|
مهدي عامل وأسباب فشل الإصلاح الشهابي
هيفاء أحمد الجندي
الحوار المتمدن-العدد: 8219 - 2025 / 1 / 11 - 11:34
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
مهدي عامل وبحث في أسباب فشل الإصلاح الشهابي
اعتبر مهدي عامل بانو الشهابية هي تيار اصلاحي بورجوازي يهدف الى اقامة دولة بورجوازية عصرية تعبر عن مصالح البورجوازية كطبقة هذا التحديد الذي لا تنكره الشهابية بل تتعرف فيه على نفسها يدل على ان الاصلاح في وعي هذا التيار البورجوازي يبدأ بالدولة اي بالنظام السياسي لسيطرة البورجوازية فالمحاولة الشهابية وبغض النظر عن نجاحها أو فشلها تدل بحد ذاتها على أن الاصلاح السياسي بات ضروريا لتجدد السيطرة الطبقية للبورجوازية المسيطرة لا سيما في اطار تفاقم أزمة سيطرتها الطبقية معنى هذا ان دولة البورجوازية في بنائها كدولة طائفية يحتل فيها ممثلو الطوائف من الاقطاعات السياسية موقع القيادة لمصالح النظام البورجوازي فتطور حركة الصراع الطبقي يقضي بضرورة اصلاحها بشكل تصير فيه قادرة على قيادة المجتمع بحسب مصالح الطبقة المسيطرة لكن اصلاحها البورجوازي بحسب الايديولوجية الشهابية يعني بالتحديد ايجاد حل للتناقض الملازم لبنيتها الطبقية الكولونيالية بين كونها دولة بورجوازية وكونها دولة طائفية وحل هذا التناقض في افق صيرورتها دولة عصرية على نموذج البورجوازية في اوربا يقضي بضرورة تقويض بنائها الطائفي وضرب مواقع النفوذ السياسي التي تحتلها الاقطاعات السياسية وبالتالي فك التحالف السياسي القائم على صعيد السلطة بين هذه الاقطاعات وبين الطغمة المالية ولكن مواقع الاقطاعات السياسية في السلطة هي مواقع الطغمة المالية نفسها التي تهيمن عبر الاقطاعات التي هي ادوات هيمنتها الطبقية السياسية معنى هذا ان كل تقويض للبناء الطائفي للدولة هو في منطقه الداخلي نفسه ضرب لمواقع الاقطاعات في السلطة ولمواقع الطغمة المالية فيها وبالتالي ضرب لمواقع البورجوازية الكولونيالية في السلطة في هذا التناقض المأزقي يقع الاصلاح البورجوازي الشهابي فهو كاصلاح سياسي ضروري لتجدد سيطرة البورجوازية الكولونيالية اللبنانية في تجدد ازمتها لكن بقود بضرورة منطقه الداخلي كاصلاح سياسي الى تقويض مواقع البورجوازية هذه في السلطة من حيث هو يقود في تحققه البورجوازي الى تقويض بناء الدولة الطائفية التي هي اساسية للوجود الطبقي للدولة كدولة بورجوازية في هذا التناقض المأزقي يكمن السبب الرئيسي لفشل الاصلاح الشهابي بل لضرورة هذا الفشل او ليس هذا يعني ان الاصلاح البورجوازي لهذا النظام السياسي الطائفي هو في البنية الاجتماعية الكولونيالية امر مستحيل والطابع الطائفي لدولة البورجوازية الكولونيالية اساسي لوجودها كدولة بورجوازية بسبب تكونها الكولونيالي في طور ازمة النظام الرأسمالي وهذا التناقض الذي يلازم الطبيعة الطبقية لهذه البورجوازية هي في صيرورتها الطبقية طبقة مسيطرة مرتبطة بنيويا بالامبريالية ان استحالة تحقق الاصلاح السياسي البورجوازي ترتسم اذن في بنية علاقات الانتاج الكولونيالية وان هذه الاستحالة تجد اساسها في بنية العلاقة الكولونيالية ... الاصلاح الشهابي فشل في ان يكون اصلاحا سياسيا لا لانه ظل في اتجاهه العام اسير المنطلقات البورجوازية