|
الله: السلام عليكم يا عرب
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 8209 - 2025 / 1 / 1 - 04:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أضيئوا شمعة تبدد ظلام حياة المحرومين من النور!!!
متى يفهم كل إنسان أن الدنيا أتغيرت وليست هى نفس الدنيا التى كانت من ألفى سنة مضت، أمسحوا الغبار من على وجوهكم حتى ترون الحياة الإنسانية على حقيقتها التى خلقها لنا الخالق العظيم، الحياة ليست ملكاً مطلقاً لأى دين من الأديان بل الحياة ملك جميع البشر ومن حق أى إنسان أن يحيا ويعيش فى سلام، لسنا فى حاجة إلى تعكير صفو قلوبنا وأبتساماتنا وسعادتنا الداخلية بأفكار الجاهلية البدائية حيث كانوا مجرد قبائل قليلة تعيش فى الصحراء، متى نفهم أن تلك الصحراء تغيرت وأستقدم سكانها العلماء والعمال والتقنيين ليستخرجوا لهم البترول ليغيروا به حالهم وفقرهم ويبنوا لهم ناطحات السحاب المبانى العملاقة، ليخرجوا من عالم البدوية والتخلف والأمية إلى عالم الحرية والتكنولوجيا الإنسانية وليست الإلهية!!
إلى متى سنعيش على ثقافة يجوز أو لا يجوز؟ هل ما زلنا أطفال صغار محتاجين ألفى سنة حتى يكتمل نضجنا العقلى والروحى الدينى ونفهم الأمور البديهية بدون مساعدة أى أحد؟ هنيئاً لكم أيها العرب الأقحاح الذين يحتاجون بل يطلبون المشورة والنصيحة فى البديهيات الإنسانية التى يفهمها الأطفال ببساطة، إنه الواقع المزرى والمضحك فى آن أى تحتاجون إلى رجال أذكى منكم ليشرحوا لكم كيف تسلكون بمشاعركم الإنسانية التى وهبها لكم الخالق، ويا ليتهم كانوا عند حسن ظن الآلهة بل كانوا رجال أديان نزعوا عن الله صفة الرحمة والهداية والمحبة والحكمة...!!!
التهنئة تحتاج عقل وقلب عامر بالمشاعر الطيبة والهانئة بالسعادة والفرح لكن من يرفض تهنئة إنسان آخر بمناسبة عيد ميلاده أو بمناسبة عيد رأس السنة الجديدة أو بمناسبة أسرية أو دينية مهما كانت فهو إنسان عقله وقلبه مملوء بالثورة والغليان المشاعر الملتهبة بالشرور والتعاليم المرفوضة من جميع البشر، لكننا نحن البشر الذى فرض العرب علينا وجوده الصحراوى الهمجى الغليظ القلب والفكر، فإننا نتمنى لهم أن تتغير نفوسهم وقلوبهم بثقافة جديدة لا علاقة لها بالماضى اللعين الملئ بالأحقاد القبائلية والطائفية والدينية منذ معرفتنا بهم وحتى الآن، ولا نردد كالبغبغاوات إننا نثق ونصدق أنفسنا وثقافتنا فقط لأنها الوحيدة مطلقة الحكمة والصدث ولا ينتابها شك رغم شك الجميع الخفى فيها دون الإفصاح عنه.
لماذا تضخمون الأمور وتخلقون منها صراعات وحروب مشاعرية وعاطفية المجتمع فى غنى عن هذا الهراء الكلامى؟؟ لماذا يحتاجون إلى فتوى؟ هل أصابهم الغباء وعدم الفهم فى موضوع فطرى وطبيعى مثل هذا؟ هل أصابهم العمى الروحى والعقلى بفعل تعاليم الكراهية البغضاء التى تصيب بالعمى أصحاب القلوب والعقول المغلقة والمعزولة عن إنسانية البشر فى المجتمع الواحد؟؟
لن يوقف مسيرة التاريخ الحى دعوات الظلاميون فى منع تقديم التهانى ومشاركة بقية أفراد المجتمع المختلفة الأحتفال بهذه المناسبة، إن من بين أسباب كراهة تهنئة المسيحيين وغير المسيحيين هو مبدأ أستحدثه رجال وعلماء رجال الدين العرب بأسم: عدم التشبه النصارى!! وهذا يدفعنا إلى شرح المعنى الحقيقى لتلك القيمة الأخلاقية العالية والجديرة بالإشارة إليها وهى أن معنى كراهة التشبه ورفض تقديم التهنئة يعنى بكل وضوح عدم محبتكم لغيركم من البشر، وهو مبدأ خطير يدمر أساسيات القيم الأخلاقية للمجتمعات البشرية وتنهار أمامه تعاليم الاديان وتعاليم الآلهة، لتحل محلها قيم يخاف العربى أن يهنئك أو يبارك لك حتى لا يسعدك ولا يبارك لك الله فى حياتك!!
