دلير زنكنة
الحوار المتمدن-العدد: 8209 - 2025 / 1 / 1 - 00:47
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
بقلم دانيال ليتل
جامعة ميشيغان – ديربورن
الولايات المتحدة الأميركية
ترجمة دلير زنگنة
مقدمة
يتناول هذا المقال المنهج الماركسي في القرن العشرين. ولكن قبل المضي قدمًا، علينا أن نطرح السؤال: ما نوع المنهج الذي نفكر فيه ؟ الحقيقة أن الفكر الماركسي ألهم أطر البحث في العديد من المجالات – تاريخ الفن، والأدب، والدراسات الثقافية، والفلسفة، والتاريخ، والعلوم الاجتماعية. وقد مرت هذه التأثيرات عبر العديد من الخيوط المختلفة داخل فكر ماركس: نظرية الاغتراب، ومفهوم التعمية Mystification ، ونظرية العمل للقيمة، ونظريات الصراع الطبقي والاستغلال، ونظرية قوى وعلاقات الإنتاج أو نظرية نمط الإنتاج. لذا فإن مسألة المنهج الماركسي معقدة من عدة جوانب: هناك العديد من المجالات التي استخدمت فيها الأساليب الماركسية، وهناك العديد من الخيوط داخل فكر ماركس التي أدت إلى ظهور مختلف المقاربات.
سيكون تركيزي على منهجية العلوم الاجتماعية (التي أدرج فيها الكثير من البحث التاريخي). يحدد هذا الاختيار معلمتين أساسيتين لدراستنا. سنهتم بالطرق التي ساعدت بها الأساليب الماركسية في القرن الماضي في تشكيل فهمنا للعالم الاجتماعي. وسوف نهتم بهذه التأثيرات في مجال البحث التجريبي (على عكس التحقيقات الأدبية أو الفلسفية أو الأخلاقية).
يعد ماركس بلا أي شك أحد مؤسسي علم الاجتماع الحديث . طوال حياته من البحث والكتابة كان يهدف إلى التوصل إلى تحليل علمي للحياة الاقتصادية الحديثة. طوال معظم حياته أكد على أهمية الانخراط في التحليل العلمي للرأسمالية كنظام. وقد تمسك باستمرار بالالتزام الصارم بالتحقيق التجريبي الصادق للحقائق. وبالتالي، فإن أهداف ماركس الخاصة قد تمت صياغتها بلا شك من خلال تطلعه إلى بناء تحليل علمي لنمط الإنتاج الرأسمالي . ومن المؤكد أن أبحاث ونظريات العلوم الاجتماعية اليوم تتأثر بشدة بالعديد من مساهمات ماركس، خاصة في مجالات التاريخ الاجتماعي وعلم الاجتماع والاقتصاد السياسي. سأقوم هنا باستعراض بعض السبل المهمة التي تطورت من خلالها المناهج الماركسية للعلوم الاجتماعية في القرن العشرين. وسأحاول تقديم منظور حول المساهمات الدائمة التي قدمتها العلوم الاجتماعية الماركسية لإجراء البحوث الاجتماعية.
إن تأثير فكر ماركس في العلوم الاجتماعية في القرن العشرين واسع الانتشار: التاريخ الاجتماعي وتاريخ العمال (جونز 1971)؛ والمؤسسات داخل الرأسمالية (جيدينز 1973)؛ التاريخ السياسي للثورة والطبقة (سبول 1989)؛ التجربة الحية للطبقة العاملة (سينيت وكوب 1972)؛ الاغتراب و التعمية كمقولات اجتماعية وظواهر اجتماعية حقيقية (التصنيع وثقافته) (شيمانسكي 1978)، (ميزيروس 1972)؛ الاقتصاد السياسي (ماندل 1969، 1975)، علم اجتماع التعليم (بولز وجينتيس 1976)؛ الدولة في المجتمعات الرأسمالية (ميليباند 1969، 1982)، (بولانتزاس 1973). لقد ساهمت كتابات ماركس بشكل كبير في كيفية تحليل وتصور وشرح العمليات الاجتماعية والتاريخ الاجتماعي.
ومع ذلك، لا توجد إجابة واحدة على سؤال "ما هي المنهجية الماركسية لعلم الاجتماع؟"، بل إن البحث الاجتماعي الماركسي في القرن العشرين يمثل جوقة من الأصوات والرؤى، التي تتعارض الكثير منها مع الآخرين. بدلاً من تمثيل مجتمع بحثي متماسك يمتلك نموذجًا مركزيًا والتزامًا بمقدمات منهجية ونظرية محددة، كانت للعلوم الاجتماعية الماركسية في القرن العشرين قدرًا كبيرًا من التنوع، و الاختلاف في التركيز. فكر في مجموعة المفكرين الذين تندرج أعمالهم ضمن الفئة العامة للعلوم الاجتماعية الماركسية: إي بي طومسون، لويس ألتوسير، يورغن هابرماس، جيرالد كوهين، روبرت برينر، نيكوس بولانتزاس، رالف ميليباند، نيكولاي بوخارين، جورج لوكاتش، أو ميشال فوكو. لقد ساهم كل هؤلاء المؤلفين في العلوم الاجتماعية الماركسية . ولكن هذه المساهمات لا تشكل بأي حال من الأحوال منهجية واحدة متماسكة ومركزة للعلوم الاجتماعية. لا توجد مجموعة أساسية من النتائج التي تشكل نموذجًا. وبدلاً من ذلك، هناك العديد من الأمثلة المميزة للكتابات الموضوعية والمنهجية، من مجموعة متنوعة من التقاليد، التي قدمت لحظات من البصيرة ،والمواقع للبحث المستقبلي المحتمل. وهكذا فإن طالبة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية التي تهدف إلى اكتساب الخبرة في "النظرية الماركسية" ستجد أن دراستها تشبه إلى حد كبير دراسة طالبة الأدب أكثر من طالبة علم الأحياء الجزيئي ،مع مجموعة مواجهات مفتوحة النهايات مع الاعمال العظيمة بدلًا من نظام بحثي متماسك ومنظم.
