|
الدكتاتورية بين البراغماتية والدين السياسي – غافر
طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 00:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لم تقتصر عبارات التهديد بالعذاب الدنيوي على الوثنيين من أهل مكة معتقدي الملائكة بنات الله ، بل شملت أيضا طوائف الدين السياسي لأهل الكتاب ، منهم معتقدي عيسى ابن الله وعزيرا ابن الله ، واليهود والنصارى والتوراتيين من بني إسرائيل ، كما قلنا في المقالة السابقة التي بعنوان أيديولوجيا الخطيئة والمقت السياسي ، ان التيارات الدينية بكل مسمياتها مستفيدة سياسيا من اللاوعي والجهل المقدس في صناعة المقت السياسي ، ونقصد به استقطاب الفرد للإرادة السياسية الطائفية مذللين له المحرمات التي تنسجم مع أهوائه ورغباته الشخصية بفتوى دينية تاريخية تراثية مصدرها السلف ، وعلى الجهل المقدس تبني الأديان السياسية جيوثقافة إباحة المحرم كأيديولوجية اعتقاديه تزيل العقوبة عن الخطيئة إما بالشفاعة أو بالفدى ، وبالرغم من التوعية القرآنية الشاملة التي طالت الاعتقاد والتاريخ والتراث والفكر إلا ان طوائف الدين السياسي لأهل الكتاب لازالت تراهن على الخطيئة المحمولة بأنها من شريعة الله في الأرض ، متصدية للوعي القرآني بكل ما لديها من وسائل فكرية وميدانية لإجهاض دعوة الحق ، اطلع التنزيل طوائف الدين السياسي لأهل الكتاب على المصير الأخروي لمكذبين كانوا اشد منهم قوة أثارا في الأرض ، فقال
أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ{21} ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ{22}
لعبت سنين القحط التي تعرضت لها الأقاليم الصحراوية ، دورا فاعلا في انتقل آل يعقوب من الصحراء الى مصر لكي تكتمل رؤيا يوسف من قبل ، في قوله لأبيه إني رأيت احد عشرا كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين ، ولقد حضي يوسف بترحيب واسع بين الأوساط المصرية بعد تخطي الأزمة ألاقتصاديه التي أحاطت بالبلاد حيث شهدت تلك الفترة تقدما وازدهارا واسعا على كافة الأصعدة ، وذلك بفضل الإدارة الرشيدة التي اتبعها يوسف كوزير للاقتصاد المصري ، مما انعكس ذلك إيجابا على حياة الفرد والمجتمع عموما ، ولكن سرعان ما تلاشت تلك المبادئ والقيم والانجازات مع ابتعاد المجتمع عن الإيمان بالله واليوم الأخر ، مما أدى الى تغير شامل في نمط الحياة ، بما يتلاءم مع أهواء ورغبات ألأنظمة القمعية والاستبدادية المدعومة من الإقطاعية والرأسمالية ، مستغلة انجازات يوسف ومقدرات الشعب المصري لمصالحها الشخصية والسلطوية ، وعلى المغرر بهم من أقطاعين ورأسماليين وأصحاب الأهواء والمصالح ، بنا فرعون دولته لينفرد بالمتدينين ممارسا بحقهم أبشع الجرائم الإنسانية، مستأصلا الذكور ومستبيحا حياء النساء للمتعة الجنسية والاغتصاب
اطلع التنزيل إحدى طوائف الدين السياسي لبني إسرائيل على المصير المخزي لمكذبين كانوا اشد منهم قوة أثارا في الأرض ، فلم يذهب بهم الى عمق التاريخ لينذرهم بالعذاب ، إنما ضرب لهم مثلا من تراثهم ، ليطلعهم على ما فعله الله بفرعون ، الذي حكم مصر بعد انهيار المنظومة العقائدية التي أرسها يوسف ، لقد بعث الله موسى الى فرعون لتصحيح دعوة يوسف التي حرفها شياطين الدين السياسي ، ولما كفروا بها أنهى الله حكمه بتدمير قدراته العسكرية ، وفي القرن السادس الميلادي بعث الله محمد لتصحيح دعوة موسى التي حرفها شياطين الدين السياسي ، حيث نقل التنزيل قصة موسى وفرعون من الماضي الغيبي الى حاضر الدعوة القرآنية لإعلام الدين السياسي لبني إسرائيل على حقيقة ما دار بين موسى وفرعون والعبرة في نهاية الأحداث
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ{23} إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ{24}