بل لانه اتجه في خطه الرئيسي نحو تطويق المد الشعبي والحد من تأثير القوى التقدمية بمعنى انه كان يتحدد في غايته النهائية الطبقية وفي شروط تفاقم ازمة البورجوازية وبدايات النهوض الشعبي كمحاولة اصلاحية لمنع تكون الطبقات والفئات الاجتماعية الشعبية في قوة سياسية معادية للبورجوازية وللنظام السياسي الطائفي لسيطرتها الطبقية فتحدده الطبقي البورجوازي هذا هو الذي منعه بالضرورة من الاستناد الى هذه الجماهير الشعبية التي كان يهدف الى تطويقها وهنا وقعت الشهابية في تناقض ما كان من الممكن لها ان تخرج منه :فبقاؤها في السلطة كان يستلزم استنادها الى قاعدة جماهيرية تساعدها على الوقوف في وجه البورجوازية الوسيطة والاقطاعات ولكن اسنادها الى هذه القاعدة الجماهيرية يجعل اصلاحها السياسي يتخذ بالضرورة طابعا معاديا للبورجوازية وهذا ما لا تقبل به الشهابية لانه يتناقض مع طبيعتها الطبقية من حيث هي تيار بورجوازي اما سيرها في خطها الاصلاحي الطبقي الطبيعي من حيث هو خط العداء لهذه الجماهير الشعبية وخط الضرورة الطبقية في الحيلولة بالعنف دون تكونها السياسي المستقل فهو يقود الى فشل اصلاحها بمعنى انه يدفعها في ممارسة الصراع الطبقي ضد الجماهير الشعبية الى ضرورة الابقاء على النظام السياسي الطائفي والحفاظ عليه وفي هذا ابطال لدورها الاصلاحي وتعطيل له بحيث لا يعود بالتالي لوجودها في السلطة اي مبرر اخر يختلف مثلا عن مبرر وجود الاقطاعات السياسية فيها مع فارق هو ان جهاز الجيش هو الذي بات يؤمن لها استمرار وجودها في السلطة فتحول اصلاحها السياسي الى نوع من الديكتاتورية والحكم البوليسي الذي ظهرت فيه الدولة ولا سيما في جهازها القمعي الرئيسي الذي هو الجيش كانها مستقلة بذاتها ولذاتها وتفاقمت بهذا الاصلاح تناقضات نظام ديمقراية الطوائف بدلا من ات تتلطف.... ان فشل الاصلاح البورجوازي هو ضروري وان ضرورته تكمن في انه ليس اصلاحا لانه لا يجابه العلة الرئيسية في ازمة النظام وهي علاقة التبعية البنيوية بالامبريالية وما دامت هذه العلاقة قائمة وهي اساسية لوجود هذا النظام كنظام بورجوازي كولونيالي واساسية تاليا لوجود البورجوازية الكولونيالية فيه كطبقة مسيطرة فلا سبيل اطلاقا لحل تلك الازمة المتجددة دوما بتجدد هذه العلاقة التي تتجدد فيها بنية الاقتصاد اللبناني البورجوازي بالضرورة كبنية أزمية والبنية الأزمية هي الاساس المادي نفسه الذي تقوم عليه سيطرة البورجوازية الكولونيالية التي تهيمن فيها الطغمة المالية هيمنة اقتصادية وسياسية كاملة معنى هذا ان الاصلاح يبدأ بضرب مواقع الهيمنة الطبقية لهذه الفئة المهمنة من البورجوازية في هذا النظام الرأسمالي التبعي ولقد دلت تجربة الشهابية برغم فشلها التاريخي في محاولتها الاصلاحية على ان اصلاح النظام البورجوازي اللبناني بات ضروريا لتجدده وديمومته بسبب تفاقم ازمته البنيوية التي يكمن سببها الاساسي في تبعية الاقتصاد اللبناني للامبريالية وما تركيب هذا الاقتصاد في هيمنة قطاع الخدمات فيه على قطاعاته المنتجة سوى نتيجة تاريخية ضرورية لتبعيته البنيوية ودلت التجربة على ان الاصلاح الضروري ذاك يبدأ بالنظام السياسي كشرط اساسي لاصلاح النظام الاقتصادي فبنية الاقتصاد هي مصدر دائم للازمات والحل الوحيد لدرء العواقب الوخيمة لهذه الازمات يكمن باجداث تغيير جذري في بنية هذا الاقتصاد مما يفترض تحويلا اساسيا في سياسة الدولة الاقتصادية وان هذا التحويل يفترض بالضرورة ابعاد البورجوازية الوسيطة التجارية والمالية عميلة الاستعمار الجديد عن مقاليد السلطة ...