أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مظهر محمد صالح - ثمن الاغتراب القسري :الكانتونية السورية انموذجاً ..















المزيد.....


ثمن الاغتراب القسري :الكانتونية السورية انموذجاً ..


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 8209 - 2025 / 1 / 1 - 02:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لابد من اثمان باتت تتطلب دفعها لاحياء العثمانية القديمة -الجديدة ،يوم تم قبول اكثر من 3 ملايين مهاجر سوري في بلاد الأناضول ، منذ تفكك النظام السوري داخليا في حرب اهلية طاحنة ، بما فيهم الخاضعين للحماية التركية المؤقتة داخل الشمال السوري ،لكي تجسد في كلياتها احياء احلام الامبراطورية العثمانية القديمة -الجديدة ،وعلى وفق حدود سوريا الشمالية في خرائط الشرق الاوسط الجديد .فالكل يقضم من سوريا وفي المقدمة تركيا التي حلت محل ايران باريحية مذهبية عالية على حساب تصفية الحسابات مع المشروع الايراني الذي واجه لوحده اسرائيل وتركيا والولايات المتحدة ، والرفض المذهبي السني الذي خلا بالغالب من وطنيته والاحتكام الى العامل القومي المذهبي .واخذ ينظر الى ايران والحكم العلوي على ان الاقلية الحاكمة تستعين بقوة مذهبية تنسجم و نظام الحكم الذي ضيق بدكتاتوريته الحزبية على مدار 53 عاما ليولد نظاماً لا ينسجم مع اللون المذهبي لغالبية الشعب.
وهنا ستدفع سوريا ثمن الاستبدال المذهبي بالتحول الى سوريا الكانتونية.
ان تاصل الدكتاتوريات في جسد انموذج الدولة - العائلة في انظمة سايكس بيكو لغاية القرن الحادي والعشرين ليحل محل الدولة-الامة ، وتغريب مكونات الشعب الواحد الذي ارسى استقلاله على فكرة تلك الدولة- القومية خلال القرن العشرين ، لم يتح لتفكك البلاد الاثني والطائفي سوى كانتونات مستوردة لمبادئ الحرية والديمقراطية لمواطنيها ممن عاشوا في المنافي باغتراب ملون كلاجئين او مواطنين من الدرجة الثانية بلا شك.
وهنا يقول المفكر الكبير في الاجتماع السياسي الدكتور مزهر الخفاجي في بحث مهم عنوانه: العرب…. وسوريا هل ربحنا الحرية وخسرنا الدولة..؟
قائلاً:
((وهــــــل صــــــحيح انــــــنا فــــــي تــــــغيير الانــــــظمة وفق الانــــــموذج
السوري قد ربحنا الشعب وخسرنا الدولة؟.
تُــــرى كــــم دولــــة سنخســــر وفق فــــريــــة الحــــريــــة هــــذه وكــــم دم
ســــيس ُ ال وهــــل انــــتقلنا مــــن تجــــربــــة الــــحكومــــات الــــوطــــنية
الـــغاشـــمة الـــى احـــتلالات مـــغلفة بـــملابـــس حـــقوق الانـــسان
وحرية المكونات وحرية المرأة !!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟.
وهـل ان الـعرب وسـوريـا سيسـتبدلـون احـتلالات بـأحـتلالات
جـديـدة ..وهـل صـحيح ان مـايـعيشه الـعرب الأن سـببه خـيانـة حـــكومـــاتـــهم لـــشعوبـــهم ودولـــهم ..بعد ان قبلت ان تـــعيش مـــرحـــلة
انتداب ووصاية واحتلال من نوع جديد .
نــعم ، ربــح الــشعب الــسوري حــريــته ..لــكن فــي ذات الــوقــت
خسروا دولتهم…))

