|
كيف تنقض سوريا علي الماسونية ؟!!
وائل رفعت سليم
الحوار المتمدن-العدد: 8215 - 2025 / 1 / 7 - 22:04
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
ربما أتطرق في هذا المقال إلي باب يخشي الكثير من طرقه ولكني أدرك جيداً أن تحديد من هو العدو علي مستوي الأمم والبلدان هو سبيل النجاة الوحيد . وبخاصة عندما تُعيد تقييم ما حدث في البلدان العربية منذ ثورة 1952 بمصر وما مضت فيه الأمة من انهيار وضعف وتراجع بلغ أقصي منتهاه إلي الخذلان والخيانة العلنية دون خشية من عقاب أو حساب . ثم إنكشاف ما كان خفياً بدء مع الثورة التونسية 2010 وما لحقها من تلاحق ثوري بالبلدان العربية بدء بمصر ثم ليبيا ثم اليمن إنتهاءاً بسوريا لتكتشف قدر جوع الشعوب العربية للتغيير ليس السياسي فقط بل ( والإقتصادي والإجتماعي ) مع العودة للإنطلاق نحو إعادة بناء مجدهم السابق وفي ذات الوقت تصطدم بإنكشاف قدر المؤامرة الداخلية من النظم العربية ذاتها ثم المؤامرة العالمية عليهم لتدمير حلمهم . وعندما تقف علي حجم الجرائم التي أرتكبت من النظم الحاكمة في كل البلدان العربية بلا إستثناء تجاه شعوبها عليك أن تتوقف وتسأل :- من هؤلاء ؟ ولماذا يحدث ذلك ؟ وكيف يقبل هذا التطابق العجيب بين تلك النظم في إرتكاب الفجور والقتل ؟ لذا وجب علي الأمة أن تُعيد ترتيب أفكارها وتقيم داخلها أولاً تقيماً تستطيع معه أن تًحدد بشكل قطعي العدو الحقيقي لها حتي تستطيع النجاة وتعود فاعلاً في الحضارة العالمية لا مفعولاً بها . تحديد العدو أمر وجودي :- ما حدث في سوريا والعالم العربي منذ 1952 بل لا أبالغ إن قولت منذ الحملة الفرنسية علي مصر وسوريا بقيادة نابليون بونابرت ( 1798 – 1801 ) ثم تولي محمد علي باشا حكم مصر ( 1805 ) وهو مجهول النسب يؤكد بأن الأمة نضجت بما فيه الكفاية وأدركت أن عدوها الحقيقي ليس ( الصهيونية أو الإمبريالية أو الإستبداد أو غيرها من المسميات التي خدعت عقولنا وقلوبنا إنما العدو الحقيقي بلا منازع هو من يستخدم تلك الأدوات وهي الماسونية قولاً واحداً لا يقبل الشك أو الظن ) . وأري أن الربيع العربي منذ نشأته حتي إذا دعم من قوي ما لإستغلاله لصالحها إلا أنه سيصب في صالح الشعوب العربية لما أحدثه من صحوة فكرية وعقائدية كما أدرك الآن بأننا أما لحظة تاريخية ( بإغلاق حقبة وبداية حقبة ) ، وهي وفق مفهوم عقائدي تعني ( الإستبدال والإستخلاف ) إستبدال المتخاذل الفاسد الظالم وإستخلاف الأمين الصالح ، فهي سنة كونية يجريها الله رغماً عن أنف الأفراد والحكام والقوي . كيف بدء إختراق المجتمعات العربية من الماسونية :- اليهود الأخفياء هم نتاج لأفكار ( الماسونيين من اليهود أو الإلوميناتي أو المتنورين أو البناؤون الأحرار ) وبهم تتم السيطرة علي مفاصل الدول المستهدفة ، فلليهود تاريخ طويل مع التخفي وإنكار الاسم الأصلي والهوية الحقيقية وتبني أسم أخر وديانة آخري وهوية أخري فهو أمر متوارث لديهم بدء مع ظهور ( عبدالله بن سبأ أو آبن السوداء ) وهو عربي يهودي من صنعاء في اليمن وبه تم شق صف المسلمين وظهرت الشيعة من جناحه وأفكاره الضالة وكما قال د/ عبدالوهاب المسيري :- ( فإن أفكاره