"منهجية البحث في العلوم الاجتماعية"؟
لماذا نحتاج إلى منهجية للعلوم الاجتماعية؟ لأن العالَم الاجتماعي معقد بشكل هائل ومتعدد الاتجاهات - وبالتالي يستعصي على التفسير من خلال الملاحظة البسيطة. ولأن العالم الاجتماعي كمجال للظواهر يختلف اختلافًا جوهريًا عن العالم الطبيعي، من حيث درجة "حكم القانون" عليه (ليتل 1993). لذا، لن تكفي أساليب المنطق السليم ولا أساليب العلوم الطبيعية لتوجيهنا إلى القدرة على التعرف على الأنظمة والهياكل والعمليات السببية التي تتجسد في العالم الاجتماعي. إن العالَم الاجتماعي يتقدم من خلال أنشطة مليارات الرجال والنساء. فهو يجسد المؤسسات والمنظمات والهياكل التي تدفع العمل الفردي وتقيده، وتؤدي هذه الكيانات الاجتماعية إلى عمليات لا يحكمها القانون ولا عشوائية. يؤدي العالم الاجتماعي إلى ظهور علاقات القوة والسيطرة والاستغلال والمقاومة. وينتج نتائج تفيد البعض وتضر بالآخرين. إنه نتيجة لتبادلات معقدة بين الفاعلين والبنى، وكل قطب من هذا الاقتران يؤثر على الآخر. باختصار، العالم الاجتماعي معقد. إن التحدي المتمثل في فهم الظواهر الاجتماعية مهم وصعب في نفس الوقت. وهذا صحيح في عام 2000؛ لكنه لم يكن أقل صحة في عام 1830، عندما أقام انجلس في برمنغهام وتولى وصف وفهم فوضى المصانع والأحياء الفقيرة والقصور والجوع والاضطراب الذي مثلته برمنغهام. إن كتاب "أوضاع الطبقة العاملة في إنجلترا" هو نتيجته (انجلس 1958)؛ و بالنسبة لماركس رأس المال(ماركس 1977).
ما الذي يتضمنه وجود "فلسفة ومنهجية للعلوم الاجتماعية"؟ يجب أن يكون لديك إجابات لعدة مجالات مختلفة من الأسئلة -
- [x] الاستقصاء — كيفية الاستفادة من مجموعة متنوعة من أدوات البحث للوصول إلى فرضيات ونظريات حول مجال من الظواهر التجريبية؛
- [x] نظرية المعرفة – كيفية توظيف الاعتبارات التجريبية والنظرية لتوفير مبرر للفرضيات والنظريات التي نطرحها؛
- [x] الميتافيزيقا - وصف لأنواع الكيانات والعمليات التي يتكون منها مجال الظواهر؛ و
- [x] نظرية بنية المعرفة في العلوم الاجتماعية - تصور لغرض البحث في العلوم الاجتماعية وفكرة تخطيطية لما يجب أن تبدو عليه نتائج العلوم الاجتماعية. (النظريات؟ مجموعات النتائج التجريبية؟ القوانين الإحصائية؟ التفسيرات السردية للعمليات الاجتماعية المهمة؟ مجموعات من الفرضيات السببية؟)
يقدم التفكير المنهجي لماركس، وفكر العديد من علماء الاجتماع الماركسيين الذين تبعوه، إجابات مبدئية لكل سؤال من هذه الأسئلة. وكما ينبغي لنا أن نتوقع، فإن هذه الإجابات في مجموعها تكون شيء أقل من مجرد منهجية مكتملة ومتسقة (لا أكثر من أن عمل فيبر يشكل نظرية مرتبة للمعرفة والاستقصاء في العلوم الاجتماعية؛ (رينجر 1997)).
