أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل حداد - لم يعّد لنا أي خيار آخر















المزيد.....

لم يعّد لنا أي خيار آخر


سهيل حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1790 - 2007 / 1 / 9 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعّد لنا أي خيار آخر
وأبت نفوس أن تذل....
د. سهيل حداد
تعتقد الإدارة الأمريكية بأن إخراجها وتنفيذها لمسرحية محكمة وإعدام صدام بتهمة جنائية قد حصلت على نتيجة مرضية لسياساتها الفاشلة والغبية في العراق والمنطقة، أو أرضت جزءً من الرأي العام الأمريكي والدولي المناهض لاستمرار الاحتلال العسكري لهذا البلد. وكأنها هنا تريد أن تستغبي العقل العراقي أولاً والعربي ثانياً والأمريكي ثالثاً. فحكم الموت ضد صدام صدر منذ أمد طويل وبتهم أمريكية محددة ومعروفة الأهداف وليس للأسباب التي أعدم من أجلها !!!!. قد تكون نجحت ولو جزئياً في ذلك وخاصة في زيادة شرخ الانقسام والاختلاف في الشارع العراقي والعربي وتأجيج بذور الفتنة المذهبية فيه. ولكن هي لم تأتي لإزاحة صدام وإعدامه بسبب تهم جنائية داخلية أو لأنه قام بغزو الكويت (الذي تم بموافقة وتحريض أمريكي...) بل أتت لاحتلال العراق والهيمنة على نفطه وثرواته وجعله قاعدة عسكرية لتعزيز تواجدها العسكري في الخليج العربي وللانطلاق منه نحو أهداف أخرى في المنطقة لتحقيق مشاريعها في الهيمنة على كل مقدرات الشرق الوسط (وخاصة النفط)، ومن أجل مصالحها الحيوية ومن اجل مصالح ربيبتها "إسرائيل" !!!!.
وهنا لست بصدد الدخول في سجال عقيم لا طائل منه حول مصداقية أو عدم مصداقية قرار المحكمة بإعدام رئيس دولة عربية سابق أو اختيار وقت تنفيذ الحكم والذي يعتبر أمراً عراقياً داخلياً بحتاً في حال كان العراق حراً مستقلاً. ولكن الجميع يعلم بأن العراق تحت الاحتلال العسكري الأمريكي وصدام بيد قوات الاحتلال منذ أن قبض عليه وحتى لحظة تنفيذ حكم الإعدام. فمحاكمة صدام وإعدامه بهذه التهمة أو لغيرها وموعد تنفيذ الإعدام والطريقة جميعها قرارات أمريكية مدروسة بدقة. والجميع الآن يعرف بان الإدارة الأمريكية احتلت العراق بذرائع وحجج واهية فلا سلاح شامل ولا خاص ولا من يحزنون. وها هي تزيح صدام وتستولي على نفط العراق بعد أن دمرته بشكل كامل فلماذا تستمر باحتلالها إذاً للعراق؟.. وبأية حجج سوف تستمر؟... الهدف معروف والحجج جاهزة وهناك من يوفرها لها ويروجها في العراق والمنطقة !!!.
نعم لقد كسبت الإدارة الأمريكية نقاط مهمة وأحد أهدافها الرئيسية بإعدامها صدام في هذا الوقت بالتحديد وهي:
- إبقاء العراق في حالة الفوضى وعدم استقرار وأمن.
- تأجيج عواطف الشارع العراقي وزرع بذور الفتنة المذهبية وإذكاء روح الحقد بين أبناء الشعب الواحد تمهيداً لإشعال حرب أهلية مدمرة تأتي على ما تبقى منه.
- انقسام الشارع العربي بين مؤيد ومعارض وكأن القضية الكبرى قد اختزلت بهذا الإعدام وليس باحتلال بلد عربي وتهويد مقوماته ونهب ثرواته وتهديد منطقة كاملة لجرها لنفس المصير.
- سيطرتها الكاملة على نفط العراق ومنابعه وتجارته بدون أية مساءلة أو رقيب.
