من التقرير التنظيمي للمجلس الوطني

الحزب الشيوعي اللبناني

الحوار المتمدن-العدد: 51 - 2002 / 2 / 1 - 09:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

في ما يأتي ملخص من التقرير التنظيمي الذي أصدره المجلس الوطني للحزب الشيوعي اللبناني.
يرى المجلس الوطني ان الممارسة الديموقراطية تحولت الى أداة من أدوات الصراع وليس الى إيمان بحالة وممارسة تحكم عملنا الحزبي وتساعد في خروجه من الازمة. فترفع حينا كشعار ويلجأ الى العكس احيانا والى تسويات عشية المؤتمر وهي أحد أشكال الديموقراطية ولكن ليس أفضلها، ثم العودة مجددا الى استمرار الصراع وكأن شيئا لم يكن...
(...) ان الخلاف حول أغلب القضايا أخذ مظهرا تنظيميا في الكثير من الاحيان. فانتخابات المكتب السياسي أحدثت نوعا من ردود الفعل عند بعض الرفاق تعدى المألوف وبعد معالجة ذلك من قبل قيادة الحزب، رغم المظهر اللاديموقراطي لهذه المعالجة، حرصا منها على إخراج الحزب من أزمته، ولإشراك الجميع في تنفيذ مقررات المؤتمر، استمرت حالة الاعتراض على عمل قيادة الحزب مهما كانت مواقفها.
لقد ترافق هذا التوتر التنظيمي مع مستجدات سياسية في الوضع الداخلي اللبناني تجلت في انتخاب الرئيس لحود مع ما رافق ذلك من أوهام ومراهنة حول التغيير الممكن ان يحدث نتيجة ذلك. والحديث عن ضرورة ايجاد قوى التغيير المحتضنة لهذا الجديد ومع بروز الصراع العنيف بين لحود والحص من جهة والحريري جنبلاط من ناحية اخرى ولتبلغ ذروته في الانتخابات النيابية وليطرح على قاعدة نجاح ((المعارضة)) في هذه الانتخابات موضوع الوجود السوري وما أعقب ذلك من استقطابات سياسية جديدة في البلد.
((لقد حدد الحزب موقفه وموقعه في هذه المرحلة السياسية محافظا على سياسته التحالفية التي أقرتها مؤتمراته وهي الابتعاد عن الصيغ التحالفية السابقة وعدم الدخول في اي صيغة او إطار طائفي او موجه سواء من جهات اقليمية او داخلية نافذة. وحدد ايضا خياره كبديل ثالث عن كل الاستقطابين الداخليين (اجهزة، مال، سلطة...) لكن هذا الموقف لم يبرز بشكل فاعل وحقيقي في المشهد السياسي وهذا ما تتحمله قيادة الحزب نظرا لغياب الخطة المتكاملة في هذا المجال والاستمرار في حالة انتظارية مع قلة مبادرة والقيام بنشاطات متفرقة وموسمية وعدم إشراف كامل على هيئات الحزب. بالمقابل لعبت الحالة الاعتراضية دورا أساسيا في الاعاقة تجلى في احداث بلبلة وتشويه لموقف الحزب من خلال إصدار بعض المواقف والبيانات والسلوكيات التي كانت تحاول ان تضع الحزب في هذا الموقع او ذاك، وكذلك من خلال الانضواء في تجمعات سياسية غير متوافقة مع خطة الحزب وقرارات المؤتمر الثامن.
اضافة الى ذلك لقد واجهت قيادة الحزب في هذه المرحلة حالات اعتراض واعاقة لخطة الحزب وتوجهاته ومواقف وسلوكيات متناقضة مع مواقف الحزب وغير مقرّة في هيئاته. كذلك واجهت القيادة، حالات تنظيمية تعدت حدود ممارسة حرية الرأي المقرة في النظام الداخلي.
لذا يؤكد المجلس الوطني انه لن يتسامح او يتساهل مستقبلا أثناء الحوار وبعده باستمرار هذه الحالات المعرقلة لخطة الحزب والمخالفة لقراراته ولنظامه الداخلي.
ان قيادة الحزب رغم قساوة الاتهامات والهجمة، لم تلجأ لاستعمال حقها الذي تضمنه لها الانظمة الداخلية في الحزب وذلك حرصا منها حتى الآن على امكانية تحويل هذا التنوع (الذي أخذ حتى تاريخه اشكالا خاطئة) الى عنصر قوة للحزب وتفعيل لدوره عوض استمراره كما هو الآن عنصر تشرذم وإضعاف وعامل إحباط وتيئيس لأعضاء الحزب وكادراته.
ويعرض المجلس الوطني في تقريره للمبادرات التي أطلقتها القيادة في المجال التنظيمي، ومنها قيام الامين العام بجملة صلات واجتماعات مع الرفاق المعنيين بموضوع ((المعارضة)) حيث وضع هؤلاء الرفاق بأجواء البحث السياسي التنظيمي وطلب الامين العام منهم وبشكل خاص من الرفيق الياس عطاالله مقابلة موقف المجلس الوطني للحزب بخطوة ايجابية مقابلة. يبدي خلالها رغبته بالعودة الى الحزب على قاعدة الالتزام بقرارات الهيئات وحرية إبداء الرأي داخل الحزب. كذلك طلب من الرفاق الآخرين العودة الى هيئاتهم والمشاركة بالبحث السياسي الذي أجراه المجلس الوطني في حينه وعلى أثر ما جرى في هذا البحث من أجواء ايجابية توقفت ((لجنة الحوار والبحث)) على أمل دفع هذه الاجواء الايجابية للوصول الى وضع بداية حل لأزمة الحزب... لقد طالت هذه النقاشات وهذه اللقاءات ولم تجر لا تلك الخطوة ولم تتحقق تلك الرغبات... لا بل استمرت بعض الممارسات السياسية والتنظيمية واستمر إصدار البيانات العلنية التي لا تخدم المعالجة والجهد المبذول لمعالجة الازمة...
بيروت في 24/1/2002
المجلس الوطني للحزب الشيوعي اللبناني


©2002 جريدة السفير

#الحزب_الشيوعي_اللبناني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات