أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبدالمغني - منطق الإقصاء: عقبة أمام بناء الدول العربية الحديثة














المزيد.....


منطق الإقصاء: عقبة أمام بناء الدول العربية الحديثة


محمد عبدالمغني
صحفي وباحث سياسي

(Mohammed Abdulmoghni)


الحوار المتمدن-العدد: 8208 - 2024 / 12 / 31 - 16:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس مفهوما كيف يمكن للبعض، في هذا العصر - عصر الثورات الديمقراطية، وعصر الإنترنت، وعصر تغير معظم المفاهيم السياسية والاجتماعية والثقافية، وتغير نمط تفكير الأجيال - أن يتبنوا فكرة أن الانتصار في الصراع السياسي يمنح المنتصر الحق في إقصاء جميع الأطراف الأخرى؟
إذا تمعنا في هذا الطرح جيدًا فسنجد أنه لا يتصل البتة بمنطق بناء الدول، انه منطق رجال العصابات وهو عادة منطق يؤدي لدورات صراع جديدة في المستقبل.
ارتفاع صوت منطق الغلبة ومروّجيه يعني ان على الناس بمافيهم النخب السياسية والثقافية وغيرهم في البلدان العربية اليوم ان يخضعوا لتفكير ماضوي يتناقض تماماً مع رؤية التحولات الكبرى التي عاشها العالم في زمن تغيرت فيه اغلب المفاهيم بعد الحروب والصراعات الكثيرة على امتداد التاريخ الإنساني .
ألمانيا على سبيل المثال بعد الحرب العالمية الثانية وبعد هزيمة النازية، بنت دولتها الحديثة على أسس الديمقراطية التشاركية، تعاونت القوى السياسية لوضع دستور يضمن التعددية واحترام حقوق الإنسان، وهو العامل الرئيسي الذي ساهم في استقرار البلاد وازدهارها لتصبح من أعظم اقتصاديات العالم اليوم.
الهند ايضا بعد الاستقلال في العام 1947 ومع وجود التنوع الديني والإثني الهائل، نجحت في بناء ديمقراطية تعددية منذ استقلالها ركزت على إشراك جميع الفئات في العملية السياسية.
جنوب إفريقيا، تحت قيادة مانديلا، تجاوزت ثقافة الإقصاء بعد نهاية نظام الفصل العنصري، و اختار مانديلا التشارك في السلطة والعمل على خلق المصالحة الوطنية.
هذه الأمثلة وغيرها الكثير في العالم تقول أن العصبوية والغلبة العددية، لا تبنيان دول. بناء الدول يتطلب رؤية منهجية وشاملة تتجاوز الانفعال اللحظي او منطق "بلطجي الحارة" الذي يأخذ اسطوانات الغاز المخصصة للحي من العاقل الفاسد، ثم يطالب سكان الحي بالرضا بحكمه الذي ينص على عدم توزيع الاسطوانات للناس فقط لأنه واجه العاقل الفاسد وهم لم يفعلوا ذلك.
أي حل لتجاوز دورات الصراع ومارسخته الدكتاتوريات في المنطقة العربية لا يكمن في هيمنة من يملك القوة. الحل في بناء سلطات قانونية ديمقراطية حديثة تستجيب لمعطيات الواقع المعقد خاصة للدول متعددة الأحزاب و الإيديولوجيا و الأعراق والطوائف والمناطق والأديان.
صحيح أن هناك من قاتل وضحى في دورات الصراع في البلدان العربية وهناك ايضا من سيفعل ذلك ، لكن هذا لا يعني أن تضحياتهم تبرر الإقصاء أو فرض نظم لاتعطي اعتبار للآخرين. الدولة ليست ملكاً لمن حمل السلاح أو انتصر في لحظة ما، بل هي مشروع جامع. أن المطالبة بإقصاء اي طرف سياسي او اجتماعي بحجة أنهم لم يشاركوا في القتال او كانوا صامتين هو تكرار لأخطاء الماضي التي أدت إلى انهيار الدول واستمرار الصراعات.
بناء الدول يحتاج إلى رؤية بعيدة المدى تقوم على الشراكة لا الاستفراد، وعلى تأسيس اطر قانونية لا منطق العصابات.



#محمد_عبدالمغني (هاشتاغ)       Mohammed_Abdulmoghni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محدودية الاهتمام بقضايا تغير المناخ في البلدان العربية: الأس ...
- سمّوني من اليوم خالد اليمن - مصر
- هل مازال هناك نخبة في اليمن؟
- الدراما أمام البرامج التلفزيونية الأخرى.. من سيكسب السباق مس ...
- الشعبوية أم الصحافة المهنية.. ماذا يجب أن نختار اليوم؟
- لماذا تفشل محاولات إحلال السلام في اليمن ؟
- الصحافة في اليمن.. مجال للموت وعودة لزمن الصوت الواحد
- من يتحكم بتصدير الأساطير يتحكم بوعي الناس في اليمن
- الخلاف الخليجي الخليجي.. هل غير من خارطة التحالفات في اليمن؟
- المعارضة السياسية..وصراع الثنائيات داخل السلطة اليمنية
- الخطاب التنويري في الوطن العربي.. النجاحات والتعثرات
- النسوية العربية واشكالية النظرة إلى الرجل كشر محض
- ثورة سبتمبر اليمنية ..انتقال لفكرة للمواطنة وتراكم للوعي الم ...
- العدمية الجديدة ..العودة الى عصر ما قبل القانون


المزيد.....




- “حميـدو الولد الشقي” تردد قناة طيور الجنة الجديد Toyor Aljan ...
- بياع التفاح????لف البلد ولا ارتاح.. استقبل تردد قناة طيور ال ...
- بيربوك من دمشق: أوروبا ستدعم سوريا الجديدة لكن -لن تموّل هيئ ...
- وزيرة خارجية ألمانيا من دمشق: أوروبا لن تمول -هياكل إسلامية- ...
- هل عادت هجمات تنظيم الدولة الإسلامية؟ - صحف
- وزير خارجية فرنسا: سنقف إلى جانب ممثلي المجتمع المدني والمسي ...
- أجواء الجمعة الرابعة بالجامع الأموي في دمشق بعد سقوط نظام ال ...
- وزير خارجية فرنسا يلتقي رجال دين مسيحيين في دمشق
- كيف نجح الموساد في ترحيل يهود الفلاشا من إثيوبيا لإسرائيل؟
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: منفذ عملية الدهس في نيو أورليانز ا ...


المزيد.....

- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبدالمغني - منطق الإقصاء: عقبة أمام بناء الدول العربية الحديثة