وهنا بالتحديد قد سجلت للإدارة الأمريكية نقطة مهمة ألا وهي بأن الشارع العربي انفعالي ولا يتعظ من التاريخ وبأن المؤامرة أكبر من مستوى تفكيره العاطفي والغرائزي. فقد ذهب أبعد مما يتصوره محللي البيت الأبيض. - وهنا لا أتحدث عن مواقف الأنظمة العربية (تنديد، شجب، صمت، استيقاظ مفاجئ) وخاصة تلك الأنظمة التي هي داخل اللعبة الأمريكية ومخططها والتي تعرف وتدعم ما يحدث، بل وتصر على ذلك ثم تتباكى على ما يحصل من مآسي ودمار وقتل-!!!.
فالمستهدف أبعد من شارع، وأكبر من طائفة ومذهب، وأوسع من بلد وإقليم وأمة. الهدف الحقيقي هو تفتيت منطقة بأكملها بكل مقوماتها: "فبينما العرب يتلهون بمصداقية أو عدم مصداقية المحكمة التي أصدرت قرار إعدام صدام وموعد التنفيذ، الإدارة الأمريكية تنتقل إلى الخطوات التالية لتنفيذ مخططها ومشروعها في المنطقة عبر ما تسميه إستراتيجية جديدة في العراق: طاقم عسكري جديد لقيادة المرحلة القادمة (تحريك بيادق على طاولة شطرنج)، تعزيز عسكري كبير في العراق والخليج، تهديدات للدول المجاورة للعراق (سورية وإيران)، تأجيج الصراع الدموي الفلسطيني - الفلسطيني، حماية اللاشرعية في لبنان، احتلال الصومال، الضغط على السودان بشان دارفور. إذن بوش وطاقمه الحاكم للبيت الأبيض عازم على المضي قدماً في مخططه العدواني في المنطقة وغير آبه بشيء بالرغم من أن قواته تغوص في المستنقع العراقي... وكل ذلك لمصالح "إسرائيلية" وليس فقط لمصالح أمريكا الحيوية والتي يمكنها أن تحصل عليها بدون كل هذه المآسي وبطرق أكثر إنسانية وحضارية.

نعم الإدارة الأمريكية نجحت في خططها النفسية والتحريضية في الحصول على ما لم تستطيع آلتها العسكرية أن تحققه لها من أجل استمرارية احتلالها للعراق وإكمال تنفيذ مشروعها في هذه المنطقة، وهذا كله بفضل المتخاذلين والمأجورين والمرتزقة والمتواطئين من أبناء جلدتنا الذين يعيثون إرهاباً وقتلاً في العراق والمدعومين من الإدارة الأمريكية . فما يحدث في العراق فتنة صناعها في البيت الأبيض ومنفذيها أذنابهم وعملائهم من التكفيريين والأصوليين ومن يدعمهم، وهدف هذه الفتنة أبعد من العراق.... ليشمل المنطقة كلها عبر مخطط مدروس ومبارك عليه من قبل قادة دول عربية (تدعوها الإدارة الأمريكية بالمعتدلة) لا تهدأ وسائل إعلامها في تأجيج هذه الفتنة والتحريض عليها. وهم في حقيقة الأمر هيئوا لهذا تنفيذاً لهذا المخطط الأمريكي الشيطاني.... بمهاجمة الطرف المذهبي الأخر واتهامه بما هم حالياً يقوموا في تنفيذه

وبالطبع كعرب سوريين يعنينا مباشرة كل ما يحدث في العراق وغيره من دول الجوار (لبنان وفلسطين المغتصبة) وحتى في دارفور والصومال، وخاصة بأن الإدارة الأمريكية لا تخفي ما تخبئه لنا من ديمقراطية وازدهار على الطريقة العراقية واللبنانية والفلسطينية !!!!...