من موقع هذا الوعي العلمي الثوري يتحدد موقفنا من المحلولة الاصلاحية ومن اداعاءات البورجوازية الكبرى او بعض اوساطها القدرة على اصلاح نظامها الطبقي السياسي والاقتصادي او الرغبة فيه فلا حل فعليا للازمة المزمنة لهذا النظام البورجوازي الكولونيالي الذي تولد بنيته الطبقية باستمرار الازمات الا تغيير جذري في بنية تبعيته للامبريالية والتغيير الجذري هذا يكون بقطع علاقة تبعيته بالامبريالية في عملية معقدة من الصراع الطبقي هذا يعني ان لا حل بورجوازي ممكنا لازمة يكمن حلها في هذا التغيير الجذري لبنية الاقتصاد البورجوازي التبعي بل الحل الممكن لهذه الازمة هو حل معاد للبورجوازية يقضي بضرورة تغيير السلطة السياسية بابعاد البورجوازية الوسيطة عن موقع الهيمنة الطبقية فيها انه يقضي بضرورة قيام سلطة التحالف الطبقي الوطني الديمقراطي واسقاط حكم الطغمة المالية.
#هيفاء_أحمد_الجندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هيمنة امبريالية جماعية جديدة لإدارة أزمة الرأسمالية الاحتكار
...
-
مهدي عامل -مفهوم الدولة - الجزء الثالث
-
مهدي عامل ومفهوم الدولة ....الجزء الثاني
-
مهدي عامل و -مفهوم الدولة-
-
التعيين الواقعي للطبقات والشرائح الاجتماعية المتضررة من الرأ
...
-
كيف نفهم الامبريالية اليوم
-
صندوق النقد الدولي ... مفقر للشعوب ومحفزعلى الثورات..
-
بحث في بنية التركيب الاقتصادي-الاجتماعي للمجتمعات الكولونيال
...
-
التغيير الجذري من منظور أزمنة البنية الاجتماعية الكولونيالية
...
-
الامبريالية والتطور اللامتكافىء
-
الميركنتيلية الجديدة
-
رأسمالية الدولة الاحتكارية تحتضر والبديل لم يولد بعد!!
-
إعادة إنتاج للرأسمالية المالية أم انتقال إلى الاشتراكية؟!
-
الإنتفاضات الشعبية العربية من منظور قانون تفاوت التطور اللين
...
-
الأسس الفكرية للانتهازية الثورية والإصلاحية الوسطية
-
هل ستتحقق نبوءة زعيم الثورة البلشفية وتندلع ثورة اشتراكية عا
...
-
مفهوم الإمبريالية بين الأمس واليوم
-
دفاعاً عن النضال الإشتراكي والصراع الطبقي
-
سمير أمين.. المنتج للتمرد
-
المسألة الفلاحية والانتفاضات الشعبية
المزيد.....
-
سوريا.. الخارجية الأمريكية توضح الموقف من ملفات وجود -إرهابي
...
-
مصر.. نجيب ساويرس يثير تفاعلا بسؤاله عن قاض سوري يريد هاتفه
...
-
الرئيس اللبناني يأمل بتشكيل حكومة سريعا: لم آت لأعمل بالسياس
...
-
ماسك يعلن زرع شريحة دماغية بنجاح لشخص ثالث
-
ليبيا تحدد موقفها من أحداث تشاد: تضامن ودعم لجهود استعادة ال
...
-
-تاس-: الخطوط الجوية السورية تخطط لاستئناف رحلاتها إلى موسكو
...
-
الرئاسة اللبنانية: عون تلقى اتصالا من ولي العهد السعودي الذي
...
-
-بعضها يزن طنا-.. آلاف الذخائر غير المنفجرة بغزة
-
جريمة تهز مدينة في ليبيا
-
ضباط إسرائيليون كبار: حماس تستخدم ذخائرنا ضدنا
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|