هدف العلوم الاجتماعية للماركسية
دعونا نبدأ بمساهمات ماركس في العلوم الاجتماعية نفسها. من المفيد أن نطرح السؤال: ما هي أهداف ماركس المركزية كعالم اجتماع؟ وما هي مساهمته المركزية؟ هل يقدم عمله، والعمل الذي جاء بعده، نظرية للرأسمالية والتاريخ؟ هل هناك فرضيات تجريبية محددة تخضع للتحقيق التجريبي في عمله؟ هل توفر نموذجًا أو برنامجًا بحثيًا، على غرار الخطوط التي أوضحها كون و لاكاتوش (لاكاتوش 1970؛ لاكاتوش وموسغريف 1974؛ كون 1970)؟ هل يلتزم ماركس بمفهوم متماسك للبحث الاجتماعي والتفسير الاجتماعي؟ وهل لدى ماركس تصور مميز للبحث في العلوم الاجتماعية، مثل نظرية الاستدلال الجدلي؟[1]
تتضمن أهداف ماركس العلمية المركزية على الأقل ما يلي: تقديم وصف قائم على أسس تجريبية للسمات المؤسسية المركزية للنظام الاقتصادي القائم على ملكية السوق؛ واستخلاص الآثار الاجتماعية لهذه الترتيبات المؤسسية؛ و إلقاء الضوء على العملية التاريخية التي ظهرت من خلالها هذه السمات المؤسسية في العديد من الاقتصادات الاجتماعية الرأسمالية. مساهمته العلمية الاجتماعية المركزية هي رأس المال (ماركس 1977)، وهذا العمل عبارة عن مزيج كثيف من الوصف التاريخي، والتفاصيل الاجتماعية الدقيقة، والتفكير حول المؤسسات وآثارها، والاقتصاد السياسي الرياضي. (تم مناقشة هذه النقاط بشكل كامل في (ليتل 1986).) يعتقد ماركس أن مؤسسات الرأسمالية تشكل نمط إنتاج، وأن نمط الإنتاج هذا له منطق تاريخي مميز. إن الرجال والنساء العاديين، الذين يتابعون حياتهم ضمن السياق المؤسسي للرأسمالية، يتخذون خيارات في الحياة الخاصة، وحياة العمل، ومجموعة متنوعة من المنظمات (الشركات، والنقابات، والأحزاب)، التي تؤدي بشكل جماعي إلى أنماط واسعة النطاق من التغيير. إن عمليات تراكم رأس المال، وتسريع التغير التكنولوجي، وتوضيح الطبقات (البروليتاريا، والبرجوازية) هي نتيجة يمكن التنبؤ بها للإطار المؤسسي المحدد للتنمية الرأسمالية. يتصرف الأفراد المبنيون اجتماعيًا داخل مؤسسات معينة بشكل يمكن التنبؤ به - مما يؤدي إلى عملية تغيير اجتماعي يمكن تحديدها وتفسيرها. ومن ثم، هناك منطق مؤسسي تحدده الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج والعمل المأجور، ويعتبر تحديد بعض النتائج المترتبة على هذا المنطق أحد أهداف ماركس المركزية. لذا فإن أفضل طريقة لفهم كتابات ماركس في العلوم الاجتماعية هي أنها تشكل مجموعة متنوعة من الخطوط الفكرية، والنماذج التفسيرية، والتفسيرات التاريخية التي تندرج بشكل فضفاض تحت منظور توجيهي للتغير التاريخي والاجتماعي.
ووفقًا لهذا التفسير، فإن مساهمة ماركس في العلوم الاجتماعية ليست مجرد نظرية متماسكة وبسيطة للرأسمالية تقدم المعرفة حول الرأسمالية كنظام اجتماعي؛ لكن هذه المعرفة لا يمكن تلخيصها في نظرية رسمية أو رياضية ذات عدد قليل من المقدمات. بل إنه يتألف من مجموعة متنوعة غير قابلة للاختزال من الوصف الاجتماعي، والتفسير التاريخي (الذي غالبًا ما تحل محله الآن معرفة أفضل عن العالم الإقطاعي أو الرأسمالية المبكرة)، والتفكير شبه الرسمي حول المؤسسات والعلاقات الاقتصادية.
هل هناك على الأقل نظرية متماسكة للبحث في العلوم الاجتماعية في كتابات ماركس؟ من المؤكد أن ماركس يقدم إرشادات للباحثين التاريخيين والاجتماعيين الآخرين، فيما يتعلق بمكان البحث عن الفرضيات. لذا فإن هناك "أسلوبًا ماركسيًا في البحث" له أصول محددة في بحث ماركس نفسه. هذا النمط من البحث لديه عدد من الميزات. إنه مادي ، أي أنه يركز على قوى وعلاقات الإنتاج، ويفترض أن التكنولوجيا و السلطة أساسيتان بالنسبة للتكوينات الاجتماعية الأخرى (مثل الأدب والثقافة والقانون). إنه موجه نحو ابراز الطبقة و الصراع الطبقي ضمن التغيير التاريخي. إنه حساس لطريقة عمل الأيديولوجية والوعي الزائف في فهمنا للمؤسسات الاجتماعية التي نعيش فيها. وهو يولي اهتمامًا خاصًا، ويقدم اهتمامًا خاصًا، لوجهات نظر الطبقات الدنيا في أي وقت من التاريخ.
وماذا عن الديالكتيك، وتأكيد ماركس الشهير على أنه قلب منطق هيغل الديالكتيكي رأساً على عقب؟ على النقيض من عدد من مفسري ماركس (أولمان 1971)، (روبن 1979؛ أولمان 1993؛ شاف 1970)، فإنني أؤكد أن مفهوم الديالكتيك لا يلعب سوى دور ثانوي في تفكير ماركس، وليس له أي دور على الإطلاق في منهجه للتحقيق (ليتل 1987). إن الدور الذي يلعبه الديالكتيك هو أقرب إلى فرضية عالية المستوى حول التغيير المؤسسي - أن المؤسسات لها عواقب غير متوقعة وغير مقصودة؛ وأن عمليات التغيير يمكن أن تؤدي إلى تقويض أسس المؤسسات التي تقود عمليات التغيير هذه؛ وأن هناك "تناقضات" في العمليات التاريخية. لكن هذا ليس أكثر غموضا من اكتشاف مانكور أولسن للتناقض بين المصالح الخاصة والجماعية (أولسون 1965)، أو إثبات كينيث أرو لاستحالة وجود خطة تصويت متسقة (أرو 1963)، أو تحليل جورج أكيرلوف للعواقب الضارة لعدم تناسق المعلومات في الأسواق التنافسية (أكيرلوف 1970). لقد قدمت أبحاث العلوم الاجتماعية دائمًا مساهماتها الأكثر أهمية من خلال اكتشاف العواقب غير المقصودة والآثار الضارة؛ وهذا هو الدور الذي يلعبه الديالكتيك في كتابات ماركس.
