أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أزاد خليل - كوباني: رمز المقاومة وضحية التعريب المتعصب














المزيد.....


كوباني: رمز المقاومة وضحية التعريب المتعصب


أزاد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8223 - 2025 / 1 / 15 - 17:35
المحور: القضية الكردية
    


هزّمت كوباني أسطورة داعش، تلك المدينة الصغيرة التي صمدت في وجه همجية التنظيم الإرهابي، مُسطّرةً ملحمة بطولية أذهلت العالم. لكن، ما يُثير الاستغراب والاستياء في آنٍ معًا، هو إصرار البعض على تجاهل اسمها الكردي الأصيل "كوباني"، والتشبث بتسمية "عين العرب" التي فرضها نظام البعث كجزء من سياسات التعريب القسرية. هذا الإصرار ليس مجرد خلاف على تسمية، بل هو تجسيد حي لسياسات التهميش والإنكار التي مورست بحق الأكراد في سوريا لعقود طويلة.

سياسات التهميش والإنكار: تاريخ من الظلم

عانى الأكراد في سوريا، كثاني أكبر قومية في البلاد، من سياسات ممنهجة هدفت إلى طمس هويتهم وقمع حقوقهم. تجلّت هذه السياسات في صور عديدة:

التعريب القسري: لم يقتصر التعريب على تغيير أسماء المدن والقرى الكردية، بل امتد ليشمل منع استخدام اللغة الكردية في المؤسسات الرسمية والمدارس ووسائل الإعلام. كما تم تشجيع هجرة العرب إلى المناطق الكردية بهدف تغيير التركيبة السكانية.
الاستهزاء باللغة الكردية: لم يتوقف الأمر عند منع استخدام اللغة، بل وصل إلى الاستهزاء بها والنظر إليها بدونية، في محاولة لتقويض مكانتها في الوعي الجمعي.
إنكار الحقوق القومية: تم إنكار الحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية للأكراد، وحُرموا من التعبير عن هويتهم بشكل حر.
الظلم والاعتقالات: واجه النشطاء والسياسيون الأكراد قمعًا شديدًا، وتعرضوا للاعتقالات التعسفية والمحاكمات غير العادلة، وسُجن العديد منهم لمجرد المطالبة بحقوقهم.
كوباني: رمز الصمود وضحية التعريب

تُعتبر قضية اسم "كوباني" مثالًا صارخًا على هذه السياسات. فاسم المدينة كردي أصيل، وهو الاسم المُتداول بين أهلها منذ عشرات السنين. لكن نظام البعث سعى إلى تعريبه وتغييره إلى "عين العرب"، في محاولة لطمس الهوية الكردية للمدينة.

اليوم، وبعد أن أصبحت كوباني رمزًا للصمود في وجه الإرهاب، يُصر البعض ممن تربوا على نهج حزب البعث على التمسك بالاسم المُعرّب، في تجاهل تام لإرادة أهل المدينة وتاريخها وهويتها. هذا الإصرار ليس مجرد تمسك بمفردات لغوية، بل هو استمرار لنهج الإنكار والتهميش الذي عانى منه الأكراد لعقود.

نحن هنا لا نُجادل في جمال اللغة العربية وعراقتها، ولا ننكر أهميتها في سوريا. لكننا كأكراد نرفض رفضًا قاطعًا أن يتم محو هويتنا وتاريخنا عبر مفاهيم لغوية قسرية. إن التمسك باسم "كوباني" هو تمسك بالهوية والتاريخ والجذور، وهو رفض للظلم والإنكار.

سوريا تجمعنا: نحو عقد اجتماعي جديد

يريد الأكراد العيش بسلام وأمان مع جميع أشقائهم في الوطن، بعيدًا عن لغة التهميش والإنكار والعنصرية. سوريا تجمعنا جميعًا، وعلينا أن نعمل معًا من أجل خيرها وخير أبنائها، لننعم بمستقبل مُشرق بإذن الله.

لتحقيق ذلك، نحتاج إلى وضع عقد اجتماعي جديد يُؤسس لدولة ديمقراطية تعددية، تُحترم فيها حقوق جميع المكونات السورية، وتُضمن فيها المُساواة والعدالة للجميع. عقد اجتماعي يكون الحامي لكل السوريين دون تمييز أو تهميش. عقد اجتماعي يُبنى على الاعتراف بالآخر واحترام هويته وثقافته ولغته.

إن الاعتراف بكوباني، كما هي، هو اعتراف بحقيقة تاريخية ورمزية، وهو خطوة نحو بناء سوريا جديدة تُسع الجميع. فلنعمل معًا من أجل سوريا مُوحدة مُزدهرة، تُعلي قيم التسامح والتعايش السلمي.



#أزاد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيرات المفقودة: العراق وسوريا بين الفساد وسوء الإدارة والف ...
- لم أقترف ذنباً لأنني ولدتُ كورديا
- من سجن الغربة إلى وطن الحرية: حكاية عشر سنوات في السويد
- المهاجرون السوريون: رحلة المعاناة بين الغربة والعودة
- أرقام مثيرة حول أحتياطي النفط في سوريا
- ‏“سوريا: الاستقلال الثاني ومعركة إعادة بناء الهوية والنظام ا ...
- الكورد في سوريا: تاريخ عريق ومستقبل ثابت رغم كل محاولات الإق ...
- 12 مليون سوري على شفا المجاعة أزمة إنسانية تتفاقم وسط صمت دو ...
- “سوريا بعد بشار الأسد: فراغ سياسي وهويات متصارعة في ظل تدخلا ...


المزيد.....




- أجبرت الاحتلال على قبول المفاوضات.. تفاصيل عن وحدة الظل القا ...
- تفاصيل أسماء وأعداد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم بموج ...
- سوريا.. الشرع والشيباني يلتقيان وفدا من المحكمة الجنائية الد ...
- لأول مرة.. وفد من المحكمة الجنائية الدولية يصل دمشق
- مدعى المحكمة الجنائية يلتقي الشرع في زيارة غير معلنة لدمشق
- بزشكيان: حقوق الانسان للجميع ولا يجب غض الطرف بذلك عن دولة ا ...
- شاحنات الإغاثة الإنسانية تصطف عند معبر رفح استعدادًا لدخول ا ...
- الولايات المتحدة: قلق المهاجرين يتزايد مع عودة ترامب إلى الب ...
- أسماء الأسرى الإسرائيليين الذين سيفرج عنهم بموجب اتفاق وقف إ ...
- اعتقال رئيس بلدية معارض في إسطنبول


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أزاد خليل - كوباني: رمز المقاومة وضحية التعريب المتعصب