رسالة الي السيد المسيح - المسيح ثائرا

مدحت قلادة

الحوار المتمدن-العدد: 8210 - 2025 / 1 / 2 - 23:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

منذ ان وعيت في الدنيا و أنا اسمع تعلمت وقرات كثيرا انك طيب القلب حنين تحب الكل تسافر الي السامرة مسافة من يومين الي ثلاثة ايام سيرا على الأقدام !! لتخلص نفسا واحدة ، و قيل عنك في الكتاب المقدس " "قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ." (مت 12: 20). هذه الاية تترجم الحب و التأني والصبر على الجميع ، بل انها تطابق كل اعمالك فها انت صبرت كثيرا على شاول حتي قابلته اثناء رحلته لدمشق في طريقة لاضطهاد المومنين الذين امنوا باسمك، و ذهبت اريحا لتتقابل مع ذكا العشار " الآيات (1-10): "ثُمَّ دَخَلَ وَاجْتَازَ فِي أَرِيحَا. وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ زَكَّا، وَهُوَ رَئِيسٌ لِلْعَشَّارِينَ وَكَانَ غَنِيًّا، وَطَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ مَنْ هُوَ، وَلَمْ يَقْدِرْ مِنَ الْجَمْعِ، لأَنَّهُ كَانَ قَصِيرَ الْقَامَةِ. فَرَكَضَ مُتَقَدِّمًا وَصَعِدَ إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ يَرَاهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ مِنْ هُنَاكَ. فَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْمَكَانِ، نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ، وَقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ». فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحًا. فَلَمَّا رَأَى الْجَمِيعُ ذلِكَ تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُل خَاطِئٍ». فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: «هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ».

بينما الحق ايضا يا سيدي والهي انني أعرفك ثائراً ، هذه الصورة " صورة السيد المسيح الثائر " لم نتعلمها في كنيستنا ولم يوضحوها لنا أباء الكنيسة بل بكل اسف قدموا لنا صورة اخري غير انك ثائرا !!!.

ثائرا علي الفكر اليهودي ، ثائرا علي التعليم الخاطيء، ثائرا علي استخدام المعبد للتربح والتجارة

اولا ثائرا علي التعليم والفكر اليهودي لتصحح للكل المفاهيم التي كانت موجودة عند اليهود في ذلك الزمن ، وخاصة تلك المتعلقة بالشريعة والتقاليد ، فها أراك سيدي وكلمتك ترن في أذني مرات عديدة وهي : “قيل لكم… أما أنا فأقول لكم”،

وهذا يظهر بشكل رئيسي في موعظة الجبل (متى 5:21-48).

1. عن القتل (متى 5:21-22)
"قيل لكم: لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم. أما أنا فأقول لكم: كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم.”
يسوع لا يكتفي بالنهي عن القتل الجسدي، بل يشير إلى أن الغضب والكراهية في القلب هي أيضاً خطايا. فهو يركز على الجذور الروحية للقتل، وهي الغضب والاحتقار.

2. عن الزنا (متى 5:27-28)
"قيل لكم: لا تزنِ. أما أنا فأقول لكم: إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها قد زنى بها في قلبه.”
يسوع يوسع مفهوم الطهارة ليشمل الأفكار والمشاعر، وليس فقط الأفعال. فهو يدعو إلى نقاء القلب والنظر.

3. عن الطلاق (متى 5:31-32)
"قيل: من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق. أما أنا فأقول لكم: إن من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزني.”
هنا يشدد يسوع على قدسية الزواج، مشيراً إلى أن الطلاق ليس مجرد إجراء قانوني، بل قضية روحية عميقة تتعلق بالأمانة والمحبة.

4. عن الأيمان (متى 5:33-37)
"قيل أيضًا: لا تحنث، بل أوفِ للرب أقسامك. أما أنا فأقول لكم: لا تحلفوا البتة… بل ليكن كلامكم: نعم نعم، لا لا.”
يسوع يرفض الحلفان تماماً، مشجعاً أتباعه على أن يكونوا صادقين دائماً، بحيث لا يحتاجون إلى تأكيد أقوالهم باليمين.

5. عن الانتقام (متى 5:38-42)
"قيل: عين بعين وسن بسن. أما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشر. بل من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر أيضًا.”
يسوع يدعو إلى رفض الانتقام والاستجابة للشر بالخير، مشدداً على قوة المحبة والغفران في تغيير النفوس.

6. عن محبة الأعداء (متى 5:43-48)
"قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك. أما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، وباركوا لاعنيكم.”
هنا يدعو يسوع إلى مستوى أعلى من المحبة، يشمل حتى الأعداء. فهو يريد أن يعكس أتباعه محبة الله الشاملة، التي تشمل الأبرار والأشرار على حد سواء.

لقد تعجبت كثيرا حينما راجعت كلماتك في الموعظة على الجبل التي هي دستور المسيحية كنت ثائرا علي الفهم الخاطىء للتعليم بل انطلاقا من ثورتك أراك في مواضيع اخرى كنت ثائرا بقوة في الهيكل حدثت في الأسبوع الأخير من حياتك قبل الصلب ، المعروف بأسبوع الآلام، وتحديدًا بعد دخولك المنتصر إلى أورشليم (ما يُعرف بـ “أحد الشعانين”). وردت هذه الحادثة في الأناجيل الأربعة (متى 21:12-17، مرقس 11:15-19، لوقا 19:45-48، ويوحنا 2:13-22).
2. في إنجيل يوحنا:
• يشير إلى أن تطهير الهيكل حدث في بداية خدمة يسوع (يوحنا 2:13-22).
تبداء القصة
•عندما دخل يسوع الهيكل، وجد الصيارفة وبائعي الحمام يستغلون الحجاج الذين يأتون لتقديم الذبائح.
•قام بطردهم من الهيكل، وقلب موائد الصيارفة، قائلاً:
“مكتوب: بيتي بيت الصلاة يدعى، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص!” (متى 21:13).
•وبذلك، أظهر ت انك ثائرا على استغلال الدين من أجل الربح المادي، لتحول الأنظار إلى وجوب اعادة القدسية للهيكل الذي حولوه الي موائد صيارفة !!!.

