أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - كاظم الحناوي - رؤية 2030 الاقتصادية... نقطة تحول في تاريخ المملكة العربية السعودية














المزيد.....


رؤية 2030 الاقتصادية... نقطة تحول في تاريخ المملكة العربية السعودية


كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8209 - 2025 / 1 / 1 - 22:14
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ربما يكون الشيخ محمد بن عبد الوهاب، بإقرار أعدائه قبل أتباعه، بأنه من أهم رجال الدين في العصر الحديث إطلاقا الذين ينبغي الرجوع إليهم عند الرغبة في تحليل وتفكيك وفهم آليات عمل الحركة الوهابية، تلك الحركة التي أنتجها بعد مروره على كافة المدارس الإسلامية في محيطه السنية والشيعية، ونجح بفرضها على معظم الجزيرة العربية إلى اليوم، وإن في أشكال أكثر تعقيدا من أيام نشأتها الأولى، مجاريا ما آل إليه الوضع السياسي، (كما يمكنك الوقوف عليه من تاريخ الحركة الوهابية. لكن «كتاب التوحيد»، كتاب محمد بن عبد الوهاب الأهم، رغم أنه ب 66 بابا لا يساعد القارئ كثيرا إن هو أراد استكشاف آليات عمل ذلك النظام السياسي، عندما يتعلق الأمر بال (السعود) تحديدا، وطبيعة الدور الذي لعبوه تجاه صياغة وتموضع الوهابية في مجتمع الجزيرة العربية، إذ يكتفي الشيخ بتقديم مبادئ وتعميمات جافة بهذا الشأن، دون أن يتسنى له رسم صور دقيقة. هنا تماما تأتي أهمية الفكرة من مراجعة الكتب عن تاريخ الحركة الوهابية والسعود، التي نجدها في سلسلة من النصوص والأعمال المفصلية نشرت عبر ما يقرب من المئة عاما الأخيرة قدمت ما يمكن اعتباره الدليل المرافق لـ«الحركة الوهابية» لكنها لم تتحدث حول تفكيك الوهابية والسعود باعتبارهما صنوان لا يفترقان في ظل ما تمر به الحركات الدينية، والجذور التاريخية للعلاقات الاجتماعية والثقافية التي تحكم العائلتين السياسية والدينية.

الدين والدولة

الدين والدولة في المملكة العربية السعودية للكاتب أيمن الياسيني يعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب التي تبحث في الشأن السعودي، فهناك تفصيل وتحليل للكيفية التي تم من خلالها إنشاء المملكة السعودية، واستطاع الكاتب أن يفصل عملية الربط بين فكرة النظام السياسي والحركة الوهابية، والطرق التي اتبعها كل من قبلية آل سعود والمرشد الديني محمد عبد الوهاب، فمن خلال هذا التزاوج بين فكرة القبلية والحركة نجح كل من الطرفين على تحقيق أهدافه، فآل سعود استـأثروا بالسلطة السياسية المدعومة بفكرة الدين، ومحمد عبد الوهاب بنشر فكره الديني، ففتواه تعتبر المرجع الوحيد للحكم السعودي، وما جاء قبله وبعده من كتب يمثل مدخلا موجزا وتحديثاً لمجمل الأفكار الرئيسة التي أوجزناها أعلاه، لا سيما إن فكرة تفكيك الوهابية كما يعتقد البعض جاء في القرن الأخير لتفرد أمريكا بقيادة العالم، وقد قام (ترامب) في فترة حكمه الأولى بمنع المظاهر الوهابية حيث أصبح يعلن الآن إن السعودية تتحول للمذهب الحنفي، ومن بعدها ستسير نحو العلمانية حيث فكك ولي العهد محمد بن سلمان ظاهرة صيد النساء بالشوارع بحجة التبرج من قبل الشرطة الدينية، كما شهدها المجتمع السعودي منذ بدايات صعود السعود، بوصف السيطرة على المرأة أداة لإعادة قولبة نصف المجتمع الناعم لمصلحة النظام الديني والسياسي، خدمة لأغراض حكم المنظومة المتحالفة. هذه القولبة المستجدة أتت بعد عقود طويلة من التعايش بين الرجل والمرأة كان يتسم في سواد المجتمع البدوي والفلاحي الطابع وخارج إطار الأسر الحاكمة الدينية والسياسية بالعلاقات المتوازنة، ومشاركة اقتصاديّة مشهودة للنساء، قبل ظهور مبدأ أن المرأة لا يمكنها نزع الخمار إلا أمام زوجها، بغرض سحب الذكور إلى العمل خارج المنزل، بينما تتفرغ النساء للإنجاب وإنجاز الأعمال المنزلية.