لقد تم الكثير من العمل الأكثر استدلالًا في العلوم الاجتماعية الماركسية في السنوات العشرين الماضية في إطار "ماركسية الاختيار العقلاني" - مؤلفون مثل إلستر (إلستر 1982, 1985, 1986), رومر (رومر 1981, 1982, 1982, 1986، 1986)، برينر (برينر 1976، 1982)، وبرزيورسكي (برزيورسكي 1985، 1985، 1986) الذين حاولوا الجمع بين الرؤى التاريخية الماركسية ومنهجية نظرية الاختيار العقلاني والمؤسسية الجديدة (باول وديماجيو 1996؛ برينتون وني 1998)، (نايت 1992). في هذا النهج، يقال إنه يمكننا التوصل إلى استنتاجات ماركسية (حول الاستغلال، والطبقة، واتجاهات الرأسمالية، على سبيل المثال) على أساس افتراض العقلانية الفردية ضمن الإطار المؤسسي المحدد للرأسمالية. ما يوضحه هذا هو أن المساهمة الماركسية الأساسية هي مساهمة جوهرية وليست منهجية؛ إنها مجموعة من الاكتشافات حول العالم الاجتماعي، وليست بناءً لمفهوم معين للبحث.
هل يتوافق مقاربة الاختيار العقلاني مع منهجية ماركس الخاصة؟ أعتقد أنه كذلك. أولاً، يعتمد استخدام ماركس لأدوات الاقتصاد السياسي، وإثباتاته المركزية لقوانين الرأسمالية، على افتراض عقلانية الفرد. ثانيًا، إن مقاربة ماركس في المنهج، كما ذكرنا أعلاه، انتقائي. لذا فإننا لا نتوقع منه أن يرفض النهج الذي يَعِد بتقديم دعم تجريبي ونظري صارم لتحليله. وفي الواقع، من الممكن تمييز آليات تحليل الاختيار العقلاني في جوهر اكتشافات ماركس المفضلة. على سبيل المثال، تعتمد حجة ماركس بشأن انخفاض معدل الربح على حجة شبيهة بحجة أولسون (أولسون 1965 ) بشأن التناقض بين مصالح الرأسماليين الأفراد ومصالح طبقة الرأسماليين ككل. وهذه حجة ضمن نظرية الاختيار العقلاني.
إن أسلوب ماركس في البحث إذن غير استثنائي؛ فهو لا يتميز بشكل حاد عن العلوم الاجتماعية غير الماركسية. يؤكد ماركس على أهمية البحث التجريبي والتاريخي الدقيق. إنه يقدر الفرضيات التفسيرية التي يمكن تطويرها بدقة بطريقة تشرح النتائج الاجتماعية وتتنبأ بها. إنه ليس ملتزمًا مسبقًا بتفسيرات معينة للتاريخ (على سبيل المثال، تذكر تصريحاته اللاأدرية لفيرا زاسوليتش حول التنمية الاقتصادية الروسية؛ (ماركس وإنجلس 1975: 319-320)). وهو يبني بحثه الخاص حول مجموعة من فرضيات البحث رفيعة المستوى - بروز الطبقة، وأهمية الأسس المادية للمؤسسات الاجتماعية، وطريقة عمل الأيديولوجيا. وأخيرا، يقدم ماركس ما يمكن أن نطلق عليه النموذج "الغاليلي" للتفسير الاجتماعي: لتفسير الظواهر من حيث الظروف السببية الأساسية بدلا من الارتباطات الخام بين المتغيرات التي يمكن ملاحظتها. ويقوده هذا المنظور إلى الانخراط في صياغة فرضيات دقيقة، وهو منظور يتوافق إلى حد كبير مع معايير أبحاث العلوم الاجتماعية المعاصرة.
هل لدى ماركس نظرية معرفة مميزة للعلوم الاجتماعية؟ وكما هو مقترح في هذه المعالجة للنظرية والتحقيق، فأنا أتخذ موقف بانه لا يفعل. إن نظرية المعرفة لديه قابلة للمقارنة بما يمكن أن نسميه اليوم التجريبية الواقعية: أن المعرفة العلمية يمكن أن تصل إلى بيانات حول بنيات غير قابلة للملاحظة تكون صحيحة تقريبًا، وأن أساس تقييم مثل هذه الفرضيات هو من خلال الاستخدام المناسب للطرق التجريبية (الملاحظة، التجريب، والتحقيق التاريخي). لا تدعم كتابات ماركس «علم اجتماع المعرفة» النسبي، والذي بموجبه تعتمد صلاحية المعرفة على منظور الطبقة الاجتماعية للمحقق؛ بدلًا من ذلك، ترتكز نظريته في المعرفة على فكرة أنه يمكن التوصل إلى معتقدات راسخة حول العالم الاجتماعي على أساس الأساليب التجريبية والتفكير النظري.