نشأت من كامل معتقدات وأفكار الغنوصية أساس الفكر والنهج الماسوني وهي التي أدت إلي ظهور الإسرائيليات في الإسلام ) . ثم تبلورت الفكرة في ( يهود الخزر ) المتواجدين بوسط آسيا ( جنوب غرب روسيا و دونباسك و دونستك وأوكرانيا ) منذ القرن الثامن الميلادي ، ثم ( يهود المارانو المتخفيون ) بإسبانيا والبرتغال وقد عاشوا علي شبه جزيرة أيبريا وتحولوا من اليهودية إلي المسيحية الكاثوليكية ظاهرياً ومارسوا كافة طقوس الكاثوليك وفي الباطن كانوا يهوداً بكل ما تحمله الكلمة من معني وسلوك ومعتقد ونهج وطقوس وشعائر ، وبلغ عدد اليهود المتنصرين إلي أكثر من 10% من إجمالي عدد سكان البرتغال ، وظلوا متخفين لأكثر من ( قرن ونصف ) حتي تتبعتهم محاكم التفتيش التي أقامها فرناندو وإيزابيلا الأولي ، وهرب منهم أعداد ضخمة في العالم كله ومنها ( الدولة العثمانية سالونيكا والتي ظهر منها يهود الدونمة وتأسس أول محفل ماسوني بها ، وجزء ثاني إلي القاهرة ، وجزء ثالث إلي المغرب وإن كانت الهجرة إلي المغرب قد زادت أثناء الحرب العالمية الأولي والثانية ) . ثم يأتي ( يهود الدونمة في تركيا ) والتي أسسها ( شبتاي زئيفي أو تسفي ) وأدعي بكونه المشياح مخلص شعب إسرائيل وغير معتقده أمام السلطان عبدالحميد ومنه تفحلت فكرة ( اليهود الأخفياء ) . راجع في ذلك الآتي :- ( كتاب – اليد الخفية دراسة في الحركات اليهودية الهدامة والسرية د / عبدالوهاب المسيري ) ، ( كتاب – آبن سبأ مؤسس الماسونية في الإسلام – أ / منصور عبد الحكيم ) ، ( كتابات – يهود الدونمة – اليهود الأخفياء - يهود الخرز – النازية واليهود والحركات السرية - د / بهاء الأمير ) ، ( كتاب – مخطط المتنورين أو المتنورين ومجلس العلاقات الخارجية – وهو تسجيلات وزعت عام 1967 ل / مايرون فاغان – ترجمة علاء الحلبي ) . ومن الملاحظ عموماً في كل النظم العربية التي حكمت منذ 1952 إنقطاع صلة نسبهم إلي مرحلة معينة يتوه معها أصولهم وعروقهم وإنتمائهم القبلي ، وأن معظم العبث في تلك الأصول والأنساب والهويات والديانات قد حدثت مع تصاعد نجم محمد علي باشا وتوليه حكم مصر . ومعها إقترن إستجلاب نساء ( أتراك وأرمن ومقدونيين ودول البلقان عموماً ويونانيين وإيطاليين وأوزبكستان وشركسيات ثم ما كان يُعرف بدول أوروبا الشرقية ) إلي حرملك الباشا وصولاً لكل رجال الباشا المحيطين ، وإقترن مع ذلك تعاظم إهتمام المستشرقين والرحالة الأوروبيين بمصر ، بل لم يكتفوا بذلك مع إستجلاب مرتزقة للتجنيد إتسعت قاعدة الشذوذ والحرام بأنواعه ، وظهرت المحافل الماسونية وما شكلته من طعنه حقيقة في عقيدة وهوية الأمة العربية . راجع :- ( فاتنات تركيات ومكائد لا تتوقف " حريم " باشاوات مصر بعيون المستشرقات - للكاتب / السيد شحته - موقع رصيف 22- المنشور الخميس 24 مارس 2022 ) ، راجع :- ( الحياة الجنسية في جيش محمد علي باشا - للكاتب / حامد فتحي – موقع رصيف 22 - سياسة الـ22 – المنشور الأربعاء 1 نوفمبر 2017 ) . ثم يأتي في مرحلة تاليه قيام الأسرة العلوية بتمكين هؤلاء الأجانب من مراكز القيادة وصناعة القرار ليس في مصر وحدها بل من بلاد الشام أيضاً ، راجع :- ( كتاب