أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد رضا عباس - الطيور المهاجرة تأتي من شمال العالم لتصبح ثريدا في العراق!














المزيد.....


الطيور المهاجرة تأتي من شمال العالم لتصبح ثريدا في العراق!


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 20:11
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


الطيور المهاجرة القادمة من شمال اروبا ومن سيبيريا الى اهوار العراق هربا من برودة الجو هناك ليست بخير . حمايتها على ما يبدوا ليست احد وظائف وزارة البيئة العراقية , والحقيقة يجب ان تكون هي المسؤولة عن صحة الحجر والبشر وشجر و الحيوان , وما على سطح الأرض وما تحتها . ولكن من يزور سوق الغزل يوم الجمعة في بغداد سوف يشعر بحزن عمق المأساة التي تعيشها الطيور المهاجرة الى العراق . أصبحت جميع الطيور التي كنا نشاهدها في مدننا واريافنا والاهوار الجنوبية , طير السنونو , اللقلق, الحدية , النحام الوردي , البجع الأبيض, دجاج الماء, مالك الحزين , البلشون , الصقر , البوم , والزقزاق تباع في هذا السوق .
واذا افهم ان بعض الناس يشترون الطيور ذات الأصوات الجميلة والألوان الزاهية للتمتع بها وتزيين حدائقهم وغرفهم , فاني لا افهم من يشتري طير اللقلق او البوم , او الحدية ! افهم ان طائر البوم من الطيور الليلية , أي ينام في النهار ويخرج للصيد في الليل , فما فائدة شراء هذا الطائر الذي فوائده وهو حر خيرا من فائدته وهو اسير في قفص ؟ ولا افهم من يشتري لقلق , وان هذا الطائر الجميل الرشيق يعيش في المناطق المائية بحثا عن ضفدع او سمكة يأكلها . انه ببساطة طائر لا يناسبه العيش في البيئة الحضرية , انه يحب الريف البعيد عن المدينة . ولكن لو شاهدت هذا الطائر الجميل وهو مكبل بسلاسل والناس من حوله لا يكترثون بحاله تشعر وكأنك تشاهد حال سياسي معارض لحكومة ديكتاتورية في زنزانته تخاف الناس من الاقتراب منه . طبعا هذا الحديث ينطبق على مصير الكثير من الطيور المهاجرة والبرية والتي تباع في سوق الغزل في بغداد وأسواق أخرى في العاصمة وخارجها.
طبعا لا ينتهي الحديث عن مصير الطيور البرية قبل التطرق الى بقية الحيوانات التي تعيش في براري العراق . لقد شاهدت في زيارتي الأخيرة الى سوق الغزل حيوان الغرير , الضبع , و الذئب , واعتقد لو استطاعوا صيد دب او فيل او اسد لوجدته في هذا السوق ايضا. بالمناسبة , ان حيوان الغرير من الحيوانات الخطيرة جدا يخاف منه الدب والأسد , مما جعلني افكر من هو هاوي حيوانات الذي يشتري غرير !؟ اعتقد مصير هذا الحيوان هو الموت البطيء وهو جاثم في قفصه , وهي خسارة كبيرة للتوازن البئي في العراق.
ربما ان بعض القراء سوف يجد من غير المناسب مطالبة الحكومة العراقية برعاية الحيوانات البرية في الوقت الذي لا تعرف الحكومة مصيرها بعد ان كثرت الشائعات من زعل امريكي عليها وهي اشاعات ليس لها أساس , واستطيع القول ان الحكومة بخير والعلاقات العراقية الامريكية على احسن مرام , ولكن الحيوانات البرية ليست على احسن مرام .
وجود حيوانات برية في البلد مثل العراق مثل وجود النفط فيه , كلاهما يعد مصدر ثروة ودخل للحكومة والمواطنين . لا اعتقد ان المواطن العراقي والذي يصطاد حيوان بري في حاجة للحمه او لثمنه . دجاجة مذبوحة ونظيفة سعرها لا يتعدى الخمسة الاف دينار , وهو مبلغ يسير جدا على العراقي هذه الأيام . ذهبت تلك الأيام الذي لا يستطع فيها العراقي شراء نعل تلبسه رجله .
