حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (151)

نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 8209 - 2025 / 1 / 1 - 04:51
المحور: القضية الفلسطينية
    

 8 – الصهيونية تعدم الحال و الكيان إلى زوال.
01 * طوفان الأقصى؛ طوفان أقصى.
 
إن "العدو" تمكن من دفع نصف "دولة" إلى ملجأ في منتصف الليل، ما يظهر بالفعل أننا فشلنا.
وسائل إعلام الكيان:
‎2024-‎12-‎27
 
"لن يكون السلام هنا طالما أن مفهوم المنشأ الذي محكوم على هذا البلد باحتوائه على مقربة من مجموعتين لهما طموحات وطنية متضاربة. "
"إذا كان هذا هو الحال، فإن أحفادنا وأحفادنا العظماء سيكون مصيرهم حتما أن يعيشوا بالسيف"
سموتريتش/ "خطة الحسم"
هذا ما خلص إليه سموتريتشو؛ بعد ضافي تحامل و صلف تطاول؛ و  هو يدبج "خطة الحسم"؛ مرتهنا للغشم.و راهنا إنفاذ صفحاتها بالسيف على العشم.
انتهى عنوان "السيوف الحديدية" بعد المواجهة من المسافة "صفر" إلى الاستهجان.
و حال الغرب الصهيوني مع الكيان المسخ؛ و هو يلاحقه النزع.لا ينفك يرعى له الأمن بعد الردع؛ و يدفع عنه الجزع.
و بعد "السيوف الحديدية" التي تشظت؛ "سهم ماشان" و باستغلال ظرف مفارق؛ حاصل في فراغ مؤقت؛ لاح العزم على أن النبوءات باتت حقائق بقليل عناء. و بسبيلها تأخذ على رحاب الصهاينة؛ بعد أن سيقت بحاصل بركات و أدعية؛ فحدود الكيان عشم على علم. " فمستقبل أبواب القدس التي تنير دربنا هو أن تصل حتى أبواب دمشق"[1].
و كل طارئ يطلع من سراب يحسبه الصهاينة بارقة انتصار ماحق؛ و هم دونه رعبا و اندحارا؛ فطوفان الاقصى شغال كمائنا و قنص جنود الاحتلال المختبئين؛ بعيدا عن المواجهة وراء جدران.
و الكيان عبثا يعلق على "السياق من غير اتساق أنه بات راسخ القدم على ما ارتآه رقن عهدا في المظان " حتى رسخ في الأذهان و ستحتفي به "الأعيان في عين المكان " أرض إسرائيل الكبرى"[2]،  و قد تهيأ لها من أمرها رشدا.فالأرض في قلب السردية القومية للكيان لا يمكن بحال للتاريخ الفلسطيني أن يوجد، فذلك يعكر صفو سرديته القومية المؤسسة على أساطير الاستمرارية التاريخية؛ التي يراها تمتد من عصور التوراة حتى تأسيس الكيان. وباسم هذا الارتباط بالأرض تسعى لتجريد الذاكرة الفلسطينية من عاداتها وثقافتها بل و تعدم إنسانيتها بالتهجير و التصفية العرقية و الإبادة الجماعية؛ و العالم عليها شهود..
و بسعي الصهيوني الحثيث في تكريس و تعزيز سيطرة نزعة تتصور أن ما جاء" في النص" له بيان؛ و "السلطة" دانت له؛ و " الحقيقة " لم تعد تهمه في شيء، فليترك ترهاته تتنازعها " إرادة معرفة " لا تني واخذة " بإرادة الهيمنة " و لا ترعوي.
و كان "طوفان الأقصى"؛ ليس على الماضي محمولا و انتهى؛ و لكن طاف بالصهاينة و ما يزال يطوف بهم أمر جلل من كل  أوْبٍ و صوب.ليلوح معه في المنعطف فرط طوفان؛ خرق كل الحجب التي كانت تستر عورات الكيان. فقناته "12" كشفت أن حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" كانت تخطط لعملية طوفان الأقصى التي نفذتها يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 منذ عام 2016. و " نجحت في متابعة كل خطوة لرؤساء مجالس غلاف غزة وكذلك ضباط الأمن والسكان. كما حصلت قبل الحرب على وثائق ومعلومات حساسة واخترقت منظومات داخلية في كيان الاحتلال، موضحة أن المقاومة كانت لديها معلومات استخباراتية جمعتها على مدى سنوات من حواسيب وكاميرات في غلاف غزة[3].
فالكيان كل يوم يؤخذ على بغتة من أمره حين تهز أركانه؛ و تتكشف حقيقته؛ فينحرف عما رامه رأسا؛ فصد عنه صدا.
و ما يجري و يدور من أمور لا تني تسرع بالجزع و الجمع الصهيوني ما انفك صريع هول ما يقع؛ فالصفوف شقت و الكيان صدع. ارتدت عليهم "السيوف الحديدية" سيوق قيامة و بعث على الفاضي.
فالصهاينة:
·          عدموا المساق
·          و ارتدت عليهم الحرب بالانسياق؛
·          و اليوم؛ هم بلا قرار؛ خارج السياق.
و الكيان
·          بعد مشاق يعاني استنزاف لا يطاق
·          و هو لا مندوحة إلى الزوال منساق.
 
