أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تيسير عبدالجبار الآلوسي - بعض رؤى وقراءات في فلسفة حقوق الإنسان؟















المزيد.....


بعض رؤى وقراءات في فلسفة حقوق الإنسان؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 8220 - 2025 / 1 / 12 - 18:14
المحور: حقوق الانسان
    


بعض رؤى وقراءات في فلسفة حقوق الإنسان في ضوء مخرجات خطاب تجاريب النُظُم الثيوقراطية المزيفة وادعاءات تمثيلها المقدس؟
— ألواح سومرية معاصرة
تتعاظم صراعات شرق أوسطية ويجري استيلاد نُظُم سياسية تمتاج وتجتر من موروث التقاليد الماضوية المتحجرة بأغلب منظوماتها القيمية وهي بهذا تفرض سطوتها وسلطتها بالاستناد إلى ادعاءات التحدث باسم المقدس وباسم الله مباشرة وتفرض سلطة رجل الدين على أنها من المحرمات التي لا يمكن المساس بها وطبعا النتيجة يقبع الإنسان تحت سلطة تصادر أشكال الحقوق والحريات سواء كليا أم جزئيا وإن قدمت عهودا ووعودا بمنح هذا الحق أو تلك الحرية من الهامشي وغير الأساس من الحقوق فيما تسوغ لنفسها مصادرة الحقوق الأساس والحريات الفردية والجمعية الذاتية والموضوعية الطبيعية والقانونية بالاستناد إلى تبريرات يُفترض بالمجتمع الإنساني أنه انتهى منها منذ أول إعلانات الحقوق وانتهاءا بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين وما رافق من وثائق واتفاقات حقوقية معروفة.. ربما بات لزاما اليوم التحدث بفلسفة حقوق الإنسان وبعض رؤى أو قراءات وملاحظات للتذكير ولفتح محاور للحوار والمناقشة ورفض ما يُراد فرضه على مناطق من عاللمنا من نظم معادية للحقوق والحريات وبما لا يقبل أي تبرير بالخصوصية وبعائدية أو مرجعية تمثيل المقدس والدين السياسي بأدائه وخطابه المضلل.. هنا معالجة موجزة للحوار وليس لتقرير أو حسم ووصاية رأي.. فمرحبا بكل التفاعلات
***
إن التطرف في قراءة فلسفة حقوق الإنسان وتوجهاتها في تعريف الحقوق وتلبيتها، هو ما قد يكون الاعتراض الأبرز على تلك الحقوق فيما الصائب أن يتحدد الاعتراض على موضعه الأدق أي على (التطرف) في قراءة الحقوق بأي اتجاه كان.

ومن هنا فإنّ قراءة فلسفة الحقوق ربما كانت بموضع التوفيق بين الدعوة لضمان الدولة لتلك الحقوق وبين منطق الحقوق الطبيعية لكنها المستندة إلى تبادل الاعتراف بها والتعامل بالمثل بين أطرافها.

إن صياغة موضوعية للحقوق كتلك التي أوجزها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لا تضع الأفراد عبر تحررهم بصورة منعزلة عن المجتمع ولا بصورة تصطرع فيما بينها بل تفرض حدود الحرية في ممارسة الحقوق بما لا يُضر بالآخرين وهنا ننتقل للحاجة للعمل المشترك القائم على تبادل المصالح في منصة مجتمعية تتضمن دفاعا عن حق الفرد ومجتمعه بما يعيد تكريس سلسلة تبادل المصالح ولكن هذه المرة مع المجتمع الإنساني بأسره..

وبهذا تكون الدولة ذات هوية ونهج يقومان على الانتصار للحقوق بالقدر الذي تتعمد فيه المنظومة الإنسانية قيميا بالأنسنة والمساواة والتكامل بجوهره التعاوني التعاضدي الذي لا يقر للعزلة وللتنافس التناقضي المتعارض حقا؛ أو الذي يرى الحقوق بموشور أو فلتر تبادل المصلحة بين الكل ومكوناته حيث الكل المجتمع سواء الإنساني بعمومه أم الوطني أو الجمعي بحدود هوياته الإنسانية بتنوعاتها..

أما دعاة ما يسمونه الاستقلالية فعليهم الفصل بين العزلة وانفصام الفرد [المواطن-الإنسان] عن محيطه من جهة وبين حريته في اتخاذ قراراته وممارسة حق التعبير بما يوفق بصورة متبادلة بين ما له وما للآخرين بلا إضرار..

