عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8220 - 2025 / 1 / 12 - 15:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الشريعة شرائع متعددة ومتغيرة ومتناقضة حسب العصور والشيوخ وتأويل النص والمذاهب المختلفة. فلو كانت هناك شريعة واحدة واضحة لما وقعت الفتنة بين المسلمين بعد موت محمد بأعوام قليلة ولما وقع قتل عثمان بطريقة بشعة ولما وقعت المعركة على السلطة بين على ومعاوية ولما وجد عدد كبير من المفسرين مثل الطبري وابن كثير والعسقلاني وغيرهم ووجود ما في النصوص ما يخالف العقل والمنطق والزمن فهل نتبع العقل مثلما ذهب له الفيلسوف ابن رشد أم النص والنقل على مذهب الغزالي والفقهاء؟ فاتباع الشريعة المتجمدة في التاريخ والتي ابتدعها وصنعها أهل وناس ذلك العصر وتتماشى مع أفكارهم وتجاربهم ومعتقداتهم وحاجياتهم الاجتماعية من طرف المجتمعات المعاصرة كمن يعيش يترك عقله سجين العصور الوسطى فيتحكم فيه الأموات والمقبورون وهو موجود الآن فقط بغرائزه وجسده يأكل ويشرب وينام ويتكاثر مثل الحيوانات والأنعام ولهذا أصبح المجتمع العربي مجتمعا جاهلا ومغتربا لا يفكر ولا ينتج المعرفة يكرر مقولات فقهية بالية وكلاما بلا معنى يعيد أحداث الماضي ويحن لها ويتداوى بالسحر والدعاء والشعوذة ويعيش فقيرا ذليلا يحلم بالرزق الذي سينزل إليه من السماء وينام يحلم بجنة الخلد والحوريات العاريات الممدات في الخيام فلا يتحمل أي مسؤولية ولا يبذل أدنى مجهود لأن الشريعة تقول له الله "يضل من يشاء ويهدي من يشاء" و"اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ" و"إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا " و"وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " فلا حاجة لك بالكد والعمل مادام الإله يقدر كل شيء من عنده وحسب حكمته "وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا"ويوزع الأرزاق والفقر والرفاهة حسب معرفته ومشيئته وإرادته الحرة وليس للعبد إلا الخضوع لما تقرر منذ الأزل وهو في لوح محفوظ.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