ماذا عن الميتافيزيقا والأنطولوجيا؟ هنا يبدو عمل ماركس أكثر تميزًا إلى حد ما. وهو يفترض عددًا من الافتراضات الميتافيزيقية حول المجتمعات والعمليات التاريخية: أن العالم الاجتماعي هو نظام سببي، وأن الهياكل الاجتماعية لها ميزات وخصائص سببية، وأن الأفراد يشكلون هياكل اجتماعية من خلال أفعالهم واختياراتهم، وأن "التكوينات الاجتماعية" تقع تحت مقولات"أنماط الإنتاج"، وأن أنماط الإنتاج تتكون من مجموعات من القوى وعلاقات الإنتاج، وأن الطبقات موجودة. كل من هذه الافتراضات بمثابة جزء من الأنطولوجيا الاجتماعية لماركس. إنها تمثل افتراضات حول أنواع الكيانات والعلاقات الموجودة في العالم والتي هي، بمعنى ما، سابقة لاكتشافات تجريبية محددة. (وهذا لا يعني أنها بعيدة عن متناول البحث التجريبي، ولكن اختبار الأنطولوجيا هو النجاح التجريبي أو فشل النظريات المحددة التي يتم إطلاقها ضمن شروطها).
تشتمل أنطولوجيا ماركس أيضًا على عدة أفكار أكثر تحديدًا. تعتبر أفكار قوى وعلاقات الإنتاج حاسمة في بحثه؛ تجسد هذه الأفكار مستوى التكنولوجيا والسياق المؤسسي الذي يتم فيه استخدام التكنولوجيا الموجودة داخل مجتمع معين. (يمكن تلخيص هذا الزوج من الأفكار في عبارة "التكنولوجيا و السلطة".) يعد مفهوم الاستغلال حاسمًا أيضًا في أنطولوجيا ماركس؛ إنه يصف العلاقة التي يتم في سياقها تمكين بعض الأفراد والجماعات من التحكم في وقت عمل الآخرين والاستفادة من عملهم دون تعويض. توفر نظرية العمل للقيمة ونظرية فائض القيمة إطارًا تحليليًا يمكن من خلاله التنظير حول الاستغلال. تعتبر مفاهيم ماركس عن الاغتراب، والفتشية، و التعمية أيضًا أساسية في أنطولوجياه الاجتماعية . يتمتع الأفراد بالوعي والحرية، لكنهم يجدون أنفسهم دائمًا في سياق المؤسسات والأفكار التي تبني فهمهم للعلاقات التي تحكمهم. («الناس يصنعون تاريخهم بأنفسهم، لكن ليس في ظروف من صنعهم» (ماركس 1964).)
تأثير ماركس على العلوم الاجتماعية في القرن العشرين
دعونا نعود الآن إلى "أسلوب البحث" المتجسد في العلوم الاجتماعية الماركسية. ستعمل هذه النقاط على التقاط مساهمات ماركس الرئيسية في البحث في العلوم الاجتماعية (من وجهة نظري على الأقل). تشكل كتابات ماركس "أسلوب بحث" للباحثين اللاحقين يتكون من عائلة مترابطة من الافتراضات ووجهات النظر. دعونا نحاول الآن تحديد بعض أهم مساهمات أعمال ماركس في العلوم الاجتماعية في القرن العشرين. إذا نظرنا إليها بشكل عام، فإن المواضيع المهمة تشمل ما يلي:
� التركيز على أهمية الطبقة- بالنسبة للأشخاص وللتغيير الاجتماعي
� التركيز على مؤسسة الإنتاج والتكنولوجيا والملكية (أنماط الإنتاج وقوى وعلاقات الإنتاج)
� مفهوم الاغتراب
� نظرية القيمة وفائض القيمة
� صياغة نظرية اقتصادية للرأسمالية
� نظرية الاستغلال
� إطار عمل لفهم تاريخ أوروبا ما قبل الرأسمالية ورسومات تخطيطية لآسيا
� رسومات تخطيطية لبدائل الرأسمالية – مؤسسات اشتراكية
ويمكن تحويل هذه النقاط إلى سلسلة من المبادئ المنهجية الموضوعية للبحث الاجتماعي؛ على هذا النحو، كانت لها تأثير هائل على البحث العلمي والتاريخي الاجتماعي طوال القرن العشرين:
� ابحث عن المؤسسات "المادية" - الملكية، التكنولوجيا، العمل
� ادرس المؤسسات غير المادية من وجهة نظر دورها ضمن النظام الاجتماعي للإنتاج والسيطرة. الأيديولوجية والدولة والثقافة.
