أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سامر سليمان - حوار مع روح -مولانا- كارل ماركس عن الرأسمالية والديمقراطية والاشتراكية في مصر















المزيد.....

حوار مع روح -مولانا- كارل ماركس عن الرأسمالية والديمقراطية والاشتراكية في مصر


سامر سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1789 - 2007 / 1 / 8 - 12:23
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



بعد أن أعيتني الحيلة في الفكرة التي ستفتح لنا طريقاً في مشوار الثورة الديمقراطية على ضفاف النيل، فكرت أن أستعين بالأرواح لكي تساعدنا في ذلك. لجأت إلى أحد المشعوذين لكي يستحضر لي أرواح بعض الأشخاص المشهورين بخبرتهم في موضوع الثورات. ذهبت للشيخة أمينة وطلبت منها استحضار روح كارل ماركس الفيلسوف والمفكر الشامل وصاحب نظرية الصراع الطبقي. بعد نقاش طويل معها نجحت أخيراً في إقناعها بأننا لن نقوم باستحضار عفريت، وأن المهمة التي نحن بصددها ليس للعفريت خبرة فيها. وبدأت الشيخة في استحضار ماركس.
وبعد وصلة من التشنجات والتنهدات والحبشتكنات أمام سحب الدخان الصاعدة من المبخرة نطقت الشيخة بإسم الروح المطلوبة، الأخ كارل، لكنها سبقت الإسم بكلمة مولانا.
حضر كارل ماركس، بشكله المهيب وبذقنه الكثيفة، فأخذت الشيخة أمينة تنتفض وتتشحتف وتقول "مدد يا مولانا ماركس مدد". أسكتها بحزم وبدأت الكلام مع ماركس.
قلت له: يا عم كارل، مصر متهببة بستين نيلة ومحتاجة شوية رأسمالية على شوية ديمقراطية على شوية اشتراكية علشان الأمور تمشي. التخلف والاستبداد والظلم هدوا حيلنا.
نظر لي بسخرية: الأولانية ما ليش فيها خالص، الثانية ممكن أشوفلك حاجة قريبة منها، بس أنا بسميها ديكتاتورية البروليتاريا. الثالثة دي بقى تخصصي.
حسيت بقلق من مسألة ديكاتورية البروليتاريا دي، بس قلت ماشي. يمكن ديكتاتورية الأغلبية العمالية أحسن من ديكتاتورية الأقلية الرأسمالية المتعفنة. فقلت له ماشي نشتغل في الاشتراكية على طول.
شمر ماركس عن ساعديه وأخرج نظارته وجلس على المكتب. وقال لي هات لي بيانات البلد بتاعتكو. هي اسمها إيه؟
قلت له: اسمها مصر. وبندلعها أم الدنيا.
قال مبتسماً: ليه لأ؟ مصر حضارة عريقة، ممكن تقولوا عليها أم الدنيا. بس في الحالة دي مين أبو الدنيا؟ مين اللي اجوز مصر وجاب منها البنت دنيا؟
قلت متوجساً: والله أنا مش عارف بس يبدو أنه ندل. بيفكرني بأحمد الفيشاوي. يبدو أنه اجوز مصر وخلف منها وبعدين سابها وجري. ما علينا، أنا هاجيب لسيادتك البيانات اللي أنت عايزها.
أحضرت له مجلدات ضخمة من الإحصائيات الرسمية وإحصائيات البنك والصندوق الدولي وخلافه، فأنكب على العمل بينما ذهبت الشيخة أمينة للمطبخ لعمل كباية شاي صعيدي لماركس عشان يعدل دماغة ويشتغل بمزاج.
غلبت أقول لها أنه ممكن يروح فيها لو شرب الشاي الصعيدي بتاعنا. بس أخيراً اقتنعت وعملتله شاي العروسة فتلة.
ذهبت إلى الصالة لمشاهدة فيلم على قناة روتانا سينما. ولكن صوت ماركس كان يقطع صوت الفيلم. كان يهمهم بعبارة واحدة: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، "لا حول ولا قوة إلا بالله". ثم خرج أخيراً من الغرفة وقال: انتو حالتكو صعبة خالص، لا تراكم رأسمالي، ولا تطور في قوى الإنتاج، ولا طبقة عاملة كبيرة ومسيسة. انسوا الاشتراكية خالص.