الحقائق الأصلية في تاريخ الماسونية العلمية – شاهين مكاريوس ) . لنصل إلي ما عُرف بالثورة العربية الكبرى في الحجاز 1916 والتي دعمها الغرب وعلي رأسه إنجلترا للقضاء علي ما تبقي من ترابط للدولة العثمانية بقيادة شخص مجهول النسب أيضاً ( الحسين بن علي ) شريف مكة وفق ادعائه ، ويكفي لتقيم ذلك الرجل قيامك بالإطلاع علي المراسلات التي كانت بينه وبين وزير خارجية بريطانيا حينها ( هنري مكماهون ) لتعلم حقيقته وكيف كان لنهجه بالغ الأثر في وجود اتفاقية سايكس بيكو 1916 والتي اتفقت فيها ( بريطانيا وفرنسا علي تقسيم العالم العربي ) وحتي تاريخه تدفع الأمة العربية ثمن ذلك . لننتقل إلي ما مرحلة الاستقلال وتأتي نظم عسكرية ملكية علي غالب العالم العربي صنعت أسوء مما صنعه الإستعمار الأجنبي المباشر في العرب . وأوضح هنا ما ذكرته بمقال :- ( تجارة السلاح بين الإستعمار والإستبداد – الجزء الثالث - المنشور في الحوار المتمدن – العدد : 6337 – 31/8/2019 ) وجاء فيه :- ( ولم تنفصل النظم الإستبدادية العربية بدعم فكرة الحرب ضد الإرهاب بل زادت منها بعد يناير2011 لإخافة شعوبها من فكرة التغيير وأن البديل لها هو الجماعات الدينية الأكثر إنغلاقاً ، والحصول علي غض الطرف الدولي عن السياسات الديكتاتورية التي تمارس ضد حقوق الإنسان ، وإنتزاع شرعية من الدول الإستعمارية للنظم الإستبدادية الأكثر وحشية التي تولت الحكم بعد الثورات بشراء السلاح منها و تقديم نفسها كسند للإستعمار في حربه ومقاصده . ومن ثم يتضح المنهج المشترك الذي تتناقله النظم الإستبدادية الإستعمارية الصهيونية حيث يبدأ بفرض واقع قائم علي قوة السلاح يتناقض مع الأعراف والقيم والأخلاق والدين يهدف لإستعباد الشعوب بسحق كرامتهم لينتقلون بفكرهم العدائي من مرحلة خداع وتضليل ونهب أمة واحدة ( العرب ) إلي مرحلة خداع وتضليل ونهب ( شعوب الأرض جميعها ) منطلقة من أيديولوجية فاسدة يعلوها الإستعلاء والعنصرية بكونهم السادة والأخرين عبيداً لهم يصنعون بهم وفيهم كل الموبيقات ) . وبالتالي دارت المنطقة العربية وشعوبها وخلفها دول العالم الثالث نحو مشاريع ( سياسية وإقتصادية وإجتماعية وأمنية ) تصب في صالح مخططات شيطانية بحته . المشاريع الموجودة في المنطقة العربية ودول العالم الثالث :- أ – المشروع الإسرائيلي الصهيوني :- وهو أخطر هذه المشاريع فهو المشروع التوسعي الإستيطاني والذي يرتكن إلي عقيدة دينية وهي ( أن بني إسرائيل هم شعب الله المختار ، وأن أرض الميعاد من النيل إلي الفرات ، وأن هناك مخلص منتظر ( المسيح الدجال ) سيمكنهم من السيطرة علي العالم أجمع ) لذا يدبرون الخطط لتحقيق نبوءاتهم والمشروع مدعوم من كل القوي الإستعمارية في العالم والذي تدافع عن وجوده الإدارات الأمريكية المتعاقبة علي حكم أمريكا بفجاجه وعنصرية تجاه العرب والمسلمين . ب – المشروع الإيراني الشيعي :- يعتمد علي المذهب الشيعي وحده كنهج لها وترتكن إلي قوة عسكرية خاصة تحميها ( الحرس الثوري ) وهي تعمل علي إحياء المطامع التوسعية للإمبراطورية الفارسية القديمة تجاه العرب وتحديداً ( أهل السنة ) من خلال العمل علي نشر التشيع بكل الصور