أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - عن حرب الإبادة ونشر الفكر الخرافي















المزيد.....


عن حرب الإبادة ونشر الفكر الخرافي


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 8223 - 2025 / 1 / 15 - 11:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إن الذين ينشرون مقولة "عقاب الله" لتفسير حريق لوس أنجلوس يضمرون بداخلهم الغرض الحقيقي من منشوراتهم إن عن وعي أو عن غير وعي، عن وعي من طرف من يسعى وراء ذلك للسيطرة على عقول الشعوب المتدينة وتوجيهها إلى حيث توجد مصالحه، وعن غير وعي ممن يلتقطونها وينشرونها حيث يجدون فيها ما يشفي غليلهم من كثر الظلم الذي حول الانتقام لديهم إلى وسيلة للتخلص من أزماتهم ومعاناتهم، هي مسألة ليست بتلك السهولة التي يمكن محاربتها حيث وراءها أجهزة أيديولوجية صهيونية مدعمة من طرف الرأسمال المالي الإمبريالي، أجهزة تقودها الصهيونية في حربها ضد الفكر التقدمي في البلدان العربية والشعوب المضطهدة بصفة عامة، بهدف وقف مقاومة حركة التحرر الوطني التي برزت في ضد الاستعمار في القون 20 وشملت جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والتنظيمية وأعلاها الاستراتيجية الحربية.

تلك المقاومة التي بلغت أوجها مع الحركة القومية العربية والتي وجدت تعبيراتها الثورية في المقاومة الفلسطينية في الستينات من القرن 20، وتعتبر الناصرية بمصر، بعد انفصلها عن البعثية السورية وصراع هذه الأخيرة مع البعثية العراقية، أبرز الحركات القومية العربية التي أثرت على الساحة السياسية بالبلدان العربية والمغاربية، وذلك لكون مصر عبد الناصر مركز تأسيس حركة التحرر الوطني من طرف قائد الثورة الريفية محمد بن عبد الكريم الخطابي، وكان دعم الثورة البلشفية بروسا لهذه الحركة أثر كبير في الإسراع بتطورها ونشرها بأفريقيا وآسيا، وكانت القضية الفلسطينية الواجهة المركزية لمقاومة التحرر الوطني معززة بالحركة الثقافية التقدمية بلبنان، الذي يعتبر المركز الثقافي العربي التقدمي العالمي في الإنتاج والإبداع والترجمة المعزز بحركة الرابطة القلمية بأمريكا لقادة الفكر التقدمي، الذي أسسه جبران خليل جبران وميخائل نعيمة وأدباء تقدميون سوريون، دون أن ننسى دور الجالية اللبنانية/أبناء التجار المتشبعين بمبادئ حركة التحرر الوطني بأمريكا الجنوبية في القرن 19 والحركة الشيوعية في القرن 20.

وكان مركز هذا الزخم النضالي بالمنطقة العربية بفلسطين منذ تقسيم نفوذ تركيا، الرجل المريض كما يسمى في الغرب، ونشر الاستعمار الإمبريالي بالمنطقة، وزرع الكيان الصهيوني بفلسطين وتقسيم الحجاز إلى دويلات من أجل وقف زحف الفكر التقدمي بالمنطقة، والمقارن بثورتين متزامنتين في تلك المرحلة : الثورة البلشفية بروسيا والثورة الوطنية الديمقراطية بالريف بالمغرب، اللتان لعبتا دور المحرك للمقاومة ضد الإمبريالية عالميا، ولا غرابة أن نشاهد اليوم الزخم النضالي مرتكز في هذه المنطقة لكن في شروط جد مختلفة أنتجتها عدة أزمات ونكسات وهزائم، خاصة بعد تفكيك الاتحاد السوفييتي والحرب على العراق بعد تمكين الإمبريالية من السيطرة على العالم، وتمكين الأجهزة الأيديولوجية الصهيونية من السيطرة على التوجهات الدينية عبر ما يسمى الإسلام السياسي، التي وظفتها الإمبريالية في صراعها ضد الشيوعية في مرحلة ما يسمى الحرب الباردة.

واليوم نشاهد أفظع ما وصل إليه هجوم الإمبريالية على المقاومة بالمنطقة وهو الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني بغزة، يوازيه هجوم الأجهزة الأيديولوجية الصهيونية التي تقودها المخابرات الصهيونية عبر ما يسمى التطبيع، التي حولت صراع التقدمية معها من مراحله المتقدة إلى ضده عبر مسلسل من الحروب الطائفية عبر تنظيمات مذهبية في بؤر متفرقة بالبلدان العربية والخليج : الحرب على المقاومة الفلسطينية بجنوب لبنان في ظل الحرب الأهلية اللبنانية، الحرب بين العراق وإيران، الحرب بالصحراء الغربية والغرب الإفريقي، وفي المراحلة المتقدمة من تفكيك المقاومة : الحرب على العراق، نشر الحروب الأهلية فيما يسمى الربيع العربي بليبيا، سوريا، اليمن والمستمرة إلى حد الآن وأفظعها الحرب الأهلية بالسودان.

