أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أزاد خليل - المهاجرون السوريون: رحلة المعاناة بين الغربة والعودة














المزيد.....


المهاجرون السوريون: رحلة المعاناة بين الغربة والعودة


أزاد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8219 - 2025 / 1 / 11 - 14:19
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


‏مع تصاعد أعداد اللاجئين السوريين العائدين من دول الجوار وأوروبا، يعود الحديث عن معاناة استمرت لسنوات طويلة، حمل خلالها السوريون آلام النزوح واللجوء في ظروف قاسية لم تكن تتوافق مع أبسط حقوق الإنسان. العودة إلى الوطن بالنسبة للكثيرين ليست خياراً سهلاً، لكنها في بعض الأحيان تبدو كالهروب من واقع غارق في الانتهاكات والظروف غير الإنسانية التي تعرضوا لها في بلدان اللجوء.

‏سنوات من المعاناة في دول الجوار

‏في دول الجوار مثل تركيا ولبنان والأردن، عاش ملايين اللاجئين السوريين في ظل أوضاع صعبة، تميزت بالاستغلال والعنصرية والغياب شبه التام للحماية القانونية.

‏في لبنان، واجه اللاجئون سياسات تمييزية، حيث مُنع الكثير منهم من العمل في قطاعات متعددة، وعملوا في وظائف شاقة مقابل أجور زهيدة لا تكفي لسد احتياجاتهم الأساسية. فضلاً عن ذلك، تعرض العديد منهم لانتهاكات حقوقية تتراوح بين الإخلاء القسري من منازلهم في المخيمات، وحملات الاعتقال والترحيل القسري التي تفتقر إلى أدنى معايير الإنسانية.

‏أما في تركيا، رغم تقديم الحكومة لبعض الدعم، إلا أن العنصرية ضد السوريين تصاعدت بشكل كبير في السنوات الأخيرة. تحولت السوريون إلى هدف للخطاب السياسي، واُستخدموا كورقة ضغط في الصراعات الداخلية والخارجية. كما عانى الكثيرون من الاستغلال في سوق العمل، حيث كانوا يعملون لساعات طويلة بأجور تقل بكثير عن الحد الأدنى، دون أي ضمانات قانونية أو اجتماعية.

‏غياب الحماية والدعم

‏منظمات الإغاثة والجمعيات الإنسانية التي من المفترض أن تكون ملاذاً للاجئين، فشلت في كثير من الأحيان في تقديم الدعم الكافي. بدلًا من توفير الحماية لهم، واجه اللاجئون في المخيمات ظروفًا صعبة، من نقص في الغذاء والدواء إلى ضعف التعليم والخدمات الصحية. الأدهى من ذلك أن غياب جهة قانونية دولية تدافع عن حقوق اللاجئين تركهم في مواجهة مصير مجهول، سواء في دول اللجوء أو خلال رحلة العودة إلى وطنهم.

‏العودة إلى الوطن: خطوة نحو المجهول

‏اليوم، مع عودة أكثر من 125 ألف لاجئ منذ ديسمبر الماضي، يجد السوريون أنفسهم أمام تحديات جديدة. العودة إلى الوطن ليست مجرد عبور الحدود، بل هي مواجهة مباشرة لواقع دمرته الحرب: مدن مدمرة، بنية تحتية متهالكة، وانعدام فرص العمل. ما لم تُطلق برامج شاملة لإعادة الإعمار وتوفير فرص العمل والسكن، ستظل عودة اللاجئين خطوة محفوفة بالمخاطر.

‏مسؤولية دولية ومحلية

‏إن هذه الأزمة الإنسانية تحتاج إلى استجابة شاملة تتخطى الخطابات السياسية. المجتمع الدولي مطالب بدعم جهود إعادة الإعمار في سوريا، وتوفير الحماية للاجئين العائدين لضمان عيش كريم ومستقبل مستدام. أما الدول المضيفة، فعليها احترام حقوق اللاجئين وعدم استخدامهم كورقة سياسية أو اقتصادية.

‏خاتمة: الأمل رغم الألم

‏رغم المعاناة التي تحملها اللاجئون على مدى سنوات، يظل الأمل في بناء مستقبل جديد هو الدافع الأكبر للكثيرين. عودة اللاجئين يجب أن تكون بداية لحياة كريمة، وليست استمراراً للمعاناة التي عاشوها في الغربة. إن بناء سوريا الجديدة لن يتحقق إلا بتكاتف الجهود المحلية والدولية، والعمل على تحقيق العدالة والكرامة لكل سوري عائد، وضمان ألا تكون الهجرة يوماً ما هي الحل الوحيد أمام الأجيال القادمة.



#أزاد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرقام مثيرة حول أحتياطي النفط في سوريا
- ‏“سوريا: الاستقلال الثاني ومعركة إعادة بناء الهوية والنظام ا ...
- الكورد في سوريا: تاريخ عريق ومستقبل ثابت رغم كل محاولات الإق ...
- 12 مليون سوري على شفا المجاعة أزمة إنسانية تتفاقم وسط صمت دو ...
- “سوريا بعد بشار الأسد: فراغ سياسي وهويات متصارعة في ظل تدخلا ...


المزيد.....




- أوكرانيا تنشر فيديو لجنديين من كوريا الشمالية اعتقلتهما في م ...
- الشرع يعلن موقفه من فتح الحدود بين لبنان وسوريا ويحدد أهم مل ...
- الشرع يستقبل ميقاتي ويؤكد على عمق العلاقة بين سوريا ولبنان
- بعد تغريدة آل الشيخ.. إعلامي مصري يحذر من -لجان- ويستشهد بمث ...
- تايوان تسجل أدنى معدل ولادات في تاريخها خلال العام 2024
- مصر.. الداخلية تنفي صحة رسالة صوتية منسوبة لأحد مسؤوليها في ...
- موقع عبري يتحدث عن ضربة جديدة سيتلقاها -حزب الله- ليس من إسر ...
- ضغوط أوروبية على منصات التواصل
- وزير جزائري سابق يرد على الحملة الفرنسية ويوجه رسالة قاسية إ ...
- تفاصيل جديدة عن إحباط محاولة تفجير مقام السيدة زينب جنوب دمش ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أزاد خليل - المهاجرون السوريون: رحلة المعاناة بين الغربة والعودة