� ادرس طبيعة الاستغلال بين المجموعات؛ مخططات الهيمنة التي تتطلبها هذه الأمور؛ وأشكال النضال التي تنتج
� انتبه إلى التجربة الحياتية للأشخاص داخل المؤسسات الاجتماعية
� ادرس مركزية الهياكل الطبقية - الخبرة الحياتية، والاستغلال، والسلوك والحوافز، والتغيير الاجتماعي
� حدد الهياكل الدائمة - الاقتصادية والسياسية والثقافية - التي يتم من خلالها توجيه أنشطة الأفراد داخل المجتمع
في هذا النهج، لا يقدم ماركس طريقة مميزة للبحث في العلوم الاجتماعية؛ بل إنه يقدم جهدًا انتقائيًا ومستنيرًا تجريبيًا لوصف وشرح ظاهرة الرأسمالية. يقدم ماركس «أسلوبًا في البحث» يعتمد على عائلة من الفرضيات، والحدس، والالتزامات الانطولوجية. ومن خلال هذا البحث يقدم مساهمة جوهرية في العلوم الاجتماعية، في شكل سلسلة من الأفكار الوصفية والنظرية؛ خاصة فيما يتعلق بالتشريح المؤسسي وديناميكيات الرأسمالية والسلوك الاجتماعي. إن التفكير الديالكتيكي ليس جزءا من طريقة ماركس في البحث الاجتماعي؛ على الأكثر، مصدر فرضيات حول «إيجاد التناقضات». وأخيرا، فإن أدوات نظرية الاختيار العقلاني والاقتصاد الكلاسيكي الجديد تتوافق إلى حد كبير مع التفكير الماركسي.
في هذا النهج، لا تمثل مجموعة أبحاث ماركس تعليمًا دينيًا؛ فهي لا تشكل "مبادئ برهان" في سجل محفوظ . إنها أقرب إلى برنامج بحثي حسب مفهوم لاكاتوش: مجموعة من الفرضيات الكبيرة، واقتراحات لمناطق خصبة للبحث، وتفسيرات نوعية، ونظريات، و تأويلات ؛ و بعض الأجزاء من النظرية الرسمية (على سبيل المثال، نظرية العمل للقيمة). إن العمل ضمن البرنامج يعني اكتساب "المعرفة الضمنية" التي تنبثق من الدراسة المتأنية للعديد من الأمثلة على البحوث المثمرة(طومسون، بلوخ، موريشيما) ومن ثم متابعة البحث الاجتماعي في المجال المعني للباحث بطريقة مستنيرة بشكل خلاق من العمل البحثي– ولكن أيضًا من خلال أفضل الأعمال غير الماركسية – على سبيل المثال، عمل سيبل ، العمل و السياسة (Sabel 1982).
يتضمن "المنهج" مجموعة ايعازية من التعاليم لتوجيه البحث. من المؤكد أن ماركس لا يقدم مثل هذه المجموعة من التعاليم. إذا كان هناك أي شيء، فإنه سيشترك في وصفة عادية إلى حد ما – مألوفة لدى ميل (Mill 1950) أو ويويل (ويويل و بتس 1968) – على هذا المنوال:
� صياغة النظريات والفرضيات
� المشاركة في دراسة متأنية للبيانات التجريبية والتاريخية الموجودة
� تمييز "الأنماط" في البيانات التي تقترح فرضيات
� تقييم الفرضيات من خلال التحقيق التجريبي والواقعي
تبدو الأجزاء الأكثر توجيهًا في منهجية ماركس - ولكنها الآن فضفاضة ومرشدة - أكثر مثل هذا:
� افحص المؤسسات المادية
� انظر إلى الطبقة، والسلطة، والاستغلال، والهيمنة
� لا تغفل عن التأثيرات التي تخالف المبادئ المادية
� انتبه إلى "التناقضات" التي تعمل من تلقاء نفسها من خلال الطوارئ التاريخية غير المنظورة
� ابحث عن الأسباب والهياكل الأساسية
كيف إذن يجب أن نفكر في الإعداد المهني لعالم الاجتماع والمؤرخ الشاب؟ هل هو مشابه لعالم الأحياء أو الفيزيائي الشاب؟ لا ليس كذلك. تختلف العلوم الاجتماعية عن العلوم الطبيعية في كونها بطبيعتها غير متبلورة وانتقائية، وهذا مستمد من طبيعة الظواهر الاجتماعية (ليتل 1998). هناك استراتيجيات بحثية محددة للغاية، وإجراءات معملية، ونظريات أساسية في العلوم الطبيعية. لذلك يجب على عالم الأحياء الجزيئي الشاب أن يتقن نموذجًا محددًا للغاية من النظريات والآليات والهياكل الدقيقة؛ فضلا عن الاستراتيجيات الموثوقة للتجريب والاستقصاء. لكن الأمر مختلف تماماً في العلوم الاجتماعية. لن نجد هناك نظرية عامة للمجتمع، أو نمطًا متميزًا للبحث الاجتماعي. لذا فإن أفضل نصيحة للباحثين الشباب في العلوم الاجتماعية هي أن يكونوا انتقائيين ومنفتحين: أن يتعلموا مجموعة متنوعة من الأدوات، والاستراتيجيات التفسيرية، والفرضيات الأساسية والأمثلة القوية للبحث الاجتماعي. ان يتبعوا فهمًا قويًا لبعض علماء الاجتماع والباحثين الأكثر إبداعًا في الجيل الماضي أيًا كان نموذجهم (مثل هيرشمان أو سكينر أو سابيل أو تيلي أو سكوت). ثم تناول الظواهر محل الاهتمام بعقل متفتح.
