أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أزاد خليل - لم أقترف ذنباً لأنني ولدتُ كورديا














المزيد.....


لم أقترف ذنباً لأنني ولدتُ كورديا


أزاد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8220 - 2025 / 1 / 12 - 16:51
المحور: القضية الكردية
    


لم أقترف خطيئة لأنني ولدتُ كوردياً

أن تولد كوردياً يعني أن تحمل في روحك إرثاً طويلاً من الألم والتهميش، شعبٌ عانى الاضطهاد دون ذنب سوى تمسكه بهويته ولغته وثقافته. الكورد، المنتشرون عبر جبال كردستان وسهولها، ظلوا محرومين من حقوقهم، وعُوملوا كغرباء في أرضهم.

الظلم في سوريا: الحزام العربي وسياسات التعريب

في سوريا، تعرض الكورد لسياسات تعريب قاسية تحت حكم حزب البعث. عبر مشروع “الحزام العربي”، تم تغيير أسماء القرى والبلدات الكوردية بأخرى عربية، وصودرت الأراضي وأُعيد توزيعها على المستوطنين. حُرم الكورد من حقهم في لغتهم وثقافتهم، وزُج نشطاؤهم في السجون لأنهم عبروا عن هويتهم.

الإبادة في العراق: الأنفال وحلبجة

في العراق، تعرض الكورد لأبشع أنواع الإبادة خلال حكم صدام حسين. حملة الأنفال قتلت 180 ألف كوردياً، ودُمرت قرى بأكملها. أما مجزرة حلبجة في 1988، فقد كانت شهادة على قسوة الظلم، حيث أُزهقت أرواح 5000 كوردياً بريئاً بالسلاح الكيماوي، لأنهم فقط ولدوا كورداً.

القمع في تركيا وإيران

في تركيا، حُرقت 5000 قرية كوردية، وحُظر استخدام اللغة الكوردية في المدارس والأماكن العامة. كان التعبير عن الهوية جريمة تستوجب القمع. وفي إيران، استُبعد الكورد من الحياة السياسية والثقافية، وعُوملوا كمواطنين من الدرجة الثانية، يعانون التجاهل والتهميش.

هوية الكورد: إرثٌ حضاري

رغم كل هذا الظلم، لم تُمحَ بصمات الكورد من التاريخ. القائد الكوردي صلاح الدين الأيوبي كان أحد أعظم رموز الحضارة الإسلامية، قاد معركة حطين وحرر القدس من الصليبيين، ليصبح مثالاً للعدل والشجاعة. هذه البصمة الحضارية تؤكد أن الكورد كانوا دائماً جزءاً من نسيج الحضارة الإنسانية.

الكورد وسوريا الجديدة: دعوة للتعايش

اليوم، يطمح الكورد في سوريا إلى بناء وطنٍ يعيشون فيه بسلام مع كل القوميات والمكونات الأخرى، في وطنٍ حدوده 185 ألف كيلومتر مربع. سوريا الجديدة هي للكوردي والعربي والآشوري والأرمني والتركماني، للدروز والسنة والعلويين والمسيحيين.

سوريا يجب أن تكون ملاذاً آمناً للجميع، وطنًا يحتضن كل أبنائه دون تفرقة أو تهميش. آن الأوان لنطوي صفحة الخلافات، لنضع أيدينا بأيدي بعضنا، ونعمل معاً لبناء سوريا جديدة، حيث تكون كرامة الإنسان السوري فوق أي اعتبار آخر.

سوريا: وطن الحرية والسلام

الكورد، رغم كل الآلام، يمدون أيديهم لكل القوميات في سوريا. يريدون أن يكونوا شركاء في بناء وطن يعمه السلام والأمن والاستقرار، وطن نستحق جميعاً أن نعيش فيه بحرية وكرامة. سوريا هي الملاذ الأول والأخير لنا جميعاً. هيا نعمل معاً لنصنع مستقبلاً مشرقاً لأبناء هذا الوطن الذي يتسع للجميع، ونجعل كرامة الإنسان السوري هدفنا الأسمى.

لم تكن الولادة كوردياً خطيئة، لكن الخطيئة الكبرى هي استمرار الظلم والإنكار. فلنترك هذه الخطايا خلفنا، ولنصنع وطناً يعترف بجميع أبنائه، وطن السلام والحرية لكل السوريين.



#أزاد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سجن الغربة إلى وطن الحرية: حكاية عشر سنوات في السويد
- المهاجرون السوريون: رحلة المعاناة بين الغربة والعودة
- أرقام مثيرة حول أحتياطي النفط في سوريا
- ‏“سوريا: الاستقلال الثاني ومعركة إعادة بناء الهوية والنظام ا ...
- الكورد في سوريا: تاريخ عريق ومستقبل ثابت رغم كل محاولات الإق ...
- 12 مليون سوري على شفا المجاعة أزمة إنسانية تتفاقم وسط صمت دو ...
- “سوريا بعد بشار الأسد: فراغ سياسي وهويات متصارعة في ظل تدخلا ...


المزيد.....




- رئيس المحكمة الجنائية سابقا.. ماذا نعرف عن رئيس الحكومة اللب ...
- دراما في إيطاليا: مؤسسة حقوقية تطالب باعتقال جنرال بارز في ا ...
- يقيم سرا في إيطاليا.. طلب لاعتقال ضابط إسرائيلي -فورا-
- الاعلام الحكومي بغزة: الطبيب ابوصفية تعرض للتعذيب ولابد من ت ...
- حماس.. الجرائم الإسرائيلية ضد الأسرى تمثل انتهاكاً للقوانين ...
- فيزر تؤيد رحلات اللاجئين السوريين -الاستكشافية- لبلادهم
- تفاصيل صفقة تبادل معتقلين بين كابل وواشنطن
- تقرير ميداني قوات الاحتلال الإسرائيلي تقيم جداراً يستكمل عزل ...
- القناة 14 العبرية: إسرائيل وافقت على وقف إطلاق نار طويل في غ ...
- العراق.. ضبط متفجرات في الأنبار واعتقال -داعشي- في كركوك


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أزاد خليل - لم أقترف ذنباً لأنني ولدتُ كورديا