هيمنة الأسطورة الصهيونية – إسرائيل – على أنظمة التطبيع

خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 8212 - 2025 / 1 / 4 - 12:12
المحور: القضية الفلسطينية
    

بعد أحداث 7 أكتوبر وبداية حرب إبادة شعب غزة من قبل الجيش الإسرائيلي، بدأت الولايات المتحدة في ارسال سفن حربية وطائرات عسكرية الى شرق المتوسط، وتزويد إسرائيل بالذخيرة والمعدات العسكرية، وصرحت الولايات المتحدة بأن إسرائيل ستحصل على "كل ما تحتاجه" لدعم الحرب الإسرائيلية على غزة، هذه الحرب الهمجية حرب إبادة شعب، والتي تُطلق عليها إسرائيل والولايات المتحدة الدفاع عن النفس.

وفي 20 أكتوبر العام الماضي أعلن بايدن أنه طلب من الكونغرس مساعدة إضافية لإسرائيل بقيمة 14 مليار دولار. وقامت الولايات المتحدة الامريكية بإرسال سفن وطائرات حربية الى منطقة الشرق الأوسط والأدنى وصرحت أمريكا بأنها مُستعدة لتزويد إسرائيل بكل ما تحتاجه من دعم سياسي وعسكري.

الإدارة الامريكية، ليس فقط الحالية، تتناسى بأن إسرائيل تحتل الضفة الغربية وتقوم بتوسيع الاستيطان الكولونيالي العنصري الشوفيني الصهيوني منذ عام 1967، وتمارس الحصار الإرهابي على غزة منذ أكثر من 16 عاما. وتمارس إسرائيل سياسة الفصل العنصري، سياسة الابرتهايد في جميع انحاء فلسطين التاريخية.

منذ قيام دولة إسرائيل قدمت الولايات المتحدة الامريكية لإسرائيل ما قيمته 158 مليار دولار من المساعدات العسكرية وهنا أذكر بأنه بعد الحرب الاستباقية العدوانية الإسرائيلية التي شنتها على الدول العربية عام 1967 واحتلالها للضفة الغربية وغزة والقدس ارتفعت المساعدات العسكرية المقدمة لإسرائيل.

وفي عام 2011 بمساعدة أمريكية تم أنشاء نظام القبة الحديدية. وفي عام 2022 تم تخصيص أكثر من 1,5 مليار دولار للدفاع الصاروخي لإسرائيل. وهذا المبلغ كان جزءا من اتفاقية قياسية بقيمة 38 مليار دولار على مدى عشر سنوات تم الاتفاق عليها في زمن الرئيس "الديمقراطي" الأمريكي السابق باراك أوباما في عام 2016. وتجاوزت المساعدات العسكرية لإسرائيل 3.8 مليار دولار عام 2023. ومن هذا المبلغ تم تخصيص نصف مليار دولار للدفاع الصاروخي الإسرائيلي.

لقد أعلنت واشنطن انها ستعمل على تجديد الذخيرة الإسرائيلية التي استخدمتها إسرائيل في الحرب على غزة، هذه الحرب التي تقتل الأطفال والنساء والأبرياء والتي تُدمر كل البنية الاقتصادية للمجتمع في غزة، وحتى تدمر المدارس والمستشفيات، والتي لا يمكن وصفها بحرب الدفاع عن أمن إسرائيل بل هي حرب إبادة الشعب الفلسطيني في غزة.

وهي بدعم أمريكي مطلق لهذه الجريمة الإنسانية، والتي اعتبرها عار على جبين الإنسانية جمعاء. واستخدام حق النقض الفيتو الأمريكي ضد عدة قرارات للأمم المتحدة والتي تدعو الى وقف فوري للحرب الإرهابية الاجرامية الصهيونية الإسرائيلية على غزة ومواصلة ارسال الأسلحة الى إسرائيل، دفعت منظمات حقوق الانسان ومسؤولي الأمم المتحدة الى اتخاذ مواقف رافضة ومعارضة ومدينة لهذا الموقف الأمريكي الإرهابي. كان المرء ولا زال يتوقع ردود فعل أكثر حزما ورفضا وإدانة واستنكارا من الشعوب العربية، وليس من قبل أنظمة الاستبداد الرجعي العربي أنظمة طبقة رأس المال الكومبرادوري الوسيط الحليفة الاستراتيجية لأمريكا وإسرائيل.

وأقدم نصيحة الى من يقرأ هذا المقال أن يراجع ويقرأ كتاب الدكتور المهندس سفيان التل وعنوانه: "الهيمنة الصهيونية على الأردن" يكتب د. سفيان التل في هذا الكتاب: "ويكفي ان نعرف ان تفكيك الأردن قارب على مراحله النهائية. فقد تم تفكيك الاقتصاد الأردني وبيعه لمؤسسات خارجية، لا تتبع الدولة في الأردن، وليس لدينا أي ضمانة بأنها ليست إسرائيلية أو صهيونية. فما يجري على هذا الصعيد، مشابه لما قامت به مؤسسات مشبوهة عملت على الاستئثار بمقومات الاقتصاد الفلسطيني قبل اعلان نشوء الكيان الصهيوني".

وهنا اريد ان اذكر بأن دولة الامارات مستوطنة صهيونية منذ عام 1971 بعد استقلالها من الحكم البريطاني. والتطبيع المطلق مع إسرائيل أكبر مثل على الهيمنة الصهيونية على الأنظمة التي تُطبع مع إسرائيل المستمرة في احتلالها الكولونيالي الصهيوني العنصري الشوفيني لفلسطين والمستمرة في حرب إبادة الشعب الفلسطيني في غزة والمستمرة، والتي أقر برلمانها الكنيست (الكركاس – المسرح) قرارا بأغلبية ساحقة يرفض إقامة دولة فلسطينية بحدود عام 1967.

وكما نشر في صحيفة هآرتس، فإن الولايات المتحدة وخاصة خلال فترة حكم ترامب تضغط على السعودية بهدف تطبيع العلاقات مع إسرائيل بدون الالتزام بإنهاء الاحتلال والاستيطان وبدون الاعتراف بدولة فلسطين بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس، وبدون تحقيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وان دل هذا على شيء فهو دليل على تخلي النظام الرسمي العربي الرجعي عن الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة.

وفي النهاية أذكر ما كتبه روجيه غارودي في كتابه "الإرهاب الغربي" حيث قال:" في ضوء تقدم علم الآثار فان تاريخ العبرانيين المزعوم – كما أراد حاخامات دولة إسرائيل وحاخامات الصهيونية العالمية الأكثر ظلامية، أن يستخدموه لتبرير ملكيتهم لما يعتبرونه أرضهم الأصلية التي وهبها الله لهم – لا يظهر الا "كأسطورة" محضة. وهذه هي كل الشرعية التاريخية لدولة إسرائيل الحالية" التي يمكن ان توصف بوضوح بالأسطورية. وهذا وصف أعطاه لها المؤرخون الإسرائيليون الذين نستطيع أن نتذكر قولهم الجريْ "لا يوجد منذ نشأة دولتنا حتى وقتنا الحاضر الا اسطورة".

(راجع الفصل الأول من كتاب بيني موريس)

(كتاب روجيه غارودي – الجزء الأول – ص 51).

#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات