أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بهجت العبيدي البيبة - فرحة بمرض نتنياهو أم هروب من مواجهة الواقع؟














المزيد.....


فرحة بمرض نتنياهو أم هروب من مواجهة الواقع؟


بهجت العبيدي البيبة

الحوار المتمدن-العدد: 8208 - 2024 / 12 / 31 - 12:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بقلم: بهجت العبيدي

عانى العالم العربي لعقود طويلة من حالة متواصلة من الاتكالية والتواكل، حيث تُعلَّق الآمال على أحداث غيبية أو معجزات لا تتناسب مع قوانين الكون وسننه. إن هذه العقلية، التي تفتقر إلى عمق الفهم للواقع، قد جعلتنا نغفل عن الأهمية الحقيقية للعمل الفعلي الذي يتطلبه بناء الذات وتعزيز التعليم وتطوير الاقتصاد ودعم المقاومة بشتى الأشكال. إن واقعنا اليوم يفرض علينا أن نكون المبادرين في مسيرتنا نحو تحقيق الحقوق وإرساء العدالة.

كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز” (رواه مسلم). هذا الحديث يُذكّرنا بضرورة الاعتماد على الجهد والعمل الدؤوب، بدلاً من الاستسلام للإحباط أو انتظار النصر من غير جهد. وفي هذا الإطار، يُعتبر الشعور بالشماتة تجاه مرض شخصية معادية مثل نتنياهو تعبيرًا عن غضب شعبي مكبوت، ولكنه في الوقت ذاته يظهر أن هذا الغضب لا يُترجم إلى فعل حقيقي يمكن أن يؤثر على موازين القوة أو يُعيد الحقوق المفقودة.

إن الفرحة بمرض نتنياهو قد تُخفف من وطأة الإحباط النفسي، لكنها لا تسهم في معالجة جذور المشكلة. إن الفرح بمعاناة شخص واحد في سياق معاناة شعب كامل يُعَد بمثابة إلهاء عن التحديات الأكبر التي نواجهها. وعلينا أن نُدرك أن الشعارات والمشاعر العابرة لن تُعيد الحقوق، بل إننا بحاجة إلى توجيه طاقاتنا نحو بناء مجتمعات قوية، وتعزيز ثقافة العمل والإنتاج، وتصحيح الأخطاء التي نعاني منها، والعمل على تكوين قوة ذاتية مستدامة.

إن التاريخ بطبيعته يحمل في طياته دروسًا قيمة يمكن أن نستفيد منها. فعندما سُئل الحكيم الصيني كونفوشيوس عن سر النصر، قال: "ابدأ بإصلاح ذاتك، ثم بيتك، ثم مجتمعك، فستجد النصر قد جاء من تلقاء نفسه". هذه الحكمة تُظهر أن النصر الحقيقي يبدأ دومًا من الذات، ومن ثم يتوسع ليشمل من نحبهم ومن نعيش معهم. ففهمنا لمكانتنا في العالم يتطلب منا أولاً إدراك نقاط قوتنا وضعفنا، والعمل على إصلاحها.

ليس من العيب أن نشعر بالفرح عند رؤية ظالم يُصاب ببلاء، ولكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن الأحوال لا تتغير بالمشاعر السلبية وحدها. فالنصر الذي ننتظره لن يأتي إلا بالجد والاجتهاد، وبالتزامنا بقيمنا الإنسانية وأخلاقنا التي تُعزز لدينا الشعور بالكرامة والسيادة. إن العمل الفعلي هو السبيل إلى تجاوز الفجوات التي تُعيق تقدمنا، وتجهيز الأجيال القادمة لمواجهة التحديات بكل قوة وثبات.

وكما قال أمير الشعراء:
“وما نيل المطالب بالتمني… ولكن تُؤخذ الدنيا غلابا”

لذا، ينبغي علينا أن نعمل بلا كلل أو ملل على بناء مستقبل يتناسب مع طموحات أمتنا وتطلعاتها. فعلى الرغم من الأزمات الحالية، يجب أن نُحضر أنفسنا لمواجهة التحديات بروح من التعاون والعمل الجماعي. إن اللحظات العابرة من الفرح، الناتجة عن المرض أو الفشل في الشخصيات المعادية، لا تساهم في حل مشكلاتنا، بل قد تُعزز أحيانًا من حالة التراخي التي تردينا إلى الوراء.