لقد اختلف فلاسفة القرون الثلاثة الأخيرة وربما هاجم بعضهم الآخر بخاصة تعبيرات ماركس وقراءته وموقفه من أول إعلانات حقوق الإنسان في العام 1789 بعنوان إعلان حقوق الإنسان والمواطن الذي شكَّل وثيقة تأسيسية بين وثائق الثورة الفرنسية حيث تمَّ تعريف الحقوق الفردية والجمعية للشعب، وكل ذلك إنما جسَّد انعكاساً للفكر التنويري وأسس العقد الاجتماعي والانتقال للتعبير عن الحقوق الطبيعية التي تحدَّث بشأنها مؤسسوها جان جاك روسو، جون لوك، فولتير، مونتسكيو، وآخرون الأمر الذي يمكننا توكيد كونه الأساس في صياغة الدساتير وأولها ما أعقب الثورة الفرنسية..

لقد تبنت إعلانات الحقوق منذ عصر التنوير وما رافقه من تطورات عاصفة، فلسفةً ذكورية حتى إن كانت أحياناً من دون قصد، لكنها لم تغادر السائد تقليديا آنذاك. وهنا تجري الإشارة إلى المفاهيم الأولى لبيان الحقوق عام 1689، مرورا ببريطانيا عام 1776 وبيان الحقوق لسلطة فرجينيا ولاحقا ما ذكرناه آنفا بشأن إعلان حقوق الإنسان والمواطن (1789)، ونؤكد هنا مجددا أن تلك الإعلانات ونصوصها لم تمنح اهتماماً مستحقا مؤملا للمرأة. ليظهر بعد تطورات كفاحية مشهودة بيان حقوق المرأة والمُوَاطـِـنة؛ الذي طالب بالحضور الملموس في القانون السياسي والاجتماعي للمرأة، الذي عارض اقتصار البيان السابق على الرجال حصراً وانتقدت إغفال دورها في الثورة ومشروعها في الحرية والمساواة وهو الوثيقة التي صًبَّت عام 1791 في كتيب موجه إلى الملكة وهنا كانت صاحبة المقولة الشهيرة بأن موضوع الحقوق والحريات للنساء لن يأتي من دون وعي المرأة وارتقائه بقولها: “هذه الثورة لن تدخل حيز التنفيذ إلا عندما تدرك جميع النساء تمامًا وضعهن المؤسف، والحقوق التي فقدنها في المجتمع”.

وبجميع الأحوال لابد من العودة إلى أصل فهم معنى الحق نفسه بين أن يكون ما يقره القانون للمرء في دولة تحترم إنسانيته وبين نصوص ترى أنه ما يقره النص الديني للمرء أي ما يتقيد بخطاب ديني بعينه بمسمى القدسية والشرعية وهو ما قد يتبدى في فروض القانون المعاصر للدولة وهنا تظهر مسارات متجسدة في إصدار قوانين بغالب الأحيان تتناقض وأصل الحقوق عندما اتخذت تسميتها من ولادة الإنسان حرا في وجوده وخياراته ليجري مصادرته وتقييده بمنطق بعينه من خطابات دينية مذهبية أو فكرية سياسية بعينها..

ولقد وجدنا توجهات ثلاثة في تعريف الحق أولها الفردي الذي ينبع من نص يقول بأنه: “قدرة أو سلطة إرادية يخولها القـانون شخصـا معينـا ويرسـم حـدودها” أما الاتجاه الثاني فهو الموضوعي الذي يجسد (مصـلحة يحميهـا القـانون) سواء كانت مصلحة ماديـة كالمِلكية أو معنويـة كـالحرية وكالحماية من الامتهان والازدراء وغيرها.. فيما يجمع الاتجاه الثالث بين الفردي والموضوعي بتأكيده أن الحق: “سلطة تخول صاحبها الاستئثار أو الاختصاص بشيء أو بقيمة يحميها القانون”..

وعندما نجدد توكيد تعريف الحقوق فإنها قد تتعدد وتنوع بالصياغة في ضوء طابع الثقافة كما يدعي من يحاول التحصّن خلف الخصوصية وهو ما يتعارض وكونية الحقوق وشموليتها ومن هنا بات علينا التنبيه باستمرار إلى أن حقوق الإنسان إنما تنبع من تراكم الجواهر المستقاة من الاتجاهات الفلسفية ومن مجمل العقائد والأفكار والأديان والمذاهب أي بانتقاء ما يتفق منها مع تجسيد قـيم انسـانية عليـا تتنـاول الإنسـان أينمـا كان ومن دون أيّ تمييـز بـين بني البشـر من أي مستوى وخلفية أو سبب بما يحقق ديمومـة الإنسـان وبقائه وكرامته وحرياتـه الأساس.

وإذا أردنا مزيد التمعن انطلاقا من الحقوق فإن أزليتها وأبديتها سمتان لازمتان لها كونها ليست مما ينتمي لمرحلة دون أخرى فهي موجودة بوجود الإنسان ولا تنتهي إلا بفنائه والحقوق تلازم الإنسان قبل ولادته وبعد مماته لا تقف بحدود حياته ومن ثمّ فهي أي حقوق الإنسان ليست بحاجة لإقرار بقدر ما هي متاحة موجودة بإعلانها ومنطق خطابه وأسسه وهي غير محصورة باسم بقدر ما هي شمولية كونية عامة كما ذكرنا قبل هنيهة في أعلاه.

