أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - شفيق العبودي - فلسطين تعيد صياغة مفهوم الوطنية














المزيد.....


فلسطين تعيد صياغة مفهوم الوطنية


شفيق العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 8213 - 2025 / 1 / 5 - 19:15
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


في الوقت الذي يمعن الكيان الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي تجاه الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الإحتلال منذ أكثر من 75 عام، خاصة على مستوى قطاع غزة التي تشهد أبشع أنواع القتل والتدمير والتجويع كما التطهير والإبادة بغرض تهجير الغزاويين أو دفعهم للإستسلام، بدعم ومشاركة ميدانية لحلف الناتو والرجعيات العربية، لكن بالرغم من النتائج الكارثية لهذا العدوان الذي تقابله المقاومة الفلسطينية بصمود قل نظيره بل حتى بتكبيد الاحتلال خسائر مستمرة في الأرواح والعتاد، إلا أن هذا الوضع ساهم ويساهم في إعادة تشكيل وعي جديد وتحديد مفاهيمي على مستوى اللغة، وأهمها مفهوم الوطنية التي عادة تستخدم في مقابل الخيانة، ودأبت الأنظمة الإستبدادية على توظيفها من أجل شيطنة المعارضين لها وإبعاد عنهم صفة الوطنية، وبدل ذلك إلصاق تهمة الخيانة بهم، لكن بالنظر لما تقوم به ما يسمى "السلطة الفلسطينية" بقيادة محمود عباس في الضفة الغربية، وما يقوم به اليمن البعيد عن فلسطين بأكثر من 2000 كلم، يضعنا أمام مفارقة مفهوم الوطنية/الخيانة، فمن هو الخائن إذن لفلسطين؟ ومن هو الوطني الوفي المدافع عن شرف الأرض وأبنائها؟ قيادة السلطة الفلسطينية وهي جلها من حركة فتح التي كان لها السبق في تبني الكفاح المسلح بعد قرار التقسيم وبالضبط سنة 1965م بعد نشاتها سنة 1958م، لكن ها هي الآن توجه فوهات بنادقها تجاه المقاومين بالضفة الصامدة وخصوصا بمخيم جنين الذي سجل صمودا أسطوريا أمام محاولات الاحتلال لتركيعه منذ مدة طويلة وليس الآن فقط، وبهذا الفعل الخياني للسلطة المتماهي مع أهداف الاحتلال نجد هذا الأخير قد انتقل من استراتيجية الحرب والتدخل المباشر إلى استراتيجية جديدة، تقوم على أساس الحرب بالوكالة خدمة لأهدافه، كما يحدث في سوريا الآن وسيحدث مستقبلا إذا لم تتدخل القوى الوطنية هناك لوضع خطة عاجلة قبل أن يستتب حكم العملاء، من أجل إقامة نظام ديمقراطي وطني يخدم تطلعات السوريين وليس الاحتلال وحلف الناتو بالمنطقة، إذن لا يحتاج المرء لخبراء لكي يكشفوا له أن ما تقوم به السلطة الفلسطينية هو خيانة وليس وطنية، وبالمقابل أين يمكن وضع تضحيات اليمنيين الذين يسعى خلف الناتو وعملائه إلى وسمهم بجماعة الحوثيين، في محاولة لإيهام الرأي العام الدولي بأن الأمر يتعلق بجماعة عائلية وليس بدولة جيشا وقيادة سياسية ومثقفين ورجال دين وشعب منخرطين في مهمة نبيلة يعتبرونها قضية إيمانية إنسانية أخلاقية، ومستعدون للاستمرار في إسناد الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة مهما كلف الثمن، وهم في ذلك للإشارة يبلون البلاء الحسن، وقد أجبرت أعتى القوى العسكرية عالميا( أمريكا، بريطانيا، فرنسا، المانيا...) على الاعتراف بقوتهم وعدم القدرة على ردعهم، أليس هذا قمة الوطنية والوفاء للوطن؟ وأي وطن هذا؟ إنه فلسطين، الدولة العربية والإسلامية المحتلة منذ عهود والتي من المفروض أنها تحضى بمكانة خاصة لدى المسلمين، لأنها تضم القدس بكل مقدساتها (بيت المقدس) والمسجد الأقصى الذي يعد أولى القبلتين للمسلمين ومسرى الرسول الذي قال عنه: "لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلّا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحَرامِ، ومسجدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والمسجدِ الأقصى"
كل ذلك لم يشفع كي تتبنى هذه الدولة المدعية الانتماء إلى الهوية الدينية الإسلامية والقومية العربية، القضية فعلا وتوجه بوصلتها إليها، بل اختارت أغلبها الخيانة والعمالة، ومع ذلك كانت فلسطين وستبقى البوصلة التي تكشف وتعري العملاء وفي نفس الآن ترشد التائه الذي فقد القدرة على الفهم والاستيعاب خاصة فهم وادراك من هم الوطنيون ومن هم العلماء الخونة، وفي نفس الآن تعمل على إعادة تشكيل وصياغة مفهوم الوطن والوطنية، لأن التبجح بالوطنية لا يتم عبر الخرجات الغوغائية واللغط وتسخير القنوات لذات الغرض، بل تمنحن وطنية المرء عبر ممارساته وتصرفاته وتضحياته من أجل هذا الوطن المأمول أن يمتد إلى كافة أنحاء العالم (الكرة الأرضية) حتى يتحول وطنا لجميع البشر، الوطنية هي العمل من أجل سعادة الإنسان أينما حل وارتحل، الوطنية هي نصرة المظلوم حيت ما وجد، ومقاومة الظلم والظالم أينما أشيع وانتشر، الوطنية ليست حسابا بنكيا، بل إنجازات للوطن وتضحية مستمرة من أجل الآخر، تنازل عن ذاتية وأنانية الإنسان لصالح النحن الجماعي، الوطنية تفكير في الأجيال القادمة والعمل من أجل توفير سبل إسعادها وليس الاستئثار بالثروات آنيا، وتفضيل العيش في رغد ولو على حساب التنازل عن الأرض والعرض والكرامة والتضحية بمستقبل الاجيال القادمة، الوطنية هي قول الحقيقة جهارا ونهارا والاستعداد للموت في سبيلها كما فعل القادة العظام في المقاومة وغيرها، وليس المساهمة في التضليل وتعطيل الوعي الشعبي من أجل وهم الفتات، الوطنية مقاومة لكل محتل كيف ما كان شكله ولونه ولغته، لأن المحتل الجديد لم يعد كما كان قديما، المحتل الجديد/الخائن قد يكون أخا لنا في الدم باع نفسه، كما أن الوطني ليس بالضرورة أخ لنا، أو ينتمي إلى نفس جغرافية الوطن، الوطنية إذن بناء الإنسان وليس تفتيته إلى كيان فارغ يبحث عن أوهام المتعة.
العرائش 05 يناير 2025



