عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8222 - 2025 / 1 / 14 - 01:39
المحور:
سيرة ذاتية
أمر بائس أن يلمع المرء نفسه ويكرس كتاباته لأستعراض ما يعتبره مآثر في حياته، أو نبل في سلوكه، أو تفوق على رفاقه ومجايليه في ميادين الفكر والعمل.
النبيل حقا، والمشرق حقا ان نكشف عن اخطائنا وخطايانا ونعترف بها علنا، لعل أعترافاتنا تنير الطريق للآخرين، فيتجنبوا اقتراف ذات الأخطاء والخطايا، ويكتسبوا خصلة مراجعة الذات والسعي الى تقويمها.
وها أنا أقر وأعترف أنني وخلال سني الصبا والشباب لم أتخلص من لوثة الإعتداد المبالغ فيه بالنفس حد الغرور، ولم أعتقد ان ذلك غرورا، بل كنت أحسبه تقديرا منصفا للذات، أنطلاقا من أنحياز طبيعي للذات لم أتمكن من التعرف إليه أو تقويمه.
وفي ذات الوقت كنت أسيرا لنمط تفكير ميكانيكي غير جدلي، مع وهم راسخ لدي بأني من أتباع المنهج الجدلي في الرؤى الفكرية والسياسية.
وأعترف كذلك باني كنت أستاء بشدة من النقد الذي يوجه لأفكاري وآرائي، وحتى وقت متأخر، بدأ مع المرحلة الأوربية من حياتي، لم أكن أدرك أن آرائي، ليست أنا، وبان خياري الأجتماعي، وثقافة محيطي، وعواطفي وبنائي النفسي، ومنظومتي القيمية وموقعي الطبقي وانتمائي الإثني، وغيرها من العوامل تركت وتترك تأثيرها على نشاطي الذهني، بما يجعلني أتبنى هذا الإتجاه أو ذاك في الفكر والمعتقد وهذا الرأي أو ذاك. ولهذا فأن معتقداتي وآرائي هي أنعكاس لكل تلك العوامل، وجميعها لا تشكل سببا للتوهم بأنها كلية الصواب، وأن نقدها يشكل أساءة شخصية لي.
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