أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد رضا عباس - عندما يكون الاعلام عدوا لوحدة بلده














المزيد.....


عندما يكون الاعلام عدوا لوحدة بلده


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8213 - 2025 / 1 / 5 - 02:23
المحور: الصحافة والاعلام
    


لا حاجة الى استعمال جيوش لتغير حكومات في هذا الزمان , خاصة اذا كان البلد قويا وله تأثيرا عالميا . هذا البلد مع ما تتوفر له من اعلام متمرس وقليل من المال لشراء الضمائر يستطع القضاء على نظام يرفض الهيمنة عليه , وهو امرا كان من غير الممكن تحقيقه في الماضي . التغيير في سوريا كان هو البرهان . كانت اول خطوات اسقاط نظام بشار هو فرض العقوبات الاقتصادية على بلده ( قانون قيصر) والذي خلق طبقة متضررة اقتصاديا كبرت مع مرور الزمن , ومع طول فترة العقوبات الاقتصادية اصبحت هذه الطبقة خنجر في خاصرة النظام تتعاون مع أي قوة معارضة من اجل اسقاطه , هذا ما جرى في العراق في عهد حكم صدام حسين أيضا , حيث ان العقوبات الاقتصادية جوعت الشعب العراقي وخلق طبقة رافضة للنظام مما سهل على القوات الامريكية احتلال بغداد بكل سهولة ويسر , وهذا يفسر أيضا سهولة احتلال هيئة تحرير الشام المدعومة من قبل تركيا وامريكا وإسرائيل وقطر احتلال دمشق بدون مقاومة . الحصار الاقتصادي على كلا البلدين كان اليد الطولاء في اضعاف الجبهة الداخلية وبالتالي اسقاط كلا النظامين .
ساعد على انهيار النظامين أيضا الاعلام الموجه المدعوم خارجيا والذي استطاع خلق معارضة داخلية و تهيء الأرضية لأسقاط النظامين . الاعلام الموجه استعمل منذ فترة طويلة ولكنه أصبح اكثر فعالية بعد انتشار أجهزة التواصل الاجتماعي التي أصبحت سهلة التناول على أبناء المجتمع مثل يوتيوب وكوكل و تك توك , توتير , و الماسنجر . ان هذه الوسائل وان كانت مفيدة لبني البشر , ولكنها استغلت لتصفية حسابات سياسية لبعض الدول و لبعض الجماعات . هذه الوسائل بدأت تنشر حتى ما تلبس زوجة الرئيس من ملابس وماركاتها واسعارها , وما نوع حنفيات حماماته . مثل هذه الاخبار تشحن المواطن العادي ضد حكومته بل حتى وطنه الذي يعيش فيه.
ان كل من يستخدم اليوتيوب يفقه ما أقوله خاصة هذه الأيام بعد انهيار نظام بشار الأسد وسقوط دمشق بيد هيئة تحرير الشام ذات التوجهات الإسلامية المتطرفة . لقد نشر انصار " ثوار سوريا " على اليوتيوب العجائب والغرائب ضد النظام السابق , امام مسجد يدعوا ترحيل العلويين الى لبنان واسكانهم في الخيام , و رجل دين اخر يريد كسر الصلبان لأنها من أدوات " الشرك" , ورجل دين اخر يخطب في الجمعة وهو يشتم الشيعة ويعتبرهم الحية التي تنفذ سمومها في جسم الإسلام , فيديو يشهر بنساء العلويين لا يرضى له شريف او انسان سوي, انشودة تلعن حافظ الأسد وعشيرته , رجل دين يدعو الى هدم قبر رقية بنت الحسين بن علي , واخر يدعو بهدم قبر زينب بنت فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى , واخر يهدد الحشد الشعبي العراقي ويدعوه الى المبارزة .
ان استمرار هذا التوجه سوف لن يوحد سوريا ذات المكونات المختلفة , وان استمرارها لفترة طويلة تؤدي الى احتقان داخلي ينتج عنه حرب اهلية . ليس هذا فقط , وانما الخوف كل الخوف من استغلال دول لا تريد الخير لسورية على تأجيج الصراع بين مكونات المجتمع السوري , وبذلك تتحول سوريا من سد تتقوى به دول المنطقة الى بلد ممزق تديره عصابات متناحرة. احرار سوريا مدعوون الى الانتباه لهذا الموضوع وعدم السماح و الرفض و التنديد بكل البرامج التي لا تدعم الوحدة السورية.
العراق هو الاخر ابتلى بالبرامج التخريبية على اليوتيوب , وسوف لن أكون مغليا اذا قلت بان سبب الشحن الطائفي والقومي الموجود حاليا في العراق يعود معظمه الى محتويات هذه البرامج التي تدغدغ شعور المشاهد او المستمع . ان هذه البرامج أصبحت موضع ارتزاق لمجموعة من الافراد على حساب وحدة العراق . فتجد مقابل كل برنامج سني يعارضه برنامج شيعي ومقابل كل برنامج كردي يعارضه برنامج عربي . ان من يمول هذه البرامج سواء كان محليا او اجنبيا يعرف خطرها على وحدة البلاد .
قضية أخرى أصبحت مصدر قلق وتشويش للمجتمعات العربية وهو كثرة " الخبراء " السياسيين فيها . فتجد بقدرة قادر يخرج علينا شخص يتحدث وكانه " خبير " بأحوال الشرق الأوسط و اخر خبير بأحوال مصر واخر بأحوال العراق واخر بأخبار النظام الدولي. اكاد اجزم ان البعض منهم لم يقرا كتاب واحد في علم السياسية او يعرف لغة أخرى بجانب لغته . الفرق بينهم وبين المواطن العادي هي قدرتهم على الثرثرة ومظهر ملابسه الانيقة .
ان كثرة تردد هؤلاء على محطات فضائية معينة تدعونا بالاعتقاد بانهم يتقاضون اجورا معينة عن كل لقاء او راتبا شهريا او سنويا . لا اعتراض على عمل يوفر العيش الكريم لمواطن , كلنا بشر وكلنا نريد العيش دون الحاجة الى الاخرين , ولكن على هذه المجموعة ان لا ينسوا مخاطر تصريحاتهم على المجتمع . ومن راقب احداث سوريا , يعرف كيف خرجت اعداد كبيرة من هؤلاء من على مواقع التواصل الاجتماعي و المحطات التلفزيونية وهم يبثون الخوف والرعب في قلوب العراقيين من القادم عليهم . لقد كان واضحا انهم يفرضون اجندة اوليائهم على المجتمع العراقي , وفي اغلبها اجندة لا توحد الشعب العراق وانما تفرقه
هذه الشريحة كانت غير معروفة في العراق وهو البلد المعروف باستقلاليته ورفضه للهيمنة الخارجية . وحتى لو كانت هذه الشريحة موجودة في العراق , فأنها كانت غير قادرة على نشر افكارها بهذه الجراءة خوفا من ردود الأفعال ضدهم . لقد صدق رئيس الوزراء الماليزي الأسبق مهاتير محمد " الصحافة الحرة ليست مطلقة . في هذا البلد, نقول بوضوح اذا بدأت اثارة الكراهية العنصرية فسوف نوقفها لان هذه الأشياء لا تؤدي الا الى الكثير من اعمال الشغب واراقة الدماء".



