أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - دلير زنكنة - هل فكرة -زوتشيه- في كوريا الشمالية ماركسية حقاً؟















المزيد.....



هل فكرة -زوتشيه- في كوريا الشمالية ماركسية حقاً؟


دلير زنكنة

الحوار المتمدن-العدد: 8218 - 2025 / 1 / 10 - 08:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



بقلم تيمو شميتز
جامعة ترير

ترجمة دلير زنگنة

المنطق الثقافي: النظرية والممارسة الماركسية
المجلد 25 (2022)، ص 42-48


ملخص: غالبًا ما يتم تصوير فكرة زوتشيه في كوريا الشمالية على أنها ستالينية أو ماوية أو حتى كلتاهما ، على الرغم من حقيقة أن الفكرة تتناقض حتى مع النظرة الأساسية للماركسية. في هذه الورقة، أريد أولاً أن أبين أنه لا الماركسية ولا النظرة الماركسية اللينينية الستالينية تلعب دورًا كبيرًا في أنثروبولوجيا زوتشيه، لكن نظرة زوتشيه للعالم التي تركز على الشعب هي ذات طبيعة ما قبل ماركسية وأن مبدأ القائد العظيم ليس ستالينياً بل سمة كونفوشيوسية. على هذا النحو، سأزعم أن اقتراح أوه سي تشول بتصنيف زوتشيه كستالينية وماوية ذات خصائص إقطاعية ليس دقيقًا، لكن كوريا الشمالية هي مَلَكية إقطاعية وأن زوتشيه بحكم الأمر الواقع ليست مبنيةً على التقليد الماركسي اللينيني في أي شيء.

الكلمات المفتاحية: كوريا الديمقراطية، كوريا الشمالية، الماركسية اللينينية، الستالينية، الماوية، الكونفوشيوسية

ماركسية أم ستالينية؟

غالبًا ما يتم تصوير فكرة زوتشيه على أنها بطبيعتها ماركسية لينينية أو ستالينية. على سبيل المثال، يسميها أوه سي تشول “الستالينية والماوية بخصائص إقطاعية” (أوه 2012).1 لكن في الواقع، ترفض زوتشيه صراحة المسار الماركسي. وكما كتب المؤلف الكوري الشمالي كيم سونج كوون: "كان صعود الماركسية نقطة تحول. لقد أغلقت باب القدر المحتوم بعد أن حطمت قيود رأس المال، لكنها فشلت في فتح باب التشكيل الحقيقي للمصير” (كيم 2014، 1). بالطبع، تتم مناقشة نظريات ماركس في أعمال كوريا الشمالية. على سبيل المثال، يشير كيم إلى انه

"بفضل الماركسية، تحررت الجماهير العاملة المستغلة من الوهم الديني والخيال المثالي، وأدركت أن مصائبها لا تأتي من قدرها أو وحي الإله، بل من استغلال الطبقة الرأسمالية والنظام الرأسمالي الذي يدافع عنها. . [...] قام مؤسسو الماركسية بتقسيم المجتمع إلى مادي وروحي. وأنتجوا مفاهيم مفادها أن المادة تنتمي إلى الوجود الاجتماعي والروحي
ينتمي إلى الوعي الاجتماعي. لقد أوضحوا المبدأ الاساسي القائل بأن الوجود الاجتماعي يحدد الوعي الاجتماعي. ولما كانت الماركسية تعتبر الإنسان جزءا من القوى المنتجة، فإن الإنسان ينتمي إلى مفهوم الكائن الاجتماعي، وفقا للفلسفة الماركسية. وهذا المفهوم لا يعني أن الإنسان هو الكائن الاجتماعي الوحيد. بمعنى آخر، الإنسان في نفس الموقع مع الشروط المادية للحياة الاجتماعية والعلاقات الاقتصادية (كيم 2014، 23، 53 ف.)"

