سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي
الحوار المتمدن-العدد: 8211 - 2025 / 1 / 3 - 22:23
المحور:
الصحافة والاعلام
تطورات الراهن السوداني:
علي رأس كل ساعة في اليوم الواحد تشهد الساحات السودانية متغيرات سياسية وعسكرية مثيرة تجعلنا نعيد التفكير في تحليل الموقف العمومي داخل وخارج أرض السودان، وما يلفت الإنتباه الآن أنه بعد جدلية الشرعية التي حاول البعض فتحها بضجة إعلامية كبحتها رياح عيد إستقلال السودان المجيد وإرتفع بها صوت الشعب السوداني الرافض للإستغلال الذي تخطط له المليشيات وقوى الإستعمار الإستبدادي، وهذه نقطة تاريخية سطر فيها السودانيين من جديد تاريخهم بحبر البطولات من أجل الحرية والسلام والمستقبل المشرق.
لقد صبر وصمد شعبنا أمام بطش الأوباش وكان عظيمًا ومستنيرًا جعل الكثير من دول العالم والإقليم تقف إلي جانب السودان في عيد إستقلالنا المجيد، وقد توالت برقيات التهاني من رؤساء وزعماء الدول إلي رئيس مجلس السيادة الإنتقالي معربين فيها عن دعمهم ومساندتهم لوحدة وسيادة بلادنا وسلامة وإستقرار شعبنا، ويُعد هذا إنتصار عظيم يضاف إلي سجل كفاحنا الوطني التحرري المشترك في مواجهة سياسات الإستعمار والإستبداد والعزلة والإفقار.
حملت التقارير الإعلامية أخبار موثوقة عن إنتصارات جديدة حققها بواسل القوات المسلحة وفرسان قوات المقاومة الوطنية المساندة لها في دارفور والجزيرة وكردفان وغيرها من المناطق مقابل تراجع وتقهقر مليشيا الدعم السريع، وأيضًا هناك سقوطًا داويًا للخطاب السياسي والدعائي الذي تتبناه المجموعات المتحالفة مع المليشيا المتمردة داخليًا وخارجيًا، ونلاحظ أن المواقف الدولية التي كانت متجمدة إلي حد كبير باتت الآن تتبدل وتلين أمام تلك المتغيرات الداخلية التي صنعها أبناء وبنات شعبنا من قواتنا المنتصرة بكل تشكيلاتها.
آن لنا تحويل طاقاتنا وإنفعالاتنا مع المعركة الجارية من حالة المقاومة الدفاعية إلي صناعة الأمل والإنتصار وبناء رؤية إستراتيجية للتعامل مع مرحلة ما بعد الحرب سياسيًا وأمنيًا وإقتصاديًا، ويجب أن يواصل العالم السير بخطوات سريعة نحو الإقتراب من حكومة السودان وتفهم طبائع هذا الصراع الوجودي، والذي نهض الشعب السوداني للتصدي له، وعلينا أن نعمل سويًا بغية تأسيس سودان الحرية والسلام والمواطنة المتساوية وكذلك تحقيق الإزدهار التنموية المستدام.
#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