أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - عقاب الله لكاليفورنيا أو غزة؟















المزيد.....


عقاب الله لكاليفورنيا أو غزة؟


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 8220 - 2025 / 1 / 12 - 22:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التعجب أو الأستعجاب من سلوكيات غير إنسانية تصدر من أفراد ينتمون إلى ذلك العالم المسمى[عربى] تجعلنى كما جعلت غيرى يصاب ‏بالدهشة من ذلك، فالكثير من أعضاء التواصل الإجتماعى رأوا حجم الكراهية والشماتة والبغض الداخلى الذى خرج إلى الخارج فى شكل ‏بوستات تعبر عن مكنونات أنفس العرب السلبية تجاه ما يحدث فى أمريكا بولاية كاليفورنيا ولوس أنجلوس وإلتهام نيران الحرائق كل ما ‏يقابلها أمامها ومنها قصور مشاهير نجوم ونجمات هوليوود، وآلاف المبانى والمنشآت الصناعية وغيرها لأنها تمثل كارثة من الكوارث ‏الطبيعية التى تقع لأى بلد كان.‏

دهشتى الكبيرة لهذا الكم المخزون فى عقول وقلوب الملايين من تلك الكراهية والفرح بمصائب البشر لأنهم حسب أعتقادهم كفار، ‏فليكونوا كفار ويعبدون ما يعبدون ألم يجعل إلهكم يوماً لحساب كل البشر؟ إذن أين المشكلة يا أخوة؟
المشكلة فى عقولهم وما تعتقدون أن الله العادل أمركم بالكراهية وسبحانه عما تكذبون به من كلام على الله الحقيقى وتنسبونه إليه، ‏أتركوا أوهامكم وأرجعوا إلى الواقع وأنظروا ماذا تقدمون من ثمرات عقولكم للبشرية وما يقدمه الغرب وأمريكا من ثمرات عقولهم للبشرية ‏وأنتم خاصة من بين المستفيدين الكبار من عقول هؤلاء الكفار!!!‏

أفكار الكراهية وهلاك الآخر هى مجرد تصورات وأضغاث أحلام عنصرية تعلمناها من الثقافة العربية الصحراوية التى يفتخرون بها، لذلك ‏النتيجة الطبيعية أعتقادهم بأن حرائق أمريكا العدو الأول لهم هى أنتقام من الله، لكن هذا ليس من العقل والمنطق الذى يؤكد على أن ‏أنتقام الله كما ترويه خرافات التراث العربى أنه أزال وأهلك أقوام قديمة كما جاء فى التوراة والاسلام لكن الحقيقة غير ذلك، لو كان هذا من ‏عمل الله أنتقاماً منهم، هل سألت نفسك عزيزى؟ أليس الغالبية منهم أبرياء لم يرتكبوا شيئاً فلماذا يعاقبهم وينتقم منهم؟
عقاب وأنتقام الله كما روته لنا الأساطير العبرية اليهودية وتم بعد ذلك تعريبها يجب أن يكون ساحق وماحق ونهائى كما يقولون إذا كان ‏هذا بالفعل أنتقاماً إلهيا من الله، لماذا إذن لا يمحى وجودهم من على الأرض ويُبقى فقط آثارهم ليكونوا عبرة للكافرين حتى يصدقوا بأن ‏هذا من عمل الله؟
الإجابة المنطقية تقول بأن الله لا وجود له لا فى حرائق أمريكا ولا فى سفك دماء أبناء غزة لماذا؟

الإجابة بسيطة بالنسبة لحرائق أمريكا فإن أصحاب القصور التى كانت بالملايين والمنشآت العامة والخاصة وغيرها من البنية التحتية ‏سيقومون بترميمها بل وبناءها من جديد فى أحسن صورة وتكنوبوجيا متقدمة، لأنهم يملكون المال الوفير ولن يشكل لهم أى عقاب أو ‏أنتقام سواء من بشر أو من الله لأن الجميع يفهم أن السبب هى الطبيعة! ‏
ثم نأتى إلى تعليق بديهى وهو: إذا كان الله ينتقم من أهل أمريكا بالحرائق لأنهم وحشين إذن لماذا يترك الصهاينة اليهود يسفكون دماء ‏شعب غزة ولا يهتم بهم وكأن الله هذا يعاقب أهل فلسطين وينصر شعب إسرائيل؟ أى ذنب لأطفال غزة وأطفال كاليفورنيا فى تلك الأحداث ‏الغير عادلة لو أعتبرناها صادرة عن الله؟؟ ‏
إذن لو كان بالفعل هذه أعمال من فعل الله أنتقاماً من الأبرياء الكفار فهل أهل غزة الأبرياء هم أيضاً كفار والأسرائيليين هم المؤمنين بالله ‏وهم خير أمة أخرجت للناس وشعبه المختار؟؟
هل تخلى الله عن امة المليار ليتبنى أمة العشرة مليون أسرائيلى يهودى ليعتبرهم شعبه المختار من جديد؟؟

أين هو المنطق والإنسانية فى كراهيتكم التى لا تبرير لها إلا أن أصحابها نفوس مريضة تؤمن بكلام بشر مريضة أيضاً تلقنها وتلغم ‏عقولها بأفكار ومخاوف عدوانية من الآخر الأفضل منهم؟؟
لماذا تستمرون فى إزدواجيتكم وترفضون كلام العقل والمنطق وترفضونه من أجل كلام عشوائى مضت عليه آلاف السنين؟