تؤمن بولاية الفقيه وترفض الديمقراطية وسبل التداول السلمي للسلطة . ت – المشروع الصيني الإقتصادي :- وتسعي من خلاله للحفاظ علي هذه القوة من خلال خلق تواجد حقيقي لها بالبلدان العربية والتي تعتبر أكبر سوق إستهلاكي للمنتج الصيني في العالم ، وتعتمد تكوين تحالفات مالية ربحية لخدمة القرار السياسي الذي يخدم ويعزز إستمرار النشاط الإقتصادي الصيني في الشرق الأوسط وأفريقيا . ث – المشروع الإمبريالي الغربي :- وهو المشروع الناهب لثروات الأمم والشعوب ويُدار بمعرفة الغرب الأوروبي والولايات الأمريكية كواجهة سياسية له إلا أن حقيقته تكمن في إنه مشروع جماعة الشيطان والدجال من أجل السيطرة علي مقدرات العالم وتنفيذ مشاريعهم ( دولة إسرائيل الكبرى – المليار الذهبي – بناء هيكل سليمان – تدمير وتقسيم مصر كبداية لتقسيم العالم العربي والإسلامي – الديانة الإبراهيمية – وغيرهم ) . خلو المنطقة من مشروع سني وطني :- الشعوب العربية المسلمة بحكم إرتباطها الديني واللغوي والفكري والموروث الثقافي وكثافتها السكانية وتنوعها الحضاري والبيئي هي القوة الوحيدة القادرة علي إفشال كل المشاريع السابقة أو المشاريع التي تقرر هدمها وتدميرها وما تشهده المنطقة العربية منذ 2011 وهي وفق مفهوم سياسي تعني ( حقبة التحولات السياسية ) أي إستبدال قوي بآخري ، وهو ما يحدث في نهاية إضمحلال دولة وبداية عهد جديد بها . ومن هنا يأتي السؤال الأول :- هل لدي الأفراد أو الأحزاب أو الجماعات السياسية بتنوعها أو لدي الأفراد المنتميين للدول العربية ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية تصور لكيفية إغلاق تلك الحقبة المريرة ؟! وتصور لكيفية تضميد الجراح ؟! وتصور للحساب و للعقاب ومنهج رد المظالم ؟! وتصور للبناء والتنمية ؟! . وهل هناك سيناريوهات أو تصور لكيفية بدء الحقبة الجديدة ؟! وكيف يمكن توظيف كل المعطيات السالبة والفاسدة في الحقبة المنصرفة لتكون رافعة ودافعة عادلة و إيجابية للحقبة الجديدة وفق التصور الشرعي القائل ( بأن بقلب كل مًحنة مُنحة ) ؟! . وما هي خطة وخطط التنمية ؟ وأشكالها ؟ وأهدافها ؟ وما هي طرق مجابهة الفساد السرطاني في جسد الأمة ؟! وكيف سيكون شكل الثروة ؟ وما هي الآلية في ذلك كله مجتمعاً ؟! التطهير الكامل استراتيجية حياة :- من ينظر للحالة السورية ويبحث جيداً في أصول عائلة الأسد سيجد جدهم الأكبر علي سليمان الوحش من غير المسلمين وأن الإستعمار الفرنسي لعب دوراً كبيراً في تهيئة هذا الرجل ودعمه ناهيك عن التاريخ القذر لزوجته جدة تلك العائلة نعسة شاليش ولن أقف شارحاً دور حافظ الأسد كأبن لهم فقد بات معلوماً جرمه ، ولكن قف علي دور رفعت الأسد في مجزرة حماة وسجن تدمر وغيرهم ، ثم دور جميل الأسد فهو الرجل الذي إدخل التشيع إلي سوريا بشكل ممنهج وبغطاء مؤسسي ، ثم تتبع الأحفاد وقول ما شئت عن التعذيب والفساد واستباحة دماء وحرمات وثروات العرب وحرصهم علي أن يجتمع حولهم من هم علي شاكلتهم . وبتأمل تلك السلوكيات تجدها قد ظهرت في كل العائلات الملكية والعسكرية التي حكمت المنطقة منذ 1952 فيما عرف بحركات التحرر من الإستعمار ، ومن منطق علم الإجتماع