وعلى هذا النحو، تبنت أيديولوجية كوريا الشمالية النقد الديني لماركس وماديته التاريخية (ولكن على السطح فقط، كما سنرى) وتناقش الدور الاجتماعي للبشر داخل المجتمع؛ ومع ذلك، فهي ترفض أي علاقة مباشرة بين البشر والاقتصاد، وبالتالي لا تقيم علاقة مباشرة بين البؤس البشري والبؤس الاقتصادي الذي تسببه الرأسمالية الحديثة، أي الاستغلال من خلال تراكم وسائل الإنتاج في أيدي القلة. كان البؤس موجوداً مسبقًا على المستوى الأنثروبولوجي لأن كوريا كان لديها نظام تراتبي في الماضي، وبالتالي فإن المرتبة التي يولد فيها الفرد تحدد إمكانياته. وعلى هذا النحو، يرى المثقفون الكوريون الشماليون أن الوضع الاقتصادي للعبد، على سبيل المثال، ليس هو المسؤول عن بؤس العبد، بل "كونه عبدًا"، طالما ظل العبد موضوعًا للتاريخ و لم يتحول إلى ذات من خلال التغلب على العبودية و تقرير مصير المرء بنفسه. في المقابل، تركز أنثروبولوجيا ماركس، وفقا لمثقفين كوريين شماليين، على البشر باعتبارهم جزءا من القوى المنتجة، وبالتالي على وضعهم الاقتصادي؛ ومع ذلك، تنفي زوتشيه فكرة أن البشر جزء من القوى المنتجة (cp. كيم 2014, 54)2. كما أن الأيديولوجية الماركسية اللينينية ليست بارزة في زوتشيه، على الرغم من أن المنشورات الكورية الشمالية تصفها بأنها "الحقيقة الكونية، " كما قال كيم إيل سونغ: "عندما ندرس تاريخ الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي، او تاريخ الثورة الصينية، أو الحقيقة الكونية للماركسية اللينينية، فان الهدف الكلي هو من اجل تنفيذ ثورتنا بشكل صحيح" (كيم ال سونغ، استشهد به من قبل سين و كيم، 2014، 11). يشير سين وكيم إلى ثورة أكتوبر التي قام بها لينين كمثال تاريخي عظيم (سين و كيم، 2014, 61 f.)، لكنهما لا يتطرقان حقًا إلى نظريات لينين السياسية أو نشاطه السياسي. علاوة على ذلك، لا يوجد حتى ذكر واحد لستالين أو ماو في المجلدات الأولى من "شرح مبدأ فكرة زوتشيه".3 لذا فإن المثقفين الكوريين الشماليين لا يفهمون زوتشيه في التقليد الماركسي اللينيني أو الماوي، لكنهم يقبلون ماركس و لينين كرواد تاريخيين للفكر الثوري.

حقبة جديدة من الاستقلال؟

تعلم فكرة زوتشيه "حقبة جديدة من الاستقلال" يكون فيها الشعب كذوات [فاعلين](المعنى الحرفي لكلمة "زوتشي") أسياد مصيرهم ويخلقون التاريخ بأنفسهم، بينما كانت الطبقة المهيمنة في الماضي تقوم بقمعهم و إذلالهم، وجعلهم موضوعًا (وليس ذاتا) للتاريخ (فكرة زوتشيه، الدرس 1). ولأن زوتشيه تضع الشعب في المركز باعتبارهم أسيادًا يقررون مصيرهم، فإنهم مصدر بناء البلد و يمتلكون القوة الدافعة للثورة (جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية اليوم)4 . وعلى هذا النحو، فإن فكرة زوتشيه هي بوضوح فكر متمركز حول الشعب "الذي ينير الطريق أمام جماهير الشعب لتحقيق الاستقلال الكامل" (فكرة زوتشيه، الدرس 1). باعتبارها أيديولوجية صريحة تركز على وجهة نظر أنثروبولوجية مفادها أن البشر يجب أن يتخذوا قراراتهم بأنفسهم ويجب أن يكونوا متحررين من الهيمنة، تبدوا فكرة زوتشيه و كأنها تشترك مع شكل من أشكال اللاسلطوية أو الفردية أكثر من الشيوعية (شميتز 2017). في الواقع، لا بد أن النخبة المؤسسة كانت تعتبر الفكرة الاساسية لزوتشيه فردية ، ولكن سرعان ما استولى عليها كيم إيل سونغ باسلوب فهم عقيدة جماعية حيث أصبح الاستقلال سعيًا للاستقلال الوطني وليس الفردي (المرجع نفسه). (وأصبح "الإنسان" مصطلحًا عامًا خاليًا من احتياجات الفرد). وعلى هذا النحو، ليس من المستغرب أن تكون النظرية جزءًا لا يتجزأ من هدف الثورة الكورية، التي لم تركز على تحرير الفرد، بل على الثورة المناهضة للإمبريالية في النضال ضد الاحتلال الياباني (1910-1945) كجزء من التاريخ الثوري لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وحركة التحرير الوطني (راجع فكرة زوتشيه، الدرس 1). هدف زوتشيه هو تحقيق ثورة ديمقراطية مناهضة للإقطاع كاستجابة لاحتياجات الشعب الكوري (المرجع نفسه). وغني عن القول، إذا ركزت زوتشيه على منح الحقوق المدنية للأفراد حتى يتمكنوا من تقرير مصيرهم، فسيكون ذلك مفهومًا ديمقراطيًا بالفعل، ولكن بسبب جماعية الأيديولوجية، المتأصلة في الثورة الكورية وحزب العمال الكوري (KWP) باعتباره الممثل الوحيد للثورة، فإن النتيجة العملية ليست ديمقراطية على الإطلاق (شميتز 2017). علاوة على ذلك، تؤكد زوتشيه على الاعتماد على الذات وتدين توجه العديد من المجموعات داخل حركة التحرر الوطني لطلب المساعدة من دول أخرى (فكرة زوتشيه، الدرس 1). وهذا يشمل كلا من الحركات المؤيدة للشيوعية والفصائل السياسية الأخرى، كما هو موضح على سبيل المثال في مذكرات كيم إيل سونغ (1994، 41)، حيث يدعو كيم الالتماس الذي قدمه كيم كيو سيك وآخرون، والذي تم تقديمه في مؤتمر باريس للسلام (1994، 41)، 1919)، للضغط من أجل استقلال كوريا عن اليابان، على أساس مبدأ ويلسون في تقرير مصير الشعوب، كأمر مخز ويدين الجهود الرامية إلى الاعتماد على قوة أجنبية.

