أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - كاظم الحناوي - الرؤية الاقتصادية... نقطة تحول في تاريخ المملكة العربية السعودية (2)














المزيد.....


الرؤية الاقتصادية... نقطة تحول في تاريخ المملكة العربية السعودية (2)


كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8212 - 2025 / 1 / 4 - 23:41
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


 في كتاب الدكتور عبدالرزاق السنهوري، قال إن الإسلام دين لا دولة؛ وقدّم منهجية لتطبيق الشريعة في البلاد الإسلامية، عبر إنشاء هيئة للشؤون الدينية، وهو يتبين حسب ما ذكر أن الجمع بين التخصصات الدينية والسياسية يؤدي في النهاية كما أثبتت الوقائع التاريخية إلى سيطرة الهيئات السياسية، ولكن السلطتين يجب أن تجتمع في القائد أو الملك، وكان يؤكد أن التقدم العربي لا يحتاج إلى فترة طويلة من الزمن كما استغرق التقدم الغربي إذا ما وجد القائد القادر على ذلك والواقع يثبت في (التجربة السعودية) أنه قد أصاب في توقعاته؛ إذ إن أهم وأكثر الحركات الإسلامية تطرفا قد تُرَوَّض الآن. ورغم أني قد توقعت قبل عشر سنوات من الآن في قراءتي لمستقبل السعودية أنها تنحو إلى حصر الالتزام الديني بالأماكن الدينية في مكة والمدينة المنورة بنقاشات لا يمكن إخفاؤها، فإن كثيرا من الاستنتاجات قابلة للاستخدام والتطبيق والعبرة في مختلف التجمعات البشرية خارج النسق الغربي، على نحو يؤهلها لتكون قراءة لازمة لكل من يتصدى لعالم ما بعد النفط في الجزيرة والخليج العربي.

الصدمة والإمتاع

 وبعكس الرؤية التي وضعها الأمير محمد بن سلمان الذي يصعب عبوره أحيانا على غير المتخصص وغير المطلع على المناخ التاريخي الذي وضع في إطار هذه الرؤية، فإنها حققت الصدمة والإمتاع معا. خذ مثلا موسم الرياض والمشاركين فيه. فإن لا أحد قادر على جمع هكذا عدد من النجوم في المجتمعات الغربية الأكثر تحضرا اليوم حيث يقول عنه المتضررون والمعادون لهذه الرؤية إنه نوع من هذر فارغ ذي مضمون سلبي، ومضيعة للوقت...
 لكن الرؤية تقول إن فكرة فك أسر النساء مسألة في غاية الأهمية لديمومة المجتمعات البشرية، إذ هن بما يصفه الوهابيون بالثرثرة يصغن ذاكرة المجتمع، وينقلن ثقافته الجمعية عبر الأجيال، ويسجلن التاريخ الذي غالبا ما يسهو التاريخ الرسمي عن تسجيله، ويشكلن بذلك هوية المجتمع وشخصيته وحكمته وخبراته المتوارثة.
أما على الصعيد العملي، فإن تلك الأحاديث تبقى وسيلة بقاء وتضامن بين النساء، يتبادلن فيها الأفكار، وتفسير السلوك الاجتماعي للآخرين، ومشاركة التجارب المشكلة لوعيهن، بعيدا عن أسماع المتلصصين، هذا دون عظم قيمتها بنقل خبرات الأجيال في العناية بالصحة والأطفال والمنازل.
وتستحضر كتابات المستشرقين بدايات الأحكام القاسية على النساء إلى بدايات الحركة الوهابية، وتورد أمثلة مذهلة من أحكام كانت يفرضها شيوخ الدين والعائلات الثرية، وتقدم صورا مبتذلة عن المرأة المستقلة التي لا تقبل الخضوع للرجل، وتظهرها شريرة سيئة الخلق، وأن الرجل الذي يحترم زوجته، ويتعامل معها بندية لا يستحق لقب الرجولة، وكثيرا ما صورته تلك خطب شيوخ الدين بأشكال مهينة تثير السخرية، بينما وضعت المرأة كعورة داخل إطار الشيطنة والإفساد وقلة الاهتمام بمصالح العائلة.
ولو راجعنا الضربات التي وجهت للأحكام الوهابية منذ تبني رؤية 2030، من خلال التخلي عن نصوص الحركة الأدبية والأهازيج والأحكام (الشرعية)، لتظهر كيف تحولت الكلمة التي تقال في المرأة من وصف سلبي حول منظومة تواصل أساسية إلى صفة إيجابية، مع نشوء الحاجة إلى تفتيت سيطرة الحركة الوهابية على المجتمع السعودي.