فلنستمد العبرة من كل ما مررنا به، ولنُخطط لخطواتنا بعزيمة. إن الطريق إلى النصر لا يتطلب فقط الأمل، لكن يتطلب المثابرة والرؤية الواضحة، والعمل المدروس الذي يُدفع بأهداف نبيلة. فلنتعاون جميعًا، ولنُعزز قيم التعاون والمثابرة داخل مجتمعاتنا، لنُعيد بناء ما أُهمل، ولنُحقق التكامل الذي نحتاجه لاستعادة مكانتنا.

إن السؤال الهام الآن: هل نحن مستعدون، اليوم، لتجاوز عواطفنا السطحية والتوجه نحو العمل الذي يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا؟ سيكون الجواب بالتأكيد هو البداية الحقيقية للنهضة. فلنعمل بجدٍ، ولنجعل من كل تحدٍ فرصةً للنمو والتطور، ونُؤسس لمستقبل يليق بأمتنا، مستقبل قائم على القوة والوحدة، يُعيد إلينا حقوقنا كاملة، ويضع حداً للظلم الذي عانته شعوبنا على مرّ السنين.

إن التعلق بانتظار الأحداث العابرة وتحويلها إلى انتصارات وهمية يُعد خطوة للخلف، حيث يجعلنا نغفل عن أهمية العمل الجاد والتخطيط للمستقبل. لقد حان الوقت للتغيير الحقيقي، وللعمل الفعلي الذي يضمن لنا مستقبلًا أفضل. فالتحديات متعددة، ولكن الأمل، إذا تم توجيهه بالشكل الصحيح، قد يصبح وقودًا لتحقيق المعجزات التي نُصدق وقوعها.



#بهجت_العبيدي_البيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الإدراكية: قفزة الإنسان العاقل نحو السيادة على الأرض
- حوار حول مستقبل سوريا: بين التفاؤل والتشاؤم
- محمد صلاح: رمز سلام يتحدى التعصب
- الحروف الفينيقيّة: الثورة الصامتة التي غيّرت مجرى التاريخ
- الرشدية اللاتينية: بذور النهضة الأوروبية وخسارة العالم الإسل ...
- التنوير العربي: رحلة متواصلة نحو العقلانية والعلم
- العقل السحري بين الشرق والغرب: تأملات في عقول الجماهير والمد ...
- ألمانيا في محنة: بين جراح الإرهاب وصوت الضمير
- إعمال العقل في النصوص الدينية: بين نور الفكر وظلام الجمود
- مصر والجائزة الكبرى في مخطط الشرق الأوسط الجديد
- اللغة العربية: بين عظمة الإرث وتحديات العصر
- قراءة في خريطة الصراعات العالمية والإقليمية: مستقبل العرب وم ...
- العقل النقدي بين “حرية العقل” وتحقيق “دويتشه فيله”: معركة ال ...
- الذكاء الاصطناعي: شريك الإنسانية في غزو المستقبل واستكشاف عو ...
- الفوضى الخلاقة: معارك عربية بين الانهيار والصمود
- في الوفاء نكتب: قيمة إنسانية لا تموت
- التاريخ بين الحقيقة والتحريف: دعوة لدراسته بمنهج علمي موضوعي
- الحب.. بوابة العروج إلى السماء
- حرية العقل وبوصلة الفكر: التعليم في مواجهة الفوضى الكبرى
- قراءة في قرارات القيادة العامة السورية: رؤية شاملة لمستقبل ج ...


المزيد.....




- كيف نجح الموساد في ترحيل يهود الفلاشا من إثيوبيا لإسرائيل؟
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: منفذ عملية الدهس في نيو أورليانز ا ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة 2025 “انا أنا البرتقالة” .. ...
- لماذا أوقف لبنان عبدالرحمن القرضاوي وما مصير قضيته؟
- -الجماعة الإسلامية- بلبنان تدعو لإطلاق سراح القرضاوي
- ماما جابت بيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 لمشاهدة أفضل ...
- ماذا نعرف عن منفذ هجوم نيو أورليانز المشتبه بتبنّيه لأفكار ا ...
- من -البعثية- إلى -الإسلاموية-...كيف تفاعل رواد مواقع التواصل ...
- السيد الحكيم: الأمة الإسلامية تمر بمنعطف حساس
- شرطة الاحتلال تقتحم حي سويح ببلدة سلوان جنوب المسجد الاقصى ا ...


المزيد.....

- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بهجت العبيدي البيبة - فرحة بمرض نتنياهو أم هروب من مواجهة الواقع؟