أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسام عامر - سبع أساطير عن الاتحاد السوفيتي















المزيد.....


سبع أساطير عن الاتحاد السوفيتي


حسام عامر

الحوار المتمدن-العدد: 8208 - 2024 / 12 / 31 - 20:12
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الكاتب: ستيفن جوانز.

ترجمة: حسام عامر.

الأسطورة الأولى: لم يكن هناك دعم شعبي للاتحاد السوفيتي.

في 17 مارس 1991، قبل 9 أشهر من انهيار الاتحاد السوفيتي، ذهب المواطنون السوفيتيون الى مراكز الاقتراع للتصويت على استفتاء يسألهم عن اذا ما كانوا يؤيدون المحافظة على الاتحاد السوفيتي. صوت أكثر من ثلاثة أرباع المصوتين بنعم. أيد معظم المواطنين عدم تفكيك الاتحاد السوفيتي.(1)

الأسطورة الثانية: الروس يكرهون ستالين.

في عام 2009، أمضت قناة Rossiya الروسية ثلاثة أشهر وهي تجري استطلاع رأي سألت فيه أكثر من 50 مليون روسي عن أعظم الأشخاص في التاريخ الروسي حسب رأيهم. أتى في المركز الأول ألكسندر نيفسكي، الذي نجح في صد محاولة اجتياح غربية لروسيا في القرن الثالث عشر. أتى في المركز الثاني بيوتر ستوليبين، وهو رئيس وزراء في عهد القيصر نيكولاس الثاني، وأجرى إصلاحات زراعية واسعة. أتى في المركز الثالث وبفارق 5500 صوت جوزيف ستالين، وهو الرجل الذي يصفه صنّاع الرأي في الغرب على أنه دكتاتور دموي على يديه دماء عشرات الملايين من الناس.(2) قد يكون شخصا ملعونا في الغرب، وهذا ليس مدهشا، طالما أنه لم يحاول إرضاء رغبات أصحاب الشركات الذين يسيطرون على أجهزة االأيديولوجيا الغربية، لكن، يبدو أن للروس رأيا مختلفا، وهو رأي يرفض الانسياق خلف فكرة أن الروس كانوا ضحايا قيادة ستالين.

في مقال نشرته صحيفة الفورن افيرز في مايو/يونيو 2004 بعنوان Flight from Freedom: What Russians Think and Want، يورد المؤرخ في جامعة هارفرد ريتشارد بايبس، وهو مناهض للشيوعية، استطلاعا للرأي طلب فيه من الروس ذكر أسماء أعظم عشرة رجال ونساء في تاريخ البشرية، وليس فقط في التاريخ الروسي. أتى ستالين في المركز الرابع، بعد بيتر العظيم، ولينين، وبوشكين ... ضايقت هذه النتيجة بايبس.(3)

الأسطورة الثالثة: لم تكن اشتراكية الاتحاد السوفيتي ناجحة.

إن كان هذا صحيحا، فإن الرأسمالية باستعمال أي مقياس مساوي، من دون شك فاشلة. منذ تأسيس الاتحاد السوفيتي عام 1928، الى حين تفكيكه عام 1989، لم تمر اشتراكية الاتحاد السوفيتي أبدا بركود، ولم تفشل في توفير التوظيف الكامل، باستثناء سنوات الحرب العالمية الثانية.(4) هل يوجد أي اقتصاد رأسمالي نما من دون انقطاع، ومن دون ركود، ووفر الوظائف لكل الباحثين عن العمل، على مدى 56 عاما (وهي المدة التي كان فيها الاقتصاد السوفيتي اشتراكيا ولم تكن الدولة خلالها في حرب، أي 1928 الى 1941 و1946 الى 1989)؟ بالإضافة الى ذلك، نما الاقتصاد السوفيتي بسرعة أكبر من نمو الاقتصادات الرأسمالية التي كانت على نفس مستوى التنمية الاقتصادية عندما أطلق ستالين الخطة الخمسية الأولى عام 1928، ونمى أسرع من الاقتصاد الأمريكي خلال كل المدة التي وجد فيها النظام الاشتراكي.(5) صحيح أن قيمة الناتج المحلي الإجمالي للفرد في الاتحاد السوفيتي لم تلحق قيم الناتج المحلي للفرد في الدول الصناعية الكبرى الرأسمالية، لكن الاقتصاد السوفيتي بدأ بعد اقتصادات تلك الدول بمدة طويلة، ولم يكن مدعوما كما دول المركز الرأسمالية بتاريخ من العبودية، والنهب الاستعماري، والامبريالية الاقتصادية. بالإضافة الى ذلك، تعرض الاقتصاد السوفيتي بشكل غير منقطع لمحاولات التخريب، وخاصة من قبل أمريكا. أكبر ضرر تعرض له النمو الاقتصادي السوفيتي هو الاضطرار الى تحويل مسار جزء كبير من الموارد البشرية والمادية من الاقتصاد المدني الى الاقتصاد العسكري. ما أعاق تخطي الاقتصاد الاشتراكي السوفيتي لاقتصادات الدول الصناعية الكبرى هو التورط بمعارك مع عدو أقوى خلال الحرب الباردة وسباق التسلح، وليس ملكية الاقتصاد والتخطيط له من قبل القطاع العام.(6) مع ذلك، على الرغم من محاولات الغرب التي لم تكل لشلّ الاقتصاد السوفيتي، انتج الاقتصاد السوفيتي نموا إيجابيا في كل السنوات التي لم يكن فيها حرب، ووفر أمنا ماديا لكل مواطنيه. أي اقتصاد رأسمالي يمكنه الزعم أنه حقق نجاحا مماثلا؟