الاستثمار في عالم ما بعد النفط

كانت المطالبات النسائية سر المواجهة والتحرر الأخيرة التي دعا لها المجتمع الدولي لرفع الحيف عن نساء كن ضحايا مواجهة العبث الأخلاقي والجنسي في أحكام شيوخ الحركة، بينما أعدت الرؤية لهن اليوم بمستقبل أكثر عدالة.
ولتجنب تدمير التراث الثقافي والتاريخي للسعودية، اعتبرت الرؤية أن تدمير المقابر والأضرحة أمر غير ملزم وواجب على المسلمين، دائما عملية الاهتمام بالتاريخ تكون على حساب الفتاوى المتخلفة، من هنا نجد تركيز الدولة على محاربة الظواهر الوهابية في الشوارع، وجعلهم يطبقون فتاويهم في بيوتهم دون التعدي على القانون، ليرفعوا عنهم شغلهم الشاغل تحقيق وتطبيق الشريعة على الأحياء ومن في القبور، وتجنب بحث قضايا المرأة والجهاد في الخطب، فقد وضعت لهم خطوط حمراء، كما أن الملك أولى بحماية مواطنيه فهو حاكم عليهم والله وليهم في الدنيا ولآخرة.
القسوة التي تعاملت بها الوهابية كانت تثير التساؤل، لذا على الدولة أن تقوم بواجبها الديني والشرعي بإقامة الحد على هؤلاء الخارجين على القانون بغرض ضمان ديمومة الثروة والنفوذ، والاستجابة من الشارع السعودي إنما هي ردة فعل طبيعية للقهر الذي يتعرض له المواطن في مطحنة الأرواح التي تسمى الأحكام الشرعية.
بالطبع، توقعاتنا لنهاية الحركة قبل عشرة أعوام قد تكون لم تدر بخلد العقول التي تشربت بالأوضاع التي كانت قائمة، وتربت عليها، ولم تعتد النظر في أصول الأشياء، لكنه واقع لا بد منه إذا رغب المرء بالخروج من أوهام كهف الوهابية والفورة النفطية والاتجاه نحو الاستثمار في عالم ما بعد النفط والاقتراب خطوة خطوة من الدولة المدنية.



#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية 2030 الاقتصادية... نقطة تحول في تاريخ المملكة العربية ا ...
- العراق مهدد بالخروج من بطولة كاس الخليج العربي لكرة القدم
- ماهي الطرق أمام المدرب كاساس لتصحيح أوضاع المنتخب العراقي بك ...
- خصوم برشلونة: كيف يتم الاعداد لافشال مصيدة هانز فليك؟!
- حوكمة الفساد لخدمة المستثمر في محافظة المثنى
- هل ستعود(الخرابيط) للدوري السعودي.. والسبب -مهازل التحكيم لم ...
- كمبش فداء عيد العراق؟!!.
- دعاء لخفض الدولار والقرب من المالكي والاطار
- بيش السوگ؟ كن اول من يعلم!.
- ماذا يعني فقدان المغزى في حياتك ؟
- الهجرة :صراع مرتبط بالعدالة وحقوق الانسان
- بمناسبة عيد الصحافة العراقية:(هل سيستمر استهداف الاصوات غير ...
- العراق ملاحقات قضائية للأصوات الناقدة، واعتقالها واتهامها با ...
- دار نشر عراقية تشارك ب1000 عنوان في معرض العراق الدولي للكتا ...
- عدنان سمير.. الصحفي الذي حدد ميدانه بمفردة
- جمعية الاعلاميين الاكاديميين تنعى الصحفي حسن خلف العبيدي
- 8-8 بيان البيانات : آخر الداء الكي؟!
- انت مصاب بالكورونا ..هل من أمل في شفائك منه؟
- الكاظمي: مئة يوم على رجل الفتح وإعلام الردح؟!
- قصة السبليت والصيف لا تمسح من ذاكرة العراقي


المزيد.....




- الخزانة الأمريكية تصدر رخصة تسمح بإجراء معاملات مع المؤسسات ...
- -لوسيد- تتخطى توقعات تسليم طلبيات المركبات الكهربائية
- البرازيل: إندونيسيا تحصل على عضوية كاملة في بريكس
- تراجع مبيعات السيارات الكهربائية في ألمانيا
- ألمانيا: مبيعات السيارات الكهربائية تسجل تراجعا بأكثر من 27% ...
- ثقة الشركات البريطانية تتراجع إلى أقل مستوى في عامين
- القطاع الخاص غير النفطي في مصر يواصل الانكماش
- -مرسى المغرب- تستثمر في ميناء نفطي بجيبوتي
- 6 مليارات دولار محفظة مشروعات -حسن علام القابضة-
- سوريا.. العمل بمبدأ الاثني عشرية للسنة المالية 2025


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - كاظم الحناوي - الرؤية الاقتصادية... نقطة تحول في تاريخ المملكة العربية السعودية (2)