أما في التجلي" فغالبًا ما تؤدي الحروب إلى إجراء عمليات تاريخية يصعب تمييزها أثناء وجودها، ولكن يجب أن نحاول تشكيلها بأفضل قدراتنا؛".هذا ما ران ؛ بعد إعمال نظر؛ خبر الفكر المحايث؛ و هو من الواقع على درك مفارق؛ على بال الصهيونين؛ الجنرال يير جولان ، نائب رئيس الأركان السابق ونائب وزير الاقتصاد ، هو رئيس حزب الديمقراطيين. والبروفيسور تشاك فريليتش الزميل الأقدم في Inss ؛ ونائب سابق لمستشار الأمن القومي بالكيان[4]. في مقال تحت عنوان "حرب غزة: ملاحظات وتوصيات"؛ حيث انتهيا إلى أنه بعد عام من  7أكتوبر، "إسرائيل"
·          عالقة في حرب متعددة الجبهات
ويجب عليها
·          تطوير إستراتيجية متماسكة لليوم التالي.
بما في ذلك
·          الأهداف الدبلوماسية الواضحة التي تزيد من الإنجازات العسكرية
وتوفر
·          تحسينا في الموقف الدفاعي العام "لإسرائيل" وفي مكانتها الإقليمية والدولية.
وفي غياب ذلك،
·          بما في ذلك الأفق الدبلوماسي وآليات إنهاء الحرب، قد تجد "إسرائيل" نفسها غارقة.
 
و المفاد؛ الكيان " وجد نفسه غارقا"؛"عالقا في حرب" تآكلت معها سرديته؛ و أنهت حلمه في" اليوم التالي" كما بيت له؛ و حرق معها كل أوراق وكالته كقاعدة متقدمة تحرس ازدهار الغرب الامبريالي.
الباحثان الصهيونيان؛ و هما يجدان في  توطين حقائق مدخولة؛ جاءت على خلاف المأمول؛ استنجدا بالتذاكي المضلل بديلا عن التباكي المعلل؛ فناب عن التوفيق التلفيق. لذا لما استعصى عليهما التبرير المقنع؛ سارعوا إلى إصدار الأماني غلابا.
 
"حماس مسؤولة –و الكلام لهما-
·          ليس فقط عن أكبر كارثة في تاريخ "إسرائيل" منذ عام 1948، ولكن أيضا عن الفلسطينيين.
·          على الأقل، أجلت "مذبحة 7 أكتوبر" أي آفاق معقولة لتحقيق التطلعات الوطنية الفلسطينية لسنوات عديدة قادمة.
·          في الواقع، من منظور تاريخي، قد يثبت أن حل الدولتين كان أكبر ضحية في 7 أكتوبر.
 