الأسطورة الرابعة: بعد أن جرب مواطنو الاتحاد السوفيتي الاشتراكية والرأسمالية، يفضلون الرأسمالية.

على العكس تماما، انهم يفضلون النظام الاقتصادي السوفيتي. في استطلاع رأٍي حديث سأل الروس عن النظام الاقتصادي الاجتماعي الذي يفضلونه، كانت إجابات المشاركين في الاستطلاع كالتالي (7):
-تخطيط وتوزيع الدولة 58%
-تخطيط وتوزيع القطاع الخاص 28%
-غير متأكد 14%
-المجموع 100%

يذكر بايبس نتائج استطلاع رأي آخر يقول فيه 72% من الروس "أنهم يريدون تقييد نشاطات القطاع الخاص الاقتصادية."(8)

الأسطورة الخامسة: بعد مضي 22 عاما، يرى مواطنو الاتحاد السوفيتي أن انهيار الاتحاد السوفيتي عاد عليهم بفوائد أكثر من الأضرار.

غير صحيح. حسب استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب، لكل مواطن من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق يرى أن تفكيك الاتحاد السوفيتي أفاد بلده، هناك مواطنان يران أنه عاد عليها بالضرر. تزداد نسبة من رأوا أن تفكيك الاتحاد السوفيتي عاد على بلادهم بالضرر بين أولئك الذين أعمارهم أكثر من 45 عام، أي أولئك الذين يعرفون النظام الاقتصادي السوفيتي أكثر من غيرهم.(9)

حسب استطلاع رأي آخر يذكره بايبس، ثلاثة أرباع الروس نادمون على انهيار الاتحاد السوفيتي.(10) غير معقول أن تصدر أراء كهذه من أشخاص عاشوا في ظل دولة قمعية واقتصادها بليد ومصاب بالتهاب المفاصل، كما يزعم الغرب.

الأسطورة السادسة: يعيش مواطنو الاتحاد السوفيتي السابق حياة أفضل اليوم.

بالتأكيد بعضهم يعيش حياة أفضل، لكن هل هذا هو الحال بالنسبة الى معظمهم؟ مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأكثرية تفضل النظام الاشتراكي السابق على النظام الرأسمالي، وأن الأكثرية ترى أن تفكيك الاتحاد السوفيتي عاد عليهم بأثار سلبية. يمكننا أن نستنتج أن وضع الأكثرية ليس أفضل من السابق، أو على الأقل، الأكثرية لا ترى أن وضعها أفضل من السابق. هذا الاستنتاج مؤكد، على الأقل من ناحية متوسط العمر المتوقع. في تقرير نشرته المجلة الطبية البريطانية العريقة The Lancet، يذكر عالم الاجتماع ديفيد ستاكلر والباحث الطبي مارتن ماكي، أن التحول نحو الرأسمالية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق نتج عنه انخفاض حاد في متوسط العمر المتوقع، وفقط "أكثر بقليل من نصف الدول التي كانت شيوعية في السابق تمكنت من استعادة مستويات متوسط العمر المتوقع التي كانت موجودة قبل التحول نحو الرأسمالية."(11) وجدت دراسة نشرها هوارد وايتكينز وشيرلي كيريستو عام 1986، وبناء على بيانات البنك الدولي، أن الاقتصادات الاشتراكية لدول الاتحاد السوفيتي السابق نتج عنها مخرجات أفضل من ناحية جودة الحياة الجسدية، مثل متوسط العمر المتوقع، ومعدل وفيات الرضع، وكمية السعرات الحرارية المستهلكة، مقارنة بالدول الرأسمالية التي كانت اقتصاداتها بنفس مستوى التنمية الاقتصادية.(12)

بالنسبة الى التحول من الدولة ذات الحزب الواحد الى الديمقراطية ذات الأحزاب المتعددة، يشير بايبس الى أن الروس يرون أن الديمقراطية حيلة. يرى أكثر من ثلاثة أرباع الروس أن "الديمقراطية هي واجهة لحكومة يتحكم بها زمرة من الأثرياء وأصحاب النفوذ."(13) من قال أن الروس ليسوا فطناء؟

الأسطورة السابعة: إن أراد مواطنو الاتحاد السوفيتي السابق العودة الى الاشتراكية، بإمكانهم التصويت لها.