فأي شخص محايد يسمع ويرى ويتابع نشرات الأخبار والتحليلات السياسية وقرارات الإدارة الأمريكية المتناثرة هنا وهناك في الإعلام الأمريكي والعالمي، والتصريحات والاتهامات التي يطلقها بوش ووزيرة خارجيته ضد سورية. ناهيك عن محاولة عزل سورية ومحاصرتها عربياً وإقليماً ودولياً. وأخر ما حرر هو قرار معاقبة شركات دولية روسية بتهمة الاشتباه بتزويد سورية بأسلحة دفاعية. وقرار الحظر غير المعلن والواضح ضد كل مراكز البحوث العلمية في سورية بذريعة إنها تصنع وتطور أسلحة دمار شامل هذا الحظر ليس الأول من نوعه فقد سبقه حظر تزويد سورية بأية تكنولوجيا حديثة مهما كان الغرض منها مدنياً أو عسكرياً. مع ما يرافق ذلك من تعزيز وبناء ترسانة أسلحة وقواعد عسكرية جديدة في السعودية والكويت والبحرين وقطر والعراق، بالإضافة على الترسانة الكبيرة الموجودة في مخازن لها في "إسرائيل" التي تتلقى من الإدارة الأمريكية دعماً عسكرياً واقتصادياً وتكنولوجياً لا محدود(عدة مليارات من الدولارات لتعزيز وتطوير قدراتها العسكرية التقليدية والنووية والكيميائية والبيولوجية). و"إسرائيل" هذه هي عدو على الحدود مباشرة يتربص بالشعب والدولة السورية ودول الجوار أيضاً. فأية مفارقات، وأية تناقضات، وأي انحياز هي سياسات هذه الإدارة التي تدعي الدفاع عن حريات الشعوب واستقلالها. إنها سياسات قهر وظلم وعربدة دولية بكل معنى الكلمة، إنه إرهاب دولة عظمى ضد شعوب العالم بحجة مكافحة الإرهاب الأصولي والتكفيري الذي هي صانعته وحاضنته وممولته.
إن كل هذا القهر والظلم سيحول المواطن السوري ليس فقط لموال لسياسات قيادته، بل إلى كاره وحاقد وناقم على كل أشكال السياسة الأمريكية وما يخرج ويصدر عن إدارتها حتى لو كان فيه فائدته ومنفعته!!!....
لو تعرض أي شعب أخر أو مواطن أخر لكل أنواع وأشكال هذا الظلم والقهر لتحول إلى إرهابي. ولكن الشعب والمواطن السوري الحضاريين منبتاً وثقافة لن ينحدرا إلى هذا المستوى والدرك الذي أوصلت إليه الإدارة الأمريكية الكثيرين في العالم بإتباعها سياسات غبية وفاشلة في محاكاة الشعوب.
فالمواطن السوري الذي لن يفرط بثوابته ومواقفه المشرفة تجاه قضاياه الوطنية والقومية وبما يمتلكه من أمن واستقرار في وطنه، حزم خياره ونهجه في المقاومة أمام كل يرى وما يحدث من مآسي صنعتها هذه الإدارة وربيبتها "إسرائيل" في المنطقة. فبعدما أن اسقطوا كل مبادرات ودعوات السلام، واصبح جندياً وطنياً مقاوماً يلتف حول قيادته ويقول لا وألف لا للقهر والظلم الأمريكيين وللسياسة المنحازة والمنحرفة عن الخط الإنساني والأخلاقي.
وأن السعي الدؤوب للإدارة الأمريكية وحلفائها في المنطقة لجر الشعب السوري للمحكمة الدولية بعد أن فشلت كل محاولاتها في إحداث الفوضى والبلبلة في صفوفه، يعمق هذا الخيار. وأية ضغوط أمريكية ضده ستواجه بمقاومة شعبية شرسة من كافة شرائحه. ليس لأن الشعب السوري لا يريد معرفة حقيقة قتلة الحريري ولكن لأن مصدر هذه المحكمة هو الإدارة الأمريكية، وكل ما يأتي ويصدر عن هذه الإدارة هو موجه ضده وضد إرادته في الحياة والنمو والتطور والاستقرار والازدهار.
