أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - سعيد هادف - وهران تزيد الشعر بيتا















المزيد.....


وهران تزيد الشعر بيتا


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 8218 - 2025 / 1 / 10 - 19:27
المحور: قضايا ثقافية
    


بمناسبة الاحتفال بالعام الأمازيغي المصادف للثاني عشر من يناير/كانون الثاني، نظمت مساء أمس الخميس 9 يناير/ كانون الثاني، دار الثقافة والفنون/وهران بالتنسيق مع دار الأندلسيات للنشر، أمسية أدبية بقصر الثقافة أطّر أشغالها شواعر وشعراء وكانت القراءات متنوعة من حيث الأنماط والألسنة: عربية أمازيغية وفرنسية وقصائد من الشعر الشعبي.
وأشرفت السيدة هوارية عيدوني (رئيسة مقهى وهران الجميلة) على تسيير هذه الأمسية. وحضر هذا اللقاء الشاعر سليم دراجي ممثلا عن رئيس بيت الشعر الشاعر عبد القادر مكاريا الذي تعذر عليه الحضور لأسباب صحية.
وبهذه المناسبة، أطر الباحث والشاعر عبد الرحيم حمام مداخلة حول الشعر الأمازيغي تحت عنوان "البدايات، الراهن والأفق". وعبد الرّحيم حمام، شاعر ومترجم وباحث، ينحدر من ولاية سطيف ويقيم ببجاية، له شهادات جامعية في الفلسفة الغربية المعاصرة وفي الدّراسات المعمّقة في الفلسفة وفي الفلسفة العامّة، وفضلا عن اهتمامه بالشأن الأدبي الأمازيغي، يهتم بالفن تدريسا وممارسة من حيث كتابته للشعر والرواية والسيناريو والتصوير الفوتوغرافي.
في هذه المداخلة قدم الباحث عرضا حول الشعر الأمازيغي من حيث أنه من الأجناس الأدبية الأكثر انتشارا بفضاء "ثمازغا" والأقرب إلى نفوس أهلها. وأعطى نبذة عن مفهوم الشعر في الثقافة الأمازيغية. هناك عدد من التسميات تحيل على الشعر عامة والشعر الغنائي بشكل خاص، فمثلا تدل لفظة "ثمديازث" (TAMEDYAZT) على الفرح الجماعي العارم، وهناك لون من النصوص تُغنى في المناسبات المختلفة، تدعى "أحيحا""( AḤIḤA). كما تدل لفظة "أسفرو" ( ASEFRU) على الإفصاح عما يختلج بالنفوس وفق القصائد المنظومة.
أما الشاعر في اللسان الأمازيغي، وفق الباحث، يسمى "أمدياز" (AMEDYAZ) بينما الشاعرة تسمى "ثمديازث""( TAMEDYAZT). كما يطلق على صنف من الشعر اسم "أمداح" (AMEDAḤ).
ومن حيث البنية يتفرع الشعر الأمازيغي الى نوعين: شعر موزون ومقفى، يسمى بـ"ثتظامت" (Taneḍḍamt)، وشعر حر، يطلق عليه "ثمسرحث" (Timseraḥt)، لا يتقيد بالأوزان والقافية. ووفق الأستاذ حمام: يصعب، على الباحث في تاريخ الشعر الأمازيغي، العثور على أشعار مدونة في العصور القديمة، عكس نصوص سردية كرواية " الحمار الذهبي" لأبوليوس المادوري. وموسوعة "ليبيكا" ليوبا الثاني، في أدب الرحلة، أو "قاموس الأسماء" لابن تونارت الذي ولد ببجاية عام 1185م وتوفي عام 1172م. وأول نص شعري يمكن الاستشهاد به، وفق الباحث، هو للشاعر يوسف أوقاسي الذي عاش في الفترة الممتدة من نهاية القرن السابع عشر الميلادي إلى بداية القرن الثامن عشر.
غير أن الشعر ظل محمولا في حياة الناس ويومياتهم يرتجله الشعراء في المناسبات الاجتماعية والدينية، وظل يعبر من جيل لجيل عن طريق التواتر. وأورد الباحث معلومة في غاية الأهمية حول تعامل فرنسا الكولونيالية مع النص الشعري في مستعمراتها. كانت البداية في بلاد القبايل حيث تفطن المستعمر الفرنسي الى أهمية الشعر في فهم ذهنية الناس وطريقة تفكيرهم. وقد قام الجنرال الفرنسي هانوطو بتدوين ثلاثة وخمسين قصيدة وترجمها الى اللسان الفرنسي ونشرها عام 1867 في كتاب تحت عنوان " أشعار شعبية من منطقة القبائل" (Poésie Populaire de la Kabylie du Jurjura) ، وقام بترجمتها الأستاذ محمد جلاوي الى اللسان العربي. وحول الشعراء ذكر بعضهم تمثيلا لا حصرا: يوسف أوقاسي، معمر أحسناو، الحاج عمر أولحاج، محمد السعيد آيث لحاج، سي موح ومحند (1840- 1906) محمد السعيد لشاني (1893- 1985) سليمان عازم ( 1918- 1983) سي المولود عزوق 30 أكتوبر 1954.
وعلى هامش هذا اللقاء تم تنصيب المكتب الولائي لبيت الشعر الجزائري الذي تشكل من عدة أعضاء من ضمنهم الدكتور محمد داود رئيسا شرفيا، والروائي والناشر رفيق جلول رئيسا بينما السيدة هوارية عيدوني أمينة عامة.
وقد حضر اللقاء شعراء ومثقفون من الجيل الثمانيني الذي أسس للمشهد الثقافي بمدينة وهران كالشاعر معاشو قرور والباحث والروائي محمد بن زيان والشاعر الحبيب بن مالك والدكتور محمد داود. كما حضر اللقاء ضيوف من معسكر وتلمسان وسطيف وبلعباس.
هناك تعبير عربي شهير يتداوله البعض على سبيل تعزيز حججهم بأقوال أو معطيات تصب في نفس الموضوع فيقول المتحدث "وأزيدك من البيت شعرا". وتحويرا لهذه المقولة ذات التعبير المجازي فإن وهران مساء البارحة لم تزد من الشعر بل زادت له بيتا بعد أن تخلفت حوالي ثمانية أعوام، أي منذ أن تأسس بيت الشعر الجزائري عام 2017، وشرع في تأسيس فروعه الولائية.
في ذلك العام زرت الجزائر حيث التقيت بالشاعر عاشور فني، الرئيس السابق للبيت وأحد مؤسسيه، بملتقى ثقافي بمدينة معسكر، وتناولنا الحديث حول فرع وهران وكان يود أن أقوم بهذه المهمة غير أن ظروفي لم تكن تسمح. ومنذ ذلك الوقت بقيت وهران تنتظر بيتها الشعري، إلى أن جاءت السيدة هوارية والشاب رفيق.
كانت وهران مكونا حيويا من المشهد الثقافي الجزائري: فمكتب اتحاد الكتاب الجزائريين بوهران كان من أنشط الفروع، وكان المسرح الجهوي في طليعة المسرح الجزائري والمغاربي بقيادة الراحل عبد القادر علولة، أما جريدة الجمهورية فكان ملحقها الأدبي من أهم المنابر الثقافية فضلا عن السينماتاك والإذاعة.
مع نهاية الثمانينيات وبعد أحداث الخامس أكتوبر/ تشرين الأول 88 إثر الانفتاح الديمقراطي تعزز المشهد الثقافي بجمعيات ونواد جديدة، وكانت جمعية آفاق للثقافة مكونا محوريا ونفسا جديدا للثقافة في وهران حيث انفتحت على كل الحساسيات الجمالية من شعر ومسرح وفن تشكيلي.. وكانت مكانا التقى فيه المثقفون دون تمييز بين ألسنة التعبير.
وبسبب الظروف التي عاشتها المدينة في العشرية السوداء تقلصت الحياة الثقافية، ومع الوقت عادت بالتدريج عبر فضاءات عديدة. ومنذ مكوثي بوهران لفترة طويلة حضرت عدة أنشطة، ومع عودة الروح إلى الحياة الثقافية جاءت فكرة تأسيس بيت الشعر في وهران مع الناشطة الجمعوية هوارية عيدوني والروائي والناشر رفيق جلول. وهكذا زادت وهران للشعر بيتا. فأصدق التهاني لأهل البيت.



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سياق اليوم العالمي للمدن: واقع حال المرفق العمومي في الفض ...
- الترجمة في يومها العالمي... قل لي ما موقفك من الترجمة أقول ل ...
- لماذا عادت الروح النازية؟ وأين ستنتهي؟
- في سياق يوم المرأة (وهران)، راهن الكتابة النسوية في الجزائر: ...
- السادس عشر من أيار: الحق في السلام بين الأيديولوجيا والثقافة ...
- اليوم العالمي للديمقراطيا (الجزء الثاني)
- اليوم العالمي للديمقراطيا (الجزء الأول)
- اليوم الأممي لحماية التعليم من الهجمات
- الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء ...
- الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء ...
- الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء ...
- الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء ...
- الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء ...
- الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء ...
- تبون وماكرون وجها لوجه: هل ستكون العلاقة الفرنسية الجزائرية ...
- مفدي زكريا: شاعر القومية الجزائرية
- زيلنسكي إزاء بوتن: صراع النازيات
- في معنى الشعبوية: هل قيس سعيد شعبوي؟
- عندما تتشبع السياسة بروح الصداقة
- تونس 25 يوليو: الرهانات والتحديات


المزيد.....




- تحقيقات -7 أكتوبر-: الجيش الإسرائيلي قتل بالخطأ أما وابنها خ ...
- سباق -الرجال المحظوظين- في اليابان.. احتفال بالعام الجديد يج ...
- تقرير: قوى غربية تحذر سوريا من تعيين جهاديين أجانب في الجيش ...
- مصر.. فيديو تمثيلي على تيك توك يتحول إلى حالة وفاة
- البنتاغون يعلق على تعرض حاملة الطائرات -ترومان- لهجوم حوثي
- الجزائر.. تفكيك شبكة خطيرة تحترف النصب عبر مواقع التواصل شرق ...
- الجيش الإسرائيلي يفرج عن 3 سوريين اختطفهم منذ أيام في جنوب ل ...
- الرئيس اللبناني الجديد لوزير خارجية إيطاليا: بيروت ماضية لتح ...
- الوقت لم يسعف بايدن لإنفاق حوالي 4 مليارات دولار مخصصة لأوكر ...
- -الإيكونوميست-: الغرب يخلط الأوراق بشأن عقوباته على سوريا


المزيد.....

- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - سعيد هادف - وهران تزيد الشعر بيتا