#شفيق_العبودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات سريعة على هامش النقاش الدائر حول -مدونة الأسرة- المغ ...
- اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطينى والمقاومة كخيعر وحي ...
- الكذب السياسي: خطاب النيتن ياهو أمام الكونغرس نموذجا
- لماذا قضية فلسطين قضية وطنية؟
- الغش في الامتحانات وصناعة المواطن الفاسد
- المحكمة الدولية ضمير الغرب الذي لا ضمير له
- الحراك التعليمي بالمغرب بين العفوية والتنظيم
- في الحاجة إلى تشكيل وعي نقابي كفاحي
- من أجل إعادة صياغة مفهوم النضال والمناضل
- الحوار هدف أم وسيلة؟
- بروباغاندا الدعم التربوي وهدر المال العام
- في نقد الفكر اليومي للشغيلة التعليمية بالمغرب
- قراءة سريعة في المعركة البطولية لاحتجاجات الشغيلة التعليمية ...
- اضراب الشغيلة التعليمية بالمغرب يوم 5 اكتوبر 2023 دروس وعبر
- الكوارث الطبيعية وتبييض سمعة الفاسدين
- قصيدة شعب الصبارين
- عيد الاضحى بين الأسطورة والدين والعادة الاجتماعية
- رثاء الموسيقار حسين نازك ابو علي
- مرثية الرحيل
- بلاغ تضامني مع الاستاذ شفيق العبودي


المزيد.....




- ئازادي ب? چالاکواني ش??شگ?? دوعا ئ?لئ?س?دي
- سورياي دواي ئ?س?د و چ?ند س?رنج?ک
- ک?شش کوشتن?ک! د?سي?ي م?رگي ه?زاراني زيندووکرد?و?
- ?ووداو?کاني سوريا و ناوچ?ي ??ژه??اتي ناو??است دواي ?ووخاني ? ...
- ئا?وگ??? سياسيي?کاني ب?نگلاديش و ئاس?ي خ?باتي چيناي?تي
- م.م.ن.ص// ماذا سيتبقى من النقابات مع تجريم الإضراب؟
- بيزنس الموضة في عيون الماركسية
- قرابة 34 ألفا.. رقم قياسي في جرائم اليمين المتطرف بألمانيا ف ...
- رقم قياسي جديد لجرائم اليمين المتطرف في ألمانيا
- وزير الخارجية التركي: القضاء على حزب العمال الكردستاني في سو ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - شفيق العبودي - فلسطين تعيد صياغة مفهوم الوطنية