ثورتك ضد التعليم الفاسد
•كانت تعاليمك سيدي يسوع المسيح تصحيحًا للعديد من المفاهيم الخاطئة التي كانت تُعلّمها القيادات الدينية في عصره، مثل الفريسيين والكتبة.
•انتقدت رياءهم وتركيزهم على الشكليات بدلاً من الجوهر، فقالت:
“ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون! لأنكم تنقون خارج الكأس والصحفة، وهما من داخل مملوءان اختطافًا ودعارة.” (متى 23:25).
• كما أدانت فرضهم أعباءً ثقيلة على الشعب من خلال القوانين والتقاليد التي لا أساس لها في الناموس الإلهي.
لماذا كنت ثائرا خاصة في تلك الأحداث المهمة؟
1. تطهير الهيكل:
•كان إشارة إلى رفضك استغلال الدين لمكاسب مادية.
•أظهرت أن العبادة الحقيقية يجب أن تكون نقية وموجهة لله وحده.
2. انتقادك للتعاليم الفاسده
•كشف نفاق القادة الدينيين وشدد على الروحانية الحقيقية.


اتعجب حينما رأيتك ثائرا حينها ادركت ان الصورة التي تعلمناها وقدمتها لنا مدارس الأحد للمسيحي صورة غير كاملة قدمت لنا المسيحي المنكسر القابل اللطم والتهزيء من الكل هي الصورة النمطية التي يجب ان يطبقها كل مسيحي !!! بينما أراك في أصعب وأضعف الأوقات لم تصمت ضد الظلم ضد انعدام العدل ضد التجبر في حادث هام " هذا الحدث ورد في إنجيل يوحنا (18:23) وحدث أثناء محاكمة يسوع أمام رئيس الكهنة حنّان، بعد أن تم القبض عليك في بستان جثسيماني
•كان هذا في ليلة خميس العهد، بعد العشاء الأخير مع التلاميذ.
•تم القبض على يسوع في بستان جثسيماني واقتياده أولاً إلى حنّان، الذي كان رئيس الكهنة أثناء استجواب حنّانيا ليسوع، طرح عليه أسئلة حول تعليمه وتلاميذه، ورد يسوع بأن تعليمه كان علنياً ولم يكن هناك شيء
•بعد إجابة يسوع، قام أحد الخدام بصفعك على وجهك قائلاً: " أهكذا تجيب رئيس الكهنة؟” لم تصمت بل تحدثت بكل قوة و وضوح و سالته
“إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تلطمني "

بل ارى ان تعاليمك السامية تعلم بها الرسل بل حتي حينما كنت ثائرا ايضا تعلمها رسلك الكرام

فها هو بولس الرسول على سبيل المثال اكثر من كتب رسائل في كتابنا المقدس الذي رفع شكواه الي قيصر !!! ولم يرضي بالظلم ان يجلد ضد القانون الروماني .
واري انهم جميعا تعلموا منك سيدي حينما كنت ثائرا لنشر تعاليمك السامية و إكمال رسالة الفداء علمتهم ان الثورة ليست بالسيف ولا بالقتل قلت لبطرس " رُدَّ سيفَكَ إلى غِمدِهِ! لأنَّ كُلَّ مَنْ يأخُذُ بالسَّيفِ، بالسَّيفِ يَهلِكُ” (متى 26:52).

فجميع رسالك الكرام تعلموا منك سيدي ان يكونوا متحمسين لنشر الرسالة فها هم :
تحدّوا السلطات اليهودية والرومانيةالتي حاولت إسكاتهم.
وها هم ضحوا بحياتهم (معظمهم ماتوا شهداء) لنشر تعليمك وشهداء ثبات على الايمان لم يرفعوا سيفا !! لم يغتصبوا !! لم يسرقوا !! لم يذبحوا بشرا !! .

عجبا في كنيستي متي تقدم لنا هذه الصورة ايضا صورة المسيح القوي الثائر ضد الظلم !!!

وعجبا ايضا لقد مات كل الرسل شهداء عدا يوحنا الحبيب لنشر تعاليمك السامية لفداء البشرية وارى واسمع خوف كاهن اسقف من تعميد اي طالب ايمان !!! خوفا من اجهزة قمعية فاسدة !!! وكيف هذا أليست المسيحية رسالة حب وفداء للعالم وكيف خوفهم وهم صلي عليهم صلاة الموت !!!


اخيرا أشكرك الهي لانك علمتنا اننا لسنا شاة أتينا إلى العالم لنذبح بل لنا رسالة ان نكون ثائرين ضد الظلم ضد الطغيان ضد التعاليم الفاسدة .

ليت كنيستنا ومدارس الأحد تقدم لنا صورة المسيح رافض الظلم الثائر بصوت عالى ان فعلت رديا فقل لي وان لم افعل فلماذا ،

#مدحت_قلادة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات