أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - المرئي في -المشهد- ومن خلاله!














المزيد.....

المرئي في -المشهد- ومن خلاله!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1788 - 2007 / 1 / 7 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مشهد "الإعدام" رأيتُ أشياء كثيرة.. رأيتُ أوَّلا بطولة الرجل، والتي لولا بثها، صورةً وصوتاً، لصدَّق كثيرون كذب موفق الربيعي، فهذا الذي يمثِّل خير تمثيل حكومة المالكي بوعيها وشعورها الحقيقيين، حاول تصوير صدام عند "إعدامه" على أنَّه خائف مرتجف، وقد شَنَق حبل المشنقة بطولته وشجاعته قبل أن يشنقه. "الصور"، في وجهها الإيجابي، كذَّبت الربيعي، وأظهرت صدام، لمحبِّيه وكارهيه، على أنه رجل امتلك من قوة الدافع الشخصي والسياسي والقومي والديني ما جعله تجسيدا لمجرَّدات البطولة والشجاعة والجرأة..

ورأيتُ ما ينبغي لـ "المُنَجِّم" أن يراه.. رأيتُ المالكي وقد أُعْدِم إذ وقَّع قرار إعدام صدام، ومقتدى الصدر يُقْتَل؛ ولكن بأيدٍ يتوفَّر أصحابها على صبِّ مزيد من الزيت على نار الحرب الأهلية بين الشيعة والسنة من عرب العراق، فالأيدي الخفية للرئيس بوش قد تَقْتُل هذا الأحمق، الذي تستبد برأسه الصغيرة خرافة الإسراع في ظهور المهدي المنتظَر وتعجيل فرج كائنات الوهم، ليَظْهَر قتله على أنه ثأر (طائفي سني) لـ "الإمام الحسين السني"، أي لصدام.

ورأيتُ ما حان له أن يحملنا على "الكفر".. الكفر بكل سياسة تتلَّفع، مع ممثِّليها، بالدين، فالزج بالدين في السياسة إنَّما يزج بكل قوى العداء للأمة العربية في الحرب على وجودها القومي وعلى حقها في التطور الديمقراطي، ويجعل العرب جميعا وقودا لـ "حرب الكل ضد الكل".. لحرب تميت الأحياء من الأمة وكل ما بقي فيها من معاني وقوى الحياة، وتحيي، في الوقت نفسه، كل الموتى، ليتَّسِع ويترسَّخ فينا حُكم الأموات للأحياء، وكأنَّ معاوية ويزيد والحسن والحسين.. قد انتقلوا من الماضي إلى الحاضر ليكونوا السيوف المواضي في حرب الولايات المتحدة وإسرائيل (والذين يسعون إلى استئناف معركة ذي قار حيث وقعت) على الوجود القومي العربي الذي يُظهر عجزا متزايدا عن إنتاج ممثِّلين ديمقراطيين وعلمانيين له، يملكون من الحيوية السياسية ومن الثقل الشعبي ما يمكِّنهم من التغلُّب على كل عصبية منافية ومعادية للانتماء القومي الذي يضرب جذوره عميقا في القيم والمبادئ الديمقراطية.

إنني لم أرَ اجتماعا للمأساة والمهزلة أوضح من اجتماعهما في حال العرب اليوم التي خُلِقت وتُخلَق على مثال العراق، الذي تهوَّد أكثر كثيرا مما تهوِّدت فلسطين. إنَّك ترى الجريمة تُرتكب، يوميا، في حق الأمة من غير أن تقدر أن تميِّز الجاني من الضحية، فنحن جميعا نعلم علم اليقين أنَّ الحروب الطائفية والمذهبية هي فخ تريد لنا الولايات المتحدة وإسرائيل الوقوع فيه؛ ولكننا نذهب إلى تلك الحروب، ونمضي قدما في الطريق المؤدية إليها حتما، وكأننا نهرٌ لا يملك تغييرا لمجراه!

الولايات المتحدة وإسرائيل، وفي تعاون موضوعي مع إيران الآن، تتوفران على ضخ الحياة والقوة (بطرائق وأساليب شتى) في كل عصبية منافية ومعادية للعرب، قوميا وديمقراطيا؛ ولكنَّ سعيهما هذا ما كان له أن ينجح لو أنَّ خطاب ممثِّلي وزعماء العصبية الطائفية والمذهبية يقع على أسماع شعبية لا تشبه سمعهم، فكثير من العامة من العرب يتأثَّر بهذا الخطاب وكأنه الهشيم لجهة تأثُّره بالنار!

أمَّتُنا، وإذا ما أرادت التأسيس لوجودها القومي الديمقراطي، والتأسيس لوجود سياسي في مقدوره أن يدرأ عنها مخاطر كل عدو قومي كمثل الولايات المتحدة وإسرائيل، إنَّما تحتاج، الآن، أي قبل فوات الأوان، إلى منع الجوامع والكنائس من إنتاج الأحزاب والقيادات السياسية، فهل نبقي على هذا التداخل الضار بين الدين والسياسة حتى (أي إلى أن) لا يبقى لدينا من الوجود القومي إلا ظلاله، وحتى تذهب الملايين من العرب ضحية الحروب الطائفية والمذهبية؟!

هل ينبغي لنا أن نجرِّب هذا الذي جرَّبته أوروبا من قبلنا حتى نعي ضرورة حظر "تسييس الدين" و"تديين السياسة"، وجعل حياتنا السياسية والحزبية بمنأى عن كل عصبية دينية وطائفية ومذهبية؟!

لقد حان لنا أن نَفْرِض على الموتى الجدد من أمثال مقتدى الصدر والسيستاني وعبد العزيز الحكيم وأسامة بن لادن والظواهري أن يدفنوا موتاهم القدامى، فالصراع الذي تحتاج إليه الأمة لا مكان فيه لمعاوية ويزيد والحسن والحسين.. والمهدي الذي لا ينتظره إلا كل منتظِر لشروق الشمس من مغربها. حان لنا أن نُثْبِت أننا أبناء الحاضر والحياة، لا نسمح لكائنات الوهم ولممثِّلي الماضي والموت بأن يقودوا الأمة إلى الهلاك، فعربٌ نحن؛ وقد وُلِد فينا هذا الشعور مُذْ وقعت معركة ذي قار، ولا مجتمع ننشد سوى المجتمع القومي المدني الديمقراطي الذي لا مكان فيه لـ "عراق بريمر"، و"إيران خامنئي"، و"أفغانستان الملا عمر والشيخ أسامة بن لادن"!




#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت كله حياة!
- حَظْر الأحزاب الدينية!
- أوْجُه من الفساد!
- حذارِ من -حيلة الهدنة-!
- ملامح -التغيير- كما كشفها غيتس!
- قصة -الروح-!
- ما ينبغي ل -حماس- قوله وفعله!
- -المقارَنة- و-التعريف-
- بعد خطاب عباس!
- قبل خطاب عباس!
- الفيزياء تنضم إلى الفلسفة في تعريف -المادة-
- وللعرب سياسة -الوضوح اللانووي-!
- ما قبل -الخيار الشمشوني-!
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. حديث خرافة وكذب!
- -تقرير- اختصر الطريق إلى جهنم!
- اقتراح هوكينج لتدارُك خطر زوال البشر!
- -حماس- و-فتح-.. لِمَ لا تسيران في خطين متوازيين؟!
- هذا الانقسام خير من تلك الوحدة!
- عنقاء جديدة تسمى -المواطَنة-!
- قبل أن يغدو المُدخِّن مارقا من الدين!


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - المرئي في -المشهد- ومن خلاله!