استحالة المجهود الفردي ؟

يوضح ري كوانغ إيل أن "الماركسية أوضحت أن تحرر الإنسان لا يمكن تحقيقه من خلال الجهد الفردي، وأن قوة الطبقة العاملة الموحدة هي الوسيلة الوحيدة لالغاء استغلال الإنسان واضطهاده من قبل الإنسان و لتحقيق الحرية الحقيقية والمساواة" (ري كوانغ إيل 2022 11). ومع ذلك، فإن هذه العقيدة الشائعة في الدعاية الكورية تتجاهل العامل المهم المتمثل في النزعة الفردية داخل الفكر الماركسي كما أشار فيتانتونيو جيويا:

في الواقع، قام ماركس (خاصة في شبابه) بتطوير تحليل أصلي للفردية المتجذرة في بنية المجتمع الحديث. لقد وضع نفسه في استمرارية مع تصورات مفكري عصر التنوير العظماء (روسو، كوندورسيه، كانط، إلخ)، بينما انتقد هيغل والعديد من ممثلي "اليسار الهيغلي". ومع ذلك، يظل صحيحًا أنه في وجهة النظر الماركسية، تم دائمًا دفع دور الفرد إلى الخلفية، من أجل التأكيد على أهمية العوامل الاقتصادية و الجماعية (الطبقات والدولة والأحزاب السياسية وما إلى ذلك) في تفسير التغيير الاجتماعي (جيويا 2019, 1).

