أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - صدام الرذيلة والهزائم ... يرتدي عباءة المجاهد !!! .















المزيد.....

صدام الرذيلة والهزائم ... يرتدي عباءة المجاهد !!! .


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1788 - 2007 / 1 / 7 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف اصبح صـدام الرذيلة والجريمـة والعمالة والهزيمـة بطلاً قومياً ومجاهـداً اسلامياً .. من الذي صنع ذلك وارتكب موبقتة تشويـه الحقائق وتزوير الواقع .. ؟
لنمسك الخيط من بدايتـه : صدام حسين واضافـة لتركـه بغداد والسلطـة وهروبـه المعيب بجلده ’ ثم العثور عليه فـي حفرة العار وبالحال الذي كان عليـه ’ اضافـة لتاريخ فضـائحـه ’ كانت نهايتـه الحقيقيـة حتى فـي عيون القريبين والبعيدين منـه واصبحت رموز النظام العربـي شديدة الحذر من الأقتراب الى حضيض سمعته .
متى اخذت الصورة تتغير على لوحـة الحقيـة المخزيـة لصـدام حسين .. ؟
بالتحديد عندما ابتداءت محاكمتـه ’ التي كان مفروضاً ان تكون بدايـة لتدوين سواد مرحلته بكاملهـا ورفع الغطاء كاملاً عن بشاعـة الفضائح والجرائم والخيانات والدسائس والمؤامرات محليـاً واقليميـاً ودوليـاً’ لكنها تمت بطريقـة تتحمل الكثير من التأويلات .
ابتـداءت عند انتقاء وتدريب ثم تعيين بعض القضاة الذين اقل ما يقال عنهم انهم غير كفوئين على الأطلاق ’ فكانوا ثغـرة استطاع الأعلام المأجور والمغرض ان يتنفس من خلالها مصادر اكاذيبـه ودجله وتشويهاتـه ونفاقــه ’ وامتلك مقومات المبادرة للهجوم على الواقع واستباحـة الحقائق وخلط الأوراق بطريقـة لئيمــة .
هناك عـدة جهات مفترضـة ساعدت على تمويـه وتغيير حقيقـة صدام حسين ورهطـه’ ولكل لـه اسبابـه ونواياه.
ـــ امريكا ارادت ان تجعل منـه رمزاً قوميـاً ورائـداً اسلامياً ’ مجاهداً ومناضلاً ضدها وضد اسرائيل ومنقذاً لعروبــة فلسطين ’ لتقطع بذلك اليـد التي قد ترتفع سؤالاً حول علاقاتها ودورها فـي صنعـه ومسؤوليتها التاريخية عن جرائم نظامــه وازمـة العراق ومعاناة العراقيين منذ اكثر من خمسـة عقود .
ـــ دور دول الجوار العروبي الأسلامي ورغبتها في طي صفحـة الدسائس والتآمر ودفع العراق الى محرقـة الحروب والحصارات وفرهدة ثرواتـه وترابه واطماعها فـي تقاسمـه .
ـــ بقايا البعثيين والقومجيين والسلفيين ورغبتهم في ان يكون فطس صدام استشهاداً مجلجلاً يجعلون منـه قميصاً لعثمان يوضفوه في مشروع حلمهم في استعادة جمهوريـة العار الثالثــة .
ـــ رغبـة الأعلام العروبي الأسلامي والدولـي المأجور في مواصلـة امتصاص ما يستطيعـه من ثروات صدام وعائلتـه حتى آخـر دولار ممكن ’ بعدها لا صدام ولا هم يحزنون ’ ولكل زمان مصادر ارتزاقــه .
تلك الأسباب هي ما يمكن تلخيصـه عن الجانب الآخـر لتشويه الحقائق وتغيير الواقع لصورة صدام على لوحـة عاره وخستــه .
الجانب الآخر ( المحلي ) فهو الذي يتحمل المسؤوليـة الأكبر والمباشرة لهزائم العراق اعلاميـاً اما مؤسسات اعلام الأرتزاق فـي ميادين ومواجهات كثيـرة ’ ويمكن تلخيصها عبر الأشارة الى الأهم منها .
ـــ منذ بدايـة تشكيل السلطـة على اساس مبداء المحاصصـة والتوافق عبـر مجلس الحكم الموقت ’ حيث ابتداءت مع ذلك النهج مرحلـة تمـزيق النسيج الأجتماعـي وتشويـه الهويـة الوطنيـة وتدمير التقاليد والأعراف الحميدة والعلاقات التاريخيـة الراسخـة لمكونات الشعب العراقي .
ـــ الأصرار خطاءً على ترسيخ قواعـد واعراف التوزيع المحاصصاتي لمؤسسات الدولـة وسلطاتها على اساس الطائفيـة والقوميـة والحزبيــة والعشائريـة والمذهبيـة والغاء عنصـر المواطنـة والكفاءة والأخلاص ابتداءً من رئاستي الجمهورية والوزراء مروراً بالمديرين والمستشارين حتـى آخـر شرطـي مليشياتـي عبـرثلاثـة حكومات اثنان منهما منتخبتين واستفتاءً علـى الدستور ’ فكانت العمليـة بمجملهـا فورة فرهـود واختلاس وفوضـى فساد عام وسرقـة مسعورة لمؤسسات الدولـة والثروات والأنسان والجغرافيا على اساس طائفي عرقــي .