من الناحية التاريخية يعتبر فرعون أول حاكم لمصر بعد يوسف ، حكم البلاد حكما دكتاتوريا استبداديا قمعيا ، للقضاء على ما بقي من ملامح دولة يوسف الدينية ، فقام بحملة أباده ضد أبناء المؤمنين بدأت من قبل ولادة موسى ، وحتى الى ما بعد بعثته ، كإستراتيجية للحيلولة دون وصول المتدينين الى حكم مصر من جديد ، فمن الإجراءات التعسفية التي اتبعها مع الشعب المصري بشكل عام ، إثارة النزعات العشائرية والعرقية والاثنية لتفكيك النسيج المجتمعي بالجاسوسية وبالعداوة والبغضاء ما بين المكونات ، ولقد تعرض المؤمنين بموسى من بني إسرائيل الى تطهير فئوي شمل فئة من الذكور ، مستحييا النساء وتعني أما اغتصابهن، وإما استباحة حيائهن للاستمتاع الجنسي باسم الحرية ، وما كيد الكافرين إلا في ضلال
فَلَمَّا جَاءهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ{25}
اتخذ فرعون من البراغماتية الوجودية كدين للدولة ، مستعين بالسحرة وما يخرج من خفايا أيدهم من أعمال تقلب الأشياء الى أشياء أخرى كدليل مادي على إلوهيته التي خدع بها الشعب المصري لعقود من الزمن ، حتى أبطلها الله بعصا موسى ، لذا قرر فرعون قتله للتخلص من مكامن التهديد العقائدي الفاضح لزيف إلوهيته ، فقال ، وقال فرعون ذروني اقتل موسى وليدع ربه إني أخاف ان يبدل دينكم أو ان يظهر في الأرض الفساد ، استغل فرعون غياب وجود الله ماديا والدعوة الاخروية الغيبية لصالح إلوهيته سياسيا ، معتبرا ان ما جاء به موسى من ربه هو من الميتافيزيقا اللاوجودية ، التي لا تنسجم مع ( البراغماتية الانطولوجية دين الدولة ) لهذا اتهمه فرعون بالفساد ، فقال
وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ{26}
لو أمعنا النظر في عبارة فرعون يُبَدِّلَ دِينَكُمْ ، لوجدنها عبارة سياسية بحته أطلقها على مسامع الملأ من قومه ، للحفاظ على جيوثقافة الدين السياسي للقاعدة الجماهيرية التي تؤمن بالحريات الشخصية الرغبوية الرافضة للبعث والنشور الأخروي ، كما ان اتهام فرعون لموسى بالفساد هي فلسفية دراماتيكية سياسية معبرة عن الرغبة المجتمعية الغارقة بالملذات والحريات الشخصية معتبرة الإيمان بالله واليوم الآخر فساد ديني ومجتمعي يجب التصدي له ، رد موسى على اتهام فرعون له بالفساد ، قائلا
وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ{27}
بما ان الغالبية العظمى من الشعب المصري هم متدينون ، لهذا استعان فرعون بالأقلية لاستعباد الأغلبية ، مستغلا أصحاب المصالح السياسية والاقتصادية والمغرر بأهوائهم وحرياتهم لتعزيز نفوذه السياسي والعسكري ، مشكلا منهم مجلسا يظم إفراد من فئات وشرائح وطبقات المجتمع المختلفة ، كرجال الدين وإقطاعيين ورأسماليين وزعماء قبائل ، فلما طرح فرعون على مجلسه قتل موسى ، تقدم رجلا من آل فرعون يكتم إيمانه بمقترح يطلب فيه التريث عن قتل ، مستخدما عبارات براغماتية عقلانية تدعو الى الانتظار الى حين وقوع العذاب ، وذلك بمثابة مؤشر على مصداقية موسى من عدمها ، ان الله لا يهدي من هو مسرف كذاب ، فقال
وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ{28}