والسوريون لا يرون أن هذه المحكمة ضدهم بالمفهوم الخاص للكلمة لو شكلت لهدفها الحقيقي بل لأنها ذريعة (ضغوطات، قرارات دولية، عزل، عقوبات دولية، تهديد بالبند سابع ... نفس خطوات مسلسل ما حدث في العراق من أجل أسلحة الدمار الشامل التي لم يكن لها وجود) تريد آذيتهم وضررهم وخلق كل ما من شأنه وسيلة وذريعة لتدمير كيانهم الوطني التعددي والعلماني المنفتح والمتحرر والذي لا يتوافق مع خطة الإدارة الأمريكية في خلق كيانات عرقية وطائفية ومذهبية صغيرة وضعيفة ومضطربة تعمها الفوضى والبلبلة والتصارع والتناحر فيما بينها، وهي بحاجة دائمة للدعم والمساعدات والسلاح الأمريكي لتحمي نفسها ووجودها(شرق أوسط جديد مزعزع ومضطرب). وهذا يتنافى مع إدعاءاتها في إنشاء منظومة شرق أوسطية تسودها الديمقراطية والحرية فما نراه هو سعيها المحسوس في تأجيج الصراعات الداخلية والفتن العرقية والطائفية والمذهبية بما يسمح لها باستمرار مشروعية مخططها وبقائها في المنطقة ولسنين طويلة وقد تكون تخطط أن تبقى المنطقة تحت سيطرتها الأبدية بحجة محاربة الإرهاب والأصولية والأنظمة الشمولية كما تدعي (قواعد عسكرية ضخمة وثابتة). فاللعبة الكبيرة التي تمارسها اليوم في العراق من إخافة وترهيب وبث الرعب في نفوس الشعوب والدول الصغيرة من احتمال ابتلاعها من قبل دول مجاورة لها أكبر وأقوى هي لعبة خطيرة ومدمرة. وكأن السنين الطويلة من التعايش السلمي بين هذه الدول لم يكن لها أي حساب أبداً في منظور السياسات الأمريكية. فبغض النظر عن الحرب الطويلة الأمد بين العراق وإيران، ونتائجها على كل الصعد والتي كانت وراءها الإدارة الأمريكية أيضاً ولأسباب بات الجميع يعرفها وهي استهداف إيران والعراق معاً وإضعافهما لمصلحة الكيان الصهيوني وكل ما يحدث الآن في المنطقة هو لمصلحة هذا الكيان وديمومته. فلم يكن هناك بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية أي تهديد للدول العربية من أية قوة خارجية إلا الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها "إسرائيل"، وضمن هذا السياق نتساءل ما معنى تخويف دول الخليج العربي من البعبع الإيراني بعد أن كان البعبع العراقي ولمدى أكثر من 10 سنوات هو بطل الساحة، وتخويف لبنان من البعبع السوري واستحضار غزو العراق للكويت كلما جرت مقاربة في العلاقات اللبنانية السورية؟... المعنى واضح كعين الشمس وهو تحويل الصراع العربي من صراع مع إسرائيل إلى صراعات لا تنتهي مع دول إقليمية أخرى، وصراعات عربية – عربية، وصراعات مذهبية بين سنة وشيعة !!!!... ولتحقيق ذلك لم تكتف الإدارة الأمريكية بزرع قواعدها العسكرية بأغلب الدول العربية وإنما أرفقت ذلك بحملة إعلامية منظمة يقودها كتاب بأقلام عربية مأجورين يبثون بذور التفرقة وسموم الفتنة العرقية والطائفية والمذهبية والحقد والفوضى بين الأنظمة العربية التي تدور في فلك الإدارة الأمريكية وبين الدول المناهضة للسياسات والمشاريع الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.
