أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صبري الرابحي - خطابات الجولاني: ما للداخل وما للخارج














المزيد.....


خطابات الجولاني: ما للداخل وما للخارج


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 8209 - 2025 / 1 / 1 - 22:44
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تكتنف شخصية احمد الشرع المعروف بأبو محمد الجولاني الكثير من الغموض المحيط ببروزه الصاروخي في المشهد.
سياقات حضوره في المشهد ارتبطت لمدة طويلة بمرحلة ما قبل سقوط نظام بشار الأسد وبالمرحلة الانتقالية عقب طي صفحة الحرب الأهلية.
-ما قبل سقوط نظام بشار الأسد:
عرف عن الجولاني ارتباطه بالتنظيمات المسلحة المحظورة دوليا من تنظيم القاعدة إلى جبهة النصرة وصولا إلى هيئة تحرير الشام التي أطاحت بنظام بشار الأسد خلال اثني عشر يوماً من الهجمات المركزة على الجيش النظامي.
بناءا على ما يتوفر من معلومات حول شخصيته الغامضة نجد أن الشرع هو أحد أمراء مشروع الجهادية للحكم، ليس تصنيفاً فقط، وإنما من خلال تحليل خطابه وما يحسبه مراجعات نقدية لتمشيه في علاقة ببقية التنظيمات المتطرفة وبالغرب.
مرحلة ما بعد الأسد:
يمكن تصنيف أحمد الشرع كأحد أكثر المؤثرين في المشهد السوري في أعقاب موقعة الثامن من ديسمبر، الجولاني تحوّل خلال ساعات قليلة إلى نافذة سوريا إلى العالم الخارجي بوجه جديد مفاجئ للجميع.
عنصر المفاجأة لم يتوقف عند الاطاحة ببشار الأسد وهروب قواته، بل تجاوز ذلك إلى ظهور الجولاني-الشرع ناطقاً باسم هيئة تحرير الشام التي تحدث عن إنهائها لمهامها وقرب حلّها ليكمل كسر صورة انتمائه لهذا التنظيم وما سبقه ليخرج للعالم بوجه آخر وبخطاب مغاير له ما له للداخل وعليه الكثير للخارج.
خطاب الداخل: الوحدة والتهدئة:
كان خطاب الشرع متزنا في علاقة بدقة المرحلة ساعات قليلة بعد سقوط بشار وقواته وسيطرة المعارضة المسلحة على مبنى التلفزيون ومبنى هيئة الأركان.
كان تركيز الشرع على خطاب التهدئة مرتبطاً بعاملي التسليح المتواصل على امتداد أكثر من ثلاثة عشرة سنة من الحرب الأهلية وتغلغل النظام البعثي في النسيج الاجتماعي للشعب السوري مما قد يشكل مليشيا حزبية مسلحة تنتصر لنظام الأسد وما بقي منه على الأقل.
كان حديث الشرع عن الوحدة الوطنية بمثابة استباق تأجيج الطائفية في سوريا خصوصاً تأليب الثوار على الطائفة العلوية المقربة جداً من نظام الأسد أباً وإبناً لعدة اعتبارات منها ماهو عائلي.
خطاب الخارج: الانفتاح والحياد:
يمكن تحليل الخطاب السياسي لأحمد الشرع للخارج على أساس رسالتي الانفتاح والحياد تجاه العالم والمنطقة.
من حيث الحياد يحاول الشرع منذ ظهوره الجديد تمرير رسالة قطع سوريا الجديدة مع انغلاقها القومي وتحطيم الثورة لخيار العداء والتحالفات المصلحية في علاقة بتثبيت أركان الحكم فقط.
الشرع تحدث عن أمله في أن يزور أصدقاء سوريا بلده وأن تتغير نظرة غيرهم للمشهد مستغلاً تتالي زيارات الوفود لدمشق خلال المدة الأخيرة وتفاعله مع مواقف اللاعبين الكبار في المنطقة من مجريات الأحداث مراوحاً في ذات السياق بين الانفتاح والحياد عن كل التجاذبات.
أما عن الحياد فإن رسالة الشرع أنه لا مجال لعداء "رسمي" للقوى الإمبريالية الكبرى مفرقاً بالتالي بين التنظيم والدولة، يفهم بأنه رسالة طمأنة لهذه القوى حول تعاطي إدارة الشرع مع تواجدها ومصالحها في الداخل السوري وفي محيطها الاقليمي.
رسالة الشرع الأهم هي المتعلقة بموقع سوريا داخل الصراع العربي الصهيوني على امتداد أكثر من سبعين سنة يفهم بأنه وبعد ما راكمته سوريا من تجارب الصراع ثم السلام الحذر إلى أن تحولت إلى أحد وكلاء الممانعة القومية في المنطقة إضافة إلى أدوارها المتقدمة في شدّ "النظام الرسمي العربي" إلى الحد الأدنى من رفض وجود الكيان على الأراضي التاريخية لفلسطين وللمنطقة العربية قد يتحول إلى حياد سلبي تجاه الأحداث وتجاه الصراع برمته.
إن تصريح الشرع بأنه لن يسمح بأن تكون سوريا مسرحاً لأي هجوم على اسرائيل يطرح أكثر من تساؤل حول أجندات الثورة السورية ومدى تفاعلها مع المتغيرات الكبرى في العالم.
هذا التحول أيضاً سوف يكون رسالة إدارة المرحلة الانتقالية إلى العالم تماماً مثل رسالته للداخل السوري الذي يبدو أنه مازال منشغلاً برأب الصدع الحقوقي في البناء المجتمعي لسوريا قبل أن ينتبه إلى بقية القضايا التي نعتبرها مركزية ولا مجال لترتيبها على قاعدة الأولويات.