قلت: يعني مفيش أمل؟
قال: عشان أكون أمين معاك،.يمكن تكون الإحصائيات بتاعتكو مش بتعبر عن الواقع صح. المسألة محتاجة معرفة مباشرة بالناس وبعدين أقولك المفيد.
قلت: خلاص أجبيلك واحد رأسمالي وواحد عامل. وتقول رأيك فيهم.
طلبت من الشيخة أمينة استحضار واحد رأسمالي، فصفقت الشيخة بيديها مرتين فاستحضرت رجل أعمال بجد، أخر شياكة ونزاهة. لابس بدلة أخر موديل وحاطط برفان فرنسي. صاحبنا عنده شركات كتير وعنده كمان قناة تلفزيون. نظر له ماركس نظرة فاحصة بينما جلس الأخر مجعوصاً في كرسيه وهو يحمل في يده موبايل. رن جرس الموبايل فنظر الرأسمالي إلى الرقم، ثم انتفض واقفا وهو يقول نعم يا باشا، حاضر يا باشا، أخر مرة نعرض البرنامج ده يا باشا.
قال لي ماركس: هو بيكلم مين؟
قلت له: ده باين بيكلم وزير الإعلام. الوزير بيديله تعليمات في اللي بتعرضه القناة التليفزيونية بتاعته.
قال لي ماركس: طب لما هي القناة بتاعته، ليه وزير الإعلام بيديله تعليمات؟ انت متأكد أن الراجل ده رأسمالي؟
قلت له: مش عارف، هما بينادوه كده.
اقترب منه ماركس وأخذ يشمه بحاسته السادسة، وبدأت تعابير وجهه تتحول من الشك إلى اليقين. وفجأة انقض على الرجل وقال له: انت جبت فلوسك منين يا له؟ احتج الرأسمالي على كلمة وله، فلسعه ماركس حتة قلم على وشه وشده من قميصه فانهار الرجل واعترف أنه مش رأسمالي ولا حاجة وإنه جايب كل فلوسه من بنك القطاع العام، بتليفون صغير من مسئول كبير في الحزب الوطني. تدخلت لفض الاشتباك ونجحت في انتزاع الرأسمالي من يدي ماركس. وبينما كان الرجل يلملم قميصه، انكشف المستور. فإذا بنا نرى تحت ملابسه الحديثة لباساً غريباً.
فقال لي ماركس: هل تعرف هذا الزي؟
قلت: يا انهار اسود، ده لبس المماليك. انت لسه عايش يا مملوك؟ احنا مش كنا خلصنا منكو؟ وكمان بتتكلم عربي زي القرود، ولابس لي رجل أعمال.
هنا قامت الشيخة أمينة لتقتص منه وخلعت شبشبها الزنوبة وانهالت على رأس صاحبنا. لم تهداً إلا عندما أخبرتها أن الاعتداء على هذا الرجل ممكن يدخلها في سين وجيم، خاصة أنها بتشتغل في مهنة غير معترف بها وهي مهنة الشعوذة. فاضطرات الشيخة لالتزام الصمت وهي تجز على أسنانها من شدة الغيظ. تركنا المملوك ينصرف وجلسنا نتدارس الأمر.
قال ماركس: الراجل ده مش رأسمالي ولا حاجة، بس أنا مش فاهم، يعني إيه مماليك؟
قلت له: دول عبيد.. الحكام الأجانب بيشتروهم عشان يحاربوا ويحكموا بيهم.
هنا نظر لي ماركس بشفقة وقال لي: يا بني مافيش فايدة، كده ما ينفعش. الرأسمالي بتاعكو ده ما ينفعش يعمل رأسمالية. أنا قلت في كتبي أن الدولة تشتغل عند الرأسمالية وماقلتش أن الرأسمالية تشتغل عند الدولة. مش عارف ممكن الرأسمالية بتاعتكو دي يطلع منها إيه.
قلت له: طيب استنى لما تشوف العمال الأول. يمكن العمال ييجي منهم.
فقال لي: ماشي هات عمال، بس أنا مش مطمن.
همست للشيخة أمينة: أرجوكي المرة دي استنضفي وانتي بتستحضري العامل. مش عايزين فضايح أكتر من كده. عايزين عامل بجد.
قالت أمينة: عيب، هاجيبلك عامل هنجف خالص.