وما يطبع الحرب الإمبريالية اليوم بالمنطقة هو بعده الديني الذي استثمرته أمريكا خلال الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي بأفغانستان، لعبت فيه الرجعية العربية دور الدعم المالي باسم الدين ضد الشيوعية وحولت المقاومة عن بعدها التقدمي، بعد القضاء على التنظيمات القومية، إلى البعد الديني عبر ما يسمى الإسلام السياسي، الذي ركزته بالحرب على أفغانستان خلال العقدين الأولين من الألفية الثالنية، في علاقة ذلك بنشر بؤر حروب طائفية عبر منظمات سلفية بالمنطقة وإفريقيا، وزرع أنويتها بالشرق الأدنى بروسيا والصين. ومع بروز ما يسمى الربيع العربي عملت أمريكا على استغلال هذه المنظمات السلفية، التي صنعتها الأجهزة الأيديولوجية الصهيونية، في الصراع ضد ما تبقى من القومية العربية بالعراق وليبيا وسوريا واليمن، تراقبها وتوجهها عن بعد مكتفية بتمويلها على حساب استغلال الغاز والبترول بعد تجربتها في أفغانستان التي استغلت فيها المعادن الثمينة بجبالها وركزت بها الفكر السلفي التعصبي للدين، في أفق نشره بجميع البلدان المجاورة.

وفي ظل حركة الأجهزة الأيديولوجية الصهيونية يتم استغلال الغضب الشعبي بالمنطقة العربية بتوجيهه وتحريفه عن مواجهة الدولة الاحتكارية بأمريكا، وذلك باستعمال الأجهزة الأيديولوجية العربية الرجعية لتمرير الفكر الخرافي وتركيزه في الذاكرة الجمعية للمجتمعات العربية، بعد تلوين المقاومة بصبغة ما يسمى الإسلام السياسي، عبر تقديس "المقاومة الإسلاموية" وربطها باللاهوت والمعجزات المثالية، في محاولة لفصل هذه الشعوب عن الواقع الموضوعي للحرب الإمبريالية وتحريفها عن الوعي بعدها المادي التدميري، وتوجيهها في اتجاه الصراع بين الديانات في تقهقر فكري بالرجوع بها إلى الخلف للبحث عن ملامح المثالية المتسمة بالقصص الخرافية للتوسل لدعم المقاومة.

وهكذا يتم اقتناص كل المناسبات الممكنة لترويج سموم الرجعية العربية للسيطرة على عقول الشعوب وفصلها عن الواقع الموضوعي، والمتجلي في استغلال ثروات الشعوب في خدمة الحروب اللصوصية بالبلدان المضطهدة، مستعملة في ذلك عملاء الدول المطبعة عبر استغلال معاناة وأزمات الشعب الفلسطيني أمام قهه من طرف الآلة العسكرية الصهيونية المدعومة من طرف الإمبريالية، مستغلين موقع ضعيفه كشعب في حاجة إلى التضامن والتآزر أمام حجم الإبادة الجماعية التي حولت الفلسطيني إلى إنسان يفقد كل مقوات الإنسان السوي القادر على الدفاع عن نفسه، في ظل ما تعرضت له المقاومة الفلسطينية، بما لها وما عليها، من تدمير وتخريب للبنيات الأساسية التي ترتكز عليها، وما تعرضت له المقاومة الداعمة لها بلبنان وسوريا والعراق واليمن.

إن استغلال الإنسان في حالة الضعف في أقسى شروط الحياة التي تزهق فيها الأرواح وفي أقساها حرب الإبادة الجماعية والتفقير والتجويع، كما هو الشأن في الحرب الصهيونية على غزة بدعم من الإمبريالية ليعد من أقذر الممارسات الحقيرة للسياساويين الانتهازيين، المدفوعين من طرف الأجهزة الأيديولوجية الصهيونية العالمية التي لا تتوانى في فبركة جميع أشكال الاستلاب الفكري، مركزة على عامل الدين بعد أن حولته في البلدان العربية إلى أداة للتشويش على الفكر التقدمي منذ نشأته في مرحلة المقاومة ضد الاستعمار الإمبريالي في القرن 20، ولا غرابة أن نرى انسياق بعض المحسوبين على الصف التقدمي وراء هذا التشويش باسم دعم المقاومة مهما كلف ذلك من ثمن، وحتى التنازل عن المبادئ والمواقف من أجل عدم السائد في الساحة بدعوى من حمل السلاح هو المتحكم في السياسة، في تجاهل تام لكل مبادئ الحرب الوطنية الثورية المرتكزة أساسا على النظرية الثورية، مما أوقعهم في صف الانتهازية متجرعين الهزيمة محاولين تفسيرها دون نقد ذاتي يتماشى ومبادئ التقدمية.