ري محق في قوله إن ماركس يلجأ إلى الجماعية من أجل الثورة، لكن الهدف في النهاية هو حرية كل فرد بعينه، و الذي يمتلك وسائل متساوية . ومع ذلك، توصل ري إلى استنتاج مفاده أن الماركسية فشلت في وضع الإنسان في المركز، عندما كتب أن “جميع العوامل التي تقيد مصيرهم لم يتم القضاء عليها على الرغم من توفير الأساس للاشتراكية” (ري 2022, 13). وهكذا فإن زوتشيه تختزل الجماهير في الإنسان الفرد (شميتز 2017)، الذي لديه القدرة على بذل جهده، دون أن تدرك أن الماركسية تحاول أن تفعل الشيء نفسه من خلال الوعي الطبقي: على الفرد أن يصبح واعيًا طبقيا لإدراك ضرورة التغلب على الطبقات. إن الإنسان باعتباره سيد مصيره ليس لديه خيار آخر في زوتشيه سوى الانضمام إلى الجماهير لدفع الثورة الكورية إلى الأمام. وهكذا لا نجد هنا سوى معارضة سطحية للماركسية: فبينما يروج زوتشيه من ناحية لـ "الإنسان" ككائن إنساني فردي ليكون في المركز، على عكس ماركس الذي ركز على الحركة الجماهيرية للعمال للسيطرة على وسائل الإنتاج، حولت الدعاية الكورية الديمقراطية كلمة "الإنسان" إلى مصطلح عام داخل زوتشيه، مساويًا كلمة "الانسان " مع كلمة "الشعب" أو "البشر" بشكل عام، بدلاً من الإشارة إلى شخص معين. وعلى هذا النحو، لم يعد هناك تركيز على الفرد في تحقيق الثورة، بل على كتلة من الناس، وبالتالي، مرة أخرى، حركة جماهيرية، أو، بالمعنى اللينيني، حزب طليعي للإشراف على الثورة، وهو بالطبع، حزب العمال الكوري في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية: "لا يمكن إنشاؤه إلا من قبل قائد عظيم لديه فهم صحيح لمتطلبات العصر ويقدم إجابة شاملة لها" (ري 2022، 14). ومع ذلك، فإن زوتشيه تريد صراحة أن تفهم نفسها على انها أيديولوجية جديدة أكثر تقدما من الماركسية، وبالتالي تنأى بنفسها عن العقيدة الماركسية بادعائها بأنها تتمحور حول الشعب، في حين أن الماركسية ليست كذلك. 5 و لكن هذا الانتقاد للماركسية لا يقدر على إخفاء أن زوتشيه ليست فكرة جديدة على الإطلاق. قال كيم جونغ إيل: "عندما نقول إننا ننظر إلى الناس باعتبارهم المركز ونفهم سمات الناس من خلال ذلك، فإننا نعني تصوير الشعب باعتبارهم متميزين عن الحيوانات والكائنات الأخرى" (كيم جونغ إيل، مقتبس من أوه 2012). .

ويشير أوه سي تشول بحق إلى أن تركيز كيم جونغ إيل على الشعب يمكن العثور عليه حتى في فويرباخ، الذي يوضح البشر ككائنات عقلانية بعكس الكائنات الأخرى ، وبالتالي، فإن زوتشيه ليست جديدة أو ابتكارًا على الإطلاق (أوه 2012). «في نهاية المطاف، فإن النظرة العالمية «المتمحورة حول الإنسان» وما يسمى بنظرية (السمات) الإنسانية ليست عناصر عقلانية جديدة غائبة عن الماركسية والتي تظهر مع «تطور الزمن». إنها ليست أكثر من "عنصر غير عقلاني" تعلمه ماركس من فويرباخ في أربعينيات القرن التاسع عشر وانتقده وتجاهله أثناء تطوير أفكاره الخاصة" (المرجع نفسه). علاوة على ذلك، يصبح الإنسان، من وجهة نظر زوتشيه، كائنًا مجردًا وميتافيزيقيًا (المرجع نفسه). فيما يتعلق بالستالينية، تقف زوتشيه على الأقل بشكل غير مباشر في معارضة لها من خلال الإشارة إلى أن الأممية الثالثة فشلت (ري 2022, 14). ومن الخطأ أيضًا الافتراض أن جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية كانت دولة تابعة للستالينية السوفييتية، حيث اعتمدت كوريا الديمقراطية على الصين في الحرب الكورية.