لقد اندهشت من خطورة وضع الطيور المهاجرة في العراق من خلال قراءة الكثير من التقارير التي تحذر من استمرار الصيد الجائر لها مع قصور واضح بالإجراءات الحكومية لمنع صيدها , حيث ان اعداد كثيرة من الطيور ترحل الى العراق تجنبا من البرد ولكنها لا ترجع لأوطانها , و تنتهي على صينية الثريد . واذا , كانت الطيور المهاجرة للعراق ليس عندها من يدافع عنها , فان دول أوروبا تعتبرهم جزء أساسي في تنوع البيئة , ومحل جذب عشاق الطبيعة والطيور. تواجد الطيور الموسمية تعد مصدر رزق لكثير من الاوربيين والامريكيين . بل ان حضور الطيور البرية في بعض الدول يعد وسيلة من وسائل الدعاية للبلد , ولهذا السبب حرصت كثرا من الجمعيات الإنسانية بحماية هذه الثروة والعناية بها. وحسنا فعلت المملكة العربية السعودية عندما اطلقت 66 غزالا من ثلاثة اجناس , وطيور حباري في محمية الملك خالد الملكية , والهدف منها اثراء التنوع الاحيائي في المحمية والاسهام في استعادة التوازن البئي وتعزيز الاستدامة و تنشيط السياحة البيئية . وفي العراق , القي القبض على طائر " بط أبو ملعقة" , وهو من الطيور النادرة في العراق , وصائده لم يقرر بعد اطلاق سراحه او دعوة زملائه عليه لوجبة ثريد ليلية .
ما العمل ؟ بكل بساطة , تشريع قانون يحد من الصيد الجائر للحيوانات غير كافي بدون مراقبة أسواق بيع الحيوانات . الذي شاهدته في بغداد ان هذا القانون ان وجد غير مفعل ومن اجل تفعيله على الحكومة العراقية نقل بعض منتسبي الشرطة المحلية والفائضين عن العمل او الذين بدون عمل الى أسواق بيع الحيوانات والى الاهوار العراقية , وهي محل تواجد الطيور المهاجرة . هناك شرطة لحراسة مدرسة , وهناك شرطة لحراسة بنك تجاري, وهناك شرطة لحراسة نادي ليلي , فما المانع من حراسة الاهوار من عبث هواة الصيد المحرم ؟
طريق أخر , ربما اسهل من الأول وهو تعيين محميات لهذه الحيوانات تحت حراسة مشددة من قبل رجال الامن . أي يمنع حمل السلاح في المحمية , وبهذه الطريقة تحمى حياة الحيوانات البرية ويزداد عددها , ومع زيادة عددها تصبح المحمية مركز جذب للسائح المحلي و الأجنبي.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكون الاعلام عدوا لوحدة بلده
- سر تراكض العرب نحو سوريا
- ما بين احتلال العراق وسوريا
- كم ربحت تركيا وامريكا من التغيير في سوريا ؟
- انهم لا يحاربون الهلال الشيعي فحسب , وانما يحاربون القمر الس ...
- لماذا يكرهون شجرة عيد الميلاد ؟
- رسالة حزينة الى الشيخ احمد الوائلي في قبره
- النظام في بغداد باقي , وسقوطه مجرد حكي مقاهي
- اسف , لا اعرف ما سيحل بمحور المقاومة , ولكن اعرف كيف تقطعت ا ...
- تراخي جيش سوريا من اسقط الأسد , وهذا هو البرهان
- هل قراءة خبر - واشنطن بوست - الامريكية حول سقوط الرئيس بشار ...
- حتى لا تضيع سوريا بعد التغيير
- لماذا على العرب حماية سوريا , حالا ؟
- ما هو - مرض الجلوس الطويل -, ولماذا يجب محاربته ؟
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الخامس
- - ثورة - ام - هجمة تكفيرية - على سوريا
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الرابع
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الثالث
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الثاني
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا – الجزء الأول


المزيد.....




- مسافر يفتح باب طائرة خلال مسيرها للإقلاع من المطار
- هرع وفرار.. مقاطع فيديو مرعبة لحريق غابات يلتهم حيًا بجنوب ك ...
- ملياردير إماراتي يعلق على إعلان ترامب أنه سيستثمر 20 مليار د ...
- الحرس الثوري يجري مناورات للدفاع عن موقع نطنز النووي من هجوم ...
- تحطم طائرة مائية أثناء إقلاعها من جزيرة سياحية أسترالية (فيد ...
- علماء يكشفون أسرارا عن مناخ الأرض قبل أكثر من 300 مليون عام ...
- مندوب فلسطين: عجز واشنطن عن تطبيق قرارها بوقف إطلاق النار في ...
- السلطات الأمريكية تصادر شقتين لرجل أعمال روسي
- زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب إثيوبيا
- حماس تطالب بإنهاء الحرب على غزة وإسرائيل ترفض وتصر بالاستمرا ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد رضا عباس - الطيور المهاجرة تأتي من شمال العالم لتصبح ثريدا في العراق!