إخوتى فى الإنسانية رفقاً بعقول الناس فالغباء فى عصرنا بالتمسك بأفكار تراثية عفى عليها الزمن قد أنتهت وعلينا غسل عقولنا كما ‏نغسل وجوهنا لنصلى إلى الله، فالصلاة إلى إله ليس موجوداً ولا يتعامل مع البشر بالعدل والمساواة بين أمريكا الغنية وشعب غزة العربى ‏الضعيف، فهذا إيمان الجبناء والضعفاء، إيمان من لا يملكون يقين بأن إلههم الذين يعبدونه موجود حقاً ويستجيب لدعواتهم بل ينتصر ‏لأعداءهم عليهم وخير مثال غزة واليهود!!‏

الهوس المرضى الإلهى فى كراهية الآخر
لم يكن فى أى زمن من الأزمان أن المصرى الحضارى قد تعلم البغض والكراهية لدرجة الهوس العدائى المصنف ضمن الأمراض ‏العصابية، لقد نشأت وتربيت فى قرية من قرى مصر الحضارة حيث كانت المحبة والسلام والأخوة بين جميع أهلها وأتذكر وأنا شاب أسير ‏فى شوارع قريتنا، إننى أُلقى بالسلام أو صباح الخير على معارفنا وجيراننا وأقف أتحدث مع جارتنا التى ترضع طفلها وصدرها مكشوف ‏دون حرج أو مشاعر غير أخلاقية، كانت الأمور طبيعية سواء بالنسبة للشباب أو الفتيات والنساء الجميع يتعامل بكل أحترام للأنثى ‏لأنها أخته وأمه وقريبته وجارته، الجميع متساوى فى عقولنا أى أن المساواة لا تأتى من عوالم خارجنا مثل عوالم الآلهة بل من داخلنا ‏حيث أخلاقنا الإنسانية التى تهذب سلوكياتنا اليومية، حتى جاء الإرهاب والعدوان والكراهية العربية الصحراوية التى أحرقت الأخلاق ‏النبيلة؟

كفاية تلك الأفكار المرضية السوداوية التى ورثناها من الفكر العربى الوهابى الذى حول حياتنا الإنسانية إلى حياة الأصنام الحيوانية التى ‏تسير حسب قطيع رجال الدين ولا تستخدم عقولها فى التفكير بمنطق عصرنا بدلاً من التفكير بأفكار وقصص عصور الماضى الجاهلى، ‏لستم أغبياءلكنهم مؤمنين متمسكين بأفكار أجدادكم وتعتقدون بقدسية نصوصكم وقصصكم ورجالكم الذين قصوا عليكم تاريخكم الذى لم ‏يكن مكتوباً، ولا تنسوا أنهم كانوا بشراً ومن السهل أن يكتبوا ويبدعوا لتجميل ما يكتبون لإظهاره فى أجمل صورة تليق بالإله والرسول ‏الذين يعبدونه، فكروا فى هذا ولا تتناسوه يا إخوة!!‏

أسألوا أنفسكم فى جدية:‏
أين هو إله المحبة أو إله السلام أو إله العدل والمساواة؟
أين أختفى من سماءنا ومن عالمنا الذى أنتشر فيه الظلم والحقد والفساد وكل واحد يسبح بحمد أفكاره المريضة التى تحتاح علاج سريع؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله: السلام عليكم يا عرب
- الله: فى عيون التخلف
- الله لكنى أشكر الإنسانية
- الله والصفر العربى
- الله يا فيروز التسعون ربيعاً
- الله ماركة مسجلة للأديان
- الله وهلوسات البشر
- الله يتحدث معى ومعكم؟
- الله وثدى الأنثى
- الله وتصور البشر له
- مصير الله مع البشر
- أيادى الله ودماء البشر ‏
- الله والآلهة الحقيقية
- الله منبع الكراهية
- الله وأطلال الإمبريالية
- إله الكفر وإله الإيمان‏
- جبناء التكفير إجراميين
- تكفير أتباع المسيح ‏
- الخوف من الله أو عليه؟
- تكفير المسيحية بدون تعليق!! ‏


المزيد.....




- مسؤول نيجيري: -بوكو حرام- قتلت 40 مزارعا على الأقل في شمال ش ...
- وفاة أسير فلسطيني معتقل إداريا في سجن إسرائيلي
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- استعادة كنوز ملكية مخبأة منذ الحرب العالمية الثانية بكاتدرائ ...
- وزير إسرائيلي يطالب باستقطاب -مليون يهودي- إلى الضفة الغربية ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-JANAH KIDES TV .. ...
- الجيش الإسرائيلي يعتقل عددا من الفلسطينيين في بلدة ديراستيا ...
- وزير إسرائيلي يطالب باستقطاب مليون يهودي للاستعمار في الضفة ...
- “أنا بصوبن بالصابون”??.. نزل الان تردد قناة طيور الجنة الجدي ...
- حملة دهم وتفتيش.. الجيش الإسرائيلي يعتقل عددا من الفلسطينيين ...


المزيد.....

- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - عقاب الله لكاليفورنيا أو غزة؟