وهكذا فبعد ان قادت الدكتاتورية العربية بلدان الشرق لنصف قرن على قاعدة سايكس بيكو ،و سقوط نظام الدولة- الامة الذي استبدل بالدولة- العائلة ،ستولد انماطا جديدة من الحريات والديمقراطيات التي ولدها اغتراب مكونات الشعب الواحد في المهجر لسنوات بعيدة من التشرد وقبول المواطنية من الدرجة الثانية، لتستنسخ تجربة سياسية في الداخل تحمل هموم مغتربي الشعب في الخارج .انها ايديولوجيات ملونة موجهه نحو الكانتونات القائمة تحديدا … وهي ظاهرة سياسية خطيرة في تسليط مجتمع الاغتراب لاقامة نظام سياسي توافقي جديد لما بعد سايكس بيكو . وهنا الاغتراب حتى بتقاطعاته مع دول اللجوء او بالولاء لها… فانها ستولد كانتانوات باديولوجيات تحمل عقائد الحرية والديمقراطية من بلدان اللجوء وهي محصنة بعُعد الاضطهاد المزدوج ، ولكنها لن تولد الا نظاما سياسيا منقلب الاغتراب او مقلوب الاغتراب Reversed Alienation كنمط سياسي سالب يتعاطى ادارة الدولة والمجتمع .
فهكذا مجتمع سياسي سيكون بعقد اجتماعي مجرد من فكرة الدولة - الامة وانه محض مالك متعدد الاهواء والجنسيات الذهنية والدينية لادارة شركة خاسرة اسمها الوطن الواحد الذي فككتة الديكتاتورية وجمعت اجزائه (تكسيرا) القوى مقلوبة الاغتراب عبر ادارة كانتونية منقلبة ستبقى مغتربة .
يقول البروفيسور ديڤيد ميلر… David Miller أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة برستول في بريطانيا:
((في حين أنّ داعش صارت ترتدي البدلات الرسميّة، وتطلق يد الولايات المتحدة لتقسيم سوريا، وتبشّر بالسّلام مع الكيان الصهيوني، وترحب بإنشاء أسواقٍ حرّة، وتبرم صفقات الغاز مع رعاتها الإقليميين، وفقًا للخطة المرسومة بالضبط، فإنّ "المؤمنين الحقيقيّين" في الشتات السّني لم يدركوا بعد أنّهم قد بيعوا.
يضحك في سرّهم مخططو هذه الحرب، من دول حلف شمال الأطلسي الذين أرسلوا الشباب السّلفيين من مختلف أنحاء العالم إلى مفرمة اللّحم، لقاء رواتب (2000 دولار للشخص) ليست أكثر من ذرّة رملٍ مقارنةً بالثّروات المتوقع أن تجنيها تركيا و”إسرائيل“ وغيرهما، من الغاز وقطاع البناء لإعادة الإعمار.
لقد احتلوا فلسطين من أجل هذا الهدف، وسوف يقضون الثلاثين عامًا القادمة في تبرير ما يفعلونه من نهب لثروات سوريا، باعتماد سياسة ترويجيّة تتولاها شركات ضخمة استأجرها حلف شمال الأطلسي ودول الخليج لهذا الغرض...
إنّ عمليّة تغيير النظام السوري هي أكبر عمليّة نهبٍ في هذا القرن.))

واخيراً ، مايراه المفكر السياسي الكبير ابراهيم العبادي في مقاله المنشور بعنوان :المشروع التركي في المنطقة !
قائلاً ((بتراجع المشروع الايراني بقوة بعد نكبة 7 اكتوبر ومضاعفاتها ،تجد تركيا ان مجالها الحيوي يتوسع بسهولة ،عبر رمزية اسلامية كثيفة وطموحات امبراطورية عصرانية لاتشاكل النموذج الامبراطوري الذي اطيح به في الحرب العالمية الاولى .
ستجد تركيا ماتبحث عنه خارج حدودها الجنوبية ،ساحة للاستثمار ونظام سياسي ومجال حيوي وعمق ستراتيجي ،ولذلك هي تستعجل ترسيم الحدود البحرية مع سوريا لان عينها على الغاز المغمور في المياه الاقليمية ،وهي مستعجلة للتخلص من الصداع القومي الكردي ،فهي تضغط على الاكراد لتسليم السلاح والتراجع عن حلمهم القومي او الدفن بالبلدوزر العسكري التركي الزاحف بقوة .
مايزعج تركيا هو مخاوف عدم الاستقرار في سوريا ورفض الاكراد التسليم للمطالب التركية ودعم الغرب شركاء تركيا في حلف الناتو للاكراد ،وخوف العرب من تغول تركي يحي خطابات الاسلام الاخواني ومشروعه السياسي ،السعودية والاردن ومصر والجزائر والامارات وتونس والعراق يعاينون بحذر مايجري في سوريا ،كما تسعى ايران وحلفائها الى عدم التسليم بالمتغير الستراتيجي في سوريا ،فيما تستمر اسرائيل في تعظيم مكاسبها الستراتيجية في المنطقة وهي تبدو غير قلقة مندالاسلام الاخواني وجبهته الجديدة الممتدة جغرافيا من اسطنبول الى دمشق ،انظمة الحكم والجماعات الاخوانية ليست مثل منافستها الشيعية تستعجل الصراع مع اسرائيل ،وتعلن بلا مواربة ،الصلاة في القدس مذهبا سياسيا وستراتيجية عملانية حتى لو كانت الكلفة الموت المقدس والاكتفاء بالنصر المعنوي رغم التضحيات الجسام ،الجماعات والحكومات الاسلامية السنية مستعدة للتطبيع مع اسرائيل دون تردد لان هدفها المركزي ليس الاصطدام بالمشروع الاسرائيلي او الامريكي ،بل تثبيت اركان الحكم والبناء الداخلي،اما تحرير القدس فمشروع لا عجلة فيه لانه بلا مردود سياسي او اقتصادي ولا حتى ايديولوجي .وبالحقيقة هو مشروع مؤجل يشذ عن ذلك حركات المقاومة الاسلامية الفلسطينية لانها معنية مباشرة بمشاغلة الاحتلال بسبب ضغوطه الهائلة…. ))
ختاما، تبقى الدولة- الامة هي الضمانة الحامية من لعبة الدولة - اللا-امة وبخلافه القبول بالدولة - الكانتونية ، اذ سيخضع الكانتون الواحد بلا ريب لارادة دولية يلونها الشرق الاوسط الجديد للحصول على مكاسب جيوسياسية ربما تؤسس سايكس بيكو كانتوني جديد،، فلننتظر قادم الايام ..!!



