الكونفدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية، واستهداف اليمين المتطرف.....12

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1790 - 2007 / 1 / 9 - 12:20
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

إهداء

• إلى كل الذين لازالوا يرصدون خفافيش الظلام، ويسعون الى إشاعة الأنوار في نسيج المجتمع المغربي.
• إلى كل المناضلين الشرفاء، الذين تمثلوا خطورة زحف جحافل الظلام.
• إلى المناضلين النقابيين، الذين لا يرون بديلا لفكر الطبقة العاملة سلاحا لمناهضة الفكر الظلامي في الإطارات النقابية.
• إلى مناضلي ك.د.ش. الذين يقيمون سدا منيعا بينهم، وبين عناصر إنتاج الظلام.
• إلى روح شهيد الطبقة العاملة: الشهيد عمر بنجلون، الذي استهدفته عناصر الظلام.
• من أجل نقابة بلا ظلاميين.
• من أجل فكر علمي رائد، يسود في صفوف الشغيلة المغربية.
• من أجل مجتمع بلا وصاية ظلامية.
• أقدم هذه القراءة للممارسة الكونفيدرالية.



مؤتمرات بعض قطاعات الك.د.ش. وتسرب اليمن المتطرف إلى الأجهزة:....11

انعكاس واقع الشغيلة على واقع النقابة:

والشغيلة التي تنخرط في النقابة، تعيش واقعا معينا ينعكس سلبا، أو إيجابا على واقع النقابة, وهذا الانعكاس، يتخذ له مجموعة من المستويات، أهمها:

1) مستوى الوعي النقابي؛ لأن مستوى هذا الوعي، إذا كان منعدما, فإن تفكير الشغيلة في النقابة يكون منعدما, وإذا كان متدنيا، فإن بعض أفراد الشغيلة، هم الذين يمارسون حقهم في ذلك، ويؤدون ضريبته, وإذا كان مرتفعا، فإن معظم العمال يساهمون في تنشيط الحركة النقابية. ثم إن هذا الوعي، نفسه، قد لا يكون حقيقيا، فيقود إلى انحراف الشغيلة عن العمل النقابي الصحيح, وإذا كان زائفا, فإنها تنخرط في أي نقابة كيفما كانت. ولذلك فنشر الوعي النقابي الصحيح وسط الشغيلة, وبواسطة أدوات نقابية صحيحة، ومحاربة الوعي الزائف، في نفس الوقت، يعتبر مسألة أساسية بالنسبة للنقابيين المخلصين حتى يضمنوا ممارسة نقابية صحيحة، في صفوف مجمل الشغيلة، من أجل قطع الطريق أمام جعلها مجالا لتحرك مؤدلجي الدين الإسلامي، الذين ليس من مصلحتهم سيادة الممارسة النقابية الصحيحة، لتناقضها مع أهدافهم في تكبيل الشغيلة، وجعلها تصطف وراء خطاباتهم المطلبية، لجعلها تقبل كل أشكال الاستغلال المادي، والمعنوي وتعتبره قدرا منزلا من عند الله، ولا يمكن مقاومة ذلك التضليل، الا برفع مستوى الوعي الصحيح في صفوف الشغيلة.

2) مستوى الوعي السياسي، الذي غالبا ما يكون منعدما في صفوف الشغيلة، بسبب طبيعة الخطاب النقابي المتردي. والوعي السياسي ليس بالضرورة وعيا حزبيا. وعلينا أن نفرق, ونحن نتعامل مع الشغيلة, بين الوعي السياسي، الذي يمكن الشغيلة من إدراك موقعها من علاقات الانتاج القائمة، والوقوف على الحجم الضئيل، الذي تحصل عليه كأجور, والكم الهائل من فائض القيمة، الذي يذهب إلى جيوب المستغلين, وما يجب عمله من أجل التقليص من حدة الاستغلال المادي، والمعنوي, وبين الوعي الحزبي، الذي لا يتجاوز مجرد تحديد هوية الشغيل الحزبية، التي لا تكون قائمة على وعي سياسي محدد، بقدر ما تكون ناتجة عن الانسياق وراء الحركة الحزبية، التي تنشط بمناسبة الانتخابات، وبعد ذلك تذوب تلك الهوية, ويعود الشغيل إلى وضعه السابق، في انتظار مناسبة أخرى، ليظهر، في الواقع، بهوية أخرى.

ولهذا، فان واجب النقابة، أن تقدم، باستمرار، قراءة سياسية لواقع الشغيلة: المادي والمعنوي، ولواقع المستغلين، حتى تكون الشغيلة على بينة من ذلك، بامتلاكها رؤيا سياسية واضحة, وهو ما ينعكس إيجابا على مستوى النقابة، والعمل النقابي. أما الوعي الحزبي الضيق، فإنه لا يؤدي إلا إلى شرذمة العمل النقابي، كما حصل، مؤخرا، في صفوف قطاعات الك.د.ش. وفي الك.د.ش نفسها، بسبب الصراع الحزبي / الحزبي، الناتج عن الوعي المقلوب، في صفوف القادة النقابيين، الذين لا يملكون، ولو جزءا يسيرا من الوعي السياسي الحقيقي، قبل الحسم بين التوجهات المتصارعة في سنة 2002 بالخصوص.