بعد أن همهمت أمينة بتعاويذها ظهر أخيراً العامل. ولكنه كان يلبس بدلة وكان يتعطر بنفس البارفان الفرنسي الذي كان متعطر به رجال الأعمال. فصرخت فيها ولكن بصوت خفيض: انتي عملتي إيه؟
فقالت: ده أنا جيبالك عامل قيادي في نقابات العمال.
قلت في سري: يا دي المصيبة، دلوقتي ماركس ينزل عليه بالعصايا بتاعته لحد ما يمشمش عضمه.
اقترب منه ماركس وهو ينظر شذراً وقال له: حلو قوي الخاتم بتاعك، وريهونيه كده.
ما أن أمسك ماركس بيد العامل حتى انتفض وقال لي: انتو بتضحكو عليا. الراجل ده مش ممكن يكون عامل، ده عمره ما اشتغل بإيده. إيديه ناعمة زي الحرير.
كما توقعت رفع ماركس عصاه الغليظة وأخذ يتوعد العامل وقال: انت بتشتغل إيه ياله، قول الحقيقة وإلا هاكسر رقبتك.
قال العامل: والله يا باشا أنا كنت باشتغل زي العمال، أنا أصلاً ملاحظ عمال.
صرخ ماركس قائلاً: جايبيلني ملاحظ عمال وتقولولي انه عامل.
أصر ماركس على أن يخلع العامل البدلة لأنه شك أن العامل هو من نفس صنف الرأسمالي. الخبيث كان عنده حق. اكتشفنا أن العامل يرتدي تحت البدلة لباس المماليك. بدأت الشيخة أمينة تزمجر فنهرتها وقلت لها أن قيادات النقابات لهم نفوذ كبير وممكن يودوها ورا الشمس. فاستكانت وهي تهمهم بشتائم خارجة. تركنا العامل يرحل ورجعنا إلى مجلسنا.
قال ماركس: شوف يا يبني، انت المفروض كده تنسى خالص موضوع الاشتراكية, أو حتى الثورة الديمقراطية. أنا ما أعرفش اعملك ديمقراطية ولا اشتراكية بالناس دول.
قلت: طب إيه رأيك تشوف المثقفين؟ ساعات لما المثقفين بيكونوا شدين حيلهم ممكن نحرق مراحل، وبكده نخش على الاشتراكية عدل.
قال لي: بص يا بني، أنا ما بشتغلش في الطلسقة. شغل الحلق حوش بتاع حرق المراحل ده تروح تسأل فيه لينين. أنا بشتغل على نضافة. عايز حرق المراحل روح خلى الشيخة بتاعتك دي تجيبلك لينين. بس ما تنساش أن لينين بييجي بعديه ستالين.
هنا لم استطع أن أتمالك نفسي وصرخت قائلاً: لا يا باشا، أبوس إيدك، والنبي بلاش ستالين، الشعب المصري غلبان ما يستحملش سنة واحدة من حكم الراجل ده.
قال ماركس: خلاص، متكلمنيش عن حرق المراحل.
قلت: طب أرجوك شوف المثقفين، يمكن ييجي منهم حاجة.
قارب صبر ماركس على النفاذ ولكنه طاوعني ووافق أنه يكشف على واحد مثقف.
التفتت الشيخة أمينة إلى وقالت في خبث مكشوف. أظن هاتقوللي هاتي واحد مثقف نقاوة. أجيب مثقف ليه وانت موجود. ثم نظرت إلي ماركس وقالت له. ده بالضبط نموذج هايل للمثقفين المصريين. اكشف عليه بقى.
انزويت في الكرسي بينما أخذ ماركس يتفحصني، بل قل يتشممني.
قال لي: بتشتغل إيه؟
قلت: باشتغل كاتب.
قال: عظيم، وكتبت إيه بقى.
كان معي بالصدفة واحدة C.V. فأعطيتها له.
وضع ماركس نظارته وتفحص ال C.V. بتمعن شديد. وبعد برهة نظر إلى شذراً. وقاللي أنت بتهذر معايا, هي دي بس قائمة الحاجات اللي أنت كتبتها.
قلت له: يا باشا الحياة صعبة, واحنا بنشتغل في ظروف مهببة.
قال لي. يظهر أنك زيهم.
قلت له: زي مين؟
قال: زي الرأسمالي والعامل اللي انتو جبتوهم.
قلت: لا يا باشا، حاشا لله، أنا مش مملوك.
قال: ما ليش دعوة، اقلع القميص، لازم اشوف انت لابس إيه تحتيه.