ـــ لقد بلغت الطبقـة السياسية التي تشكلت احتلالاً من اجل اعادة ركائز الدولـة التي سقطت مـع سقوط النظام البعثـي حـداً من الفساد وفوضى الفرهود وفقـر المسؤوليـة الوطنيـة وتردي القيم والأخلاق والهروب بعيـداً عن مصير الوطن وعدم الأكتراث بمعانات الشعب وتجنب مواجهـة الأخطار التي تهـدد بتمزيق العراق واحراقــه ’ الى جانب انشغالها كلياً بهمومها الذاتيـة والأسرويـة والفئويـة والعشائريـة الى الحـد الذي لم تبقـي فيـه ما نلوم عليــه صدام حسين وزمرتـه او ندين عيوب مرحلتـه التي استورثتها حكومـة منتخبـة .
ـــ عدم وجود اعلام عراقي ــ حكومي او مستقل ــ مؤثراً يتصدى لتشويهات ونفاق والاعيب الأعلام المأجور ’ حيث كل ما ما هو متوفر من فضاءيات مشغولة بعيداً عن الهم الوطني المشترك ... همهـا ومهمتها الدوران في حلقـة ضيقـة من الطائفية والقومية والحزبيـة ’ جل نشاطها مركزاً لتمجيد وحدانيـة وعصمـة الشخصيات القياديـة والأنجازات الحزبيـة وطموحات الطائفـة والمذهب ’ تتوهم وتتصرف وكأن العراق منتهياً ولم يبق الا فرهدته وتقاسمه حصصاً وتوافقات ’ بمثل تلك العقليـة والخلفية الخطيرتين ’ تم تهميش وعزل ومحاصرة الأكفاء والغيورين والمخلصين لوطنهم واهلهم من اعلاميين وباحثين ومفكرين واداريين وناشطين اجتماعيين ’ والغوا دورهم حـد التصفيات الفكرية والسياسية والجسدية احياناً ’ مثل هكذا امور ساعدت على ترك المبادرة بكاملها في يد الأعلام المأجور لقلب الحقائق وتشويـه الواقع ليجعـل من صدام الرذيلـة والخسـة والعار والعمالة والجبن رائـداً اسلامياً ورمزاً قومياً .. انها المفارقـة التي تدمي الكرامـة وتدنس التاريخ وتهين ذكـرى ضحايا وشهداء العراق .
الحكومـة العراقيـة التي لا يعنيها الأمر ’ مصابـة بهستيريا الأختلاس وفرهـدة وتهريب ما تستطيعـه من ثروات الوطن ’ وتوزيع الأسلاب بين منتسبي الحاشيـة ’ والتلاعب بأرزاق الناس وامنهم واستقرارهم واستباحـة مصائرهم وسفك دمائهم بفتنـة طائفيـة عنصريـة مفتعلـة ’ جعلوها من اولويات واساسيات ستراتيجيتهم لأنهاء العراق ثم تقاسمـه فضلاتاً وحصصاً ومناطق نفوذ .
لقد اصبح الأعلام بشكل عام فوق السلطات ’ فبأمكانـه ان يغير نظاماً ويسقط رئيسـاً او حكومـة ’ ويفصل للصدق ثوب الكذب وللرياء ثوب البراءة ويجعل من الفضائح مجـداً والهزائم نصراً ’ ومن القاتل بريئاً والضحية متهماً ’ فللأعلام خطورة مدمرة لا يمكن تجنبها او مواجهتها الا بالأعلام ذاتـه .
الأعلام سلاح ذا حدين ’ يمكن استعماله سلباً او ايجاباً , خيراً و شراً ومن اجل هدفين متناقضين واتجاهين مختلفين ’ لكن وفي جميع الحالات وما يتعلق بصدام حسين بالذات ومهما بلغت قساوة التشويه والتزوير وخلط الأوراق ’ فيبقى تاريخـه المعيب فاضحاً وتبقى شخصيتـه الرثـة وافعاله المشينـة وبشاعـة جرائمـه محفورة فـي ذاكـرة العراقيين وجميع الخيرين وسيسقط تمثال عاره فـي ليبيــا مع السقوط العاجل للصنم الليبـي والأصنام الآخرى ’ واخيراً ستنتصر الحقيقـة ... والعراق .
06 / 01 / 2007 ً



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيش مقتدى وتياره الى اين ... ؟
- لجنة التنسيق في لقاءها التشاوري
- و ... متى سيحاكم ويعدم الصدام الآخر ... ؟
- المحاصصة الوطنية !!! .
- لا تقتلوا الأنسان فينا
- كان يوماً للتضامن مع الكرد الفيلية
- يا وطن : لا تعثر اسم اللّه عليك
- اشكالية المأزق العراقي ..
- بغداد ... يا عشق يعذبنا
- والمليشيات ... منتخبة ايضاً !!! ..
- مبادرة للتضامن مع الكرد الفيلية
- مدينة الثورة : شعاع على جبين تموز ..
- سوريا وايران : خرجتا من دائرة الشك الى الفضيحة .
- لا تخطفوها ... انها منتخبة
- لكم عروبتكم ... ولنا عراقنا
- يا اهل العراق : لا تحرقوا بيتكم
- شنقاً للبعث حتى الموت
- وداعاً ابو ماجد
- الأحتلال .. الطائفية .. والعنصرية : ركائز الكارثة العراقية
- انه العراق .. يا ايها الأنتم


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - صدام الرذيلة والهزائم ... يرتدي عباءة المجاهد !!! .