مبدأ القائد العظيم

إن مبدأ القائد العظيم لا يرتكز على القيم الستالينية ولا على القيم الماوية، ولكنه مدين لمبدأ السلالة الحاكمة المتمثلة في الإمبراطور السماوي الشبيه بالإله في الكونفوشيوسية. يشير أوه إلى أنه “تمامًا كما رأت الفلسفة المدرسية في العصور الوسطى مطلقها في الله، ورآها هيغل في الروح المطلقة، فإن فكرة زوتشيه تراها في القائد العظيم” (أوه 2012). ومع ذلك، فإنني سأفهم مبدأ الزعيم الزوتشيه باعتباره مساواة بين الروح والله، وهو ما يعني أن كيم يُفهم على أنه إله حي يتمتع روحه بقدرة خارقة، على الرغم من حقيقة أن اعلان زوتشيه الرسمي بتبني وجهة نظر مادية ، و تجنب المثالية باعتبارها رؤية عالمية خاطئة(شميتز 2022). وهكذا، لا سيما بالنظر إلى أنه تم تطهير كل من الكتل الستالينية والماوية في الخمسينيات (لانكوف 2002 هونك 2004, 220 f.)6، لا أستطيع أن أتفق مع استنتاج أوه بأن زوتشيه ستالينية وماوية. وفيما يتعلق بالكونفوشيوسية، نجد مبدأ جيون Jiwŏn - الذي أسسه كيم هيونج جيك والد كيم إيل سونج، الذي كان قوميا وتقليديا - وكذلك عقيدة إيمينويشين Iminwichŏn في فكرة زوتشيه. عقيدة إيمينويشين هي العلاقة الكونفوشيوسية بين الإمبراطور وشعبه (شميتز 2022). بخصوص الاول، يمكن فهم مبدأ جيون باعتباره عنصرا من عناصر الكونفوشيوسية الإصلاحية، مع التركيز على حاجة الفرد الشخصية إلى تحقيق أهداف عالية (المثل الكونفوشيوسي للتعلم) و كذلك تقرير المصير الوطني نتيجة للاحتلال الياباني. على هذا النحو، ناشد كيم هيونغ جيك، متبعًا المثل الوطنية، حركة التحرير الوطني لوضع أهداف عالية في تحرير الأمة من الاحتلال الياباني واستعادة كرامة الأمة الكورية (كيم 1994, 16-31 كيم 2016, 87-93). ). ويوضح كيم هيونغ جيك أن هذا لا يمكن القيام به إلا من خلال الاعتماد على أمته وليس على الآخرين، وهو الأمر الذي تم تبنيه لاحقًا في زوتشيه. ومع ذلك، فإن جيون و إيمينويشين ليستا من السمات الأساسية للقائد العظيم؛ القائد العظيم موجود بشكل مستقل عنهما ، لكنه يمتص هذه القيم الكونفوشيوسية في الأيديولوجية، على الرغم من عدم عيشها عمليًا، حيث يفترض إيمينويشين احترامًا أساسيًا للشعب، لكن في الواقع، يطالب القائد العظيم بأن يحترمه الناس ويظلوا مخلصين له إلى أقصى الحدود.

الاشتراكية أم الإقطاعية الجديدة ؟

ومن الجدير بالذكر أيضًا أن أيبالا لالي تدعي أنه “سيكون من المناسب القول إن تقاليد الدولة الكورية الشمالية لها فكر اشتراكي. في واقع الأمر، بعد وقت قصير من وصول كيم إلى السلطة، بذل جهودًا لمواصلة إدارته للبلاد بالاشتراكية” (2019، 79؛ ترجمتي بمساعدة غوغل)، وتقترح أن زوتشي تاثرت بـ “الماركسية- اللينينية والكونفوشيوسية والماوية والتقاليد الكورية الوطنية” (2019، 78؛ ترجمتي بمساعدة غوغل). أولاً، أود أن أزعم أن مبدأ الاشتراكية كان موجوداً في كوريا الشمالية على الورق فقط ولم يكن حاضراً بشكل فعال على الإطلاق. تشير لالي نفسها إلى أن شكل الدولة ينفصل بشكل متزايد عن الاتحاد السوفييتي والصين، ويتبنى "الاشتراكية بطريقتها الخاصة". لكن هذه "الاشتراكية" الجديدة لم تكن اشتراكية على الإطلاق، وهو ما يمكن إثباته من خلال التأثير الساحق للكونفوشيوسية. وكما تشير بنفسها، "إن الإسهام الأكثر أهمية للفكر الكونفوشيوسي، وهو أحد أهم العناصر الأساسية في الماضي السياسي الكوري، في أيديولوجية زوتشيه هو تجاهل المصالح الفردية ووضع مصالح المجتمع في المقدمة. ويهدف إلى أن يكون المجتمع معًا ويعمل ككل في ضوء المبادئ الكونفوشيوسية” (2019، 78؛ ترجمتي). وهذا يتجاهل بشدة المبادئ المشتركة للاشتراكية التي يتمتع فيها الجميع بالحرية على قدم المساواة. وبما أن كوريا الشمالية لم تقم أبدًا في الممارسة العملية ببناء نظامها على الماركسية اللينينية أو الماوية، واختارت بالفعل طريقها الخاص في الخمسينيات من القرن الماضي، حيث قامت بتطهير النفوذ السوفييتي والصيني، فإن الاشتراكية بأي شكل من الأشكال لم تصل بشكل فعال إلى زوتشي. وخير دليل على ذلك هو مبدأ القائد العظيم والهياكل الهرمية داخل زوتشي التي تعتبر إقطاعية جديدة وليست اشتراكية.

خاتمة

ترفض زوتشيه الماركسية صراحةً على أساسها الأكثر جوهرية. وعلى الرغم من الإشادة بمادية ماركس التاريخية، إلا أن زوتشيه أسست ميتافيزيقيتها الخاصة التي يصبح فيها الإنسان كائنًا ميتافيزيقيًا جماعيًا ومجردًا يرتبط بالضرورة بالقائد العظيم وإرادته. على هذا النحو، يُطلق عليه رسميًا ذات التاريخ لتحقيق ثورة ديمقراطية مناهضة للإقطاع بروح الاشتراكية (حيث يتم الإشادة بماركس ولينين باعتبارهما رائدين)، لكن في الواقع يصبح الإنسان مستعبدًا و موضوعًا شبه إقطاعياً داخل الدولة القومية، المخلصة فقط للزعيم. مبدأ القائد العظيم يرفع القائد إلى مكانة مساوية للاله، وبالتالي يضفي الشرعية على سلطته. ونظراً لهذه الحقيقة فإن زوتشيه ليست وسيلة لتحرير الشعب، بل هي وسيلة لتبرير النظام الملكي الإقطاعي. ورغم أن ستالين وماو تسي تونج أسسا عبادة شخصية خاصة بهما، فإن عبادة الشخصية في كوريا الشمالية لا تمتد جذورها إلى الستالينية أو الماوية، بل إلى الملكية الإقطاعية في كوريا. وعلى هذا النحو، تسيء الحكومة استخدام مذاهب الحركات الكونفوشيوسية الإصلاحية (والكونفوشيوسية التقدمية)، و تصيغ المصطلحات الكونفوشيوسية بطريقتها الخاصة لتعزيز الحكم الاستبدادي للنظام. باختصار، يمكن القول إن جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية ليست دولة اشتراكية على الإطلاق (سواء في التقليد الماركسي أو غير الماركسي) ولا تتبع التقليد اليساري، بل تتبع سلالة ملكية إقطاعية، (سلالة كيم) قائمة على القومية الكورية، استمرارًا للحكم الإقطاعي القديم الذي انقطع بسبب الاحتلال الياباني.


ملاحظات

1 للأسف، لا يقدم أوه تعريفًا فعليًا لما يفهمه بالستالينية والماوية. فهو يساوي بين الستالينية والماركسية اللينينية في مقالته في البداية، ثم يقارن لاحقًا بين "الثورة الشعبية"، التي كانت "ثورة ماوية في الصين" برجوازية وفقًا له، ومبدأ كوريا الشمالية المتمثل في "الديمقراطية الشعبية". باعتبارها "مفروضة من الأعلى بواسطة الستالينية". فهل يعتبر أوه سي تشول الماوية شكلاً صينياً من أشكال الستالينية؟ لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال على وجه اليقين، على الرغم من أنه يبدو لي أن أوه يرى الستالينية باعتبارها النموذج السوفييتي والماوية باعتبارها النموذج الصيني للماركسية اللينينية، حيث النموذج الصيني مبني على النموذج السوفييتي أو يعتمد عليه. وبالتالي، كل منها موجود بذاته ولكنه غير منفصل بطبيعته. لا أريد الخوض هنا في مسألة ما إذا كانت الماوية ستالينية حقا على الإطلاق أم أنها تشترك في طبيعة مشتركة لأن هذا سؤال في حد ذاته ويتجاوز نطاق هذه المقالة.

2 بدلًا من أن يكون «الإنسان» جزءًا من قوى الإنتاج، فهو كائن اجتماعي يقيم علاقات اجتماعية في زوتشي، وفقًا لكيم (2014، 54). ومع ذلك، فقد أشار ماركس بالفعل إلى أن الإنسان هو في علاقة مع الآخرين داخل المجتمع، وبالتالي فإن هذه الفكرة ليست جديدة.

3 في اشارة الى المجلد. 1 و 3.

4 جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية اليوم تكتب: “주체사상이란 한마디로 말하여 혁명과 건설의 주인은 인민대중이며 혁명과 건설 을 추동하는 힘도인민대중에게 있다는 사상이다. 다시말하면 자기 운명의 주인은 자기자신이며 자기 운 명을 개척하는 힘도 자기자신에게 있다는 사상이다.”

5 سي بي. Naenara 2007: "사람 을 단순 한 적 ، 생물학 적 존재 나 순수 순수 존재 로 보는 비과학 ، 반동 반동 적견해 하고 인간 을 을 사회 을 사회 사회 적 인간 하고 하고 타파 타파 타파 타파 에 에 에 에 에 으로 으로 으로 으로 으로 . 그 러나 사람 의 본질 사회 적 관계 의 라 고 한 한 맑스 적견해 는 사람 사회 적 관계 에 의 고 존재 존재 존재 존재 라는 라는 라는 것 것 을 밝혀 을 무엇 을 무엇 인가 것 것 적 적.

6 على الرغم من أن لانكوف (2002, 77) يشير إلى أن الستالينية السوفييتية قد تم استبدالها بشكل من أشكال الستالينية الوطنية، أعتقد أن هذا أمر مثير للجدل، لأن تطهير أنصار الستالينية السوفييتية لم يكمن فقط في حقيقة أنهم كانوا موالين للسوفييت، لكنهم كانوا ستالينيين، كما أقترح. على سبيل المثال، في عام 1955، تناول كيم إيل سونغ في خطابه حول القضاء على الدوغمائية والشكلانية وترسيخ الزوتشيه في العمل الأيديولوجي الحاجة إلى تمهيد مسار أيديولوجي مناسب للأمة الكورية. وكان للماويين في كوريا الديمقراطية نفس مصير الفصيل السوفييتي. تم تطهير فصيل يانان الموالي للصين (الماوي) في عام 1956 (راجع أيضًا لانكوف 2002، 90 وما يليها حول الأحداث المحيطة بهذا التطهير).

مراجع

كوريا الديمقراطية اليوم: 영생불멸의 주체사상. https://dprktoday.com/policy/150، تم استرجاعه في 9 ديسمبر 2023.
جويا، فيتانتونيو: “الفردية والتغيير الاجتماعي. معضلة نظرية غير متوقعة في التحليل الماركسي. مجلة تاريخ الأفكار المتعددة التخصصات [أونلاين]، 16، 2019، 1- 26.
هونغ يونغ بيو: "كوريا الشمالية في الخمسينيات: سياسات ما بعد الحرب الكورية وتداعياتها". المجلة الكورية للعلاقات الدولية 44 (5)، 2004، 215-234.
كيم تشانغ سونغ: Allgemeines über Korea،Band 2: Geschichte. Verlag für fremdsprachige Literatur، 2016.
كيم إيل سونغ: مع القرن، المجلد الأول. بيونغ يانغ: دار النشر باللغات الأجنبية، 1994.
كيم سونج كوون: عرض مبدأ فكرة زوتشيه 1: ما هي رؤية زوتشيه للعالم؟ بيونغ يانغ: دار النشر باللغات الأجنبية، 2014.
لالي، أيبالا: “Kuzey Kore nin Juche Édeolojisi ve Marksizm-Leninizm, Maoizm ile Mukayesesi.” Doğu Asya Araştırmaları Dergisi، Güz 2019، 66-93.
لانكوف، أندريه: "كيم يتولى زمام الأمور: "التطهير الكبير" في كوريا الشمالية، 1956-1960". الدراسات الكورية 26 (1)، 2002، 87-119.
فكرة زوتشيه الدرس الأول: أصل فكرة زوتشيه. تم الرفع بواسطة DefendKorea/NatalieRevolts، 27 أكتوبر 2019. https://www.youtube.com/watch?v=8whLKb1aOTI&list=PLc- fZHutM0BHn7pFHd189R9cGX4Adp2Ik، تم استرجاعه في 9 ديسمبر 2023.
نينارا: 주체사상강좌 -> 주체사상 -> 철학적원리: 4. 사람은 사회적존재이다 . نينارا، يناير 2007. http://www.naenara.com.kp/ko/juche/course_juche.php?juche+1+1- 04#contents، تم استرجاعه في 30 يونيو 2010.
أوه سي تشول: زوتشي: الستالينية والماوية ذات الخصائص الإقطاعية. انترناشيوناليست، منظور شيوعي، أكتوبر 2012. https://www.leftcom.org/en/articles/2022-09-15/juche-stalinism-and-maoism-with-feudal-characteristics، تم استرجاعه في 11 ديسمبر 2023.
ري كوانغ إيل: مصير الإنسان وفلسفة زوتشي. حرره آن تشول جانج. تمت الترجمة بواسطة تشا كوانج هيوك وري سي أونج. بيونغ يانغ: دار النشر باللغات الأجنبية، 2022.
شميتز، تيمو: “فلسفة الزوتشيه في كوريا الشمالية – المحتوى الفلسفي والفشل العملي”. مجلة الأسئلة الفلسفية العرقية والأخلاق العالمية 1 (2)، 2017، 52- 57.
شميتز، تيمو: عالم المعرفة في كوريا الشمالية والأيديولوجية الكبرى في عقيدة الدولة. ترير وفاشيندورف: غراف برتولد فيرلاغ، 2022.
سين هيون سوك وكيم تشانغ جيونغ: عرض مبدأ فكرة زوتشي 3: أساسيات صعود وسقوط البلد والأمة. بيونغ يانغ: دار النشر باللغات الأجنبية، 2014.