الأمر ليس بهذه السهولة. الأنظمة الرأسمالية مبنية بحيث تدعم السياسات العامة التي تناسب الرأسماليين، وليس السياسات التي لها شعبية وتتعارض مع مصالح الرأسماليين. اذا وضعنا أوباما كير جانبا، لا توفر أمريكا تأمين صحي عام متكامل. لماذا؟ بناء على استطلاعات الرأي، معظم الأمريكيون يريدون تأمين صحي كهذا. لماذا لا يحصلون عليه عن طريق التصويت؟ الإجابة طبعا هي أن هناك مصالح رأسمالية قوية تمنع ذلك، بشكل أساسي شركات التأمين الخاصة التي استخدمت ثرواتها ونفوذها لتمنع تمرير سياسات عامة تقلل من أرباحها. ما له شعبية، ليس دائما، وعادة، لا يسود في المجتمعات التي يتمكن فيها أولئك الذين يملكون ويتحكمون بالاقتصاد من استخدام ثرواتهم ونفوذهم للسيطرة على النظام السياسي من أجل الفوز في المنافسات بين مصالحهم ومصالح الشعوب.

احتمال عودة الروس الى الاشتراكية أكبر بكثير كما حصل في المرة الأولى، أي عبر الثورة، وليس عن طريق الانتخابات.

ملاحظة المترجم: هذا المقال مقتبس من مقال نشره الكاتب ستيفن جوانز على مدونته عام 2013 وعنوانه:
Seven Myths about the USSR

المراجع:
(1)”Referendum on the preservation of the USSR,” RIA Novosti, 2001, http://en.ria.ru/infographics/20110313/162959645.html
(2)Guy Gavriel Kay, “The greatest Russians of all time?” The Globe and Mail (Toronto), January 10, 2009.
(3)Richard Pipes, “Flight from Freedom: What Russians Think and Want,” Foreign Affairs, May/June 2004.
(4)Robert C. Allen. Farm to Factory: A Reinterpretation of the Soviet Industrial Revolution, Princeton University Press, 2003. David Kotz and Fred Weir. Revolution From Above: The Demise of the Soviet System, Routledge, 1997.
(5)Allen Kotz and Weir.
(6)Stephen Gowans, “Do Publicly Owned, Planned Economies Work?” what’s left, December 21, 2012.
(7)“Russia Nw”, in The Washington Post, March 25, 2009.
(8)Pipes.
(9)Neli Espova and Julie Ray, “Former Soviet countries see more harm from breakup,” Gallup, December 19, 2013, http://www.gallup.com/poll/166538/former-soviet-countries-harm-breakup.aspx
(10)Pipes.
(11)Judy Dempsey, “Study looks at mortality in post-Soviet era,” The New York Times, January 16, 2009.
(12)Shirley Ceresto and Howard Waitzkin, “Economic development, political-economic system, and the physical quality of life”, American Journal of Public Health, June 1986, Vol. 76, No. 6.
(13)Pipes.



#حسام_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما سبب الدعم الامريكي الهائل لإسرائيل؟
- لماذا استهدف الغرب سورية؟
- محرك الابتكار هو التمويل الحكومي للبحث والتطوير، وليس الرأسم ...
- لماذا تستهدف أمريكا إيران؟
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ...
- ما سبب انهيار الاتحاد السوفيتي؟
- لماذا استهدف الغرب ليبيا ولم يستهدف البحرين خلال أحداث الخري ...
- ما الذي يجعل أمريكا أغنى من شركائها في مجموعة الدول الصناعية ...
- الحمائية...توجد الحقيقة على ورقة ال10--$--.
- مبروك يا سيادة الرئيس! مبروك بوليفيا!
- قلب أسطورة الفساد رأساً على عقب
- حقيقة التفاوت الصارخ في توزيع الثروة العالمية
- مصر النيوليبرالية: الثورة المختطفة


المزيد.....




- قادة أوروبا يعززون اليمين المتطرف عبر اتخاذ اللاجئين السوريي ...
- لا وقت للانتظار امام اليسار السوري
- ثمانية أشهر من الحبس والتهمة تعليق «بانر فلسطين»
- إحالة قضية العامل بـ«الإسعاف» سامح زكريا إلى المحاكمة
- «تغريب» محمد عادل.. الإضراب عن المياه يساوي الموت المحقق
- «تغريب» محمد عادل.. النظام يُنكل برموز ثورة يناير
- «قمع الثقافة».. منع المرايا من المشاركة في «معرض الكتاب» 202 ...
- «التضامن مش جريمة».. محاكمة مروة عرفة بعد 4 سنوات من الحبس ا ...
- جريدة النهج الديمقراطي العدد 586
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 585


المزيد.....

- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسام عامر - سبع أساطير عن الاتحاد السوفيتي