خاتمة
قمنا هنا باستعراض بعض مساهمات ماركس المركزية في أبحاث العلوم الاجتماعية، وبعض أهم الأفكار التي جلبها مفكرو القرن العشرين للتأثير على البحث الاجتماعي الماركسي. هل يوجد شيء اسمه "العلم الاجتماعي الماركسي"؟ لا، إذا كانت النقطة المرجعية هي البيولوجيا الجزيئية كنموذج للبحث. ولكن نعم، إذا كنا نفكر بدلاً من برنامج بحث فضفاض، مستوحى من مجموعة من الفرضيات والرؤى والتفسيرات القوية البارزة، والتي يمكن للباحث أن يأخذها في الاعتبار أثناء فرز مشكلاته البحثية.
السبب الجذري لهذه الطبيعة الانتقائية لأفضل الأبحاث الاجتماعية يكمن في طبيعة الظواهر الاجتماعية نفسها. العالم الاجتماعي ليس منظمًا بشكل جيد. إنه ليس نظامًا يحكمه القانون للسبب والنتيجة. وبدلاً من ذلك، فهو مجموع العديد من العمليات والهياكل والمؤسسات المختلفة والشاملة، التي تتوسطها أفعال الأشخاص الهادفة والهادفة، داخل مؤسسات ثقافية ومادية معينة تحمل علاقات مشروطة وأحيانًا عرضية مع بعضها البعض.
والتفكير الماركسي، إذا تم تفسيره بشكل انتقائي مناسب، لديه الكثير ليقدمه بينما نحاول فهم هذا العالم التعددي.
مراجع
Akerlof, George. 1970. The Market for Lemons : Quality, Uncertainty and the Market Mechanism. Quarterly Journal of Economics 84:488-500.
Althusser, Louis. 1969. For Marx. [1st American ] ed. New York,: Pantheon Books.
Althusser, Louis, and Etienne Balibar. 1970. Reading Capital. London: New Left Books.
Anderson, Perry. 1974. Lineages of the absolutist state. London: New Left Books.
Arrow, Kenneth Joseph. 1963. Social choice and individual values. 2d ed, Cowles Foundation for Research in Economics at Yale University. Monograph 12. New York,: Wiley.
Aston, T. H., and C. H. E. Philpin. 1985. The Brenner debate : agrarian class structure and economic development in pre-industrial Europe, Past and present publications. Cambridge [Cambridgeshire] New York: Cambridge University Press.
Bloch, Marc Leopold Benjamin. 1966. French rural history an essay on its basic characteristics. Berkeley,: University of California Press.
Boggs, Carl. 1976. Gramsci s Marxism. London: Pluto Press.
Bowles, Samuel, and Herbert Gintis. 1976. Schooling in capitalist America : educational reform and the contradictions of economic life. New York: Basic Books.
Brenner, Robert. 1976. Agrarian Class Structure and Economic Development in Pre-Industrial Europe. Past and Present 70:30-75.
———. 1982. The Agrarian Roots of European Capitalism. Past and Present 97:16-113.
Brinton, Mary C., and Victor Nee. 1998. New institutionalism in sociology. New York: Russell Sage Foundation.
Callinicos, Nicos. 1976. Althusser s marxism. London: Pluto Press.
Carr, Edward Hallett. 1984. The Comintern and the Spanish Civil War. 1st American ed. New York: Pantheon Books.
Dobb, Maurice. 1963. Studies in the Development of Capitalism. New York: International Publishers.
Elster, Jon. 1982. Marxism, -function-alism, and Game Theory. Theory and Society 11:453-482.
———. 1985. Making Sense of Marx. Cambridge: Cambridge University Press.
———. 1986. Three challenges to class. In Analytical Marxism, edited by J. Roemer.
Engels, Friedrich. 1958. The condition of the working class in England. Oxford: B. Blackwell.
Finley, M. I. 1973. The Ancient Economy. Berkeley: University of California Press.
Giddens, Anthony. 1973. The class structure of the advanced societies, Hutchinson university library: sociology. London,: Hutchinson.
Gramsci, Antonio. 1957. The modern prince, and other writings. London: Lawrence and Wishart.
Hindess, Barry, and Paul Q. Hirst. 1975. Pre-capitalist Modes of Production. London: Routledge & Kegan Paul.
Jones, Gareth Stedman. 1971. Outcast London: a study in the relationship between classes in Victorian society. Oxford [Eng.]: Clarendon Press.
Knight, Jack. 1992. Institutions and social conflict, The Political economy of institutions and decisions. Cambridge [England] New York, N.Y.: Cambridge University Press.
Kuhn, Thomas S. 1970. The structure of scientific revolutions. [2d , enl. ed, International encyclopedia of unified science. Foundations of the unity of science, v. 2, no. 2. Chicago,: University of Chicago Press.
Lakatos, Imre. 1970. Methodology of Scientific Research Programmes . In Criticism and the Growth of Knowledge , edited by I. Lakatos and A. Musgrave.
Lakatos, Imre, and Alan Musgrave. 1974. Criticism and the growth of knowledge. Repr. with corrections 1974. ed, Proceedings of the International Colloquium in the Philosophy of Science, London, 1965 v. 4. Cambridge [Eng.] New York: Cambridge University Press.
Little, Daniel. 1986. The Scientific Marx. Minneapolis: University of Minnesota Press.
———. 1987. Dialectics and Science in Marx s Capital. Philosophy of the Social Sciences 17:197-220.
———. 1993. On the Scope and-limit-s of Generalizations in the Social Sciences. Synthese.