في "كارثة كيان المسخ1948" "تحقيق للتطلعات الوطنية الفلسطينية". هو مختصر العبارة على المفيد؛ الفيصل فيها "طوفان الأقصى؛ الذي ما انفك “الأقصى" على الكيان و "الأقسى". و إن راموا طمسه في أدبياتهم ب  7اكتوبر؛ فان صعقة الطوفان جرعت الكيان من المرارة ألوانا؛ و حيث لا يأتون على ذكره بالاسم؛ فالفعل أصدق أثرا و صداه أرسخ ذكرا. لذا هو حقيق بالاعتبار عند الابرار ؛ و خليق بألا ينسى بين الأحرار.
 
طوفان الأقصى أفقد الكيان و رعاته:
1.        ذكرى سياق التأسيس
2.        و لن يجدي معه سباق التسييس
3.        و لا سعار التيئيس
4.        و لا شعار التدنيس
5.        و لا مساق التكريس.
6.        و عبثا يستجدون ترياق التنكيس.
 
·          فمتى يحدث الطوفان؟؛
·          و كيف يحدث الطوفان؟؛
·          و ماذا يحدث في الطوفان؟
·          ومن يحدث بالطوفان؟؛
·          و من يتحدث عن الطوفان؟
 
 لحاظ العبرة لها في التاريخ ذكرى؛ و بها صدع ابن خلدون" وإذا تبدّلت الأحوال جملة فكأنّما تبدّل الخلق من أصله وتحوّل العالم بأسره وكأنّه خلق جديد ونشأة مستأنفة وعالم محدث" [5]
------------ 
[1] تدوينة كتبها شلومو كرعي؛ وزير الاتصالات في حكومة الاحتلال، بتاريخ "19-12-2024؛عبر منصة "إكس". مقتبسة من مقولات دينية يهودية، تشير بجلي العبارة إلى طماع الكيان في سوريا.
[2] - كثير من العداء في مجال الفكر بصفة خاصة يرتد إلى "عدم الفهم" آو إلى عمليات "التباس"ناتجة عن سيطرة نزعة تتصور أن "ما في الأذهان" مطابق مطابقة تامة "لما في الأعيان" و تتزايد درجة "التباس" و ما تفضي إليه من "عدم الفهم"، و ما يترتب عليها من "عداء" و رفض ، حين يكون "ما في الأذهان" قديم راسخ، لأنه يكتسب من "القدم" صفة العراقة التي تضفي عليه مشروعية لا يجوز المساس بها أو الاقتراب منها، لأنها مشروعية مقدسة.
كثير هي الأفكار التي يحدث لها ذلك في أذهان العامة، لذلك تكون مقاومتهم لها يناقض أفكارهم تلك، أو حتى يخالفها مخالفة جزئية، مقاومة عنيفة.
نصر حامد أبو زيد. النص والسلطة والحقيقة - إرادة المعرفة وإرادة الهيمنة. المركز الثقافي العربي، بيروت- لبنان، الدار البيضاء- المغرب. ط 1. 1995.ص 67.
 [3] https://www.alalam.ir/news/7126843/حماس-كانت-تخطط-لعملية-طوفان-الاقصى-منذ-عام-2016
 [4] Maj. Gen. (res.) Yair Golan, a former deputy chief of staff and deputy economics minister, is the chairman of the Democrats party.
Prof. Chuck Freilich is a senior fellow at INSS and a former deputy Israeli national security advisor.
For full article:
https://www.haaretz.com/opinion/2024-10-16/ty-article-opinion/.premium/the-gaza-warobservations-and-recommendations/
 [5] ابن خلدون؛ المقدمة؛ تحقيق خليل شحادة، دار الفكر، بيروت، الطبعة 2- 1988. ص: 43
 

#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات