب أن يحتكم إليها في منح الدرجات والشهادات العلمية.
#ضياء_المياح (هاشتاغ)
Dhiaa_Al_Mayah#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