أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سهيل قبلان - ألشيوعيون أصدقاء الحياة














المزيد.....


ألشيوعيون أصدقاء الحياة


سهيل قبلان

الحوار المتمدن-العدد: 1788 - 2007 / 1 / 7 - 10:58
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يحلو للبعض احيانا، اطلاق شعارات جميلة في محاولة للتغطية على نهج وسلوكيات وممارسات وافكار، تخدم فئة من البشر وتسيء الى الفئات الاخرى، ومن تلك الشعارات التي اسمعها العديد من رؤساء وملوك وأمراء، "العمل من اجل سعادة الأسرة الدولية" وبناء على الواقع القائم في كل العالم، ينتصب طارحا نفسه، السؤال: هل ينظر قادة الدول في كل العالم الى البشرية على سطح الكرة الارضية، كأسرة دولية واحدة ويتعاملون معها كأسرة واحدة؟ وليس ذلك وحسب، بل هل ينظر قادة كل دولة من دول العالم الى سكان دولتهم كأسرة واحدة ويتعاملون معهم كإخوة بمحبة ودفء وحنان واحترام واستقامة؟ ولنأخذ اسرائيل على سبيل المثال، كوننا نعيش فيها، فماذا يقول الواقع الملموس فيها وفي المجالات كافة؟ لقد اثبت الواقع بمعطياته ونتائجه وعلى مدى عشرات السنين، ان حكام اسرائيل ومن كافة الاحزاب، اداروا ظهورهم للحياة وليس عيونهم وفي ادارة الظهر للحياة دوس على الحياة الانسانية وقدسيتها وحق البشر في العيش بحرية وكرامة وسعادة ورفاهية واطمئنان واستقرار، ولأنهم اداروا ظهورهم للحياة ويصرون على ذلك وفروا ويوفرون وسيوفرون للسكان، الحرب والحقد والمشاكل والتوتر والعنف والبطالة والفقر وعدم الاطمئنان على المستقبل، وتتجسد ادارة الظهر للحياة في تفضيل مصالح فئة من الاثرياء على مصالح الجماهير، ومن مصالح فئة الاثرياء على سبيل المثال، تحويل الدولة الى ترسانة عسكرية ضخمة وزيادة اسطول الدبابات والمجنزرات والطائرات الحربية وتكديس الألغام والقنابل وقاذفات الصواريخ، ففي صالح من ذلك؟ وهل تكديس ذلك يساهم في توطيد العلاقات الانسانية مع الجيران والثقة بحسن النوايا؟ ثم أليس ذلك بمثابة ادارة الظهر لسكان الدولة انفسهم من يهود وعرب، وحرمانهم من السلام والاطمئنان على المستقبل والعيش بتعاون وتفاهم واحترام وتآخ ومحبة؟ وفي الاصرار على نهج ادارة الظهر للحياة، فإنهم يفتحون كل يوم صفحة جديدة في سجل الوفيات، ففي كل صفحة جديدة في هذا السجل الاسود، يقتلون القيم الانسانية الجمالية والمحبة والتعاون الطيب لتعميق الخير والتفاهم، ويقوون ويعمقون الكراهية والحقد والضغائن والعنف واللصوصية ومشاعر الانتقام والغرائز الحيوانية!! أوليس الافضل من ذلك، فتح وفي كل دقيقة صفحة جديدة في سجل الحياة الجميلة السعيدة المفعمة بالمحبة والجمال والتعاون والتعامل مع الجماهير كلها، بغض النظر عن اللغة والدين واللون والقومية، كأفراد اسرة واحدة متآخية فعلا لا قولا؟
وبناء على الواقع، وفي الاصرار على فتح صفحات جديدة في سجل الوفيات، وليس في سجل الحياة، في سجل التمييز والعنصرية والاستعلاء القومي والاضطهاد ومصادرة الارض والاستغلال وليس في سجل المحبة الانسانية والعائلة الواحدة المتآخية، في سجل اقامة الجدران بين العرب واليهود وهدم جسور التقارب والتعاون والتفاهم ومدارس المحبة والرقي الحضاري، وليس في سجل اننا كلنا ابناء تسعة اشهر ونعيش في اسرة واحدة، سجل التنافس بين افراد الاسرة الواحدة، على من سيوطد دعائمها اكثر، ومن سيوفر الطمأنينة وراحة البال والسعادة لها اكثر، تسابق حكام اسرائيل وعلى مدى عشرات السنين، على التسلح وتسعير الحرب وتكثيف الاستيطان وتكريس الاحتلال، والتنكر لحق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية واستقلال في دولة له الى جانب اسرائيل، وكذلك التنكر لحق الشعب الاسرائيلي في العيش بسلام وفي ان يكون نظيفا من النزعات العنصرية والافكار الجهنمية والمشاعر الاستعلائية، وفي ذلك التسابق لم يسرقوا لقمة الخبز من افواه حشد هائل من الاطفال وحسب بل جعلوهم وقود المدافع، وبتلك السياسة الكارثية التي يصرون على انتهاجها، سلبوا ابناء الشعبين، نعمة السلام والأمن وان يكونوا افراد اسرة واحدة.
ولأن حكام اسرائيل اداروا ظهورهم للحياة، ويرفضون توجيه وادارة عيونهم نحوها واليها، فانهم بذلك وضعوا انفسهم في خانة اعداء الحياة، ولأنهم يصرون على التمترس في موقع اعداء الحياة، فانهم بذلك تحولوا الى اعداء الشعب نفسه الذي ادعوا انه شعب الله المختار، واذا طرحنا السؤال، من هم اعداء الشعب؟ فان الجواب يكون وبناء على الواقع، هم اعداء الحياة الذين يتجسدون في الطغمة الاحتلالية، التي يصر افرادها على رفض استيعاب عبر التاريخ ورفض تذويت حقيقة ان نهاية كل احتلال الى زوال مهما طال عمره ومهما كان اصحابه اقوياء ويملكون اضخم ترسانة عسكرية.
ومقابل اعداء الحياة واعداء الشعب، اعداء المحبة والصداقة بين الشعوب، اعداء الانسانية وقيمها الجميلة وخصالها الحميدة، اعداء الشجر والورود والسنابل، اعداء البسمات على وجوه الاطفال، وهديل الحمام وزقزقة الطيور وخرير السواقي، اعداء التقارب والتعايش والتفاهم والتعاون اليهودي العربي، هناك اصدقاء الشعب الشرفاء، اصدقاء العرب واليهود، الذين يعتزون بانتمائهم الانساني وقيمهم الانسانية النبيلة والجميلة والشريفة، اصدقاء الحياة الانسانية الجميلة الذين اداروا عيونهم الى الحياة وظهورهم الى كل ما من شأنه ان يعكر صفو الحياة الانسانية، والذين بمبادئهم وافكارهم واهدافهم وتحقيقها، تكون البشرية فعلا وليس قولا، اسرة واحدة متآخية ومتعاونة ومتباهية بتآخيها وتعاونها وسعيها الدائم لتعميق المحبة والتفاهم والاحترام بين افرادها، ورصد كل ثروات الارض لصالح الجماهير كلها وليس لفئة من العلق البشري، واصدقاء الشعوب كلها، هؤلاء هم اصدقاء الحياة الحقيقيون، انهم الشيوعيون في كل مكان وفي اسرائيل هم شجرة الحياة واصدقاء الحياة، فادعموهم لتحظوا بالحياة الحقيقية.