لقد وصلت الأجهزة الأيديولوجية الصهيونية في العالم حدا لا يمكن معه للإنسان العادي أن يواكبة تطوراتها بعد تفكيك الاتحاد السوفييتي، وتوريط روسيا في الحروب اللصوصية وأخيرا إغراقها في حرب أوكرانيا، في الوقت الذي كانت المقاومة بالمنطقة العربية تعتمد عليها في دعما، وانساق مع هذا الطرح بعض المحسوبين على صف التقدمية في جهل تام للوضع بروسيا الاتحادية المكونة أغلب دولها من حكومات ما يسمى الإسلام السياسي، وبفارق واحد وهو عدم استعدادها للتضحية بمصالحها من أجل مصالح الأوليغارشية الروسية المسيطرة على الاقتصاد والمال، في إعادة للتاريخ بشكل مأساوي لما قام بها الحزب الشيوعي البناني خلال الحرب الأهلية حيث يستجدي الدعم من البعثي القومي العراقي، الذي بدوري انساق بلا حدود مع منتوج الأجهزة الأيديولوجية الصهيونية "الإسلام السياسي"، حيث قام صدام بنشر صورته في الصحف وهو يصلي رافعا أذرعه إلى السماء ينتظر العون، في عز الهجوم الإمبريالي الصهيوني العربي الرجعي على الشعب العراقي وحولته إلى مرتع للفكر السلفي اللاهوت بعد إعدامه، هكذا استطاعت الأجهزة الأيديولوجية الصهيونية تحويل الفكر التقدمي للمقاومة إلى مجال يستغل الخرافة ويتسم بالمثالية الذاتية والسولبسيسم، مما يستوجب على الشيوعيين العرب مراجعة مواقفهم الانهزامية أمام الهزيمة الكبرى للمقاومة التي ينتظرون منها النصر المبين.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع زائر حول الحريق وأشياء أخرى
- عائلة تنازع وزير العدل في ملكية قصبة تالوين وتقاضي رئيسي جما ...
- عن جدال تعيينات الوكالة الوطنية لجودة التعليم العالي بالمغرب
- ماذا يجري بسوريا..؟ - الحلقة الثالثة
- ماذا يجري بسوريا..؟ - الحلقة الثانية
- ماذا يجري بسوريا..؟
- اللمسات الأخيرة لتقسيم العمل عالميا
- حسن نصر الله ومكر التاريخ
- ما هي مهام الماركسيين اللينينيين في الحرب الإمبريالية الحالي ...
- من يؤدي ضريبة الحرب الإمبريالية..؟
- من يحارب من..؟
- بأي معنى يمكن أن تكون مع المقاومة..؟
- ماذا يقع بواحات الجنوب والجنوب الشرقي بالمغرب ؟
- عن ترويج ثقافة البازار في أوساط الشعوب
- حول الغربة السياسية
- هل زور المختار السوسي تاريخ سوس..؟
- جبال الأطلس تاريخ من الملاحم - الحلقة الرابعة
- جبال الأطلس تاريخ من الملاحم - الحلقة الثالثة
- جبال الأطلس تاريخ من الملاحم - الحلقة الثانية
- سكتانة : الحركة والتاريخ - الحلقة الأولى


المزيد.....




- وثائق سرية تكشف: الملكة إليزابيث لم تكن على علم بتورط مستشار ...
- تجديد حبس شباب «بانر فـلسطين» 45 يومًا
- «المفوضية»: للمرة الثانية المحبوسين بـ«العاشر 6» يديرون أجسا ...
- إضرابها دخل يومه السابع بعد المئة.. نظام الاستبداد يقتل ليلى ...
- صوفيا ملك// حتى لا تبتلعنا أمريكا..
- مذكرة من «البلشي» للنائب العام بعد إحالة «صحفيين» محبوسين إح ...
- “المبادرة” تطالب بالتحقيق في شكاوى معتقلي العاشر 6
- جنايات “المنصورة” تقضي بحبس معتقلي حادث المطرية 45 يومًا
- افتتاح معرض مكرس لحصار لينينغراد في الأمم المتحدة
- سقوط العقيدة العسكرية “الإسرائيلية”


المزيد.....

- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - عن حرب الإبادة ونشر الفكر الخرافي