بدأت اتفصد بالعرق، وقلت له: عيب يا باشا، أنا مش منهم.
قال: هاتقلع يعني هاتقلع.
قلت: يا باشا عيب، الشيخة أمينة قاعدة، مش ممكن أقلع قدامها. أنت ما سمعتش عن الخصوصية الثقافية. شغل القلع دي عندكو بس. احنا ناس محافظين.
قال: يا سلام، وكانت فين حكاية المحافظين دي من شوية. ما اعترضتش ليه لما خليت العامل يقلع البدلة والقميص؟
هنا اسقط في يدي، فنظرت للشيخة أمينة مستنجداً علها تبدي معارضة. فابتسمت في خبث. وقالت اقلع يا حلو، مش هاتعرف تهرب.
فقلت لها: يا شيخة أمينة حرام عليكي، انتي فعلاً بتشكي أني مملوك؟
قالت: وأنا ايش عرفني يا خويا، ما هم اليوم دول بيلبسوا رجال أعمال وعمال. ليه بقي ما يلبسوش مثقفين ويكلموا بالحنجوري.
لم أجد مفراً من القلع وأنا ارتعش من الخوف. أنا متأكد أني مش مملوك، لكن مين عارف، يمكن أكون مملوك وأنا مش واخد بالي؟
المهم أني طلعت بريء. ولكني لم أغفر لماركس وللشيخة أمينة شكهما في بالرغم من الاعتذارات وجبر الخواطر اللي حاولت أمينة انها تضحك عليا بيهم. فأخذت المبادرة وقلت لماركس:
أنا بعترف أني مثقف سكة، وقائمة كتاباتي لا تقارن بقائمة كتاباتك، بس أنا للأسف مش متفرغ للكتابة اللي على مزاجي. سعادتك أنا بشتغل عشان أكل عيش، للأسف أنا معنديش صاحب يصرف عليا.
وهنا استدرت وقلت للشيخة أمينة: انتي عارفة أن الأخ ماركس كان عنده واحد صاحب مخلص جداً اسمه انجلز بيصرف عليه.
نجحت الحيلة وبدأت أمينة تنظر إلى ماركس شذراً. ثم سألته. أمال أنت أصلاً بتشتغل في أنهي كار يا حضرة. انت مش بتشتغل خبير أجنبي عندنا؟
قال ماركس مستنكراً: أنا باشتغل عندكو خبير أجنبي؟ أنا باشتغل مفكر يا ست انتي، مفكر يعني بفكر، يعني بقعد أحلل العالم ده، وأقول للناس هو ماشي إزاي وممكن يصلحوه إزاي.
قالت أمينة: يا سلام، وعرفت تصلح العالم بقى من انهي حتة؟
قال ماركس: من أنهي حتة إيه يا ولية؟ هو احنا بنصلح موتوسيكل؟
قررت التدخل هنا قبل أن تنتقل الشيخة أمينة للغة الشباشب والقباقيب. حاولت أن أرفع من مستوى الحوار والعودة لموضوعنا الأصلي.
قلت: بس يا مولانا ماركس انت ما قلتش نعمل إيه فيه حالتنا الهباب. عايزين شوية رأسمالية، على شوية ديمقراطية، على شوية اشتراكية.
قال: انت صعبت عليا جداً. وباين عليك ساذج شوية. خليني ابسطلك المسائل شوية. عارف مقاول الهدد؟
قلت: عارفه، مش اللي بيهد العمارات؟
قال: اسم الله عليك. أهو أنا بقي مقاول هدد. لما عمارة الرأسمالية ترتفع أكثر وأكثر، ولما أساساتها تضعف، وعمرها الافتراضي ينتهي، الناس بتندهلي عشان أهد العمارة. أنا بمعرفش أصلح عمارات رأسمالية. مشتغلتش الشغلانة دي قبل كده.
قلت: غريبة، انت مهديتش ولا عمارة كبيرة ومتطورة، دايما كنت بتهد عمارات غلبانة، زي روسيا، الصين, كوبا، الخ.
قال: مش عارف والله، أنا تخصصي مقاول هدد لعمارات كبيرة، مش عارف ليه أصحاب العمارات الصغيرة بيجولي. المهم أنا مقاول هدد وخلاص.
قلت: ماشي، طب نهدها.
قال: ما ينفعش يا حبيبي بالناس اللي انتو جبتوهم من شوية. دول يعملوا مهلبية مش اشتراكية. اخلصوا من المماليك دول وبعدين اتصل بيا. خذ نمرة الموبايل.
قلت: طب هنخلص منهم امتى؟
قال: ما عرفش يا سيدي، انت الولية دي أثرت على مخك وبقيت فاكر أني فعلاً ولي من أولياء الله الصالحين وبعرف المستقبل.
قلت: بلاش امتى، نخلص منهم ازاي؟
قال: دي شغلتكم بقي يا أبطال، أنا شفت نمط إنتاج إقطاعي ورأسمالي كثير، بس عمري ما شفت نمط إنتاج مملوكي قبل كده.
سلمت بأمر الله، وشكرت ماركس على كل حال. ورحل مولانا ماركس.

بقيت ساهماً أمام الشيخة أمينة، اليأس والحزن يسيطر على. كان عندي أمل أن روح ماركس ترشدنا للطريق. فرقت أمينة لحالي وقطعت الصمت.
قالت: مالك يا بني، فيه إيه؟
قلت: ما فيش، أنا بس محبط شوية.
فقالت: ولا يهمك، سيبك يا بني من الخبراء الأجانب. تحب أحضرلك عفريت؟
قلت: لا والنبي، أنا جتتي مش خالصة، أنا ممكن أكلم روح ماركس ماشي، لكن أكلم العفاريت؟ ليه هو أنا مختوم على قفايا.
قالت: يا بني انت صعبان عليا قوي. ما انت كنت فعلاً بتكلم عفاريت. أنا هاقولك الحقيقة عشان أخلص ضميري، اللي يفكر في العفريت يطلعله.
قلت: يعني إيه؟.
قالت: يعني أنت كنت بتتكلم مع نفسك.
قلت: مش معقول، دا كان فيه حوار بيني وبين الناس.
قالت: ماهو ده شغلي بقي. أنا بوفرك الجو النفسي اللي تحس فيه إنك بتتكلم مع حد.
قلت: طب والله أنا خدت الموضوع جد.
قالت: ما هو الموضوع كان جد. أنت كنت عايز تتكلم مع نفسك بس مش عارف. عشان كده جيتلي. أمال أنا باخد منك فلوس ليه. أنا بشتغل وسيط روحاني، بس وسيط بينك وبين نفسك.
قلت: هو الموضوع كده. طب ده معناه أن لسه فيه أمل. أنا وصلت لحيطة مسدودة عشان كنت بتكلم مع نفسي؟
قالت: أيوه. كل النماذج الوحشة اللي انت اتكلمت معاها دي من صنع خيالك انت. أنت فكرتك عن الناس وحشة كده ليه؟ أكيد في ناس كويسة. دور عليهم يا بني وأتكلم معاهم. وكل ما تتعب من التدوير، تعالى وأنا أريحك شوية وأخليك تكلم نفسك. ها.. فهمت؟
قلت: فهمت بس..
قالت: بس إيه تاني.
قلت: أنا خايف تكوني بتنصبي عليا. أنتي متعاطفة معايا ليه؟ هو انتي مش هاتبطلي شغل لما الرأسمالية والديمقراطية والاشتراكية اللي بدور عليهم يجوا.
قالت: أبطل إيه يا ساذج, زملائي شغاليين زي الفل في أمريكا وأوروبا. الناس مش ممكن يستغنوا عننا أبداً. احنا نور العالم، احنا ملح الأرض.

تمت



#سامر_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الإخوان واليسار والعلمانيين
- خيرنا أنفعنا للناس
- النوبة والسد العالي والعنصرية في مصر!
- أزمة اليسار المصري، فتش عن الدولة الناصرية
- الاقتصاد السياسي للمستقبل
- العلمانية والتحالف مع الإسلاميين
- علنا لا ننسى شهداء اليسار اللبناني
- الديمقراطية بين الإيمان بها والمصلحة فيها
- على ماذا يختلف اللبنانيون؟
- من الكافر في الصراع اللبناني؟
- القومية والديمقرطية في مصر والعالم العربي
- أوهام التحديث بالاستبداد
- في الرابطة بين القضية القومية والقضية الطبقية
- في تشريح الصراع الاجتماعي والسياسي في مصر
- دعوة للحوار
- نحو رؤية يسارية للمسألة الديمقراطية


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سامر سليمان - حوار مع روح -مولانا- كارل ماركس عن الرأسمالية والديمقراطية والاشتراكية في مصر