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما نتنفس الحرية في لحظة بيضاء او داكنة.
- علم الانسان البغدادي او الانثروبولوجيا البغدادية.
- ذوبان الدولة-الامة في الدولة-العائلة..!! المسألة السورية
- تشغيل الخط النفطي العراقي السوري / سيناريو افتراضي
- انتظار يالطا الجديدة -حرب سوريا الراهنة واستراحة الكيان الإس ...
- الترامببية الجديدة :قانون نوبك وتوازن ناش Nash equilibrium
- الشخصية المستقلة ومطرقة التحيز السياسي : بين القبيلة والقومي ...
- مصالح البلاد العليا : دقة الذكاء بين الواقعية والأيديولوجية.
- البترودولار الاحمر :الصين و حروب العملة الناعمة
- السياسة الواقعية العراقية و الترامبية الجديدة
- الظاهرة المركزية في المنظومات الطرفية للراسمالية : غزة انموذ ...
- الكيان الأسرائيلي و حروب العولمة الموازية
- حرب اسرائيل وتعاقب الأجيال
- سوق الصرف غير النظامية في العراق: حصان( طروادة ) في الصراعات ...
- الثنائية القطبية (الموازية): اسرائيل وحلفاؤها القدامى والجدد ...
- الوصمة Stigma : بين الفرد و المجتمع والأيديولوجيا
- حوار الذاكرة القصيرة في حياة الشعوب.
- غياب الضمير والذهان السياسي الدكتاتوري.
- الأنتقائية بين الفردانية و المناهج الفكرية المدرسية
- الذكرى الثالثة والخمسين في معتقل شرق المتوسط-قصر النهاية


المزيد.....




- الدبيبة يحذر الوحدات العسكرية من التعامل مع تشكيلات مسلحة بم ...
- سلوتسكي: وزيرة الخارجية الألمانية تجاوزت حدود صلاحياتها
- بلينكن: نشعر بالقلق إزاء احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووي ...
- هبوط اضطراري لطائرة روسية في شرم الشيخ المصرية
- المدعي العام البولندي يحقق في قضية خيانة ضد وزير الدفاع السا ...
- مجلس النواب الأمريكي ينتخب مايك جونسون مجددا رئيسا له
- الشرع يدعو ميقاتي لزيارة سوريا ويبحثان اشتباكات اليوم على ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بيربوك بشأن القواعد الروسية في سوري ...
- مراسل RT: عمليات عسكرية مكثفة تستهدف أوكار التهريب في مدينة ...
- سانا: وفد أوروبي يزور سجن صيدنايا في دمشق (صور)


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مظهر محمد صالح - ثمن الاغتراب القسري :الكانتونية السورية انموذجاً ..