ويندرج كل ذلك في إطار المخطط الأمريكي للمنطقة لتأمين محيط آمن (هذا ما تسميه الإدارة الأمريكية الشرق الوسط الجديد !!!) للدولة الصهيونية، يقبلها ويقر بوجودها بعد تعهد بوش في تل أبيب بحماية الدولة اليهودية الخالصة على الأراضي الفلسطينية المغتصبة (دولة بدون عرب، وحتى ما يسمى الآن عرب 48 الذين سيتم تهجيرهم إلى مستوطنات في الضفة وغزة عبر خطة تبادل الأراضي وهذا ما يفسر سبب توقف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية والذي تم بأمر أمريكي لتهيئة الأرضية المناسبة لهذا المخطط الشيطاني الذي يقضي نهائياً على حقوق الشعب الفلسطيني في استعادة ما أغتصب من أراضيهم وحقهم في العودة لديارهم). وكل ذلك يتم بموافقة بعض الأنظمة العربية القائمة والتي تدور في فلك السياسات الأمريكية (المعتدلة طبعاً والتي تسود فيها الحريات الديمقراطية والإنسانية !!!!!!... مسخرة...) والتي تدعم وتمول هذا المشروع حفاظاً على وجودها وديمومتها وما يحدث في لبنان من دعم لفئة متسلطة ضد طموحات الشعب اللبناني (دعم لا محدود لحكومة ساقطة وطنياً ووفق اتفاقيات هم صنعوها)، وفي العراق من دعم وتمويل لشخصيات وهيئات ومؤسسات تمارس الإرهاب والتحريض المذهبي هو أكبر دليل على ذلك !!!!... وهنا لا نتحدث عن المقاومة الوطنية الشريفة التي تسطر أروع الصور في الوحدة الوطنية وتنأى أن تزج بنفسها في آتون الفتنة ومثالبها وهدفها الأول والأخير هو تحرير العراق من المحتل الأمريكي والحفاظ على وحدته وهويته الوطنية الجامعة. ولا ننسى أن هذا المحيط الآمن "لإسرائيل" يجب أن يكون معادياً لكل التوجهات الوطنية والقومية ولكل من يعادي "إسرائيل" أو حتى ينتقد فكرة وجودها على أرض عربية أو اغتصابها لمقدسات دينية إسلامية ومسيحية !!!
أكرر أن كل هذا القهر والظلم جراء السياسات الأمريكية المنحرفة في المنطقة جعل من الولايات المتحدة الأمريكية وكل ما يمت إليها بصلة العدو الأول للشعب السوري (عقوبات اقتصادية ومالية، محاولة عزل دولية، عقوبات تكنولوجية وعلمية، دعم الخونة والمرتزقة...)، وهو يتحفز اليوم (وكأن القضية أصبحت لدية قضية حياة أو موت) للدفاع عن وحدة وطنه وسيادته واستقراره وأمنه ومقوماته، وعن حياته وعرضه ضد أي غاز مهما كانت دواعيه وحججه وذرائعه. وليس كما يظن البعض فالسوري، وهذا ما لا تدركه الإدارة الأمريكية، يعي تماماً ما يحيط به ويحاك له. والحالة العراقية والتي لا يمكن مقارنتها أو مقاربتها لا سياسياً، ولا اقتصادياً، ولا اجتماعياً، لا من قريب ولا من بعيد بالحالة والوضع السوري (كما يريد بعض الحاقدين أن يروجوا)، بالنسبة له حالة استثنائية بكل المقاييس وإن كانت درساً قاسياً لكل الشعوب التي تتقاعس وتتخاذل في لحظة ضعف في الدفاع عن مقوماتها ووجودها ووحدتها تحت أية أعذار أو مبررات أو ووعود كاذبة وواهية بجنات العم سام في ديمقراطية كاذبة وحرية مقيدة كما فعلت الإدارة الأمريكية في العراق فهي بدلاً من الحفاظ على وحدته وبنيته غرزت أنيابها السامة تقطيعاً وتهشيماً في جسده وحولت دماء أبريائه من أطفال وشيوخ ونساء وشباب إلى أنهار تسيل في كل البلاد. فأي استقرار وازدهار وآمان هذا الذي ينعم به الشعب العراقي تحت نير الاحتلال والبسطار الأمريكي ... والتي تتغنى بهما الإدارة الأمريكية في الصباح والمساء !!!...
نعم فالاحتلال العسكري الأمريكي المستمر للعراق، ومن يدعمه من الأنظمة العربية والغربية وراء كل مآسي العراق وما يحدث فيه من مهازل !!!!... وهنا لا بد أن نذكر الإدارة الأمريكية التي يبدو أنها لا تعرف الكثير عن تاريخ هذه المنطقة.. والتي بدأت المقاومة في لبنان والعراق تلقنها الدروس الأولى... فهذه الإدارة وعملائها وضعوا المنطقة على براميل من البارود، وأن الكثير من الأنظمة التي تدعمها ترقد على كومة من القش اليابس ويكفي عود ثقاب صغير لإشعالها وترميدها وإفنائها للأبد. فعليها أن تحذر من اللعب في النار لان النار إذا اشتعلت فستلتهم الجميع في المنطقة وخارجها ولن يستطيع أحد إطفائها....

فأمام هذه التصريحات الأمريكية المدججة بأقوى آلة عسكرية تقليدية ونووية والأكثر عدوانية وفتكاً في تاريخ العالم والتي تتدعي بأنها "تحمل الأيام الجملية والاستقرار الذهبي لشعوب المنطقة" لم يبق أمام السوريين وغيرهم من الوطنيين والشرفاء العرب (أفراداً، وهيئات، وأحزاب وطنية وتقدمية) إلا خيار وحيد وهو المقاومة والدفاع عن الوجود ضد الهجمة الأمريكية - الصهيونية، (بالمناسبة لم تترك الإدارة الأمريكية للشعب السوري ولا لأي شخص في هذه المنطقة يحمل فكراً وطنياً أو قومياً أي خيار آخر، ولا حتى خيار طارق بن زياد،: غرباً: الأسطول السادس في عرض المتوسط، وقوات اليونيفيل وحكومة السينورة في لبنان، شرقاً: 150 ألف جندي أمريكي في العراق، شمالاً: قواعد عسكرية في تركيا، جنوباً: "إسرائيل" و.... ) فالعدو يحيط بهم من كل الاتجاهات. وأنياب الوحش الأمريكي متعطشة لضحايا ودماء جديدة وكل ذلك خدمة للصهيونية العالمية وربيبتها "إسرائيل". فلا إعدام صدام، ولا بوارجكم وحاملات طائراتكم، ولا تهديداتكم وتوعدتكم بات تخيفنا.... فمؤامرتكم مكشوفة ... والمقاومة خيارنا ... وحياة بعز ولا موت بذل شعارنا... وأبت نفوس أن تذل مبدأنا..........
دمشق، في 08/01/2006.
[email protected]





#سهيل_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يريد استمرار تقديم القرابين على مذبح الدم اللبناني
- محكمة دولية بلغت حد القرف والسخرية
- من قتل بيير الجميل ... الأب أمين يتذكر
- ننشد معكم ومن أجلكم... مقاومة
- ماذا أنتم فاعلون أمام هذا الهلوكوست الصهيوني الجديد
- إذا اليوم لم نفعل ونغضب... فمتى؟ ..
- الحسابات الأمريكية والأرصدة السورية ... سورية الرقم الصعب دا ...
- قصاصات نهاد الغادري الورقية .. خدعة أم مؤامرة
- هذا هو جنبلاط لمن لا يعرفه .... تهديد واعتراف بالقتل
- اللعب بالنار في لبنان ... فضيحة أبطالها جنبلاط المتوتر والحر ...
- اغتيال جبران تويني ... لبنان إلى أين... تدويل أم تحت وصاية
- الجار الله شاهد زور وتضليل.. هل سيورط الكويت معه
- الحوار المتمدن... متنفس للرأي
- سقوط الشهود لا يعني نهاية الضغوط على سورية
- دائماً يستفيق العرب بعد فوات الآوان
- أنا السوري ... كيف أنسى فلسطين والجولان ولبنان .... هل يستطي ...
- يتكلمون باسم الشعب السوري ... من أعطاهم الحق
- القرار 1636 بتجرد
- المرتزقة في الإعلام العربي ودورهم
- الخطاب السياسي اللبناني المعارض والمواطن السوري


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل حداد - لم يعّد لنا أي خيار آخر