أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي فريح عيد ابو صعيليك - سقوط طاغية الشام مقدمة الأحداث الكبرى القادمة














المزيد.....


سقوط طاغية الشام مقدمة الأحداث الكبرى القادمة


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 8211 - 2025 / 1 / 3 - 19:11
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


كتب م.علي أبو صعيليك

"ما بعد السابع من أكتوبر ليس كما قبله" وهذا ما كان وسيكون، ولسنا هنا في موضع تعداد التفاصيل الكبيرة، ولكن نهاية نظام الطاغية في بلاد الشام هو أحدث الأمور وما رافقة من انتهاء النفوذ الروسي والإيراني في بلاد الشام، واقتراب نهاية المشروع الإيراني في المنطقة خصوصًا بعد ما تعرض له حزب الله الذراع الأقوى من ضربات إستراتيجية أهمها أنه أصبح بلا نصر الله، والحديث عن النموذج السوري من الثورات العربية مختلف جذريًا عن كل ما جرى سابقًا في البلاد العربية وذلك لأسباب عدّة من المهم التطرق لها.

في الحقيقة لا يخفى أن معظم المنطقة العربية ومحيطها هي مناطق على صفيح ساخن دون استقرار عميق حقيقي منذ نهاية حِقْبَة الدولة الإسلامية العثمانية وما تلاها من حِقْبَة الاستعمار الغربي التي غادرت المنطقة تدريجيًا منذ أن زرعت الكيان الصهيوني وأذرعها في المنطقة، ومن اللافت للنظر أن أكثر الدول العربية محورية هما سوريا ومصر لم تحظيا باستقرار حقيقي، وبديهيًا فإنه ودون استقرار سوريا ومصر لن تحظى المنطقة عمومًا بأدنى مستويات الاستقرار لما لهذه الدول من أهمية إستراتيجية من عدة زوايا.

سوريا التي تحظى بمساحة كبيرة وملاصقة جغرافيًا للكيان الصهيوني المحتل سيطر على حكمها نظام استخباراتي أمني قمعي قرابة ست عقود، مع إنفاق إيراني منقطع النظير من أجل تمكين مشروعها الذي يتقاطع مع المصالح الغربية في العديد من المفاصل، وكذلك التواجد الروسي في عمق الدولة السورية من حيث المشاركة في إدارة الثروات والسيطرة الأمنية، حتى تجلى دورهم جميعا منذ الثورة الشعبية عام 2013 من حيث المساهمة في إبادة المدنيين السوريين التي بلغت ذروتها وأبشع صورها من خلال البراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية وتجارة الكبتاجون والتعذيب الوحشي في ظلمات السجون دون وجه حق، ومع ذلك بدأ انهيار كل شيء تدريجيًا منذ السابع من أكتوبر وتفكك محور الممانعة وسقطت روسيا في مستنقع أوكرانيا، كل ذلك لا شك أنه تم بقرار أمريكي أساسه عودة ترامب للحكم وعزيمة الإرادة الشعبية السورية والدور التركي الإستراتيجي.

ومصر العروبة التي يتناوب على حكمها العسكر منذ أكثر من سبعين عام والمعاناة متزايدة على كافة الاصعد وأبرزها الاقتصادية التي تزداد تعقيدًا وَسَط غرق الدولة في قروض لا متناهية ولا بارقة أمل في حلول على الرغم من الوعود المتتالية والطاقات البشرية الهائلة والثروات الطبيعية التي تمتلكها، ويبقى القرار الأمريكي في استمرار الحال يطغى على كل شيء، فهل يكون لصمود غزة في حرب الإبادة دور في تغيير قادم كما كان لها دور في اجتثات طاغية الشام؟ !

وفي أهم بقعة جغرافية في العالم "فلسطين" محور الصراع والسيطرة، ومن خلال توقيع اتفاقيات "تطبيع" هزيلة وهزلية تم تكوين "سلطة تنسيق أمني" بأدوات فلسطينية تحاول بكل الطرق أن تنهي فكرة تحرير كامل أرض فلسطين واجتثاث الاحتلال الصهيوني منها من عقول الفلسطينيين وهذه لا شك أنها مهمة مستحيلة، ورغم الفرصة الأخيرة التي تقوم بها حاليا في مخيم جنين، إلا أنها -فعليا- فشلت في مهمتها ولا نستبعد أن تشهد المدة المقبلة الاستغناء عن خدماتها كما تم الاستغناء عن خدمات طاغية الشام واجتثاثه.