الدكتاتورية أسرع الأنظمة انهيارا على وجه الأرض ، وخاصة التي تتصدى للإيمان بالله واليوم الأخر، أو التي تتخذ من ايدولوجيا التاريخ والتراث الديني واجهة سياسية لها ، برز استبداد فرعون نتيجة لتفكك عقيدة الإيمان بالله واليوم الأخر بعد وفاة يوسف ، وظهور الفلسفة البراغماتية كفكر ثقافي انطولوجي رافض لجود الله ولغيبة البعث والنشور الأخروي ، معتمدا على هامان عسكريا ، وعلى قارون ماليا ،وعلى الطبقات التي يدعمها وتدعمه كالإقطاعية والرأسمالية سياسيا ، وبالرغم من قدراته العسكرية والاقتصادية إلا انه يفتقر الى الرؤى المستقبلية للبلاد فلا يرى غير المنصب ، فلما طرح فرعون على مجلسه قتل موسى، بادر الرجل المؤمن برؤية مستقبلية لها عمق استراتيجي يحمي البلاد على المدى البعيد ، وتحفظ الأمن القومي من أي انهيار محتمل في المستقبل ، فقال يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض ، بمعنى حضارة عالمية ظاهرة على الأرض دون منافس ، فمن ينصرنا من باس الله ان جاءنا ، باس الله ، تعني انهيار ودمار لا احد يعلم شكله ، فمن ينصرنا من باس الله ان جاءنا ، طبعا فرعون لا يرى إلا الاستبداد ، فقال ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد
يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ{29}
ربما التوتاليتارية الشمولية التي طالت كل شيء ، جعلت فرعون يطلق عبارة ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ، ولكن ما الضامن على المدى البعيد من ان رؤى فرعون وإرشاداته البراغماتية ستصمد أمام التغيرات السياسية والاقتصادية والكوارث الطبيعية المهددة للمجتمعات ، وعلى ذكر الرشاد الملتوي الذي رسمه فرعون لقومه ، طرح الرجل المؤمن على أعضاء المجلس أمثلة تاريخية مخزية لأمم وأحزاب كفروا بآيات ربهم ، موضحا لهم ان عدم استلهام فرعون لعبر الماضي ، سيجعله في منأى عن الرؤى المستقبلية الضامنة للأمن والاستقرار على المدى البعيد ، فما علينا إلا ان نحمي أنفسنا من ظلم لا يريده الله لعباده ، فقال
وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ{30} مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ{31}
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيديولوجيا الخطيئة والمقت السياسي - غافر
-
ديالكتيكية التوبة والعقاب - غافر
-
انثروبولوجيا المجتمعات والحساب الأخروي - الزمر
-
كورنولوجيا الرأسمالية والمصير الأخروي - الزمر
-
الإسراف الرأسمالي والبعث والنشور - الزمر
-
فوبيا الوطأة وشفاعة شركاء الله - الزمر
-
راديكالية المتشاكسون على شركاء الله - الزمر
-
جيوبوليتيكية المهجر والردة عن الدين - الزمر
-
الدين الخالص وخرافة أولياء الله - الزمر
-
ميتاترون وخرافة الملأ الأعلى – ص
-
الباراسيكولوجيا وخرافة الملأ الأعلى – ص
-
التوتاليتارية الرأسمالية الدينية - ص
-
التوتاليتارية بين القضاء والزعامة الدينية - ص
-
التوتاليتارية بين الدين السياسي والتنزيل - ص
-
الديانة الإبراهيمية بين مكة وأمريكا – الصافات صفا
-
الاثنوغرافيا وتراثية الاعتقادات البشرية - الصافات صفا
-
إبراهيم بين الكسمولوجيا والأديان السياسية-الصافات صفا
-
الاسترولوجيا بين الرجعية والتقدمية- الصافات صفا
-
الاسترولوجيا وراديكالية اليمين – الصافات صفا
-
استرولوجيا الكوكب الشمسية – الصافات صفا
المزيد.....
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار الصناعية بجودة
...
-
الحداثة والفن الإسلامي في لوحات هندية تجسد ميلاد المسيح
-
أحدث تردد قناة طيور الجنة Toyor Al Janah 2025 نايل سات وعربس
...
-
بوتين يهنئ المسيحيين الأرثوذكس بعيد ميلاد السيد المسيح وفقا
...
-
مسيحيون يغوصون في مياه اليونان لاسترداد الصليب في عيد الغطاس
...
-
مسيحيون عراقيون في المهجر يعينون مسيحيي سهل نينوى
-
السيسي يشارك الاقباط احتفالات عيد الميلاد للعام 11 على التوا
...
-
الأزهر: 2024 سجل رقما غير مسبوق في أعداد مقتحمي المسجد الأقص
...
-
تفاصيل اعتقال الناشطة اليهودية الداعمة لفلسطين ياعل كاهن بلن
...
-
الاعلام العبري: اصابة 3 اشخاص باطلاق نار على سيارة قرب سلفيت
...
المزيد.....
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
المزيد.....
|