3) مستوى الشعارات المرفوعة، التي قد تكون محرضة، وقد تكون معبرة عن طموحات، وتطلعات الشغيلة، وقد تكون محرفة لإرادتها. فالشعارات المرفوعة في إطار نقابة معينة، يجب أن تعبر عن طبيعة، وتطلعات الشغيلة. وقد تكون محرفة لإرادتها. فالشعارات المرفوعة في اطار نقابة معينة، يجب أن تعبر عن طبيعة تلك النقابة، وعن مبدئيتها, وعن ارتباط الشغيلة العضوي فيما بينها، وعن سعيها الى تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية، وعن إمكانية امتلاكها للوعي الطبقي الحقيقي, وعن إعدادها للانخراط في حزبها الثوري الحقيقي. وإلا، فإن الشعارات ستبقى فارغة من محتواها الطبقي، لتتحول إلى شعارات مؤدلجة للدين الإسلامي، أو أي شعارات أخرى مضللة للشغيلة, وموجهة لها، من أجل الالتحاق بأحزاب البورجوازية الصغرى، والمتوسطة، أو بالأحزاب الرجعية المتخلفة، التي تسمي نفسها وطنية.

وبناء على ذلك، فالنقابة التي تحترم نفسها هي التي تحرص على أن تكون شعاراتها معبرة عن طموحاتها, وتطلعات الشغيلة من أجل فرض قوتها أمام المستغلين على جميع المستويات.

4) مستوى الغاية من الانخراط في نقابة معينة, لأنه، قلما يكون هذا الانخراط، هكذا، بدون هدف. وهذه الغاية قد تكون محدودة في مجرد الانخراط, والانتظام بدون التفكير في هوية النقابة, وقد تكون من أجل النضال، لتحقيق مكاسب معينة، إذا كان القطاع المنخرط في النقابة، يغرق في مشاكل معينة، وقد تكون لأجل تقوية حزب معين, أو تيار داخل النقابة. وقد تكون الغاية هي امتلاك الوعي النقابي الصحيح، كأساس لامتلاك الوعي الطبقي الحقيقي. وفي هذا الإطار، يجب أن تكون أهداف النقابة محددة وواضحة، ومستوعبة من قبل الأطر النقابية أولا، وأن تقوم النقابة بإشاعة ذلك الفهم وسط الشغيلة، من أجل جعلها واعية بتلك الغاية، التي تستجيب لطموحات، وتطلعات الشغيلة، وتخلص لمصلحتها الطبقية، حتى لا تهدر الشغيلة وقتها في البحث عن النقابة المناسبة. وللقيام بذلك، لا بد من امتلاك وعي نقابي متجذر، من قبل الأطر النقابية. وبدون ذلك الوعي، تبقى الأطر النقابية، نفسها، لا تدري ماذا تفعل؟

5) مستوى القدرة على بلورة برنامج نضالي، يراعي مصلحة الشغيلة. فإذا كانت الأجهزة النقابية الدنيا، والعليا، تلعب دورا رياديا، في ضبط الملفات المطلبية، والقطاعية، والمركزية، على رغبة الشغيلة، وانطلاقا من مقترحاتها في مختلف اللقاءات, وفي وضع، وضبط, وتنفيذ البرامج النضالية، من أجل تحقيق بنود الملفات المطلبية, وفرض التفاوض مع المشغلين, وانتزاع مكاسب معينة للشغيلة, فإن ذلك يرفع من مستوى وعي الشغيلة, ويقوي النقابة, والعكس صحيح. فالأجهزة النقابية التي لا تضبط الملفات المطلبية, ولا تستطيع وضع برنامج نضالي، لا يمكن أن ترغم المشغلين على التفاوض، ولا تستطيع بث الوعي النقابي الصحيح في صفوف الشغيلة. وهو ما يبقي وعي الشغيلة النقابي متدنيا، مما ينعكس سلبا على النقابة، التي تبقى ضعيفة في الواقع النقابي.

6) مستوى القدرة على جعل الشغيلة تستجيب لتنفيذ القرار النضالي, وهذا المستوى، لا يتأتى إلا إذا كانت النقابة مخلصة للشغيلة، في الدفاع عن مصالحها المادية، والمعنوية، وعاملة على إشاعة الوعي الطبقي في صفوفها, أو محافظة على العمل النقابي الصحيح, وعلى مبدئية النقابة على الأقل. فالقدرة على جعل الشغيلة تستجيب لتنفيذ القرار النضالي، لا تأتي نتيجة رد الفعل، بقدر ما يجب إنضاج شروطها الذاتية، والموضوعية، على المستوى المتوسط، والبعيد, ولذلك، فواجب النقابة، أن تعمل على إنضاج الشروط، التي نجد من بينها:

أولا: تقوية الذات النقابية، بالمحافظة على تقدميتها، وديمقراطيتها، وجماهيريتها، واستقلاليتها.

ثانيا: استحضار إرادة الشغيلة في كل القرارات التي تتخذها النقابة على المستويات: المحلية، والإقليمية، والوطنية، حتى لا يطلب منها تنفيذ قرار نضالي يتعلق بشيء لا علاقة لها به، ولا يعبر عن مصلحتها.

ثالثا: تبني جميع الخروقات الممارسة في حق الشغيلة، حتى وإن كانت غير منتظمة في النقابة، والعمل على وضع حد لها.

رابعا: إشاعة التضامن مع المتضررين من الشغيلة بين شرائحها، وبين جميع القطاعات الاجتماعية الأخرى.

وإذا كان يطلب من الشغيلة تنفيذ القرارات النضالية، فإن على النقابة أن تعمل على تحقيق وحدة الشغيلة في الساحة النضالية. ولذلك نجد أن تنفيذ القرارات النضالية المتخذة في إطار نقابة معينة، رهين بمدى إخلاص النقابة للشغيلة. وهو أمر يكاد يفتقد في الساحة النقابية.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات