أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خزامي مبارك - الخطابات الانفصالية: طفل برأسين في جسد واحد أو -التحالف غير المعلن بين الإسلاموعروبيين والهاربين من مشروع السودان الجديد-














المزيد.....


الخطابات الانفصالية: طفل برأسين في جسد واحد أو -التحالف غير المعلن بين الإسلاموعروبيين والهاربين من مشروع السودان الجديد-


خزامي مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 8213 - 2025 / 1 / 5 - 06:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


_____
قبل كل شيء، ما يجب تأكيده هنا هو أن وحدة الثقافة أو الدين أو الإقليم، أو أي صورة من صور التجانس الاجتماعي، لا تمنع نشوب صراعات وحروب. هذا الأمر مثبت بالتجربة التاريخية وأصبح من المسلمات المعروفة. وأبرز الأمثلة على ذلك نموذج الصومال، التي وصلت بها الصراعات الدموية إلى مرحلة انهيار الدولة (Collapse of State). فعلى الرغم من أن الصوماليين ينتمون إلى دين واحد، ولغة واحدة، وثقافة واحدة، إلا أنهم عاشوا وما زالوا يعيشون أشرس الحروب الأهلية.

والنماذج عديدة. فقط لو نظرنا إلى حروب المسلمين فيما بينهم منذ موقعة الجمل وحتى اليوم، لكفانا ذلك دليلاً وبرهاناً على أن التجانس الديني واللغوي لا يمنع نشوب الصراعات بأي حال من الأحوال. وبالتالي، فإن أي دعوة إلى تجاوز مشاكل السودان التاريخية عبر بناء أمة واحدة متجانسة لغوياً ودينياً، هي دعوة كاذبة، تُضلل نفسها وتضلل الآخرين. ومن يدعو لها جاهل بحقائق التاريخ وتجارب الشعوب.

برزت في الآونة الأخيرة أصوات إسفيرية (فيسبوكية، كلوب هاوسية، وغيرها من المنصات التي جادت بها عصر العولمة). هذه الأصوات تُعرّف نفسها بأنها انفصالية وترى أن التعدد الكبير الذي يعيشه السودان هو سبب المشاكل والحروب. ويوازيها أصوات أخرى انفصالية ترى أن الدولة المركزية في السودان لا يمكن بناؤها بأسس عادلة، وبالتالي لا بد من الاستقلال عنها. وهذا الصوت هو الذي انتصر داخل الحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق، فكانت النتيجة دولة جنوب السودان الحالية.

إذا تأملنا في هذه التيارات والأصوات الجهوية والانفصالية اليائسة، نجدها تنقسم إلى نوعين يختلفان في المنشأ والتطور، ولكنهما يتفقان في الأدوات وطرق العمل، وفي نهاية المطاف يصبان في نهر واحد:

التيار الأول: التيار الإسلاموعروبي، الذي يحلم بتحقيق الأحادية قصراً وإجباراً، أو بتفكيك السودان إلى الأبد. وهو مشروع بدأه الطيب مصطفى ويقوده الآن الكائن الإلكتروني المعروف باسم "عمسيب".

أما التيار الثاني: فهم الجهوين على الذين يظهرون بثوب إقليمي ويتحدوث بإسم إقليم معين مثل (نحنا ناس جبال النوبة ،ونحنا كناس دارفور ،ونحنا كناس شرق السودان. وهلموا جراا. من الجهات ) تتمثل هذا التيار غالباً في المهمشين (بالمعنى النسبي للتهميش) ضعاف الوعي والحيلة . وهؤلاء في حقيقتهم كيانات وأشخاص يئسوا من العمل النضالي والثوري من أجل بناء السودان الجديد، فقرروا اعتزال الوطن الأم. واختاروا نضالاً إثنياً وجهوياً يائساً، غاياته تحقيق دولة أفشل من الدولة الأم. هذا التيار، كما وصفته أدبيات السودان الجديد¹، هو تيار هارب من المواجهة ومن مشروع التحرر، فقرر فرض عقاب على المركز بالانفصال عنه، لكنه لا يدري أنه يعاقب نفسه ليس إلا، فيعيد إنتاج الأزمة بصورة أخرى.

يبقى هذان التياران، رغم مظهرهما كمضادين لبعضهما البعض، في الحقيقة يمثلان بحراً واحداً بروافد مختلفة.



#خزامي_مبارك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تسمية الضحايا لجلادهم__ كلمة الجنجويد والذاكرة الشعبية
- حرب الخامس عشر من أبريل: صراع الجيش والدعم السريع أم غزو إمب ...
- خواطر وآمال
- في اليوم العالمي للمهاجرين
- لا يمكن بناء سودان خالٍ من الحروب إلا بالعلمانية:
- سؤال العلمانية في السودان
- النخبة المهزومة تلملم أطرافها من جديد لتصفية الثورة
- لا ثورة وطنية بلا قوى ريفية
- هل ابتلعت قوى المركز حزب المؤتمر السوداني؟
- نخاسة الرقيق كوعي في دولة الاسلاموعروبيين


المزيد.....




- مسيحيون يغوصون في مياه اليونان لاسترداد الصليب في عيد الغطاس ...
- مسيحيون عراقيون في المهجر يعينون مسيحيي سهل نينوى
- السيسي يشارك الاقباط احتفالات عيد الميلاد للعام 11 على التوا ...
- الأزهر: 2024 سجل رقما غير مسبوق في أعداد مقتحمي المسجد الأقص ...
- تفاصيل اعتقال الناشطة اليهودية الداعمة لفلسطين ياعل كاهن بلن ...
- الاعلام العبري: اصابة 3 اشخاص باطلاق نار على سيارة قرب سلفيت ...
- المسيحيون الأرثوذكس يحيون قداس عيد الميلاد في بيت لحم.. أجوا ...
- ماذا عن تصريحات وزير الخارجية التركية بشأن انعاش تنظيم الدول ...
- Toyor Al Janah أحدث تردد قناة طيور الجنة 2025 عبر النايل وعر ...
- -سوريا ستصبح تحت قيادتك دولة رائدة-.. ماذا طلب نجل الحاخام ا ...


المزيد.....

- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خزامي مبارك - الخطابات الانفصالية: طفل برأسين في جسد واحد أو -التحالف غير المعلن بين الإسلاموعروبيين والهاربين من مشروع السودان الجديد-