أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أزاد خليل - من سجن الغربة إلى وطن الحرية: حكاية عشر سنوات في السويد














المزيد.....


من سجن الغربة إلى وطن الحرية: حكاية عشر سنوات في السويد


أزاد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8219 - 2025 / 1 / 11 - 23:42
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


قبل عشر سنوات، تركتُ بلادي سوريا قسرًا، بسبب انخراطي في الثورة السورية ونشاطي السياسي ضمن تيار المستقبل الكردي. لم يكن خروجي قرارًا شخصيًا بقدر ما كان فرضًا قاسيًا فرضته عليّ الظروف. كنت أرغب في البقاء، لكن أرض الوطن أصبحت تهدد حياتي. البداية كانت في بيروت، حيث حضرت مؤتمرًا لدعم المعارضة السورية، لكن نشاطي السياسي جعلني هدفًا لأجهزة الأمن السورية في السفارة هناك.

اختطاف في بيروت: الحادثة التي غيّرت مسار حياتي

لأول مرة أعلن على الملأ أنني تعرضت للاختطاف من قبل أجهزة الأمن السورية في بيروت. تم احتجازي والتحقيق معي بسبب نشاطاتي، بما في ذلك مشاركتي في أول تظاهرة ضد النظام في بيروت، في ساحة الحرية. أثناء التحقيق، تعرضت للضرب والإهانة، لكن بمعجزة خرجت من قبضة السفارة. تواصلت مع عدة سفارات دولية، وعرضت عليّ دول مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا حق اللجوء السياسي. اخترت السويد بسبب سرعة الإجراءات، وهكذا بدأت رحلتي الجديدة.

الوصول إلى السويد: حلمٌ لا يشبه الواقع

في 24 نيسان 2014، غادرت بيروت إلى إسطنبول، ومنها إلى مطار ستوكهولم الدولي. كان موظفو الهجرة السويدية بانتظاري، حاملين لافتة ترحب بي: “أزاد خليل، مرحبًا بك في السويد”. شعرت حينها بدهشة عميقة: كيف لبلد غريب أن يستقبلني بهذه الحفاوة، بينما بلدي الأم أنكر هويتي، لغتي، وحتى حقي في الحياة الكريمة؟

تم نقلي إلى منزل صغير في ريف الشمال السويدي، وكنت السوري الأول الذي يسكن تلك القرية. لا أحد سألني عن ديني، مذهبي، قوميّتي، أو توجهي السياسي. الجميع كان ينظر إليّ كإنسان، لا أكثر ولا أقل. شعرت للمرة الأولى بالسلام، بعيدًا عن الخوف من الاعتقال أو الموت.

حياة جديدة في وطن يقدّر الإنسان

في صباح اليوم التالي، رافقتني موظفة من الهجرة إلى مدينة سوندسفال لاستخراج أوراقي القانونية. دهشتُ من النظام في مكتب الهجرة: لا فوضى، لا رشوة، لا واسطة، فقط نظام واضح وسلس. عندما حان دوري، ابتسم لي الموظف ونطق اسمي بطريقة خاطئة، فقال: “أسد” بدلًا من “أزاد”. صحّحت له بابتسامة، وفكرتُ كم هو مختلف هذا المكان عن بلدي، حيث كانت المعاملات الرسمية تتطلب “إكرامية” حتى تسير الأمور.

مع مرور الأيام، بدأتُ أندمج في المجتمع السويدي، وعملتُ في قطاعات مختلفة، منها وزارة العمل والهجرة والتربية والتعليم. وبعد أربع سنوات فقط، حصلت على الجنسية السويدية، حاملاً أحد أقوى جوازات السفر في العالم.

مقارنة موجعة: وطن يحتضن وآخر ينكر

بينما كنت أعيش كإنسان كامل الحقوق في السويد، تذكرتُ آلاف الكرد السوريين المحرومين من الجنسية في وطنهم، يعيشون كأرقام بلا هوية. عشر سنوات في السويد كانت كافية لأرى كيف يمكن لبلد أن يتقدم في كل المجالات: التعليم، الطب، والصناعة. وفي المقابل، بلادي غارقة في مستنقعات الجهل، الفساد، والطائفية.

سوريا الغد: أمل رغم الألم

اليوم، بعد مرور 14 عامًا على اندلاع الثورة السورية، ورغم الانتصار السياسي في ديسمبر 2024، ما زلنا نواجه تحديات بناء دولة جديدة. دولة تُرسخ فيها قيم العدل والمساواة، ويتساوى فيها المواطنون بغض النظر عن دينهم أو قوميتهم.

إن انتصار سوريا الحقيقي لن يكتمل إلا عندما يكون الولاء للوطن فقط، عندما نعمل جميعًا لنهضة بلادنا، ونبني دولة تكون منارة للعلم والحرية في الشرق.

لقد كانت رحلتي من بيروت إلى السويد رحلة نحو الحرية، لكنها كانت أيضًا رحلة نحو الإيمان بأن سوريا يمكن أن تصبح وطنًا يحتضن جميع أبنائه دون استثناء. سوريا التي نحلم بها، هي سوريا التي يعيش فيها الجميع كرماء، أعزاء، أحرار.



#أزاد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهاجرون السوريون: رحلة المعاناة بين الغربة والعودة
- أرقام مثيرة حول أحتياطي النفط في سوريا
- ‏“سوريا: الاستقلال الثاني ومعركة إعادة بناء الهوية والنظام ا ...
- الكورد في سوريا: تاريخ عريق ومستقبل ثابت رغم كل محاولات الإق ...
- 12 مليون سوري على شفا المجاعة أزمة إنسانية تتفاقم وسط صمت دو ...
- “سوريا بعد بشار الأسد: فراغ سياسي وهويات متصارعة في ظل تدخلا ...


المزيد.....




- ترقب معجزة أو نقمة تشعل الجحيم أكثر.. حرائق لوس أنجلوس بوجه ...
- كيف طوّعت خطوط دلتا الجوية الذكاء الاصطناعي لمساعدة المسافري ...
- الرياض تحتضن اجتماعا دوليا لبحث دعم مستقبل سوريا بعد أكثر من ...
- ماسك يعلق على إعادة ترشيح شولتس لمنصب المستشار الألماني
- -تشاجروا بالعصي-.. الأمن السعودي يلقي القبض على 7 وافدين من ...
- الجيش الإسرائيلي يحذر سكان مبنى سكني بالنصيرات قبل مهاجمة ال ...
- حرس الحدود الأردني يشتبك مع مهربين حاولوا اجتياز الحدود الشم ...
- في مراسم خاصة ووسط إجراءات أمنية مشددة...دفن جثمان جان ماري ...
- إثيوبيا والصومال يتفقان على إعادة تفعيل العلاقات الدبلوماسية ...
- باحثون صينيون يكشفون العلاقة بين النشاط البدني والشيخوخة


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أزاد خليل - من سجن الغربة إلى وطن الحرية: حكاية عشر سنوات في السويد