#سهيل_قبلان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألمرأة إنسان كامل متكامل
- غرائز حكام اسرائيل الوحشية واقع ملموس!!
- ألحزب الشيوعي هو العنوان لولوج طريق جنة الحياة
- برنامج الحزب الشيوعي الاسرائيلي كفيل بإخراس صوت الحرب وترسيخ ...
- ألتصويت لقوى اليمين يعرّض الحياة للخطر!
- ألحزب الشيوعي وبستان الحياة
- ألنظافة الشيوعية
- الشيوعية والأمومة توأمان
- المرأة انسان كامل متكامل
- الـ لا الحكومية والـ نعم الشيوعية
- يوم الألم العالمي والفكر الشيوعي
- الفرح والحزن والشيوعية
- الشيوعية فقط تضمن البسمة الدائمة على وجوه الأطفال


المزيد.....




- علماء: الذكاء الاصطناعي يوسع الفجوة بين الفقراء والأغنياء
- الشيوعي السوداني يعبر عن تضامنه الكامل مع الشعب السوري وقواه ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 595
- اشتباكات عنيفة في بوينس آيرس بين قوات الأمن والمتظاهرين احتج ...
- رائد فهمي: المنظومة الحاكمة تقف على أرض مهزوزة والتغيير الشا ...
- نداء أوجلان.. توقعات مرتفعة ومسار سياسي ينقصه الوضوح
- تزايد أعداد التكايا في الضفة الغربية.. ملاذ الفقراء والنازحي ...
- م.م.ن.ص// مرة أخرى منطقة صفرو تبرز في واجهة محاربة الغلاء
- بدء مفاوضات تشكيل حكومة المحافظين والاشتراكيين في ألمانيا
- عن جدوى المقاومة والبكاء على أطلال أوسلو


المزيد.....

- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سهيل قبلان - ألشيوعيون أصدقاء الحياة