عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 16:12
المحور:
الادارة و الاقتصاد
نتيجةً لخطأٍ فادحٍ و "ساذج" قامت الحكومة العراقية بتحويل موضوع "الاستقطاع" من رواتب الموظفين والمتقاعدين (باعتبارهِ تبرُّعاً طوعيّاً) إلى"استفتاء" شعبي (غير مباشر) حول مدى دعم العراقيين للمقاومة في لبنان و غزة.
لا يوجد أدنى شكّ حول دعم معظم العراقيّين لقضايا تُعَد عادلة وراسخة في وعيهم الجمعي، ولا يُمكِنُ لأحدٍ ان يزايِدَ عليهم بصددها، ولا أن يزيحهم عنها قيد أنملة، لأيّ سببٍ كان.
ولكنّ الحكومة استخدمت أسوأ "اسلوبٍ" لتنظيم هذا "الاستفتاء"، لتكون النتيجة (بالضرورة) سيّئة جدّاً.
لا أدري لماذا تتجاهل الحكومات العراقيّة (وبإصرار) مبدأ "الكلفة- العائد" عند اتّخاذها لقرارٍ ما.
"كلفة" قرار الاستقطاع (وليس مبلغ الاستقطاع بحدّ ذاته) كانت فادحة جدّاً، ولم يترتّب عليها أي عائد (معنوي أو مادي) لأيّة جهة على الاطلاق.
وعند تنفيذ قرار"الاستقطاع" تبيّنَ أنّ هذا القرار كان عبارة عن خسارة "صافية" للجميع.. الحكومة، وملايين الأفراد "المتضرّرين" ماديّاً من "الاستقطاع".. ولـلمقاومة أيضاً.
في هذا "الاستفتاء"، وبسبب طبيعة "الاستقطاع" والطريقة الخاطئة لتنفيذه، أظهرت لنا الحكومة وكأنّ ملايين العراقيّين قد "صوّتوا" بـ "لا" للدعم المالي لـلمقاومة في لبنان وغزة.. وهذا غير صحيحٍ قطعاً، ولم يكن هذا بالطبع هو هدف الحكومة من "قرارٍ" كهذا، تم "سلقهُ" على عجل، وتنفيذهُ بطريقة فجّة وخاطئة.
لقد فشلت الحكومة في تحقيق "الدعم"، وفشلت في "اسلوب" الدعم"، وفشلت في تحديد الرواتب (والفئات) المُستهدَفة، وفشلت في التبرير، وفشلت في "المُعالجَة" وفشلت في تطويق "ردود الفعل" المُبالَغ بها أحياناً.. وأخيراً فشلت في التراجع عن "قرارٍ" كهذا في الوقت المناسب.
حتّى "صياغة" القرار ابتداءً.. كانت خاطئة (من الناحيتين اللغوية والقانونية).
هل كانت ادارةُ "ملفٍّ" بسيطٍ و"تقليدي- نمطي" كهذا صعباً على الحكومةِ إلى هذا الحدِّ، بحيث تتكبّد كلّ هذه الخسائر "المعنويّة" من أجله، وفي هذه الظروف بالذات؟
أعترفُ بأنّني غير مؤهّل "سياسيّاً" للإجابةِ عن سؤالٍ كهذا.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