حتمية تاريخية

ترافق ذلك مع استخدام وصمة الخروج عن الدين والفجور لإرهاب كل من تسول لها نفسها التمرد على تلك الصيغة المستجدة للأحكام الدينية، وللتخلص ممن ليس لها قيمة اقتصادية وغير القادرات على إنجاب الأطفال، ويكتفين بإثارة المتاعب للنظام السياسي، عبر تأثيرهن (غير المستحب) على النساء الخاضعات. هنا حُوِّل الإنجاب إلى مهمة اقتصادية محضة، وممر إجباري لاكتساب رضا المجتمع. لقد تحولت المرأة إلى عورة في مجتمع الجزيرة العربية، تماما كما تحول الذكور إلى أخذ دور الأمراء في محيطهم العائلي، ولذا فإن الشرف والناموس الاجتماعي أيضا كان مكانهما حرمان المرأة.
ويمكننا تسجيل الانعطاف التاريخي من خلال قراءتي للمجتمع السعودي عند لقائي مع عدد من الطلبة السعوديين الذين يدرسون الدكتوراه في جامعة اسكس بمدينة كولشستر البريطانية عام 2014 حيث أثبت لهم أن عالم ما بعد النفط يحتاج إلى قائد سعودي يقوم بتغييرات جوهرية لكي تسير دفة الحكم بالاتجاه الصحيح نتيجة تنبئي أن بإمكان المشايخ، ومن خلال النصوص الدينية أن يتيحوا للحكام السعوديين قبول التحولات (إذا ما أرادوا) من قبل المجتمع لذلك لا يمكن تحميل التحول فقط إلى رغبة الأمير محمد بن سلمان مثلا بالادعاء أن التغييرات بصفتها شروط أمريكية، إنما هي حتمية تاريخية، بينما تعاونت المؤسسة الرسمية الدينية بقيادة عائلة الشيخ والقوانين التي استحدثها الحاكم الجديد، بتشجيع المنتجات الثقافية من أدب ومسرحيات وسينما وغناء، مع العديد من برامج المواسم من آثار وتراث التي كانت محرمة، كما أصدرت تعليمات وقوانين تساعد على تحرير المرأة مثل السفر من دون محرم، لتخرج عن أوامر العائلة، بل وشرعت خلع النقاب من رؤوس النساء، والسماح لهن بتبوء مناصب لم يكن يحلم بها، وهذه القوانين تذكر بفك قيد العبيد في الولايات المتحدة الأمريكية.
التتمة بالجزء الثاني



#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق مهدد بالخروج من بطولة كاس الخليج العربي لكرة القدم
- ماهي الطرق أمام المدرب كاساس لتصحيح أوضاع المنتخب العراقي بك ...
- خصوم برشلونة: كيف يتم الاعداد لافشال مصيدة هانز فليك؟!
- حوكمة الفساد لخدمة المستثمر في محافظة المثنى
- هل ستعود(الخرابيط) للدوري السعودي.. والسبب -مهازل التحكيم لم ...
- كمبش فداء عيد العراق؟!!.
- دعاء لخفض الدولار والقرب من المالكي والاطار
- بيش السوگ؟ كن اول من يعلم!.
- ماذا يعني فقدان المغزى في حياتك ؟
- الهجرة :صراع مرتبط بالعدالة وحقوق الانسان
- بمناسبة عيد الصحافة العراقية:(هل سيستمر استهداف الاصوات غير ...
- العراق ملاحقات قضائية للأصوات الناقدة، واعتقالها واتهامها با ...
- دار نشر عراقية تشارك ب1000 عنوان في معرض العراق الدولي للكتا ...
- عدنان سمير.. الصحفي الذي حدد ميدانه بمفردة
- جمعية الاعلاميين الاكاديميين تنعى الصحفي حسن خلف العبيدي
- 8-8 بيان البيانات : آخر الداء الكي؟!
- انت مصاب بالكورونا ..هل من أمل في شفائك منه؟
- الكاظمي: مئة يوم على رجل الفتح وإعلام الردح؟!
- قصة السبليت والصيف لا تمسح من ذاكرة العراقي
- بلجيكا: خلافات بين الحكومة الإتحادية و الولايات حول منح التر ...


المزيد.....




- السيسي يبحث مستحقات شركات البترول والغاز الأجنبية في مصر
- بعد غياب 3 عقود.. عُمان تعود لتصدير النحاس
- لقاء نادر بين الحكومة المصرية ورجال أعمال.. وصفة إنقاذ أم مص ...
- المركزي الايراني: إحتياطي النقد الأجنبي والذهب مطمئن
- متفوقا على التوقعات.. تراجع التضخم في تركيا
- النفط يسجل مكاسب أسبوعية بفضل الطقس البارد وسياسات الصين
- أسهم -وول ستريت- تتراجع بشكل طفيف خلال الأسبوع الماضي
- بعد تصريحات الكرة الذهبية.. رد -ساخر- من رودري على رونالدو
- مصر.. ملاحقة مليون هاتف حاول أصحابها مراوغة الحكومة ليلة رأس ...
- استطلاع: الشركات الألمانية ستستثمر في حماية المناخ رغم غموضه ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - كاظم الحناوي - رؤية 2030 الاقتصادية... نقطة تحول في تاريخ المملكة العربية السعودية