……
المؤلف
حصل تيمو شميتز على درجة الماجستير في الفلسفة والعلوم السياسية من جامعة ترير، حيث يدرس حاليا الدكتوراه في الفلسفة. لدى شميتز اهتمامان مفضلان لا يمكن أن يكونا أكثر اختلافًا: (1) فلسفة العصور القديمة، وخاصة اليونان القديمة، مع التركيز على الأفلاطونية، و(2) أيديولوجية زوتشيه، وهي عقيدة الدولة لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية ومبادئها ومكوناتها النظرية و أيضًا نتائجها العملية. بالإضافة إلى ذلك، لديه اهتمام كبير بالصين وتنوعها العرقي.



#دلير_زنكنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نعيد تصور جورجيا السوفييتية؟
- 20 عامًا من اقتصاد بوتين
- اكثر من (770 الف) مشرد في الولايات المتحدة الاميركية !
- الماركسية والمنهج
- مفهوم الذات في ظل الرأسمالية والماركسية ومتطلبات القرن الحاد ...
- ماذا قال ديفيد بن غوريون؟
- الحرارة المميتة في السجون الأميركية تنتهك قوانين القسوة على ...
- ألكسندر دوغين وصعود الفاشية -المقبولة سياسيًا-
- كلام بلا افعال: لماذا الدول العربية عاجزة عن وقف إسرائيل؟
- واشنطن تنصب فخا لإيران فهل تبتلع إيران الطعم ؟
- ما تحتاج إلى معرفته: الوزيران بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غ ...
- فوز أنورا ديساناياكي: نظرة عن قرب على أول رئيس شيوعي لسريلان ...
- على تركيا أن تتوقف عن منع ذهاب أسطول الحرية إلى غزة
- مايكل بارينتي. الماركسية والأزمة في أوروبا الشرقية
- هل كان الاتحاد السوفييتي -رأسمالية دولة- و-إمبريالية اشتراكي ...
- عصر أحفاد العائلة البارزانية عصر الظلامية والنهب
- اليسار ليس مفهوماً
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ...
- التحالف الخياني النازي الصهيوني
- خمسة حقائق يجب معرفتها عن الشيوعية فريدا كاهلو


المزيد.....




- الإعلام التركي: أوجلان قد يدعو أنصاره إلى إلقاء السلاح قريبا ...
- زاخاروفا تذكّر رئيس فنلندا السابق بمواعيد زيارة ضريح لينين
- م.م.ن.ص// استقبال المعتقلة السياسية المناضلة سميرة قاسمي بص ...
- رئيسة حزب -البديل من أجل ألمانيا-: هتلر كان شيوعيا!
- “شارك تانك” وأساطير ريادة الأعمال
- مصادر في وزارة الدفاع التركية: على قيادة حزب العمال الكردستا ...
- تجمع ما بين الحداثة والوحشية السوفييتية..نظرة على الروائع ال ...
- على طريق الشعب: لماذا التغيير الشامل؟
- إعلام: اعتقال حفيد نيلسون مانديلا في جنوب إفريقيا للاشتباه ف ...
- !سقوط الأسد انتصار للشعب السوري والمضطهدين في العالم


المزيد.....

- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - دلير زنكنة - هل فكرة -زوتشيه- في كوريا الشمالية ماركسية حقاً؟