بودي بالمجمل أن أشير إلى أن إشكالية حقوق الإنسان لا تعترف بقيود وفروض قد تصادر الطبيعي منها أو الحقوق الأساس أو بعض غير الأساس منها وعندما يجري فرض سياقات طرف لأي سبب يمكنه أن يصادر الحرية وأي حق من حقوق المولودين لعالمنا فإن ذلك سيعني التعارض مع فلسفة حقوق الإنسان التي تأكدت وتكرست بإعلانها على وفق قراءة الحقوق الطبيعية وتلك المدنية والسياسية والاجتماعية الأساس وغير الأساس وحقوق التضامن من الجيل الثالث لتعريفات الحقوق..

وبخلاف فكرة الخصوصية تسجل الشمولية وكونيتها حضور الحقوق لنتجه إلى إشادة مجتمع إنساني قائم على المساواة وتبادل المصالح والحفاظ على تلك الحقوق وليس العكس أي ليس بما يصادر أيّ منها حتى لو كانت من الحقوق غير الأساس أو تلك التي تقع بمستويات فرعية تخصصية..

فهل لنا أن نتوقف عند تلك المؤشرات عندما نريد قراءة حقوق الإنسان وفلسفتها بالاستناد إلى الطابع الوجودي لها وهو الطابع المرافق لوجود الإنسان نفسه وحفظ ديمومته وبقائه وكرامته وحرياته؟

بعض ما ورد من تواريخ ومقتبسات تعود إلى منشورات في ويكيبديا وبحوث في حقوق الإنسان



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسس ولادة الحزب السياسي واكتساب شرعية العمل وهويته
- ومضة تسلّط بقعة ضوء صغيرة لتكشف أسباب الفساد ومخرجاته الإجرا ...
- من أجل ثقافة إنسانية بديلة لخطاب الكراهية وإنهاء كل ما يحض ع ...
- أشد إدانة لجريمة استعباد الإنسان أيّاً كانت ذرائع التخفي وال ...
- ما مصائر ضحايا الأسلحة الكيميائية وأين باتت المواقف المؤملة ...
- في اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة 25نوفمبر تشرين ال ...
- أطفال العراق والمنطقة بظروف قاسية بوقت يُحتفل دوليا أممياً ب ...
- من أجل حل سلمي عادل يستجيب لمطالب شعب فلسطين في إقامة دولته ...
- في اليوم الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود لتتكا ...
- هل فاتنا قطار التعايش بروح سلمي وبمنظومة التسامح؟
- ما التأثيرات الاستراتيجية لتحولات السياسة الدولية على مستقبل ...
- إدانة تفاقم جرائم الانتهاكات الجنسية ومنها بحق الأطفال في ال ...
- مناسبة العلوم والسلام والتنمية هي المنصة الأسمى والمدخل الأف ...
- أقرع نواقيس الانذار ربما المتأخر بعد أن فاتنا أوان حماية بيئ ...
- ما المهمة المؤملة عراقيا في ظل الحملات الوحشية التي لا ترعوي ...
- في الأسبوع العالمي لنزع الأسلحة: نزع سلاح الميليشيات مقدمة ل ...
- اليوم العالمي للأمم المتحدة تجسيد للوحدة الإنسانية وإعلاء لق ...
- طلبة العراق يواجهون أشكال الامتهان والابتزاز والتمييز
- العراق بين ثرواته وأسباب إفقار شعبه!؟
- ما هي التأثيرات المتبادلة بين الانتخابات الكوردستانية والبيئ ...


المزيد.....




- الكويت.. حبس مواطن و12 وافدا بتهمة الإتجار بالبشر
- ماذا سيفعل ترامب إذا لم تطلق حماس الأسرى قبل تنصيبه؟
- -يسرائيل هيوم-: أيام حاسمة بشأن صفقة الأسرى المنتظرة ربما تق ...
- السعودية.. الداخلية تنفذ الإعدام -قصاصًا- بحق مواطن وتكشف عن ...
- إسرائيل تمنع عودة النازحين لـ62 قرية لبنانية
- وزيرالخارجية عباس عراقجي يستقبل مبعوث الأمين العام للأمم الم ...
- عراقجي يؤكد دعم طهران لمساعي الأمم المتحدة لتحسين أوضاع اليم ...
- منظمة هيومن رايتس ووتش تناشد الرئيس اللبناني الجديد السعي إل ...
- رايتس ووتش تناشد الرئيس اللبناني الجديد السعي إلى تحقيق المح ...
- صندوق النقد والأمم المتحدة يتوقعان استقرار نمو الاقتصاد العا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تيسير عبدالجبار الآلوسي - بعض رؤى وقراءات في فلسفة حقوق الإنسان؟