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر تراكض العرب نحو سوريا
- ما بين احتلال العراق وسوريا
- كم ربحت تركيا وامريكا من التغيير في سوريا ؟
- انهم لا يحاربون الهلال الشيعي فحسب , وانما يحاربون القمر الس ...
- لماذا يكرهون شجرة عيد الميلاد ؟
- رسالة حزينة الى الشيخ احمد الوائلي في قبره
- النظام في بغداد باقي , وسقوطه مجرد حكي مقاهي
- اسف , لا اعرف ما سيحل بمحور المقاومة , ولكن اعرف كيف تقطعت ا ...
- تراخي جيش سوريا من اسقط الأسد , وهذا هو البرهان
- هل قراءة خبر - واشنطن بوست - الامريكية حول سقوط الرئيس بشار ...
- حتى لا تضيع سوريا بعد التغيير
- لماذا على العرب حماية سوريا , حالا ؟
- ما هو - مرض الجلوس الطويل -, ولماذا يجب محاربته ؟
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الخامس
- - ثورة - ام - هجمة تكفيرية - على سوريا
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الرابع
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الثالث
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الثاني
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا – الجزء الأول
- وجع كتاب احرار من التقاعس العربي والإسلامي تجاه فلسطين


المزيد.....




- مع تقدم للمحافظين باستطلاعات الرأي.. جاستن ترودو يعتزم الاست ...
- لحظات مؤثرة في حفل -الغولدن غلوب- ومحمد سعد يتصدر بـ-الدشاش- ...
- ترامب يقترح ضم كندا لتصبح الولاية الأمريكية رقم 51
- ترامب: بايدن يبذل كل ما في وسعه لجعل عملية نقل السلطة صعبة ق ...
- مصر.. العثور على مقبرة أثرية لأشهر أطباء الفراعنة القدماء (ص ...
- رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يعلن استقالته من رئاسة الحكو ...
- قناة لبنانية تثير استياء واسعا بعد عرضها برنامجا يناقش السيا ...
- الكونغرس يصادق على فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية
- عاجل | الناطق العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية استهدفت ح ...
- واشنطن بوست: ترامب قادم لكن إلى عالم أكثر فوضى


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد رضا عباس - عندما يكون الاعلام عدوا لوحدة بلده