هذه كلها ثقافة الجهل البدوى التى تعتقد أن الإله سيسمع لكلام أى بشر وإلا فأجيبنى عن السبب فى تجاهل الله لأستجابة دعوات المليارات من البشر ضد بعضهم البعض وحتى الآن؟؟ رغم أن البعض يحتج بأن إيمانه هو الحق والله فضله على العالمين لكن هل فضلك وأستجاب لك يوماً؟
بالطبع لا ولن يحدث مهما فعلتم وأعتقدتم وفعلتم الشر ضد الآخرين كلها أمور إيمانية مستوحاة من القصص الأسطورية، فالمنطق يقول لى ولك أن السماء لأنها مجرد فضاء لا علاقة لها بخرافات عقائدية يتمسك أصحابها بأنهم على يقين ان الله معهم وسينصرهم على القوم الأشرار الملحدين الغير مؤمنين، إنه تجنيد أعمى لقوانا البشرية لتشويه صورة الله التى حاشاها أن تفكر بمشاعر عمياء لا تفهم الصح من الخطأ، بل يفكرون بعقل العصور الوسطى وما قبلها من حرام وحلال وتقديم الجنس لك هدية من الله الحكيم والله غنى عن ارتكاب هذا الجرم الفاحش!!
إن طقوس ومظاهر الفرح والبهجة هى حق للجميع لكن الذين لهم ثقافة بدوية لا يحق لهم فرض إله وعلى وجهه سمات الغضب والكراهية والعنف ضد الآخرين، لأن الله فى الحقيقة لا يعترف بتلك الثقافة السلبية التى تترك الهلاك والدمار والخراب فى كل مكان حلت فيه، وخير دليل أن هى مجتمعات العرب ما زالت تعيش على جهلها بتحريم البسمة والتهنئة والفرحة على بنى البشر وكأن الله حللها لهم فقط من دون البشر، من أقامكم حراساً تسجنون الناس فى سجون الدين؟؟ ... يا له من عقل عربى يخشى أن تفارقه خيمته التراثية وثقافتها الماضوية المزيفة!!
وأكتفى بهذا القليل والسلام عليكم ورحمة الله تكون مع جميع البشر الذين يؤمنون بأنه إله محبة قبل كل شئ!!
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الله: فى عيون التخلف
-
الله لكنى أشكر الإنسانية
-
الله والصفر العربى
-
الله يا فيروز التسعون ربيعاً
-
الله ماركة مسجلة للأديان
-
الله وهلوسات البشر
-
الله يتحدث معى ومعكم؟
-
الله وثدى الأنثى
-
الله وتصور البشر له
-
مصير الله مع البشر
-
أيادى الله ودماء البشر
-
الله والآلهة الحقيقية
-
الله منبع الكراهية
-
الله وأطلال الإمبريالية
-
إله الكفر وإله الإيمان
-
جبناء التكفير إجراميين
-
تكفير أتباع المسيح
-
الخوف من الله أو عليه؟
-
تكفير المسيحية بدون تعليق!!
-
الدكتورة وفاء سلطان ومسيحى اسمه وحيد
المزيد.....
-
“حميـدو الولد الشقي” تردد قناة طيور الجنة الجديد Toyor Aljan
...
-
بياع التفاح????لف البلد ولا ارتاح.. استقبل تردد قناة طيور ال
...
-
بيربوك من دمشق: أوروبا ستدعم سوريا الجديدة لكن -لن تموّل هيئ
...
-
وزيرة خارجية ألمانيا من دمشق: أوروبا لن تمول -هياكل إسلامية-
...
-
هل عادت هجمات تنظيم الدولة الإسلامية؟ - صحف
-
وزير خارجية فرنسا: سنقف إلى جانب ممثلي المجتمع المدني والمسي
...
-
أجواء الجمعة الرابعة بالجامع الأموي في دمشق بعد سقوط نظام ال
...
-
وزير خارجية فرنسا يلتقي رجال دين مسيحيين في دمشق
-
كيف نجح الموساد في ترحيل يهود الفلاشا من إثيوبيا لإسرائيل؟
-
مكتب التحقيقات الفيدرالي: منفذ عملية الدهس في نيو أورليانز ا
...
المزيد.....
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
المزيد.....
|