كل ما سبق هي تفاصيل من الصراع الأكبر المستمر، وهو الصراع بين قوى الحق والباطل، وأهل الحق رغم تقصيرهم في الصراع وهم المؤمنون بفكرة النصر الإلهي وهو شيء خارج إطار التوقعات والدراسات إنما منطلقة الإيمان ووجود الشواهد على ذلك، أما أهل الباطل فإن فكرتهم قائمة على الماديات واستخدام العقل البشري في إحكام سيطرتهم على العالم من خلال أدوات قوية جدا تجعل حتى جزء ليس بالقليل من أهل الحق ينتقلون إلى صفوفهم وهذا ما يمكن رؤيته -فعليا- في كثير من بلاد المسلمين، وحتى الآن يحققون تقدما كبيرا جدا في أهدافهم، ولكن إلى متى؟

لا بد هنا من الإشارة إلى تصريحات ترامب قبل فوزه بالانتخابات الأمريكية عندما قال "إذا لم أفز بانتخابات الرئاسة سيكون هناك حمام دم في أمريكا " وهي مطابقة لتصريحات صديقة المقرب أغنى أغنياء العالم والمسيطر على عالم التقنية‏ الذي تشكل الجزء الأكبر من السيطرة على العالم "إيلون ماسك" عندما قال: "أعتقد أن هذه ستكون الانتخابات الأخيرة إذا لم يفز ترامب" وهذه التصريحات لها مدلولاتها، وقد فاز ترامب في الانتخابات رغم هذه التصريحات التي تتناقض مع فكرة الديموقراطية التي يتم من خلالها خداع كل البشر ومن خلالها يتم توفير حياة كريمة لشريحة من البشر وتدمير حياة شريحة أخرى فأين يكمن السر في ذلك وما هو القادم؟!

إنهاء حكم الطاغية في بداية حقبة ترامب الجديدة أحد الشواهد على تسلسل التغييرات الجذرية التي ستشهدها منطقة الشرق الأوسط وفيها لا ثوابت ولا قوانين ومن كان على رأس الحكم قد يصبح مجرد لاجئ ومن كان لاجئا قد يحكم وتتغير السياسات بناء على لغة المنتصر!
كاتب أردني



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى السنوية الأولى -لنعمة- السابع من أكتوبر: دروس وعبر
- حتمية انتصار المؤمنين في فلسطين رغم صراعات المشاريع الاستعما ...
- هل الكيان الصهيوني لوحده من يمهد لإبادة كبيرة للفلسطينيين في ...
- ما حك جلدك مثل ظفرك... نصرة غزة لن تأتي من محكمة العدل
- العربدة الصهيو-أمريكية مستمرة بلا حسيب ولا رقيب، فمتى تستفيق ...
- دروس وعبر مستفادة من شجاعة جنوب أفريقيا: فهل من معتبر!
- إلى متى يستمر عجز دول العالم عن إيقاف إبادة الأبرياء في قطاع ...
- هل ستنفذ الدول الكبرى قرار دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ...
- بعد زيارة سوليفان: هل اتخذت أمريكا القرار بإبادة قطاع غزة عن ...
- الفيتو الأمريكي ضد وقف إطلاق النار: الخطيئة التي قد تقلب الم ...
- تناقض رواية الصهاينة عن تحرير الأسرى يؤكد مصداقية المقاومة ا ...
- حرب انتقامية صهيونية على الشعب الفلسطيني فمتى تتدخل الدول ال ...
- فنون التعامل مع الأسرى ما بين شعب فلسطيني متحضر وعصابات صهيو ...
- حقائق لا يمكن تجاوزها في انتصار المقاومة الفلسطينية
- الفصل العنصري على طريقة النتن-ياهو
- نستودعكم الله يا أهل غزة العزة
- مجمع الشفاء الطبي: سياسة الاحتلال في القتل البطيء للحالة الم ...
- اكذب حتى يصدقك الآخرون ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك: النازي جو ...
- سيناريوهات فشل تحقيق الكيان المحتل لأهدافه تتزايد والمقاومة ...
- الفكر النازي الأمريكي-الأوروبي يتجلى في الحرب على مستشفيات غ ...


المزيد.....




- ثلوج كثيفة تشل حركة الملاحة الجوية في مطارات بريطانية
- وزير الخارجية السوري يدعو من قطر إلى رفع العقوبات الأمريكية ...
- هبوط طائرة سعودية سادسة محملة بالمساعدات الإنسانية في مطار د ...
- من داخل مبنى تعرض لهجوم بمسيرة أوكرانية في فورونيج
- الدفاع الروسية: القضاء على 1360 عسكريا أوكرانيّا خلال 24 ساع ...
- هيئة البث العبرية تعلن هرب جندي إسرائيلي من البرازيل ولابيد ...
- اكتشاف خمس مجرّات قزمة قريبة من الأرض
- -علي بابا- تخفض أسعار أحد نماذجها للذكاء الاصطناعي بنسبة 85% ...
- مصر.. حزب -الجبهة الوطنية-: لا نسعى لحكم البلاد حاليا
- الشيباني من الدوحة: سوريا الجديدة ستحظى بعلاقات جيدة مع دول ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي فريح عيد ابو صعيليك - سقوط طاغية الشام مقدمة الأحداث الكبرى القادمة