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة ترامب: آفاق التعاطي مع النزاع في الشرق الأوسط
- وقف إطلاق النار في لبنان: هل هي قبلة الحياة المبادرة الأمريك ...
- السنوار: بطل كل السرديات
- عملية حيفا: مفاجأة جبهة الشمال لنتانياهو
- إسرائيل: الإغتيالات وخدعة ربح الوقت
- هل يصنع التوتر في الشرق الأوسط روزفلت جديدا؟
- في صورة فوز كامالا هاريس: هل يتغيّر الموقف الأمريكي من القضي ...
- كيف تحوّل الصراع العربي الصهيوني إلى شأن فلسطيني بحت؟
- بين انقلاب العسكر البوليفي وصلابة الديمقراطية
- الحركة الطلابية: أممية أو لا تكون
- الردّ الإيراني: ليلة الرعب وتوازن الردع
- النظام الرسمي العربي في مواجهة وهم السلام
- المواطن العربي وحالة انكار الديمقراطية
- عام جديد للحرب على غزة: ما الذي تغيّر؟
- سبعون يوماً من الحرب على غزة: ساعة الحقيقة تقترب
- الحرب على غزة والمأزق الصهيوني
- المقاطعة: سلاح مدني يقارع توحش الإمبريالية
- غزة: المعادلة الصعبة التي ستطيح بنتانياهو وكيانه
- المقاومة الفلسطينية تفرض تغيير المشهد برمّته
- المغرب وليبيا في مرمى الكوارث الطبيعية وردود الأفعال الدولية


المزيد.....




- متحف أمريكي يحوّل غواصة من الحرب العالمية الثانية إلى فندق.. ...
- سترة فير آيل الشهيرة.. ما سرّ بداياتها وكيف وصلت للعالمية؟
- جنوب لبنان.. استمرار إسرائيل في عمليات التجريف والتوغل وسط ت ...
- كيف تفاعل رواد مواقع التواصل مع قرار تقييد دخول السوريين إلى ...
- بدعم من ترامب..مايك جونسون يفوز بإعادة انتخابه رئيساً لمجلس ...
- كُتب له عمر جديد.. طفل في السابعة ينجو بأعجوبة من برية الأسو ...
- جنازة جيمي كارتر تبدأ في جورجيا وتنتهي بمراسم رسمية في واشنط ...
- صُنعت في أوكرانيا.. مسيّرات بحرية صغيرة بحجمها كبيرة في تأثي ...
- سوريا تعلن عن موعد استئناف الرحلات الدولية في مطار دمشق
- السوداني: لا مجال لربط التغيير في سوريا بتغيير النظام السياس ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صبري الرابحي - خطابات الجولاني: ما للداخل وما للخارج