مفهوم أو مبرر أن يكون بكل عائلة شخص فاسد أو فاجر لكن الجميع هكذا هي مسألة تفتح معك باباً من الشك والتساؤل عن كيفية تربية هؤلاء الأبناء وعلي أي عقيدة توجهوا ؟!! . وهنا تأتي حتمية التطهير وتخليص الدولة ومؤسساتها بالكامل من كل هذا الإختراق ولنتفق علي كون التطهير الكامل استراتيجية حياة للدولة الوليدة في سوريا بل للشعب السوري بأسره ، وإن لم تسبق الدولة الوليدة بالتطهير فستكون النهاية مأساوية للعرض والأرض والدين ) ، وتجارب التاريخ أبرز دليل فالثورة هي ( تغيير جذري سياسي يلحقه تغيير إقتصادي ثم تغيير إجتماعي ) وإلا لن تستقر الأمور . علي أن يشمل التطهير أبواب عدة وهي :- ( تطهير سياسي – وتطهير دبلوماسي - تطهير إداري - تطهير إقتصادي - تطهير عسكري ) . ولكم العبرة في ( إيلي كوهين الذي قيل عنه بأنه جاسوس للموساد في سوريا وصل لمنصب نائب رئيس أركان الجيش السوري من 1961 حتي 1965 تحت اسم مستعار كامل أمين ثابت ) ووفق وجهة نظري فقد تم التضحية به وإعدامه من قبل بشار الأسد ليحمي نفسه وعائلته وأعوانه ، فكم أيدي كوهين موجودين الآن بسوريا وتحت أسماء مستعارة ؟!. ما يجب علي الثورة القيام به :- الآمال عظيمة للغاية من الشعب السوري تجاه الدولة الوليدة وسيكون الشعب السوري داعماً وسنداً للنظام الجديد طالما توافر في هذا النظام عدة أمور :- ( السعي لتحقيق العدل – العمل علي تدبير كافة سبل الحياة الكريمة للسوريين – انتهاج منهج وطني واضح لا يحتمل الشك أو الظن في حماية مقدرات الدولة السورية – العمل علي دعم الأشقاء في فلسطين - التمكين من التداول السلمي للسلطة ) . والتجربة المريرة التي مرت بها المنطقة العربية منذ 2011 وحتي تاريخه وحجم المؤامرة والخيانة سوف تكون حاجزاً بفضل الله لإنتكاسة الثورة السورية الوليدة . بالإضافة لما يمكن وصفة بمفهومي ( صدمة ما بعد الخيانة ) التي لحقت بالسوريين من هول ما أقترفه نظام بشار من فظائع وعلي رأسها ( البراميل المتفجرة ) والتي ستظل آثارها عائقاً عن أي ارتداد ثوري لا قدر الله . ناهيك عن ( صدمة ما بعد الخيانة ) والتي لحقت بالعرب عموماً من هول ما أرتكبه الإحتلال الإسرائيلي بغزة منذ بدء معركة طوفان الأقصى وليعلم القاصي والداني بأن الإبادة الجماعية ليس المعني بها أهل غزة أو الشعب الفلسطيني وحده ولكن كل ما هو عربي من أرض ودين هو الآخر هدف للماسونية . لذا التطهير الكامل للدولة السورية خطوة جوهرية أولي للإستقرار والشعور بالإطمئنان للمواطن السوري وبدء إنشاء جسر من الثقة بين المواطن والنظام الجديد . يلحق ذلك دعوة الضباط والجنود في الجيش والشرطة من الرتب المتوسطة والصغرى للعمل من جديد بإعادة هيكلة لكلا الجهازين ، مع دمج عناصر وأفراد الثورة السورية بالجيش والشرطة لإنهاء فكرة المليشيات أو التنظيمات المسلحة . تدبير الدعم الإقتصادي للدولة مع البحث عن سبل لتأميم وإسترداد أموال آل الأسد وأعوانهم من حزب البعث والعلويين وحواشيهم في الداخل والخارج وسبل مقايضة روسيا والدولة الغربية علي ذلك . التخلص من فكرة الدولة الكردية بشكل عاجل وإسترداد كامل الأراضي السورية تحت يد الدولة السورية الوليدة فقط ، مع إعادة دمج الأكراد والدروز والمسيحيين والمسلمين سنة وشيعة وكل الطوائف والقبائل تحت شعار المواطنة والولاء للدولة السورية فقط . مواجهة إسرائيل في المناطق التي دخلتها من خلال أسلوب العصابات التي تدربت عليها قوي المعارضة السورية أثناء مواجهة الجيش السوري طوال فترة بشار الأسد ، مع الإرتكان للتكنولوجيا التركية والإيرانية في ذلك وهو ما يمكن أن يخفف من الضغط الإيراني علي الدولة السورية الجديدة ويُعيد شكل من أشكال التفاهمات في حدود عدم التدخل الإيراني العسكري أو السياسي في الشأن السوري . سبق وأن تحدث أليكسندر دوجين الفيلسوف الروسي والأب الروحي للنظام الروسي ( عن كون خروج روسيا من سوريا حولها من قوة دولية إلي قوة إقليمية ) وهي رسالة يمكن أيضاً البناء عليها من الدولة الوليدة لخلق توازنات سياسية جديدة لها . أعلم أن الطريق وعر وأعلم أنما تخطه الأقلام في لحظات يحتاج تطبيقه إلي شهور وأيام ولكن علينا أن نفهم بأن الدولة الوليدة تقف أمام تحدي حقيقي مع الثواني والدقائق فأعداء الداخل والخيانة الإقليمية المحيطة والمؤامرات الدولية لن ترحم سوريا إن أخطأ النظام الجديد .
#وائل_رفعت_سليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلسطين في مواجهة الشيطان وحدها
-
معركة طوفان الأقصى .. وصفقة القرن !
-
سيادة الدولة المصرية بين الديون و قانون الصكوك السيادية !
-
رؤية عن مستقبل أفغانستان ما بعد أمريكا
-
الفلسطيني المُبدع وإسرائيل المُنكسرة
-
الصمود الفلسطيني مآلات ونتائج جديدة
-
العرب بين باب العمود ودير السلطان
-
إنفجار مرفأ بيروت و نهش الضباع !
-
رداً على المطبعين العرب من تاريخ وواقع الصهاينة
-
أرجوك لا أستطيع التنفس أنا أموت يا أمريكا
-
ضم مستوطنات الضفة الغربية و صرخات د/ محمد عصمت سيف الدولة
-
فيروس كورونا المستجد و نشأة العالم الجديد
-
فيروس كورونا و نهاية الهيمنة الأمريكي
-
الثورة العراقية بين السليماني وترامب
-
تجارة السلاح بين الإستعمار والإستبداد – الجزء الخامس
-
الزلزال يضرب عرش مصر !
-
ضربات المقاومة والإنتخابات الإسرائيلية
-
تجارة السلاح بين الإستعمار والإستبداد – الجزء الرابع
-
تجارة السلاح بين الإستعمار والإستبداد – الجزء الثالث
-
تجارة السلاح بين الإستعماروالإستبداد - الجزء الثاني
المزيد.....
-
بيان سعودي يعلق على خريطة -إسرائيل التاريخية- بعدما نشرتها -
...
-
وفاة جان ماري لوبان.. لماذا يصف جزائريون -اليميني المتطرف- ب
...
-
ملكة جزماتي.. -طباخة ميركل- تتحدث لترندينغ عن عودتها إلى سور
...
-
شاهقة مائية استثنائية وأمطار غزيرة وسيول جارفة تضرب السعودية
...
-
تحذيرات صارمة من فريق ترامب لموظفي البنتاغون.. إثبات الولاء
...
-
هل العالم مستعد لمواجهة الجائحة المقبلة؟
-
توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بشكل مؤقت
-
فريق ترامب يعتقد أن التوصل إلى اتفاق أمني بين روسيا والولايا
...
-
مسؤولون إسرائيليون: الجيش اللبناني ضعيف.. قادة يتعاونون مع ح
...
-
فرنسا: تصريحات ترامب حول غرينلاند شكل من أشكال الإمبريالية
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|