———. 1998. Microfoundations, Method and Causation: On the Philosophy of the Social Sciences. New Brunswick, New Jersey: Transaction Publishers.
Mandel, Ernest. 1969. Marxist economic theory. [Rev. ] ed. New York,: M[onthly] R[eview] Press.
———. 1975. Late capitalism. Revised ed. London Atlantic Highlands [N.J.]: New Left Books Humanities Press.
Marx, Karl. 1964. The eighteenth Brumaire of Louis Bonaparte. With explanatory notes. New York,: International Publishers.
———. 1977. Capital. Vol. 1. New York: Vintage.
Marx, Karl, and Friedrich Engels. 1975. Karl Marx and Frederick Engels selected correspondence. 3rd revised ed. Moscow,: Foreign Languages Pub. House.
Meszaros, Istevan. 1972. Marx s theory of alienation, Harper torchbooks. New York,: Harper & Row.
Miliband, Ralph. 1969. The State in Capitalist Society . New York : Basic.
———. 1982. Capitalist Democracy in Britain . Oxford: Oxford University Press.
Mill, John Stuart. 1950. Philosophy of Scientific Method. New York : Hafner.
Ollman, Bertell. 1971. Alienation: Marx s conception of man in capitalist society, Cambridge studies in the history and theory of politics. Cambridge [Eng.]: University Press.
———. 1993. Dialectical investigations. New York: Routledge.
Olson, Mancur. 1965. The Logic of Collective Action: Public Goods and the Theory of Groups. Cambridge: Harvard University Press.
Poulantzas, Nicos. 1973. Political Power and Social Class. London: New Left Books.
Poulantzas, Nicos Ar. 1974. Fascism and dictatorship : the Third International and the problem of fascism. London: Nlb.
———. 1975. Classes in contemporary capitalism. London: Nlb.
Powell, W-alter-W., and Paul J. DiMaggio. 1996. The New Institutionalism in Organizational Analysis. Theory, culture & society 60 (4):529(10).
Przeworski, Adam. 1985. Capitalism and Social Democracy. Cambridge: Cambridge University Press.
———. 1985. Marxism and Rational Choice . Politics & Society 14 (4):379-409.
———. 1986. Material interests, class compromise, and socialism. In Analytical Marxism, edited by J. Roemer.
Ringer, Fritz. 1997. Max Weber s Methodology: The Unification of the Cultural and Social Sciences. Cambridge: Harvard University Press.
Roemer, John. 1981. Analytical Foundations of Marxism . New York : Cambridge University Press.
———. 1982. A General Theory of Exploitation and Class . Cambridge: Harvard University Press.
———. 1982. Methodological Individualism and Deductive Marxism. Theory and Society 11:513-520.
———. 1986. Rational Choice Marxism: Some Issues of Method and Substance. In Analytical Marxism, edited by J. Roemer.
———, ed. 1986. Analytical Marxism . Cambridge: Cambridge University Press.
Ruben, D.-H. 1979. Marxism and Dialectics. In Issues in Marxist Philosophy vol. 1, edited by J. Mepham and D.-H. Ruben.
Sabel, Charles F. 1982. Work and politics : the division of labor in industry, Cambridge studies in modern political economies. Cambridge [Cambridgeshire] New York: Cambridge University Press.
Schaff, Adam. 1970. Marxism and the human individual. New York,: McGraw-Hill.
Sennett, Richard, and Jonathan Cobb. 1972. The hidden injuries of class. [1st ] ed. New York,: Knopf.
Soboul, Albert. 1989. The French Revolution, 1787-1799 : from the storming of the Bastille to Napoleon. London Boston: Unwin Hyman.
Szymanski, Albert. 1978. The Capitalist State and the Politics of Class. Cambridge, MA: Winthrop.
Thompson, E. P. 1966. The making of the English working class, Vintage books, V-322. New York,: Vintage Books.
———. 1995. The poverty of theory,´-or-An orrery of errors. New ed. London: Merlin Press.
Whewell, William, and Robert E. Butts. 1968. William Whewell s theory of scientific method. Pittsburgh: University of Pittsburgh Press.
دانيال ليتل Daniel E. Little
(مواليد 1949)
دكتوراه، بروفيسور الفلسفة. شغل منصب رئيس جامعة ميشيغان ديربورن من عام 2000 إلى عام 2018. حصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة والبكالوريوس في الرياضيات من جامعة إلينوي ودرجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة هارفارد في عام 1977. عمل أيضا كأستاذ علم الاجتماع في جامعة ميشيغان آن اربور. قبل مجيئه إلى جامعة ميشيغان دير بورن، قام بالتدريس في جامعة كولجيت وكلية ويليسلي وجامعة ويسكونسن باركسايد، وشغل منصب نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية وأستاذ الفلسفة في جامعة باكنيل. خلال الفترة 1989-1991، كان ليتل باحثا زائرا في مركز جامعة هارفارد للشؤون الدولية.
تشمل اهتمامات البروفيسور ليتل البحثية فلسفة ومنهجية العلوم الاجتماعية. لديه أيضا اهتمام دائم بالأسباب التنظيمية لفشل التكنولوجيا. نشر ليتل أكثر من 50 مقالة وبحث في المنشورات الأكاديمية، وقدم أكثر من 100 ورقة مؤتمر، بالإضافة إلى تسعة كتب.
#دلير_زنكنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